Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة مفتوحة إلى كافة المسؤولين والتيارات السياسية في محافظة نينوى

الاساييش يرد جمائل أهالي ألقوش
يعلم القاصي والداني حجم التضحيات التي قدمــتّها بلدة ألقوش وكم طالت معانات أهلها ثمنــاً لمواقفها الوطنية والإنسانية تجاه قضايا الوطن عموما و خاصة قضية الأكراد على مدى عقود حركتهم المسلّحة,فسجون الأنظمة البائدة و زنزاناتها كانت تعــّج بأبناء ومناضلي هذه البلدة الصامدة , و أعواد المشانق نصبت في بيادرها لإعدام شبابها الذين قدموا حياتهم من أجل نصرة الوطن و قضية الأكراد, كما يتذكر الجميع قساوة تلك الحصارات الإقتصادية والتموينية ألتي كانت تفرضها السلطات على البلدة لتصل حد منع إدخال غرامات من السكر وحبة طماطة واحدة للبلدة , ناهيك عن حرمان القصبة و لعقود عديدة من اية مشاريع عمرانية وتنموية كل ذلك عقابا لها ولأهلها على مواقفهم الوطنية النظيفة وتحدي للحكومات من خلال دعمها ومساعدتها لجيرانها الأكراد.

إن الحديث عن مواقف أبناء ألقوش لن تغطيته أسطر مقال مقتضب,فمناضلي هذه البلدة كانوا بقبضتهم يمسكون خطوط المواجهة المتقدمة بوجه عساكر الأنظمة في قمم جبل القوش الشماء الممتدة من عين سيفني إلى فايدة لصد هجمات عساكر الأنظمة ومجاميع الجحوش التي عرفت بالفرسان والچتا ,وقبور الشهداء في دير الربان هرمز شواهد ما تزال شاخصة تحكي عن قصص أولئك المناضلين المخلصين .
نعم لقد ضرب أبناء هذه البلدة المثل في إلتزاماتهم المشرّفه وبطولاتهم التي لم تشبها شائبة تذكر مقارنة ً بإنتهازية الكثيرين الذين إعتادوا حرفة التقلــّب والسمسرة في مواقفهم , حيث لم تسجل بحق هذه البلدة أي فعالية خيانية تجعلهم اليوم ضعفاء أزاءها كي يقبلوا الإهانات والركلات .
نعم إن أهالي القوش هم الذين رفضوا مرارا الرضوخ لضغوط الحكومات وطلبها في تشكيل فوج الفرسان المعروفة حينها بالجحوش وبسبب ذلك تحملوا المزيد من الإظطهاد والملاحقات , لا بل على العكس, كانت مواقف البلدة واضحة في صرامتها وتضحياتها وتحديها لكافة الأنظمة التي حكمت العراق بالنار والحديد, فألقوش أوصدت ابواب بيوتها إحتجاجا يوم جاءها رئيس النظام السابق صدام حسين في الثمانينات بقصد زيارتها مما إظطره مغادرتها غاضبا بعد أن شاهد ما شاهده ,بينما كانت مدنا أخرى في الشمال والجنوب تستقبل رموز النظام بالورود و الأغاني والأهازيج التي تمجد القائد وتزيد من كبريائه وعنجهيته .
هكذا عرف العراقيون بلدة ألقوش و مواقف أبناءها النضالية وفي مقدمتهم ابنها البار المرحوم الشهيد البطل توما توماس الذي عرف عنه بطولاته ووقفاته المشرّفة التي لا تحصى منها دوره السلمي والأخوي في فض النزاعات التي كانت محتدمة بين الحزبين الكرديين.
من خلال هذه المواقف الوطنية النظيفة عرف الجميع أسباب محاربة الأنظمة الديكتاتورية وإستهدافهم لهذه البلدة الباسلة منذ يوم كانت قوات الحرس القومي سيئة الصيت وعساكر الجحوش تتوجه إليها أسبوعيا خصيصا من أجل إهانة أهلها والنيل من كرامتهم وشرفهم .

أيها الإخوة المسؤولون أكرادا كنتم أم عربا أم تركمانا , اليوم وبعد زوال النظام القمعي, من حق الألقوشي والتللسقفي والتلكيفي والبرطلي أن يتطلّع بكل فخر حاله حال أي عراقي إلى مستقبل زاهريساهم في بنائه مع السواعد العراقية المخلصة , بناء من شأنه أن ينسينا تلك المآسي ألتي عشنا ذلها وكضمها سوية في ظل الأنظمة الديكتاتورية وأجهزتها الأمنية القمعية,نحلم مع كل عراقي شريف بنظام يزرع في مدننا وقرانا وأحيائنا بذورالمحبة والتألف في ظل دولة وحكومة تحترم المواطن كونه إنسانا بغض النظر عن قوميته ودينه ولونه و أفكاره ومبادئه , أما الذي يتجاوز القانون وتعاليم الدستور فنحن مع القانون كي يحاسبه لكننا لسنا مع أساليب قمع الأجهزة الأمنية وإهانة المواطن .

