رسالة المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بأعياد الميلاد ورأس السنة
رسالة المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان بأعياد الميلاد ورأس السنة
منذ أكثر من ألفي عام وعيد الميلاد كان ويبقى شجرة محبة وسلام في مسيرة أصيلة بهية للإنسانية.. ولقد كانت الكنيسة العراقية من أوائل الكنائس التي قرعت أجراسها بهذا العيد ، وساهمت في إشادة معالم طريق الفرح والمسرة ، للناس كافة ، إذ تظل الاحتفالات الطقسية ، حاملةً قدسيتها عند جموع الإنسانية كونها حقوقاً ثابتة بوصفها جزءاً من هوية ، هي بصمة ترافق تفاصيل حياة الإنسان .
اليوم تضطر الكنيسة لتجنب الاحتفالات الرسمية، انسجاماً مع الظرف التراجيدي الراهن ، ومنه ما يخص آلام مسيحيي الوطن ، حفاظاً على حيواتهم بعد نكبات قاربت معايير الإبادة الجماعية ، ولكنّ الردّ الأسمى والأغنى يتجسد باحتفال العراقيين جميعاً، معاً وسوياً ، وأن يتوجهوا بكليتهم من الروح العراقي الصميم بأعمق التحايا وأجمل التهاني لمسيحيي العراق والعالم بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، تطميناً لهذا الحق وتوكيدا لوحدة المسير والمصير ..
ونحن في المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان ، نتقدم منهم بخالص التهاني ، متمنين للجميع عيداً سعيداً وعاماً من الخير والاستقرار والأمن والأمان وأن تتحقق تطلعات العيش في ظلال السلم الأهلي والعدل والمساواة وبناء العراق الفديرالي الديمقراطي الذي يستجيب لجميع العراقيين بحقوقهم حيث لا أقلية مهضومة الحقوق كما تجسده اليوم عبثية السياسات الطائفية المقيتة ولا أغلبية مستبدة مهيمنة على الأجواء مُلغِية الآخر ببلطجة قوى الإرهاب والفساد ...
إننا في الحركة الحقوقية العراقية ، نغذ السير بجهود حثيثة دفاعا عن تلك الحقوق في العيش الكريم وبتلبية ما يعيد الفرح والمسرة.. وهو ما لا يتحقق من دون موقف موحد ونظرة عميقة شاملة لما أصاب أخوة الوطن والإنسانية ودفع بجموع أخرى للمنافي القصية مكرراً سوميل وآلامها ولكن هذه المرة بوجود من يتصدى للجريمة بفاعلية ممثلا بالحراك المدني الديمقراطي والحركة الحقوقية والعراقية ، ووعي أبناء الوطن.
إننا وكجزء من منطق التعايش والإخاء والدفاع عن القيم السامية ، نحتفل جميعا بالعيد توفيراً لطقوسه وتأمينا لها وإبعاداً لشرور الطائفية والفساد والإرهاب وتمكينا لأحبتنا رسل السلام والمحبة من ممارسة طقوس العيد.
فإلى مسيحيي العراق ، بعيد الميلاد المجيد، نجدد تهنئة العيد مرددين أنشودة المحبة والخير"على الأرض السلام وفي الناس المسرة" وإليهم مجدداً ودائما أماني أن يحظوا بحقوقهم كاملة وبالعدالة والإنصاف وبرفع الحيف عنهم وبمساواتهم في وطن شادوا جذور حضارته من آلاف الأعوام والسنين وكانوا على مر تاريخه بُناته وبُناة مجده وكينونته ...
25- 12 - 2015 تنسيقية المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الإنسان