Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

رسالة مفتوحة الى مار باوي... حاشا ان تكون الصوت صارخ في البرية.. لان معموديتك سياسية !!!

نعم حاشا ذلك ... لانه كعادة الشرق أن يسبق الملك رسول يهيئ له الطريق، والسيّد المسيح كملكٍ روحيٍ أعد لنفسه رسولاً سبق فأنبأ عنه بإشعياء النبي: "صوت صارخ في البرّيّة، اعدّوا طريق الرب، قوِّموا في القفر سبيلاً لإلهنا" اش (3:40) القدِّيس يوحنا المعمدان اختاره المسيح بكونه أعظم من نال برّ الناموس، فهو أفضل مَنْ ولَدَتْه امرأة من بين اليهود، نبي فاق غيره من الأنبياء، شهد عنه ملاخي النبي (3: 1) أنه ملاك الرب .... فلم يحول المعمدان ولاء احد من دينية الى وجهة دينية- سياسية ... ولسنا نحن حجارة لكي تقيم منا اولادا جدد لابراهيم !!! لان الله سبق وان"نزع عنا قلب الحجر من لحمنا واعطانا قلب من لحم " حز( 36: 26)... وصنع الله من الحجارة الجامدة شعبا مؤمناً ..!!!

الصوت الصارخ في البرّيّة التي كرز فيها يوحنا المعمدان هي الكنيسة التي قال عنها النبي إشعياء "لأن بنيّ المستوحشة أكثر من بنيّ ذات البعل " اش 1:54 فقد جاء كلمة الله حتى تثمر من كانت قبلاً مستوحشة وبرّيّة .... لا ان ينادى في كنيسة عريقة انت امنت بها وخرجت منها وتريد الان تعترض عليها بحجة الوحدة ... أي وحدة تنادي بها ... وتبنيها على رمال الانقسام ...والاستجداء ... لم تكن كنيستنا يوما مستوحشه او برية وانت ادرى منا بالعظام الذين خرجوا من رحم كنيستنا الى هذا اليوم!!! انك تؤمن بالوحدة مع الاخرين وحسنا تفعل … دون ان تؤمن بالوحدة مع كنيستك التي تنشق عنها !!! اسالك اليست كنيستك اولى بالنظرة الروحية التي تتدعي امتلاكها بدلا من تتهمها انها كانت ضد الوحدة وتتهم اباء فيها بالوقوف ضدها ... انك تقول ان الله قد اعطاك وزنات اللاهوت لكي تتاجر بها في الوحدة والا فان ايمانك وخلاصك في شك.... اسالك عما تبقى من وزناتك بعد ان تاجرت اولا بها سياسيا في مكان بعيد عن حضيرة المسيح الروحية ... والان تريد تشتيت الانتباه عن انعزالك ..فلم يكن في جعبتك ... اقوى من سلاح الوحدة الروحي التي تتدعي به لتغطية الخلاف ...اسالك ... اخر توقيع للوحدة كان منذ عام 1997 ...وبصفتك المنسق في موضوع الوحدة ..ماذا فعلت خلال التسعة سنيين الاخيرة في الموضوع من تطورات ...واي وحدة تريد ان تبنيها من خلال التسع ساعات هي زمن الاشرطة التي تبثها على الانترنت في محاضرات يغلب عليها الطابع السياسي ... وسط تحركات لا ارادية انفعالية كنت تقوم بها عند كل سؤال محرج من مقدم برنامجك ...من... حك الراس ... والعض على الشفتين .. او على الشاربين .. او الدق على المنضدة ...مسح تحت الجفون... حركة رمي الصليب على صدرك عند انفعالك ... انخفاض نظرك نحو الاسفل عند الكلام في شيء لم تقتنع به ....ترطيب الشفتين باللسان والعشرات غيرها من الانفعالات الداخلية التي كانت تتسابق في اخراج كل ما هو باطنك والخالي من الروح ...و التي تشكل مادة غنية لعلماء النفس لتحليل مصداقيتك وشخصيتك نتركها لكتابات تحليلية لاحقة لذوي التخصص السيكولوجي !!!

