Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رئيس الجمهورية يكلّف رسمياً السيد نوري المالكي بتشكيل الحكومة

25/11/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
كلّف فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني خلال مراسم جرت بقصر السلام ببغداد ظهر اليوم الخميس 25-11-2010، السيد نوري المالكي بتشكيل الحكومة العراقية، بحضور رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ورئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود وممثلي الكتل الفائزة في الانتخابات وممثل رئيس اقليم كردستان الدكتور روز نوري شاويس وعدد من الشخصيات العراقية.

وفيما يأتي نصوص المرسوم الجمهوري وكلمتي فخامة رئيس الجمهورية و دولة رئيس الوزراء:

"مرسوم جمهوري
رقم (86)

إستناداً لأحكام البندين (أولاً وثانياً) من المادة (76) والبند (سابعاً) من المادة (73) من الدستور، رسمنا بما هو آت:-
أولاً: تكليف السيد نوري كامل المالكي بتشكيل مجلس الوزراء ويتولى تسمية أعضاء وزارته خلال مدة (30) ثلاثين يوماً من تاريخ صدور هذا المرسوم.
ثانياً: ينفذ هذا المرسوم من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية.

كتب ببغداد في اليوم التاسع عشر من شهر ذي الحجة لسنة 1431 هجرية
الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني لسنة 2010 ميلادية

جلال طالباني
رئيس الجمهورية"

كلمة فخامة رئيس الجمهورية:
"بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة والأخوات الأكارم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اشكر لكم حضوركم هذا بهذه المناسبة العزيزة مناسبة تكليف دولة الرئيس الأخ نوري المالكي بتشكيل الحكومة طبقاً للمادة 76 من الدستور العراقي..
إنني في الوقت الذي أكلف فيه الأخ المالكي بتشكيل الحكومة لعلى ثقة من أنه سيأخذ بنظر الإعتبار جملة أمور:
1- أن يكون رائده تحرّي الكفاءات الوطنية العراقية التي عرفت بالنزاهة والخبرة والتضحية من أجل الشعب.
2- أن تتسع الحكومة بمكوناتها إلى كل مكونات الشعب العراقي دون أن تستثني من طرفها اي قوة سياسية حتى تساهم برص الصف الوطني.
3- الإصرار على الإلتزام بالدستور وتطبيق بنوده وخلق أجواء التعاون والتكامل مع مجلس النواب بإعتباره ممثلاً للسلطة التشريعة.
4- مد الجسور مع الدول الشقيقة والصديقة على قاعدة المصالح المشتركة وتجنب المخاطر المشتركة مع حفظ السيادة والإستقلال وعدم التدخل بشؤون العراق الداخلية.
5- أن تكون الأولويات الوطنية في صدارة إهتمام الحكومة من حيث الخدمات، الأمن، تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، معالجة المشاكل العالقة، المصالحة الوطنية، السجناء والمعتلقين..
6- مكافحة الفساد بكل أنواعه من حيث السياسات العامة أو الأفراد الذين طالهم الفساد.
