Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

(رمضان) وجوكر اللعبة السياسية

ما يميز عمر الانسان عن باقي المتشابهات الزمنية هو ان دورة حياة بني آدم تبدأ بأعلى ما يكون من السنوات وحتى اللحظات وتسير نحو التناقص، بعبارة اخرى ان ابن آدم لحظة ولادته يملك اطول فترة زمنية وبمرور الوقت تبدأ وريقات الشجرة العمرية بالتساقط شيئاً فشيئا، ومع سقوط كل وريقة يفقد الانسان فرصة لعمل شيئاً ما (يؤثر او يتأثر) بمحيطه.

ولمحدودية حياة الانسان يتحتم عليه بطبيعة الحال ان يرتب اولوياته الكبيرة ثم الصغيرة أو المهم فالأهم إذ لا يستطيع الفرد في هذا العالم ان يحقق كل ما يصبو اليه ولكنه ان كان ذو بصيرة نافذة فإنه قد ينجح في تنظيم وفرز ملامسات حياته وتحقيق اكبر عدد منها خلال تلك الفترة الزمنية المقيدة بعوامل محيطية وذاتية ليست باليسيرة، وقد تساعد تلك العوامل او تثبط من امكانية تحقيق اكبر قدر ممكن من الاماني او الاحلام.

فإذا كان هذا الشأن متعلق بالفرد فكيف برب الاسرة وهي تلك النواة المكونة للمجتمع فمن الطبيعي ان تختلف اولويات رب الأسرة عن اولويات اي فرد آخر فيها وهكذا الامر بالنسبة الى شيخ العشيرة (مجموعة اسر) او مسؤولي دوائر الدولة صعوداً الى المحافظين والوزراء وصولاً الى قمة الهرم الرئاسي.

ومع تقادم الزمن نحتاج الى محطات (متابعة وتقييم) لفرز النتائج الايجابية المتحققة خلال تلك الفترة ومحاولة تصحيح ما شابها من اخطاء (مقصودة ام غير مقصودة) ومحاولة تصحيحها إذ ليس من المعقول ان نسير دون ان نلتفت الى الوراء وتقصي ما تم انجازه وهذا يندرج بطبيعة الاولويات التي وضعناها على اجندة عمرنا الفاني.

تلك الاولويات هي التي تحدد مسارات حياتنا اليومية والتي لا يمكن الحيود عنها في بعض الاوقات إذ ان الظرف الزمكاني يجعل خياراتنا تتجه نحو محددات يفرضها هو علينا، فمثلاً في شهر رمضان الكريم تتجه اولويات ارباب الاسر لتأمين مائدة افطار شهية تزيح عن صائمي اسرته جهد يوم (آبي) لحف قيضه وجوه ابنائه واذبلت شمسه الساطعة شفاههم.. وكم من مرات عديدة نشاهد آبائنا ترتسم البسمة على ثغورهم فهم (باعتقادهم) قد حققوا شيئاً من تلك الاولويات الرمضانية.

واذا كان هذا الامر بالنسبة الى رب اسرة صغيرة مكونة من عدة افراد فكيف بمسؤولين من الدرجات الاولى تمتد مسؤولياتهم الى ملايين الاسر العراقية، ألا يفترض ان يولوا شهر رمضان المبارك، ونحن على ابوابه، شيئاً من تلك الاولويات حيث ان المواطن ومع قرب حلول هذا الشهر الفضيل لا يعرف اين يولي وجهه حيث اصبح محاصراً بالعديد من المنغصات كارتفاع اسعار المواد الغذائية الاساسية والخضروات واللحوم وقطاع الخدمات والذي تحتل قمته الكهرباء (الوطنية).

ففي هذا العام اختلف توقيت الشهر المبارك عن السنوات السابقة فإنه حل علينا في (آب اللهاب) وان تحسن قطاع الكهرباء وزيادة ساعات التجهيز سيخفف من وقع درجات الحرارة العالية على الصائمين.

وفي سوق المزايدات السياسية ونحن على اعتاب الانتخابات البرلمانية القادمة فإن ورقة الطاقة هي جوكر اللعبة السياسية القادمة وهي مفتاح ارضاء الناخب العراقي إذا اجيد استخدامها بما يحقق ولو شيئاً بسيطاً من اماني ذلك المواطن المسكين.

و .. كل عام وأنتم بألف خير


المهندس رغدان الإمارة

مدير تحرير صحيفة بنت الرافدين

Raghdan_emara@yahoo.com


Opinions