رسالة رئيس إقليم كوردستان بمناسبة الذكرى الـ 67 لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني
بمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني أتقدم بأحر التهاني والتبريكات إلى كوادر و أعضاء و مؤيدي الحزب و كل شعب كوردستان،ـ حيث كان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في 1946 ضرورة تاريخية و امتداد للنضال ومقاومة الشعب الكوردي لتلك الظروف الصعبة، عندما كان أعداء ومحتلي كوردستان يحاولون بكل قواهم و إمكاناتهم أن يخمدوا ثورة وانتفاضة الشعب.
أن تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني جاء ليقبر أمال أعدائه وأطماعهم وليوصل إليهم رسالة شعب كوردستان في الإرادة القوية والنضال المتواصل من اجل الحرية، فقد كان تأسيسه تجربة قل نظيرها في التأريخ السياسي للشعب الكوردي لأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني عبر بشكل موحد وأصيل عن إرادة وصوت البيشمركة و المناضلين والمثقفين و السياسيين والمواطنين وجميع مكونات المجتمع الكوردستاني.
أن الحزب الديموقراطي الكوردستاني لم يُختصر في أي وقت من الأوقات بحدود جغرافية أو فكرية محددة وقد أستطاع بقيادة البارزاني الخالد أن يُطلِق أكبر ثورة في التأريخ السياسي للشعب الكوردي ألا وهي ثورة أيلول الكبرى، إذ لعبت دورا رئيسيا و حاسما في جميع مراحل الحياة السياسية لكوردستان مروراً بمرحلة التحرير ومن ثم مرحلة التنمية.
لقد كان تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني بالنسبة إلى بقية أجزاء كوردستان موضع أمل و استمرار في الثورة و النضال من أجل تحرير الشعب الكوردي، فلم يقيد نفسه بأي ايدولوجية ضيقة وفكر شوفيني أو عنف، بل أصبح مظلة تجتمع تحتها جميع المكونات القومية والدينية في كوردستان، وهذا بحد ذاته كان مكسبا حضاريا لا نظير له في عملية تطور الفكر السياسي في كوردستان، حيث كان الحزب الديمقراطي الكوردستاني دوما حاملا لرسالة السلام وهو في خضم الكفاح والاستعداد للدفاع عن الكورد و كوردستان.
أيها الشعب الكوردستاني الحبيب
أننا نعيش اليوم عصراً يطمح فيه شعبنا أكثر من أي وقت سابق إلى غد مشرق يملؤه الأمل.
أنها المرة الأولى التي تنوي فيه جميع الأطراف في كل أجزاء كوردستان عقد المؤتمر القومي الكوردي لكي ترسل رسالة سلام إلى شعوب المنطقة.
وعليه فإننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى خطاب موحد، وتراص في الصفوف والوئام و التعامل الوطني المتحضر والموحد.
أنني أجد من الضروري في هذه الذكرى العزيزة أن أطلب من جميع أعضاء و مؤيدي و قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني وجميع القوى والأطراف السياسية أن يتعاونوا فيما بينهم بكل ما لديهم من قوة وإمكانات من أجل حماية الإخوة و الخطاب القومي الكوردستاني الموحد، وأن يضعوا المصلحة القومية فوق جميع المصالح الحزبية والسياسية الضيقة .
في ذكرى 16 آب أدعوكم جميعا أن نعود إلى تلك القيم و الأهداف التي تأسس بموجبها ومن أجلها الحزب الديمقراطي الكوردستاني، ألا وهي الحرية و السلام والديمقراطية وأن نعمل بتلك القيم ونطورها.
أوجه التحيات الحارة في هذه الذكرى المباركة إلى أرواح شهداء درب الحرية والتحرير في كردستان والى ذويهم الكرام.
مبارك على جميع الأطراف مناسبة 16 آب.
عاش الكورد عاشت كوردستان
مسعود بارزاني
رئيس إقليم كوردستان