7- تذليل العقبات أمام قواتنا المسلحة حتى تضطلع بمهامها بالشكل الأكمل والإرتقاء إلى المستوى المطلوب.
الأخوات والأخوة الأفاضل..
لقد واجهت مسيرة بلادنا على طريق بناء المجتمع الجديد صعاباً كثيرة وتحديات خطيرة ولكن عراقنا الحبيب ظل يخطو بدأب، مرسياً لبنة إثر أخرى في صرح الدولة الديمقراطية التعددية الإتحادية.
وبرهنت الإنتخابات الأخيرة إن مثيري البغضاء ومشعلي نيران الفتنة لم يفلحوا في جعل إختلافاتنا في الرؤى والأفكار تتحول إلى صراع دموي، بل ظلت في الغالب الأعم محصورة في إطار الحوار البناء والتنافس النزيه.
وتمخضت تلك الحوارات المكثفة والطويلة عن توافق كان تجسيداً حياً للإرادة العراقية الحرة، وتأكيداً على أن مصير العراق يصنع في وادي الرافدين بإستلهام تراثه وإرثه وبالإستناد إلى واقعه الراهن وتشخيص مصلحة أبنائه وتقديمها على كل الإعتبارات والإرادات الأخرى.
وكانت مبادرة رئيس إقليم كردستان الأخ الرئيس مسعود بارزاني تعبيراً عن تلك الإرادة العراقية وغدا ما حظيت به من ترحيب ودعم برهاناً على رغبة الأطراف السياسية، مهما تباينت توجهاتها، في الإتفاق على كلمة سواء وحلول ترضي الجميع وتصب في مصلحة الشعب والوطن.
وبذلك أرسينا ركناً فائق الأهمية من الأركان التي نرتكز عليها في بناء الهوية الوطنية الموحدة والسير في طريق السيادة الناجحة لعراق حر وديمقراطي.
وها نحن اليوم نضيف تقليداً ديمقراطياً آخر مستنداً إلى المادة السادسة والسبعين من الدستور، بتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً الأخ الأستاذ نوري المالكي لتشكيل الحكومة الجديدة، التي نثق أنها ستكون حكومة شراكة وطنية حقيقية لا تقصي أحدا ولا تستثني طرفاً، وكلنا أمل في إن الكتل النيابية والأحزاب السياسية سوف تعتمد في فرز مرشحيها لتسلم الحقائب الوزارية مبادئ الكفاءة والمهنية والنزاهة منطلقة من المصالح العليا للبلد، لكيما تكون الحكومة مؤهلة وقادرة على التصدي لما سوف تواجهه من مهمات على صعد الأمن والخدمات والتنمية الإقتصادية والعلاقات الخارجية وسائر الميادين الأخرى.
إن بلادنا، أيتها الأخوات وأيها الأخوة، تمر في منعطف بالغ الدقة والحساسية وعلى السلطات المنتخبة من الشعب أن تكون أهلاً للثقة المناطة بها، وعلينا جميعاً أن نتشارك في النهوض بأعباء المرحلة وتحمل مسؤولياتها والعبور إلى شاطئ الإستقرار وتحقيق المشروع النهضوي التنموي. وإن كل ما سوف يتحقق من نجاحات على هذا الطريق ينبغي أن يسجل إنجازاً للجميع، كما لا بد في المقابل أن نتحمل سوية، بالشراكة والتكافل، ما قد يطرأ من إشكالات وسلبيات، وتلك هي الشراكة الحقيقية.
أتمنى لك، دولة الرئيس وأيها الأخ العزيز ابو إسراء، كل التوفيق في تشكيل الحكومة سائلين الله تبارك وتعالى أن يعينك في مسعاك، وكلي ثقة في أن إخوانك وشركاءك لن يبخلوا عليك بالدعم والمؤازرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