من المؤسف حقا وبعد مرور سبع سنوات على زوال نظام الطاغية أن تعود بنا بعض الممارسات اللاإنسانية المرفوضة الحاصلة اليوم لتذكرّنا بتلك الأيام السوداء التي عشنا ظلمها وضيمها سوية عربا واكرادا وتركمانا ويزيديين وشبك وكلدواشوريين ومسلمين ومسيحيين وصابئة, ونحن إذ نسمع ونقرأ حول ما يدور في بعض أماكن تواجد أهلنا في قراهم , نقول للإخوة المسؤولين من الساسة الأكراد بقدر تعلق الأمر بهم, بأن الممارسات التي تصدر من أجهزة الأساييش الكردية في سيطرة ألقوش وقرى اخرى بحق أبناء قرانا ثم الإعتداء عليهم ليس بسبب أية جريمة إرتكبوها , فقط لأنهم ينتمون إلى تنظيم الحركة الديمقراطية الاشورية , وكيف يعقل أن يكون هذا سببا يسمح بإهانة مواطن , فتلك لعمري كارثة ما بعدها كارثة , ولا ندري تحت أي نص دستوري او قانوني ومنذ متى اصبح الإنتماء إلى هذه الحركة مخالفة قانونية أو فعالية إرهابية جرميه كي ينال المواطن بسببها شتى أشكال الإهانات والتعذيب والتقديم الى المحاكم؟

أنا أتكلم كمواطن عراقي وإعتزازي ببلدتي اننا لم نكن يوما نفرق بين هذا وذاك على أساس العرق او الدين , وقد تعلمنا من ثقافة محيطنا الإجتماعي والسياسي أن نكون دوما من الداعمين لكل مظطهد ومظلوم ومساندين له في مطالبته بحقه بغض النظر عن دينه ولونه وقوميته , فهو كونه إنسان يحق له أن يعتنق أي فكرسياسي او ديني يرى فيه ذاته ويحقق من خلاله أمنيته وطموحاته ضمن قواعد وأصول المجتمع وقوانينه الدستورية , و لكن حين يكون إختياره الفكري أو إنتمائه القومي الديني سببا يدفع الأخرين إلى مطاردته وملاحقته ثم إلصاق التهم والحجج الواهية ضده من أجل الإيقاع به وإهانته ففي الأمر خلل كبير يا سادتي وخطر محدق من شأنه أن يعيدنا إلى مربّع البؤس والخيبة , من هنا نناشد ونطالب الإخوة المسؤولين كافة بوجوب إجراء مراجعات جديّة لمعالجة مثل هذه الحالات المرفوضة والخطرة , و حتى لا نكون كمن يلف الحبل حول رقبته طواعية, ونحن هنا ومن باب وجوب تثبيت حسن النوايا وتصفية القلوب لابد من المصارحة بكل شفافية والمطالبة بمحاسبة المقصرين و بعدم فسح المجال للمزيد من هذه التجاوزات التصعيدية التي تزيد من حالات التوتر بين ابناء الشعب الواحد .

أيها السادة المسؤولون المحترمون من كل التيارات السياسية :
إن الذي يحصل في قرانا , سواء في ألقوش أو برطلة او تلكيف وبطنايا وتللسقف , فيه من الإشارات والدلائل المخيفة على مستقبلنا جميعا , مما يوحي أننا بحاجة إلى ان نبرهن ونؤكد مصداقيتنا في شعاراتنا ووعودنا , و حين التكلم عن حاجتنا إلى نشر ثقافة الألفة علينا أولا ً إحترام حرية الرأي والفكر والتعبيرلأنها من المقومات الأساسية التي تساعدنا في مغادرة أوكار العهود الظلامية البائده ثم العبور بشعبنا بكل ألوانه إلى شواطئ الديمقراطية التي نتكلم عنها كثيرا.

وما يؤسف له يا إخوان , هو أن غالبية الدلائل قد اثبتت بأن الإعتقالات المتكرره ألتي تنفذها أجهزة الاساييش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بحق ابنائنا الكلدواشوريين السريان في هذه القرى مثل حالة إعتقال الشقيقين مهند ومرشد منصور , لم تكن بدوافع حماية الأمن , ولا دفاعا عن الديمقراطية , ولا من أجل محاربة الإرهاب أو تحقيق أمن المواطنين , بل المؤسف له أنه قد طغى على هذه الممارسات وبشكل واضح ظاهرة إستخدام القوة بهدف حكر ساحة العمل السياسي , أي أن أمن الاساييش يقوم بهذه الأعمال لأهداف سياسية وهنا يكمن الخلل حين تنعكس نتائج مثل هذه الأعمال سلبا عليهم و على مستقبل العلاقات الشعبية , وخوفنا من أن تكرارها يوما بعد آخر ستشكل تراكماتها أسبابا لنفور وجفاء يعم المواطنين وتعكير العلاقات الشعبية بين مختلف المكونات , لهذا نطالب بإلحاح السلطات الحزبية الكردية بأخذ الأمر على محمل الجد وعدم السكوت مستقبلا على مثل هذه الممارسات الغير الحضارية .
Opinions