رسالة الى مفقود
وبينما أنا أعشقككل يوم ٍ
هناك
في منفاي َ
وتحت ظلال أوهامي
نسيت ُ..
وبين حين ٍ وحين
أذكر ُ
بيوتا ً كانت
من طين
تودعني مهاجرة ً
فتعودُ
قصورا ً تسوّر طيني
هنا..
بين العربة والإصطبل
يلوح ُ لي خيالك
لحظة َ وداعي..
وجسدي
تأرجحَ بين يديك
تعلـّق
كلبلاب ٍ تسلـّق..
وطيفكَ
تلفـهُ بزة ُ الجندِ
منتصبا ً كالطودِ
بجذع ٍ
من غض ِ الشبابِ موعود
وأنا..
أعوامي كأرض ٍ حمراءَ
لا تـَغل ولا تجود
قلقي
قائظ يساوره القلق
نشيج دمعاتي..
في الخطو ِ حثيث
قـَدّي..
كورقةٍ جافةٍ
بكت غصنها
الذاوي
ومازلت
أتناسى عمرا ً ينسابُ
صامتا ً
تنضب أعوامه الهزيلة
فأذكرُ
وحينما أذكر
أنسى أنني قد نسيت
لا أدري
ولن ادريَ
أتدري؟
كانت شذراتُ ربيعي
تمرّ
محشورة ً في قطار ِ العمرِ
تلـّوح
على السكة ِخلفَ بستاني
وكل عام ٍ
أوقد لعمري شمعة جديدة
تغيظني
تُرّقص لسانها وتهزأ ُ
أطفأها.. أقتلها
وأعودُ
لأرويَ نـَورَة ودادك
في تعاقب ِالمواسم
هناك
أسراب للفرح مضت
تـُحوّل جداولـَها عن أرضي
ولست أعلم
كم من قوافل مرّت
يناديني الهودج
وجارياتٍ
على فرش ٍ وثير
خلف ستائر من حرير
وليل ُ قيدك
يشدّني
في خيمة الشَعر
بالأرض..
بالوتدِ المغروس
متى
ترحل ياجليدُ؟
لأثبَ كغزالة ٍ
لخدرها تـُفارق..
وزماني
يسلك للغفران طريقْ
هل أطاول الجوزاءا
لوطاف حلمي بجبل ٍ
وأفلتت قبضتها
عـُتمة
واديهِ السحيق؟!
هذا فراشي الباردُ
لم يدفأ يوما ً
غدا ً ستجف شفتايَ
فتعالَ
قبل نضوبِ ما للقـُبل
من رحيق
يوم لا شأنَ لي
ولا باع
في عالم ِالجمال
شوقي إليك أصوغه
انحته
كمحارةٍ تـَكوّن
هوذا زماني مُرابٍ كبير
سرق العمرَ
وحسابُ حقلي لم يطابق
يوما ً
ما للبيدرمن رصيد
قبـّلـت صندوق بريدك
وشفتاي
لأتربته ترتشف
أتوسل الصنم
أجثو على ركبتي
أتلمس المعدن الصامت
يا قبرا ً
هل
ماتت فيك كلماتي؟
خذ
هذه آخِر رسالاتي
سأحتضن ُالقطار
وأهديه فضلة عمري..
على سكته
خلف بستاني
أنا ذاهبة
لأقف