زعماء عشائر سنية بالعراق يعرضون مساعدة المالكي
28/09/2006بغداد (رويترز) - التقى زعماء عشائر سنية تعهدوا بطرد تنظيم القاعدة من محافظة الأنبار أشد محافظات العراق اضطرابا مع رئيس الوزراء نوري المالكي يوم الاربعاء فيما يؤشر على ما تأمل واشنطن بأن يكون تحالفا مهما ضد المسلحين.
غير أن هذه الأنباء السارة للحكومة المدعومة من الولايات المتحدة بشأن محافظة الأنبار جاءت في وقت هدد فيه أحد زعماء المنطقة الكردية في شمال العراق بالانفصال اذا حاولت بغداد ممارسة نفوذ على الثروة النفطية في المنطقة.
وشهدت العاصمة العراقية أيضا اشتباكات طائفية وتفجيرات جديدة وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي الميجر جنرال وليام كولدويل ان الاسبوع الماضي شهد عددا قياسيا من الهجمات الانتحارية.
واضاف كولدويل قائلا "كان هذا أسبوعا عسيرا... خلال الاسبوعين الماضيين شهدنا زيادة في عدد الهجمات.. خاصة في بغداد."
وقالت شرطة بغداد انها عثرت على 35 جثة لقتلى مقيدين وعليها آثار تعذيب في بغداد. وقال كولدويل ان حوادث القتل الطائفية تلك هي السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن أعمال العنف.
واجتماع المالكي مع شيوخ عشائر من الانبار معقل العمليات المسلحة للعرب السنة وأشد مناطق العراق دموية بالنسبة للقوات الامريكية كان أحد الانباء المطمئنة للامريكيين والحكومة العراقية.
وسيطر تنظيم القاعدة في العراق على بلدات وقرى على طول وادي نهر الفرات من الفلوجة القريبة من بغداد وحتى الحدود السورية وهي مسافة تبلغ حوالي 250 كيلومترا. وتقول الولايات المتحدة ان قواتها في الانبار والتي يبلغ قوامها حوالي 30 ألف جندي لا يمكنها هزيمة المسلحين بمفردها.
غير أن تفسيرات التنظيم المتشددة للاسلام وحكمه العنيف تسببا في نفور المسلمين السنة التقليديين بمن فيهم جماعات تؤيد العمليات المسلحة ضد القوات الامريكية.
وقال ستار البزيعي أحد شيوخ عشائر السنة بالانبار والذي برز خلال الاسابيع القليلة الماضية كزعيم لتحالف عشائري ضد تنظيم القاعدة في العراق انه عرض هو وحوالي 15 من شيوخ العشائر الاخرين التعاون على رئيس الوزراء.
وقال البزيعي لرويترز انهم لم يتفقوا مع المالكي على شيء محدد وانما اتفقوا على التعاون.
وقال زعيم عشائري اخر يدعى حميد فرحان ان أغلب العشائر تؤيد الاتفاق وأن أفضل السبل للمضي قدما تكمن في تجنيد رجال العشائر بالجيش والشرطة في الانبار.
وأضاف قائلا لقناة العراقية التلفزيونية الرسمية انه اذا وفرت لهم الحكومة الدعم فسترى ما يمكنهم فعله وأضاف أن المالكي تعهد بارسال قوات عراقية الى الانبار.
وأصدر مكتب المالكي بيانا أثنى فيه على زعماء العشائر لالتزامهم بمحاربة المسلحين.
وهذه هي المرة الاولى التي يلتقي فيها المالكي مع شيوخ العشائر منذ تعهدوا بمحاربة تنظيم القاعدة خلال اجتماع لهم في منزل البزيعي بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار قبل حوالي أسبوعين.
وفضلا عن الانقسام الطائفي بين الشيعة والسنة فان الانقسام العرقي الكبير في العراق هو بين العرب والاكراد. وكان ذلك الانقسام مستقرا نسبيا حيث يتمتع الاكراد بحكم ذاتي واسع كما يتولى جلال الطالباني وهو كردي رئاسة العراق.
لكن في رد شديد اللهجة على تصريحات صدرت مؤخرا عن وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني هدد رئيس وزراء المنطقة الكردية نتشيرفان البرزاني بالانفصال اذا ادعت بغداد أن لها السلطة على النفط بالمنطقة.
وقال البرزاني في بيان في موقعه الرسمي على الانترنت ان "شعب كردستان" اختار ان يكون في اتحاد طوعي مع العراق على اساس الدستور.
واضاف انه اذا رفض الوزراء في بغداد الالتزام بهذا الدستور فان "شعب كردستان" يحتفظ بالحق في إعادة النظر في خياره.
وكان مسؤولون أمريكيون وعراقيون توقعوا زيادة العنف مع بداية شهر رمضان كما ركزت واشنطن جهودها الأمنية في العاصمة.
وشدد اللفتنانت جنرال بيتر تشيارلي الرجل الثاني في القيادة العسكرية الامريكية في العراق على أن واشنطن تتطلع الى المالكي بعد خمسة أشهر قضاها في السلطة ليتبوأ الصدارة فيما يتعلق بالتصدي للميليشيات التي وبعضها موال لحلفائه الشيعة في الحكومة.
وقال للصحفيين "يتعين علينا حل مسألة الميليشيات هذه... لكن علي أن أثق في رئيس الوزراء لتقرير متى يمكننا القيام بذلك."
وبدأ شهر رمضان بتفجير دموي يوم السبت أسفر عن مقتل 34 شخصا على الاقل في حي مدينة الصدر الذي تسكنه أغلبية شيعية ببغداد قال مسلحون من السنة انه رد على عمليات قتل على يد فرق اعدام.
وهاجم مسلحون يوم الاربعاء منطقة قرب مسجد في حي الحرية بشمال غرب بغداد وقتلوا عشرة اشخاص. وانفجرت قنبلة قرب سوق في حي البياع الذي تسكنه أغلبية شيعية مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وأكد البزيعي أن القوات الامريكية والعراقية قتلت عضوا بارزا بتنظيم القاعدة في الانبار يوم الثلاثاء. ووصف خالد ابراهيم بأنه "أمير" القاعدة في الانبار رغم أن الهيكل القيادي الدقيق للتنظيم غير واضح.
ويقول مراسلون لرويترز في الرمادي ان مُسلحا آخر يدعى زهير يعد عضوا بارزا بالقاعدة ويعرف محليا باسم "جزار الأنبار" قُتل على يد مسلحين من العشائر في سيارة بينما كان يسير في أحد الشوارع التجارية الرئيسية بالرمادي يوم الاثنين.
(شارك في التغطية مراسلو رويترز في الرمادي والستير مكدونالد في بغداد)
من بيتر جراف