الصوت الصارخ للمعمدان جاء ليقود شعبا إلى التوبة .... لا لكي يُعاقَبوا.... او تعاقبهم ....، وإنما خلال التوبة يدينون أنفسهم مسرعين إلى نوال المغفرة... فإنهم ما لم يدينوا أنفسهم لا يقدرون أن يطلبوا نعمته، وبعدم طلبهم هذا لا يمكنهم نوال المغفرة ... و التوبة وتعني تغيير الاتّجاه، يعطي الإنسان لله الوجه لا القفا خلال اتّحاده بالمسيّا وذلك بعدما حوّل القفا لا الوجه نحو الله ( ار 2 : 27 ) لقد التقى شاول الطرسوسي بالآب خلال المسيّا القائم من الأموات، فتغيّر قلبه وفكره وكل اشتياقاته ... فاين صوتك الصارخ من هذه التوبة ...فبدلا من تتوب على خطيئة بسيطة .... كانت قد تطوي الموضوع برمته ... وتعود كنيستنا الى مسيرتها الروحية الصحيحة دون جعجعة هذه الطبول التي تزمر لك ... وتشتم الاخرين ... صرت ترمي اتهامات على اخوانك ... وترى القذى وترمي القذى في عيونهم دون ان تخرج الخشبة من عيونك ... ومحبة المال من قلبك ... وكبرياءك من لاهوتك ... اين صوتك الصارخ بعيدا عن المحاكم الاميركية !!!! لماذا لم تلتجا الى المحاكم الالهية ... أليس غريباً ألاّ يحضر الصدق ..مع صوتك الصارخ ... اليس غريبا ان يتم على يدي من تعاهد ان يكون مخلصا للكنيسة و ان تبقى يديه نقية مثقوبة بالمسامير .... تأبين الحقيقة ..؟


