رجال الدين الكلدان رموا تراثنا جانبا !
عندما أتاحت لي الفرصة منذ أكثر من سنتين كتبت ترجمة عن حياة المطران مار عبديشوع الصوباوي باللغة الإنكليزية والمتوفي في عام 1318 ميلادية الذي أحرز مكانا فريدا لا في كنيستنا المشرقية فحسب، بل في كل الكنائس الشقيقة الأخرى والمنشورة في موقع " زندا الآشوري " بعدها وعندما رأيت الإقبال الشديد عليها كتبت تلك " الترجمة " باللغة العربية وقد نشرتها في عدة مواقع ومن الجملة هذا الموقع الجميل " باقوفا " .كم كانت دهشتي ان أحدا من أقربائي ناولني نسخة عما كتب عن هذا الشاعر الذي بحق يجب ان يلقب بإمام الشعر السرياني بما كتبه كما وصف نفسه: العبد الفقير القس جبرائيل القرداحي اللبناني والمطبوع في بيروت عام 1889، الذي ضبط ديوان العلامة مار عبديشوع الصوباوي حيث استشهد بخمسة وعشرين من قصائده وأعطى التفاسير للمفردات المستعصية شيئا لم يفعله غيره إلى هذه اللحظة.
وهنا سأستشهد بهذه العجالة إلى ما جاء من مقدمة هذا الكتاب:
أما بعد، فإنه لما كان ديوان الإمام العالم الشاعر، والهمام الكثير المعالي والمآثر، سيدي عبد يشوع الصوباوي، المسمى ( ܦܪܕܝܣܐ ܕܥܕܢ )، من أحسن ما يعهد من الدواوين عند السريان لفظا ومبنى، وأجود مقصدا ومعنى، وأبدعه فنا وصنعا، وأجزله خيرا ونفعا، إلا إنه قليل التداول بين الأنام، لاعتياص البلوغ فيه الى استخراج ذلك الكلام.
سألني طائفة من الاخوان، الراغبين في معرفة كلام السريان، أن أعلق عليه شرحا يقرب تناوله، ويسهل مغاصه ومجاله، فلبيت سؤلهم متكلا على الله بما ترى، مبصرة لأولي النهى، فإن كنت أصبت، فيما أوردت ، فرمية من غير رام، وإلا، فالمعذرة من شيم الكرام وقد قلت:
ܐܝܢܐ ܕܐܡܪ ܕܠܐ ܦܗܐ // ܒܗܕܐ ܦܗܐ ܘܠܐ ܝܕܥ ܗܘܐ وما معناه :
إن الذي يقول ولا يضل/يذهل // بهذه يضيع ولم يكن يعلم بها
ويسترسل في كلامه ويقول: وكان عالم أوانه، وشاعر زمانه، حتى فضله قوم على يعقوب الرهاوي، وأبي الفرج بن العبري، وآخرون يعدونه في طبقة العلامة أفرام السرياني، اللهم من حيث الفصاحة وحسن التصرف في إيراد المعانى، وقد حذا في شعره حذو شعراء العرب من الجناس والتوشيح ولزوم ما لا يلزم وغير ذلك من فنون بديعهم، فلذلك كان شعره أحب الى العرب منه إلى السريان.
إن المنشقين من كنيستنا الكاثوليكية المشرقية ( الكلدان وفق كنيسة روما ) حاولوا قدر الإمكان الإبتعاد عن تراثنا كي يعوضوه باللغة العربية ، لدرجة رأيت كتاب صلوات مكتوب بأحرفنا ولكن باللغة العربية ( منذ مائة عام ) من هنا كانت صيحة المغفور له مار أداي شير للحفاظ على لغتنا ولكن وا أسفاه فإن علماء الدين الكلدان داسوا على ذلك وحشكوا أنفسهم في أمور ليست من أمورهم كي يساهموا في تمزيق شعبنا الواحد كما جاء وأكد وحدته البيان أدناه على هذا الرابط ( على موقع باقوفا ) وعلى لسان اللجنة التحضيرية لإدارة شؤون الناطقين بالسريانية الآشوريين منذ عام 1793
ويؤسفني قوله، مهلا يا أيها الذين وجب أن تكونوا رسل محبة وقدوة حسنة لشعبكم ولكن ضربتم كل ذلك جانبا للدخول في متاهات لا تغني ولا تسمن لشعبكم بل لتكونوا صوتا للآخرين الذين يريدون تمزيقنا وتشتتنا في كتاباتكم التي هي محصورة في اللغة العربية كي تبرهنوا مقدرتكم العلمية ناسين أن خدمة شعبكم هي أجمل وأنبل خدمة .
وأخيرا اعلموا بأن كتاباتكم باللغة العربية سيكون لها مصير واحد، مع احترامي الزائد بحيث ستلقى في سلة المهملات ومنها في القمامة، لا لأنها باللغة العربية حيث لا ضير في ذلك، بل لأنها تشويه وتزوير صارخ لشخصيتنا التاريخية والحقيقية في موطننا الآشوري/ مات آشور .