رئيسا مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي يشيدان بسياسة إقليم كوردستان العراق
فيما يستمر تدفق السوريين إلى إقليم كردستان العراق، أشاد رئيسا المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي بالحكومة المحلية لمنحها اللجوء لما يقرب من 200,000 شخص، بما في ذلك حوالي 47,000 شخص وصلوا خلال الأسبوعين الماضيين. وعلى الرغم من العبء الذي يشكله استيعاب مثل هذا العدد الكبير، فقد فتحت السلطات الإقليمية حدودهما وقدما مساحة من الأرض لاستيعاب اللاجئين في المخيمات .
وقال المفوض السامي انطونيو غوتيريس الذي زار مخيم دوميز للاجئين الواقع على بعد 70 كيلومتراً من الحدود مع سوريا والذي يستضيف45,000 لاجئ: "يمثل هذا التدفق ضغطاً كبيراً على الاقتصاد والبنية التحتية هنا، ووجود حرب تدور رحاها بالقرب من هنا يشكل تهديداً دائماً. أود أن أعرب عن امتناني العميق لحكومة وشعب اقليم كردستان الذين رحبوا بالكثير من السوريين ممن هم بحاجة للحماية ".
وفي معرض حديثه للصحفيين بعد زيارة للمخيم، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي ايرثارين كزن: "نحن هنا من أجل هؤلاء الناس. وسنكون هنا طالما واصلت حكومة إقليم كردستان توفير الدعم لنا وطالما أن الشعب السوري بحاجة لنا ".
يعيش أقل من نصف عدد اللاجئين في مخيمات، ويفضل معظمهم العيش في المناطق الحضرية بحيث يمكنهم البحث عن عمل. وتنحدر أصول غالبية اللاجئين السوريين الفارين إلى العراق من الحسكة وحلب وهناك أعداد أقل من دمشق والرقة وذلك في ظل تزايد العنف وعدم الاستقرار ونقص الخدمات.
وقال غوتيريس: "عندما تتعرض بلد ما للدمار ويموت شعبها أو يلوذ بالفرار وتتعرض الخدمات للانهيار، فإن الشيء الأكثر أهمية الذي يمكن أن تقدمه بلدان الجوار الحفاظ على حدودها مفتوحة. إن إقليم كردستان هو ملاذ للسلام والاستقرار في منطقة مضطربة جداً من العالم". وتعهد كل من السيد غوتيريس والسيدة كزن بحشد قدر هائل من الدعم الدولي.
وزار المسؤولان في وقت لاحق مخيم كاورغوست للاجئين بالقرب من أربيل، وهو موقع للطوارئ تم إنشاؤه على سهل ترابي لاستقبال الآلاف من اللاجئين السوريين الذين وصلوا فجأة خلال الأسبوعين الماضيين. وقد تدفق أكثر من 1,200 من السوريين عبر الحدود اليوم، ووصلوا إلى هنا للتسجيل .
كما التقى المسؤولان رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني والذي أعرب عن التزامه بمواصلة الترحيب بالسوريين الفارين إلى منطقته .
وتحدث محافظ اربيل السيد نوزاد هادي عن الحاجة للمخيمات التي يمكن توسيعها وتجهيزها تحسباً للأعداد المتزايدة وتغيرات الطقس. لكنه حذر من أن "الوقت ليس صديقنا. نحن بحاجة للإعداد لفصل الشتاء." كما أعلن وزير الداخلية السيد كريم سنجاري، الذي جاء أيضاً خلال الزيارة للمخيم، التزامه باستضافة اللاجئين لكنه أشار إلى أن الموارد قد انهكت وأعرب عن أمله في أن يكثف المجتمع الدولي من دعمه بشكل كبير.
وتقوم المفوضية بتسجيل اللاجئين عن طريق نظام يوفر تحديد هويات الأشخاص وأيضاً تقييم احتياجاتهم الفردية بحيث يمكن تقديم الخدمات وفقاً لذلك. كما تقوم المفوضية بتنسيق استجابة الشركاء المختصين من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. وتجري المفوضية كافة أعمالها بتنسيق وثيق مع السلطات الإقليمية .
ويقدم برنامج الأغذية العالمي 31 دولار شهرياً لكل فرد من أفراد الأسرة، على شكل قسائم غذائية. وقالت السيدة كزن إن "هذا يعادل قيمة 10.5 ملايين دولار من الأعمال التجارية بالنسبة للمحلات التجارية المحلية. فمن خلال هذه القسائم، يوفر اللاجئون الاقتصاد لهذه المجتمعات في نفس الوقت الذي يحصلون فيه على المواد الغذائية الطازجة والمغذية." وأشارت السيدة كزن إلى أن وجود دعم من المجتمع الدولي يعد أمراً ضرورياً في وقت تتزايد فيه الاحتياجات. وتبلغ تكاليف البرنامج الخاص ببرنامج الأغذية العالمي 30 مليون دولار أسبوعياً لإطعام السوريين داخل سوريا وفي الدول المجاورة .
وقد توجه كل من السيد غوتيريس والسيدة كزن يوم الاربعاء إلى محافظة الانبار في العراق وزارا نقطة عبور الحدود مع سوريا. وقد رحبا بحقيقة أنه على الرغم من أن الحدود قد أغلقت منذ أكثر من عام، إلى أن المسؤولين يدرسون السماح لبعض اللاجئين من الفئات الضعيفة بالدخول ووضع برنامج جمع شمل الأسرة. وأشار المسؤولان إلى المخاوف الأمنية التي عبرت عنها الحكومة العراقية بما في ذلك مخاطر التسلل، لكنهما أعربا عن قلقهما إزاء الأشخاص العالقين على الجانب الآخر، وعن أملهما في إيجاد توازن صحيح للسماح للسوريين الأكثر ضعفاً بالدخول.
وقد وصف السيد غوتيريس النزاع في سوريا بأنه "أسوأ تهديد للسلام والأمن العالميين منذ القرن الماضي. إننا نشهد الموت والدمار، وانهيار الدولة و معاناة هائلة للشعب". وأشار إلى أن جميع وكالات الإغاثة تعاني من نقص التمويل بشكل كبير في الوقت الذي يجد فيه ملايين السوريين أنفسهم بحاجة للمساعدة الإنسانية داخل سوريا في وقت يقترب فيه عدد اللاجئين من مليوني شخص بشكل سريع.
ولكن كلا المسؤولين أعلنا عن التزامهما بمساعدة جميع السوريين المحتاجين. وقال غوتيريس: "لقد شهدنا خلال أكثر من عامين العديد من اللحظات المأساوية وقمنا دائماً بتعبئة مواردنا للاستجابة." نعبر عن التزامنا مع الضحايا. وبغض النظر عما سيحدث تحت أي ظرف من الظروف فإننا سوف نصل إلى السوريين الذين يحتاجون إلى مساعدتنا."