الصوت الصارخ هو الصوت الذي يسبق "الكلمة الإلهي" من حديثنا تعرفون أن "الصوت" يكون أولاً عندئذ تُسمع "الكلمة"، لهذا يُعلن يوحنا عن نفسه أنه "صوت"، إذ هو يسبق "الكلمة". فبمجيئه أمام الرب دُعى "صوتًا"، وبخدمته سمع الناس "كلمة الرب" إنه يصرخ معلنًا: "اصنعوا سُبله مستقيمة"... إن طريق الرب للقلب يكون مستقيمًا متى استقبل بتواضعٍ كلماته للحق، يكون مستقيمًا إن مارسنا حياتنا في توافق مع وصاياه. لذلك قيل: "إن أحبّني أحد يحفظ كلامي ويحبّه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" يو 23:14. أمّا من يرفع قلبه بالكبرياء، ومن يلتهب بحُمّى الطمع، ومن يلوث نفسه بدنّس الشهوة يغلق باب قلبه ضدّ مدخل الحق، ولئلا يقتني الرب المدخل فإنه يحكم الإغلاق بالعادات و الكلام الناعم الذي يدغدغ المشاعر !!!
لذلك كان كلامك عن الابيض والاسود فقط ... فاما ان يلجا الشعب المسكين الى الوحدة الالهية او انه كافر لا يعرف مشيئة الله وانه مستحق لجهنم ... لماذا هذا التخويف ... والتلاعب بالايات الكتابية ...لاغراض شخصية بحتة ... لماذ تختزل المسيحية وبرها وخلاصها في هدف واحد دون العشرات من الاهداف الروحية السامية ... الوحدة الالهية وهي امنية المسيح قبل صلبه كلنا نعرفها ونحبها وسبق ان سارت بها كنيستنا قبل ان تنال انت اصغر درجة كهنوتية ...و قبل ان تتاجر انت بها بالابيض اوبالاسود ...بالمكشوف او بالمستور ..!! لماذا هذه المشاعر الجياشة تظهر منك انت وحدك فقط دون احد من اشقائك الذين تتوق الى الوحدة معهم من الكنائس الشقيقة ... لماذا لم نشهد تمردا في احدى كنائس الموصل مثلا لاحد اساقفتها لانه يريد ان يحقق الوحدة الالهية معنا اومع الكنيسة الشرقية القديمة ونشهد انه يعارض تصريحات الجدار العازل للبطريرك مار دلي الاخيرة ... ونراه يرفض ذلك ويستولي على كنائس الموصل كما فعلت بكنائسنا في كاليفورنيا ... ونشهد انه ينادي بما تنادي به الان ... فهل كان سينشق الكلدان انذاك... بحجة ان ذلك هو هدف الهي ....!!! اليس ذلك حلم المسيح للكل ... ام انه حلم المسيح لك فقط ... لماذا انت الوحيد الذي يذرف الدموع من اجل الوحدة الالهية ما بين الكنائس .... فهل شهدت شقائقنا المشرقية في ما بين النهرين انغلاقا تجاه صوت الروح القدس والالهام الالهي !!!... الا يوجد لديهم العشرات من حاملي الدكتوراه في اللاهوت والفلسفة ... ام ان الاعلان الالهي حكرا عليك ولتخصصك في اللاهوت!!!
وبالمقابل في اتجاه عملك الانشقاقي الوحدوي ... من مد يد الروح والانفتاح تجاه مشروعك من الكلدان او من التقويم القديم ... دون ان يكون ذلك غيض الأعادي ...لماذا لا تعلنون الوحدة الان ...لانك قد تحررت من اباء كنيستنا الذين كانوا "ضد" الوحدة التي بح بها صوتك في شوارع اشور كما تتدعي ... ان كنت حقيقيا تريد الوحدة على شرط ان لايكون ذلك انهزاميا تجاه عزلك...فاعلن الوحدة بين هذه الكنائس الثلاثة ...وصدقني سنكون اول المؤيدين والتابعين لهذه الوحدة وكل المسيحيين معك ... من جهة اخرى موازية ... الا تدرك حجم تنافر ما بين الكنيسة الشرقية القديمة والكلدانية ... فكيف ستوحدهما نظريا ...قبل أي خطوة حقيقية عملية ... هل نسيت بان الكنيسة الشرقية القديمة كان لها تحفظات مع كنيستنا عند التقارب معها بسبب التقارب والتوقيع مع روما!!!... ثم أي وحدة تريدها مع الكلدان ... الم تسمع تصريحات سيدنا البطريرك مار دلي عندما وضح حدا بين القوميتين ...

الانجيلي لوقا يقول عن الصوت الصارخ : "كل وادٍ يمتلئ، وكل جبل وأكمة ينخفض، وتصير المعوجّات مستقيمة، والشعاب طرقًا سهلة، ويبصر كل بشرٍ خلاص الله" لو( 3: 5- 6) ما هذه الوديّان التي تمتلئ خلال التوبة إلا وديان الأمم المنسحقة والمعترفة بحاجتها للمخلّص، هذه التي تمتلئ بمياه الروح القدس الواهبة للحياة. وما هذه الجبال والأكَمَة التي تنخفض إلا كبرياء البشر ، فقد تشامخ اليهود سابقا وظنّوا أنهم أبرار... فجاء المعمدان ليحطّم هذا الكبرياء والتشامخ حتى يستقبل المتّواضعون خلاص الله، فيصلح حال النفوس المعوجّة، وتتغيّر طبيعتها التي كانت كالشعاب القاسية لتصير سهلة. ... ابتداءا من نفسه اولا ... وانتهاءا بنفسه اخراً... ولم نسمعه يوما يدعوا الى تمرد القلوب على الله باستخدام كلام الله !!! لا ينادي بتقسيم الرعية بين مؤيد ومعارض لشخص معين كما تريد ان تفعل انت الان على حساب شخص المسيح ...اوعلى حساب الكتاب المقدس....في كنيسة المشرق !!!

