Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رابي سركيس يدعم مشروعا إقتصاديا لشعبنا

الـذي لاحظته من رابي سـركيس ، أنه لايهمه المديح والثـناء الذي يسـمعه من محدثه حول أهمية إنجازاته لشعبنا ( الكلداني السرياني الآشوري ) لأنه يرى أن كل المنـتمين لهذا الشعب هم أشـقاء ، وهـو أحد هؤلاء الأخوة الذين بإمكانهم العمل وتقديم المفيد ، وليس المهم الشكر والثناء بين الأشقاء على ما يقدمه أحدهم من فوائد للآخـر ، لأن التعاون المثمر بينـهم واجب وعرفان وفـاء تقتضيه رابطة القربى الوثيقـة . . ولهـذا فإن رابي سركيس يقوم بواجبه الذي يستطيع إداءه تجاه أخوتــه .
قلـت : كان وجودي الحالي حيث شـعبنا الصامد مثمرا جـدا ، فقـد تمكنت بمساعدة الأخوة في هيئة رئاسة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري ، من تحقيق أحـد أهـدافي المتعلقة بمعرفة حقيقة واقع شعبنا من خلال الجولات والرؤية الميدانية ، فالأقاويل متشعبة وما ينقـل عن السماع قد لايكون الصورة الكاملة الجلية ، ولذا قضيت أياما من الصباح حتى إرخاء الليل لسـدوله ، متجولا في بلدات وقرى شعبنا ، التي منها : بغديدا وكرملش وبرطلة وبحزاني وفيشخابور وباجدا وديربون وقرولـه وبيدارو ونافكنداله وميركه صور وبيـركا وليفـو وبيرسفي ودشـتتاخ وشرانش . . ورأيت المساكن الرائعة والكنائس والمزارات والقاعات والشوارع المعبدة والمشاريع العملية الإنتاجية الموجودة فيها التي تحقـقت بفترة زمنية استثنائية لاتـتعدى السنوات الأربع الأخيرة بجهودكم . . والتقيت مع السكان فيها واستمعت إليهم حيث تحدثوا بصراحة وقناعـة . .
قـال : وماهـي ملاحظاتهم عن المتوفر لهم حاليا ، ومطاليبهم التي يتطلعون إلى تحقيقها لاكتمال مايصبـون إليه من حياة كريمة في ديارهم المتوارثـة . .
أجبـت ، لأنكم لاتريدون أن أنقـل لكم الثناء والشكر والإمتـنان الذي لاحدود له وسمعته من الكل على حـد سـواء ، فإنني أوصـل إليكم بأمانة مطاليبهم المتركزة في إنشاء مشاريع زراعية وانتاجية وسياحية تـتفق مع طبيعة مناطقهم وامكاناتها ، تـتيح لهم العمل والإنتاج وتضمن متطلبات العيش والحياة والإستـقرار وعـدم التفكير بالرحيل إلى أماكن أخرى داخل العراق وخارجه من أجل مورد الرزق وسبيل العيش ، أنقـل لكم هذا ، إنطلاقا ممـا لاحظته بحرصكم على السماع والإصغاء أكثر بكثير من رغبتكم بالكلام والتحـدث . .
قـال : كـل هذه المطالب مشروعة ونابعة عن الحاجة والقناعة الكاملة بضرورة الإستـقرار الدائم في ديارهم المتوارثة عن آبائهم وأجدادهم ، وأنـا معهم في حقهم وضرورة الإسراع بتلبية هـذه المطالب . . إذن نتبادل الرأي في أنسـب المشاريع التي يمكن تحقيقها لهـم وتؤدي النتائج المثمرة التي يتطلعـون إليـها . .
