رامسفيلد: العنف الطائفي في العراق ليس حربا أهلية تقليدية
03/08/2006واشنطن، الولايات المتحدة (CNN) -- قال وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، الأربعاء إنه لا يعتقد أن العنف الطائفي الحالي في العراق يرقى إلى حرب أهلية تقليدية، الأمر الذي يتعارض مع ما قاله نائب ديمقراطي من إن القوات الأمريكية علقت وسط حرب أهلية.
وقال رامسفيلد في تصريح للصحفيين :من الواضح أن هناك عنفاً طائفياً.. وهناك أناس يقتلون.. السنة يقتلون الشيعة، والشيعة يقتلون السنة.
ووصف الوزير الأمريكي العنف بأنه مؤسف، وقال إن العراقيين يحتاجون إلى عملية مصالحة.
وأشار رامسفيلد إلى أن العنف أدى إلى نزوح بعض الشيعة من الأحياء ذات الأغلبية السنية، وكذلك الأمر بالنسبة لنزوح السنة من الأحياء الشيعية.
وتساءل الوزير :هل يشكل ذلك حرباً أهلية؟
لكنه سارع إلى الإجابة :أعتقد أنكم تستطيعون أن تقرروا ذلك بأنفسكم.. بالنسبة لي فإن هذا الوضع، حتى هذه المرحلة، ليس حرباً أهلية تقليدية.. وبالتأكيد فهي ليست كحربنا الأهلية أو تلك الحروب في دول أخرى.
وعبر الوزير عن إطرائه على أداء الحكومة العراقية، مشيراً إلى أنها تقوم بالأمور الأساسية بشكل سليم وصحيح.
ونوه بخطط تعزيز قوات الأمن العراقية، حيث ارتفع عددها من 275 ألف عنصر إلى 325 ألفاً، إلى جانب نزع سلاح المليشيات.
وقال رامسفيلد إن معظم أحداث العنف منحصرة في أربع محافظات من بين محافظات العراق الأربعة عشرة، وأنه برغم هذا العنف، فإن العملة العراقية "مستقرة"، والمدارس مفتوحة وتمارس دورها، وكذلك المستشفيات، كما أن الناس يستطيعون أداء وظائفهم.
مورثا: علقنا وسط حرب أهلية
ولكن النائب الجمهوري جون مورثا، الذي انتقد طريقة معالجة إدارة بوش للحرب في العراق، لا يشارك رامسفيلد رأيه.
ففي بيان مكتوب له، قال مورثا :قبل ثلاث سنوات، كان هناك أقل من 500 مسلح أجنبي في العراق، وكان يطلق عليهم لقب انتحاريون ، ثم أصبح عددهم 5000، وصار يطلق عليهم لقب إرهابيون ، أما الآن فعددهم 20 ألفاً، وتطلق الإدارة على هذا الأمر عنفاً طائفياً.
وأضاف مورثا: طوال هذا الوقت، كان لدينا 130 ألف جندي في العراق على الأقل... وفي السنة الأخيرة تزايدت الحوادث من 49 حادثاً في اليوم إلى 100 حادث، وقتل قرابة 14 ألف عراقي في العام الماضي، ومعظمهم في الشهور الستة الأخيرة.
وتطرق مورثا إلى البنية التحتية في العراق، وقال: كذلك فإن إنتاج النفط والكهرباء أقل من مستواهما قبل الحرب، وارتفعت البطالة إلى 60 في المائة.
كما شدد مورثا في بيانه على وضع الجنود الأمريكيين في العراق، مشيراً إلى أنهم يعملون في ظل درجات حرارة تزيد على 48 درجة مئوية، ويحملون على ظهورهم معدات يزيد وزنها على 70 رطلاً، وهم لا يعرفون عدوهم.
وأوضح النائب الديمقراطي أن هذا الصراع لا يمكن حسمه عسكرياً، فقواتنا علقت وسط حرب أهلية.
وتزامنت تصريحات مورثا مع إعلان الجيش الأمريكي ارتفاع عدد القتلى من جنوده في العراق منذ بدء التدخل العسكري في مارس/آذار عام 2003 وحتى الثاني من أغسطس/ آب إلى 2580 قتيلاً.
وجاء بيان مورثا هذا في رد على دعوى قضائية رفعها ضده أحد عناصر مشاة البحرية الأمريكية "المارينز"، في أعقاب تصريح له بأنهم (عناصر المارينز) وغيرهم يقتلون المدنيين في العراق بصورة متعمدة.