الصوت الصارخ للمعمدان كانت صرخاته لا تخرج من فمه فحسب، وإنما تنطلق من كل حياته، تعلنها حياته الداخليّة ومظهره الخارجي، حتى ملبسه كان أشبه بعظة صامتة وفعّالة، وأيضًا طعامه. يقول الإنجيلي: "كان لباسه من وبَر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه جرادًا وعسلاً برّيًا"( مت 3 : 4 ) ... اين انت واتباعك بعيدا عن نشر الغسيل على الاسطح العليا.... باصوات عالية !!! كيف تقوم الندامة مع الحياة المترفة في وقت واحد. .. كيف يقوم الفقر مع الغنى ... كيف تقوم محبة الله مع محبة العالم كيف تقوم المحبة مع التهديد ..والشتم !!!....كيف نؤمنك بعد على ممتلكات كنيستنا .... كيف نؤمنك بعد على مفاتيحها !!! متناقضات لم اجد لها تفسيرا في قاموس المسيح !!!
عندما كان يوحنا الصوت الصارخ ..كان يكرز بالتوبة, كانت الجموع تأتي إليه تطلب العماد على يديه، معترفين بخطاياهم ... على العكس منك ... حيث اعلنت عدم توبتك وتلاها تحديك ... واعلانك جهارا معموديتك السياسية ورغبتك ان يتبعك الاخرين في سلم "الدين والسياسة"... التي لا يمكن أن تهب البنوّة لله !!! لانها تغسل الافكار ... وتبنى على الكذب ، أمّا النفوس فلا تقدر أن تغسلها!!!

الصوت الصارخ للمعمدان كان يهيّئ الطريق للرب في القلوب، ليس بجمع الناس حوله ولحسابه،او يجمع الذين ياتون اليه باجسادهم وانتمائهم السياسي وإنما بالدخول بجماهير الشعب إلى حياة التوبة، معترفين بخطاياهم. وقد جاء الفرّيسيّون والصدّوقيّون إلى معموديّته بأجسادهم دون قلوبهم، لذا صار يوبّخهم "يا أولاد الأفاعي، من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي" لم يكن يوحنا بالقصبة التي تحرّكها ريح سياسة الرومان او مؤامرة الفرّيسيّون والصدّوقيّون فيهتز أمام احد ، وإنما بقوّة كان يشتهي خلاصهم... وهو بينهم ... فاضحًا الشرّ الذي فيهم، بدعوتهم "أولاد الأفاعي".
الصوت الصارخ كان لباسه وبر الجمال وطعامه الجراد والعسل البري لا الجانب المادي الذي هو حجر الزاوية في معركتك الحالية من اجل كنيسة سياسية مشبوهة الابعاد !!!

"والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمرًا جيدًا تُقطع، وتُلقى في النار"
الله يجب ان يكون هو الديان .... من نحن لندين عبد غيرنا ... من نحن لندين الملائكة ... اتكون الدرجة الكهنوتية ... او اللاهوتية ... حجة لنوال التمرد على مراجعنا ... ام هي كبريائنا التي تمنعنا من الذهاب الى ايران ...او ان الاعتراف بالخطيئة لا تلتقي مع دراسة اللاهوت .... لماذا لا نخرج القذى من عيوننا اولا ... ثم ننظر الخشبة التي في عيون الناس ... الفأس وجد ليضرب بها الشجر غير المثمر، أو الشجر الذي يحمل ثمارًا غير جيّدة ... الفأس هو صليب ربّنا يسوع المسيح الذي يضرب أصل طبيعتنا الفاسدة ليهلك الإنسان القديم، مقيمًا الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه الذي يقدّم ثمر الروح القدس المفرح. إنه يدفن الإنسان العتيق في مياه المعموديّة كما في القبر مع السيد، أو يُلقي به كما في النار ليقدّم لنا خبرة الحياة. ...أي انسان تريد ان تدفن .... و أي انسان تريد ان تقيم .... انك تريد ان تدفن الانسان المؤمن في كنيسة المشرق الاشورية ... وتقيم محله انسان ديني مغلوب على امره بالسياسة ...وبالتبعية بالأصفاد ... الاتعلم ان السياسة تفسد الدين والدين يفسد السياسة ...رغم ادعائك بانك تريد الفصل بينهما ... وهذا مخالف لانتمائك الخفي المكشوف ... وان أحد أهم أسباب الإرهاب المستشري في العالم الآن هو زج الدين بالسياسة ...وفعلا اننا نواجه كابناء حقيقين لكنيسة المشرق الاشورية هذا الارهاب الفكري الموشى بكلام الحياة .. منك ومن أتباعكم .. ونتمنى ان لا يتحول الى تبني العنف ..وانت الوحيد المسئول عن ذلك ...امام الله اولا وأخرا... !!!

أنا أعمّدكم بماء للتوبة، ولكن الذي يأتي بعدي من هو أقوى مني، الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه، هو سيعمّدكم بالروح القدس ونار" كلنا لسنا اهلا ان " نحمل حذاءه" وكلنا لسنا اهلا ان "نحل سيور حذائه" ... وكلنا لسنا اهلا ان نجزء كنيسته ... لا يمكن للعين البشريّة أن تخترق سرّ التجسّد ..... سر نجاح القدّيس يوحنا المعمدان هو تواضعه؛ فبقوله إنه غير مستحق أن يحلّ سيور حذاءه يشير الى أكثر الأعمال وضاع...التي اختفت فيك منذ انشقاقك...
هكذا يقدّم لنا الصوت الصارخ ... المعمدان .... السيّد المسيح كديّان عندما قال " الذي رَفْشه في يده، وسينقّي بيْدره، ويجمع قمحه إلى المخزن، وأما التبن فيحرقه بنار لا تُطفأ" ، فإن كان بلطفه يترك الحنطة مع التبن إنّما إلى حين، وسيأتي الوقت حتمًا ليذَرّي الحصاد، ويفصل القمح إلى المخزن، والتبن إلى النار.. الآن يعيش الأبرار مع الأشرار، والمؤمنون مع غير المؤمنين، حتى يأتي يوم الرب العظيم الذي يقوم بنفسه بالتذرية. يمسك رفشه في يده ولا يسلّمه لآخر، فإنه وحده العارف القلوب والقادر أن يفصل الحنطة من التبن بحكمة دون أن يخطئ. ... فكيف تدين اخوتك وتقول انهم مثلي ..وهذا اعتراف منك بخطيئتك... انت ادرى ... سيادة الاسقف الموقوف في الارض والسماء .. انه إن وُجدت الحنطة مختلطة بالتبن في كنيسة المشرق الاشورية ، فان هذا لن يؤذي الحنطة ولا يفقدها إكليلها، فسيأتي الوقت لعزلها عن التبن حيث يحرق التبن في النار ...هذا التبن لا يُهلك من هم حنطة الرب، والذين هم قليلون إن قورنوا بالآخرين....
عندما عمذ المعمدان ... الصوت الصارخ ... السيد المسيح ... وقبل ان يظهر له الثالوث القدوس عند نهر الاردن ...قال المعمدان ... "أنا محتاج أن اعتمد منك، وأنت تأتي إليّ." أجابه المسيح ... واجابنا نحن بعد الفي سنة ... واجاب كل صوت صارخ ...." اسمح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل برّ" ... فيجب ان نكمل نحن ايضا كل بر ...للاسف لم يظهر صوتك الصارخ ودعوتك لاكمال كل بر !!!الا بعد تصفية الحسابات المالية .... كم كنا ونتمنى ان يصدر صوتك الصارخ قبل هذا الموعد الدقيق ...في مناسبة روحية افضل !!!
ايماننا بالمسيح ... ابن الله المتأنّس ... يا سيادة الاسقف .... ليس فكرة فلسفيّة نعشقها ... او نظرية لاهوتية نعجب بها ....او كلام جميل مرتب يحيي الذاكرة الاليمة والحلم المنشود ... ولا هو وليد إيمان عقلاني نتقبّله من لحم ودم، إنّما هو إعلان إلهي يشرق به الآب بروحه القدّوس على شعبه فتسلّمته الكنيسة كإعلان إلهي رسولي، كوديعة تَقدِمه من جيلٍ إلى جيلٍ، ليس كتسليمٍ بشري إنّما هو تسليم إلهي، يشرق به الله في قلوب المؤمنين خلالها.... إنه عمل إلهي في داخل القلب قادر أن يربط النفس بملكها، فنعيش الحياة الملكوتيّة السماويّة. وما تمّ لبطرس الرسول يتحقّق مع كل عضو في كنيسة المسيح المقدّسة وإن كان بطرق مختلفة ... لكن المعلن الخفي هو الله نفسه، الذي يعمل في القلوب لإعلان الإيمان فينا ..... وليس صوت صارخ اخر بعيد ....مبني على حسابات خاصة او اهداف اكثر خصوصية .... فاللحم والدم لا يقبلان إلا الأرضيّات، والسياسي لا يتقبل الا السياسة لانها جزء من الارضيات .... وعلى العكس من ذلك من يتحدّث عن الأسرار بالروح فلا يعتمد على تعاليم اللحم والدم، وإنما على الإعلان الإلهي. لا نعتمد على اللحم والدم لنأخذ وتاخذ ... منهما اوامرنا ... وأوامرك، فنصير وتصير لحمًا ودمًا، وأما من يلتصق بالروح فهو روح واحد (1 كو 6: 17).