كلمة دولة رئيس الوزراء:

"بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد رئيس الجمهورية المحترم
السيدات والسادة المحترمون..

أتقدم بالشكر والإمتنان إلى الشعب العراقي الكريم وكل الذين أولوني ثقتهم في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة.
كما أتقدم بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال طالباني على تقديره العالي وثقته في إختياري لهذا التكليف لتشكيل حكومة الشراكة الوطنية التي أستعين بالله العظيم وبهمة الشعب العراقي الكريم وبكل المخلصين من اخواني السياسيين من أجل النهوض بها وأدائها على أكمل وجه.
أيها الأخوة والأخوات الأعزاء: إنني أعلم جيداً وأنتم كذلك تعلمون إن المهمة التي كلفت بتحمل أعبائها ليست مهمة سهلة ولا سيما في الظروف الحالية التي يمر بها العراق وإن أحداً منا لا يستطيع النهوض بها بمفرده ولا بد من تكاتف جميع الجهود وحشد كل الإمكانات دون إستثناء من أجل أن ننجح ونجتاز ببلدنا هذه المرحلة الحساسة من تأريخه العظيم. لذا فإنني أتوجه الى الشعب العراقي العظيم بكل أطيافه والى إخواني السياسيين بضرورة العمل على تجاوز جميع الخلافات التي طغت خلال المراحل السابقة، لنضعها خلف ظهورنا ولنفتح صفحة جديدة يسودها التعاون والتكاتف وليكن هدفنا جميعاً هو خدمة العراق لا خدمة الأحزاب وغير ذلك، وليتقدم هذا الهدف على جميع الأهداف الأخرى.
أيها الأخوة أيتها الأخوات: إننا أمام مهمة كبيرة تتجاوز موضوع تشكيل الحكومة والقيام بمهامها الإدارية المعروفة إلى موضوع بناء الدولة وترسيخ مؤسساتها وتشييد قيمها لتكون هي العنوان الذي يجمعنا والهوية التي توحدنا. إننا أمام تركة ثقيلة في هذا المجال. لذا أجد لزاماً علي أن أدعو جميع الكتل السياسية أن تضع هذا الأمر نصب عينها في ترشيحاتها لمختلف المناصب الوزارية فتبحث عن الكفاءة والمهنية والنزاهة كمعايير أساسية لترشيحاتها. إننا نريد حكومة فعالة وكفوءة وقادرة على إختصار المسافات من أجل تقديم الخدمة لشعبنا الذي تأخرنا عنه طويلاً.
أيها الأخوة والأخوات: إن كل ما نطمح إليه من إعمار وتقدم وإزدهار يستند إلى قاعدة اساسية هي الأمن، وتثبيت الأمن وإستقراره مسؤولية مشتركة لا تنهض بها الأجهزة الأمنية وحدها ولا الحكومة بمفردها مهما أوتيت من قوة بل هي مسؤولية الجميع إبتداءً من المواطن البسيط إلى السياسي في أعلى مراتب الدولة والمجتمع. علينا أن نسهم جميعاً في بناء الأمن والإستقرار الذي ننعم به جميعاً أيضاً. يجب علينا دعم قواتنا من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية في مهمتها الصعبة لإقرار الأمن وأن نكون عوناً لها في مهامها وتضحياتها الكبيرة التي قدمتها طوال المرحلة السابقة في معركتها مع الإرهابيين والعصابات والعابثين بأمن المواطنين لا أن نكون عبئاً عليها أو نوجه سهامنا إليها.
ثم إنني أجد من الضروري التأكيد على ضرورة التعاون التام والتنسيق بين السلطات الثلاث ولا سيما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وأن يكون هدفهما معاً هو العمل على إنجاح الآخر. وإسمحوا لي أن اقول إن تجربتنا خلال المرحلة السابقة لم تكن مشجعة في هذا المجال. لذا نرجو أن تكون سمة المرحلة القادمة هو التعاون والتنسيق والتكامل وليس العكس. فإن الحكومة لا تستطيع عمل شيء دون تعاون مجلس النواب معها وإمدادها بما تحتاج من تشريعات وقوانين وتعيينات وكذلك من دور رقابي يكون هدفه التطوير وليس التعطيل والتصويب وليس الإعاقة.
كما لا بد لي من الإشادة بالسلطة الرابعة ودور الإعلام الرقابي الناقد والمسؤول الذي لا بد أن يأخذ دوره كركن اساسي في بناء النظام الديمقراطي وشريك لا غنى عنه في معركة البناء والإعمار. وأدعو إلى المزيد من المهنية والنزاهة والإبتعاد عن التسييس والتحريض والتنقيب عن الإثارة السلبية والإصطفاف بشسعور أو بدونه إلى جنب القوى التي تريد تشويه مسيرتنا السياسية.
لقد أعلنت وألتزم ويجب أن يلتزم معي إخواني السياسيون والوزراء ومنظمات المجتمع المدني وجميع شرائح المجتمع بالعمل الدؤوب المسؤول لجعل معالم الدورة الحالية (القادمة) كما حددناه (تثبيت الأمن وتفعيل الإعمار والخدمات)، ولقد كانت السنوات الماضية رغم صعوبة ظروف الحكومة إلا أنها وضعت لبنات اساسية للتطوير والإعمار في مجالات النفط والكهرباء والصحة والمياه والمجاري والتعليم، والسنوات القادمة يجب أن تكون سنوات جني الثمار. وأن تتجه الحكومة بجهد اساسي لتخفيف معاناة الشرائح الفقيرة من المجتمع وتقليص الفارق بالدخول والرواتب والإمتيازات.
أتقدم مرة أخرى بالشكر والإمتنان لأبناء الشعب كافة لمؤازرتهم لنا وثقتهم بنا وكذلك لتحملهم لنا وصبرهم طيلة هذه الفترة من النقاش والجدل.
كما أشكر زملائي وإخواني الوزراء الذين رافقوني طيلة المرحلة السابقة بما شابها من ايام حلوة ومرة.
واشكركم جميعاً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق. Opinions