رثاء الى/ شعيا كمون ويونس اودو
خلال اسبوع تلقينا بألم بالغ خبر انتقال المرحوم يونس اودو الى الاخدار السماوية بتاريخ 2/حزيران/2010 وبعد عدة ايام كان المرحوم شعيا هرمز كمون على موعد مع الموت وهو في طريقه الى القوش لزيارة ابنته بتاريخ 6/6/2010 ! اذن المرحومان يونس اودو وشعيا كمون كانا على موعد ايضاً للالتقاء في مكان واحد عن طريق الذي لا يدق الباب عندما يريد ان يدخل الى!!! ويدخل بدون استئذان من احد! انه الموت! الحالة الوحيدة في الحياة التي لا يمكن السيطرة عليه بالرغم من تطور العلم الى ان وصل حد الاستنساخ الحيواني ومن ثم البشري كمحاولات لاعادة الاشخاص الى العيش مرة اخرى ولكن ليس بنفس المواصفات الانسانية كالعقل والدماغ،،،الخ ولحد الان وقفوا عند الخط الاحمر هذا الذي يمكن ان لا يبقى خط احمر بعد قرن او قرون اخرى، من يدري؟ المهم هنا ان الموت هو انتقال الى حياة اخرى ولكن هذا الانتقال يبقى رغماً عنا جميعاً، فلا امبراطور ولا حاكم ولا رئيس "اي رئيس" ولا ملك ولا مسؤول ولا غني ولا من يملك ملايين الدولارات او الاف الفدادين من الاراضي والاملاك!!!!انه الموت الذي يوحد الجميع، هذا الزائر السريع الذي يسلب الحياة هو الذي يُعادل الغني مع الفقير والرئيس مع المرؤوس والعبد مع السيد، انه حقاً "اشتراكي"على طريقته الخاصة، لذلك لا يُبقي على أثر من حياة الانسان سوى اعماله، سوى ذكريات حلوة ومُرة، لذلك اود هنا ان اذكر نموذج من ذكرياتنا مع المرحومين
في الستينات والسبعينات من القرن الماضي كان سمعة الثلاثي (الاستاذ سعيد نونا - المرحوم الاستاذ اندراوس حنا - والمرحوم الاستاذ يونس اودو) كانت سيرتهم على كل لسان بين الالاقشة في داخل القوش وخارجها وجيرانها، بما كانوا يمتلكون من صفات وقيم انسانية وخاصة انهم كانوا محسوبين على قوى اليسار في المنطقة، لذلك كان حب الناس لهم غير طبيعي في ذلك الوقت بالذات، وكنت واحد من هؤلاء الذين كان يكن لهم ولغيرهم من الطيبين كل حب واحترام وتقدير ومحبة، وعندما تزوج المرحوم يونس اودو كنت خارج البلدة ولم احضر حفلة زواجه لاسباب قاهرة، وبعد ثلاثة ايام سافرتُ الى القوش الحبيبة وطلبتُ من الاخ والصديق هرمز شوشاني ان يأتي معي الى بيت الاستاذ يونس اودو لكي اهنئه بزواجه، وهكذا كان،، رحب بنا بعد ان جلسنا وتسامرنا وقال لنا:ماذا تشربون؟ فضحكنا من سؤاله وجاوبته:استاذ الا تعرف ماذا يشربون القوشيين؟ ضحك ضحكة عالية وقال:والله احسبوها نقطة عليً! وعندما اوصلنا الى الباب عند نهاية السهرة قال:اذهبوا بسلام ولا تنسوا ان الانسان مهما كان قوي ويملك جاه وسلطان لا يقدر ابداً ان يأتي بنتائج لمفرده!!! رحمك الله يا استاذ يونس وحقاً ان اليد الواحدة لا تصفق، وكان هذا قبل اربعة عقود تقريباً
وكان انتقال المرحوم شعيا هرمز كمون الى العالم الآخرمفاجئة أخرى هذا الاسبوع، انه ابن محلتنا وجيراننا واقربائنا ايضاً، وكان مثال الاخوًة والصداقة، لم نسمع يوماً انه كان سبب مشكلة ما، بل بالعكس كان دائماً يثور ضد الباطل، مع الحق، لا يقبل ان يُعتدَى عليه مثلما لا يعتَدي على احد، وقد اكد لي ابن اخيه سدير حنا كمون انه طُلِبَ منه يوماً احد اصدقائه التبرع بقنينة دم الى ابن صديقه الوحيد! ولكن المرحوم شعيا بعد ان تبرع قنينة الدم فوجئ صديقه بعد 15 يوماً ان المرحوم شعيا كمون قد تبرع بقنينة اخرى وهكذا انقذ حياة انسان هذا موقف من مواقفه الانسانية
نطلب ونصلي الى الرب يسوع المسيح وامه مريم العذراء ان يعانقا المرحومين يونس اودو وشعيا كمون ويدعوانهما الى مائدتهما الروحية الدائمة
shabasamir@yahoo.com