الأقلام من أتباع الكنيسة القديمة رات فيك تائبا يحن الى العودة الى قطيع التسعة والتسعين ... ما لبثت ان تحفظت على موقفها منك عندما علموا انك تريد ان ينضم اليك التسعة والتسعين من خرافهم ...الى محطات مشبوهة ..كانوا متحفظين عليها سابقا ... باستثناء بعض الكتاب الذين املت عليهم مطالب العيش السياسية موقفا اخر !!!... والاقلام الكلدانية في البداية .. رات فيك الام السيد المسيح ... وما لبثت هي الاخرى ان اعطتك ظهرها عندما شمت رائحة السياسة الاشورية ... بجناحيها المؤيدة والمعارضة لكم !!! بين ثنايا جبتك !!! وكل من الشقيقتين ... بانتظار اكبر تنازل يقدمه الابن الهارب من وجه ابيه ...واكبر رضوخ للاملاءات ... ليضعوا بين اصابعه الخاتم الكبير ... يزداد كبره بقدر ما يقدر ان يسحب من اتباع كنيسته الاصلية !!!
اما كتابنا من اتباع كنيستنا ... فان التشهير هو ملح رجالك ... فلم اجد اسما واحد لم يمضي نصف عمره في الكذب والنصف الاخر في الدفاع عن طريقته في الكذب !!! وهذا قمة في الإيثار والتضحية بالشهرة في سبيل نشر فضيلة كالكــذب !!! ولا يحكم السياسين .... إلاّ أكذبهم ..! وهم ادرى منا بذلك !!!