قلـت : نعـم . . بداية ينبغي أن أقول بأن الأخوة في هيئة رئاسة المجلس الشعبي قاموا ويقومون بتـلبية قسم من مطاليب سكان القرى ، مثـل توفير المياه الصالحة للشرب وجهود العيادة المتنقـلة ومتطلبات المولدات الكهربائية والتزويد بمضخات لسحب المياه من الأنهار والجداول وسقي الأراضي وإعانات أخرى متنوعة . . ألخ وقـد شاهدت هذا بعيني . . ولكن المطلوب هو مشاريع شاملة وعامة في كل بلدات وقرى شعبنا ، تحل مشاكل الجميع على المدى الطويل وتؤدي إلى زيادة ثـقتهم بالإستقرار ، وأن تدعم خطواتها بمتابعة إعلامية واسعة من قناة عشـتار لتوضيح مايجري لشعبنا الصامد في الداخل ونقل ذلك لأخوته الذين يترقبون سماع أخباره الواقعية الطيبة في الخارج وينتظرون الفرصة الملائمة للتخلي عن معاناة الغربة واللحاق بإخوتهم في الداخل بحياتهم الجديـدة . .
قـال معقـبا : هـذا هـو مانريده ونسـعى إلى تحقيقـه . . إذن ماهي المشاريع التي رأيتها الأنسب خلال جولتـك والأضمن فائدة ونجاحـا ؟
أجبـت : مناطق شـعبنا عموما زراعيـة ، وحياة شـعبنا المتوارثة زراعية ، ولهـذا فينبغي الإهتمام بانعـاش الزراعة وضمان انتاجها حتى في السنوات التي ينحسر فيها المطر ، كهـذه السنة ، وهـذا لن يتـم إلاّ من خلال توفير الماء ، والسبيل المتاح إليه هو في حفـر الآبار الإرتوازية بشكل واسع يحقق التعاون بين الفلاحين الذين تتجاور أراضيهم في بئر واحدة بتقسيم مياهها بينهم ، وبحيث يكون في أراضي كل قرية من الآبار بحسب العدد الذي يلبي حاجات كل سكان القرية الراغبين بـها ويرضي الجميع ، فإذا إنحسر المطر شتاء يمكن الإسـتفادة من مياهها عـن طريق الـرش المستخدم في تركيا واليونان ودول أخرى لـسقاية حقول الحنطة والشعير وغيرها ، وفي الصيف يمكن الإستفادة من مياهها في زراعة المحاصيل الصيفية إضافة إلى حقول الأشجار الإقتصادية مثـل الزيتون . .
قـال : هـذا جيد وحل مناسب ، ولكن هل يوجد مايؤكـد وجود المياه الجوفية الكافية والدائمية في كل مناطق شـعبنا ، وهل يتوافر ما يضمن نجـاح هذا المشروع الحيـوي ؟
قلـت : نعـم ، استفسرت بصورة مفصلة من خبيـر في تللسـقف يعمل رئيسا للدائرة الجيولوجية في محافظة نينوى وله اتصالات من خلال العمل بدوائر الري والمياه الجوفية وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة في محافظات نينوى ودهوك ، ويملك خرائط بعمق المياه الجوفية الكافية بوفرة لمثـل هكذا مشاريع ، فهي مثـلا في تللسقف بحدود 85 مترا وتلكيف 75 مترا وألقوش 180 مترا وبغديدا وكرملش وبرطلة 170 مترا ، ويرجح أن تكون في مناطق فيشخابور وديربون لاتتجاوز المائـة متر . . وهكذا في المناطق الأخرى ، وأن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية كل بئر سقاية مـالايقـل عن عشرين دونما ( الدونم الواحد يعادل 900 متر مربع ) ، وتوجد مؤسسات حكومية وشركات أهلية تقـوم بحفر الآبار الإرتوازية . . وأن تجارب أولية بحفر عدد من الآبار في ألقوش وتللسقف وأماكن أخرى بجهود فردية لسقاية المزارع أعطت نتائج ناجحة جدا ، ولهذا فالمؤشرات مشجعة جـدا ونأمل خيـرا .
قـال : إذا كانت الأمـور هكـذا جيدة ومشجعـة ، فلنبـدا على بركـة اللـه حالا ، وأرى أن يكون الإنطلاق من تللسقف وألقوش لوجود تجارب أولية وخبرات وثـم التقـدم نحو البلدات والقرى الأخرى ، وأقتـرح أن تقوم أنت بمهمات المشرف الميداني على الترتيبات وتستفيد من إمكانات الخبير الذي ذكرته وغيره وأن تكون علاقتك بهيئة رئاسة المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري وتعـدون تقارير بخطواكم وحاجاتكم لي مباشرة لتلبـيتها فورا . . وأن تبـدأ أعمال الحفـر بأقرب وقت . .
أجبـت : شـكرا جزيلا على ثـقتـكم رابي سركيس بـي ، التي هي أرفع وسام أحصل عليه ، ولكن يؤلمني أنني لاأستطيع الإضطلاع بمهمة الإشراف على هذا المشروع الكبير لأنني حاليا في الخارج ، وإنني مقتـنع دائما بأن الذي يتولى أي مهمة لشعبنا الصامد في دياره ينبغي أن يكون في داخل العراق لكي يكون بإمكانه القيام بواجبه على الوجه الأكمل ، ولكـن سـأتابع خطوات المشروع من خلال الإتصالات الهاتفية المستمرة مع القائميـن به كافـة . . وأنـا طوع أمركم لأي مهمة تعهدون بـها إلـيّ لخير شعبنا عندما أعود نهائيا وأستـقر في تللسقف ، وآمـل أن يكون ذلك قريبـا . .
قـال : إذن كيف تـرى أن تكون الخطوات الأولى وصولا إلى بدايـة العمل واسـتمراره ، باعتـبارك مطلعا على الأوضاع التي يمكن أن تحيط بهـذا المشروع ؟
أجبـت : أقتـرح أن يكون المتابع الميداني أحد الأخوة من المجلس الشعبي ، وأن يضع خطة للبداية مع الخبراء وأصحاب العلاقة كمرحلة أولى في تللسقف ، حيث تـتم دراسة كاملة تشمل عمق المياه الجوفية وآراء الخبراء بهـا واجراءات الجهات الإدارية في المحافظة والقضاء والمجالس المحلية في شأنها ، وإعداد لائحة أولية بأصحاب الأراضي المتجاورة الراغبين في بئـر مشترك لهم ، وتكاليف حفر البئر وملحقاته من مضخة سحب ومتطلبات توزيع الميـاه بين المشتركين وغير ذلك ، وبعد إكتمال الدراسة من كل جوانبها وتوافـر مؤشرات نجاح المشروع ، يجري تشكيل لجان شعبية تضم مختار القرية وممثلي التنظيمات فيها وممثل عن كل مجموعة راغبة بالبـئر وثـم حفر الآبار بالتتابع . . ويتم إعداد تقارير دورية مباشـرة لكم لإطلاعكم والإستفادة من إهتمامكم وملاحظاتكم وتوجيهاتكــم . .
قـال : رأيـكم ، يبدو لي بكامله جيدا كإطار عام وأساس للعمل ، وأنـا معه دائما بدعمه وكل متطلباته التي ترضي شعبنا وتفيده في تحقيق مايصبو إليه من حياة كريمة واستـقرار . . وطلب من الصديق الذي كان معنا إبلاغ المجلس الشعبي للبدء الفوري بخطوات المشروع بالشكل المناسب الذي تـم عرضه . .

وانتـقلنا في حديثـنا إلى مجالات لإنجازات أخرى لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، وصولا إلى المطلب التأريخـي في الحكم الذاتـي . . وسـأتناول قسـما منها في الموضوع المقبـــل .
............................
ملاحظــــة : ـ حظـي الموضوع السابق عن لقائي مع رابي سركيس ( كما عرفته ، من هو سركيس أغاجان ) باهتمام كبير ، حيث كتب بعض الأخوة متابعات له في المواقع واستلمت العـديد من الرسائل عن طريق بريدي الألكتروني وحدثني آخرون بالهاتف في شأنه ، وإنني إذ أشكر الكل على هذا الإهتمام وأعـرب عن امتـناني لملاحظاتهم القيمة بكل أشكالها حوله ، فإنني سأحاول إجابة ملاحظاتهم واستفسـاراتهم في موضوع خاص أنشره عندما أجد وقتـأ لذلـك .

Opinions