مثل جميل للرهبان اعشقه كثيرا ... يقول ...الراهب الذي يدخل للدير فان الله هو الذي يقوده اليه ... واذا غير اتجاهه الى دير ثاني فان ذاته هي التي تقوده هذه المرة ... واذا غير وجهته الى دير ثالث يعتقد انه الافضل من المرتين السابقتين فان الشيطان هو الذي يقوده الى ذلك .... تساؤل بريء : كم يهوذا اسخريوطي خرج من قمعه جاثم على صدورنا هذا اليوم ... بحركتك الانشقاقية ؟؟؟

الصوت الصارخ يعد طريق الرب بعيدا عن مسالك FBI وبعيد اكثر عن الفتن والانشقاقات ...!!!نعم الصوت الصارخ لم يدخل المحاكم الا ورأسه مقطوعا على طبق لقضية على حق ... وليس ثمنا لرقصة سياسية مطبوخة في بروتوكلات نحن في غنى عنها ...!!! .... راح ضحيتها تاريخ الكنيسة المشرقية الاشورية... الصوت الصارخ لا تتبعه شخصيات كثيرة تفقد اللجام على السنتها ... وتجهل ترويض الكلام !!!

نعم حاشا ان تكون الصوت الصارخ في البرية لانك انفردت وحيدا خارجا عن عن بقية تلاميذ المسيح في حضيرة كنيسة المشرق الاشورية..... و يالها من مفارقة غريبة ان تبتعد عن بقية المراجع واخوتك الذين كنت تاكل معهم في صحن واحد ... لنفس السبب الذي منه خرج يهوذا الاسخريوطي من دائرة المسيح الاولى ألاثنتي عشر !!!

قد لا يكون لك الوقت لكي تؤسس كنيستك جديدة لانه قد اقترب كثيرا ملكوت الله ونهاية العالم ... لان من علاماته الاواخروية خروج الابناء عن طاعة والديهم... بعد ان اكلوا خبزه ورفعوا عليه عقبه !!!
"طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحمًا ودمًا لم يُعلن لك، لكن أبي الذي في السموات" طوبى لك يا من تدعي الصوت الصارخ لان ابي الذي في السموات لا يعلن من المحاكم الاميريكية ..او في حبكات سياسية !!!

حاشا ان تكون الصوت الصارخ ... حاشا ان تكون يوحنا المعمدان .... حاشا ان تكون يوسف المصري .... حاشا ان تكون غير حنانيا زوج سفيرة في اعمال الرسل (1:5)!!

صحيح نحن مختلفون عن التقويم القديم بالتقويم فقط ... وعن شقيقتنا الكلدانية بمفاهيم لاهوتية ... الا اننا كلنا نسبح لله التسبيحة ذاتها ومن طقس واحد ...وفي اليوم الواحد !!! وما يجمعنا اكبر بكثير مما يفرقنا ... ويجب ان لانتخذ من ذلك حجة لبناء جدار العزل بين ابناء كنيسة المشرق الاشورية الواحدة .. مار باوي ....لماذا تظل معاكسا تمس بريشتك المقدسة الرشاشه دمامل نفوسنا .....؟؟!

مار باوي ... ارحم امتنا بما تريد ان تفعل لاننا لازلنا نبحث في العراق عن شظايا .. وطن ... كان ترابه وانهاره ... لنا .. وكنا ... له !! صرنا نبحث عن وطن يبحث عن وطن ... و كنيسة عن كنيسة ...تشتت المؤمنين ... تتغير فقط في العناوين على اليافطة الخارجية لها !!! لا تختلف عن الاخرى الا بالعملية التجميلية التي تريد ان تجريها وتضع الرقعة الجديدة على الثوب القديم !!!
ما باوي ... أحببت أن أطرح .. سلاما ... كل الاحترام لك وللحقيقة التي تكرهوها ... سأشكوك الى الحقيقة الخالصة للمسيح .. و سأعود فقد يكون لي بعض كلام .. في شؤون الأخرى .. بعيدا عن هذه القوالب الهيروغليفية ... بعيدا عن روماتيزم الكلمات!!! واحمل الحية النحاسية ذات القالب السياسي بعيدا عنا ... لاننا قد شفينا بالصليب وبالصليب فقط كل الخلاص !!!
Opinions