زلزال في سنجار ، من صنع الأشرار
يكاد قلبي يتفجر حزنا ً على فقراء بلدي في قضاء سنجار، منذ ايام والقلم بجانبي يرجف ويرعف لأستله ، غاضبا ً ومعبراً عن ألمي ، لما وقع لأحبتي الأيزيدية في مجمعات بعيدة عن الحضارة ، تشرف على الصحراء الغربية لبلاد ما بين النهرين ، كأنها عيون ترقب ما تقذفه تلك الطبيعة القاسية ، من حمم الحقد والغضب على بني البشر. الأيزيديون قوم مسالمون ، ليتهم في لحاهم وشعورهم خارجون للتو من أعماق التأريخ ، ومن حواضر أوروك ، بابل ، آشور ، يُستهدفون في حمّام دم قلّ نظيره في البشاعة ، وكأنها رسالة الى علم التاريخ بان يطوي صفحاته الى الابد ، امام هذا السيل المرعب للتيار الديني المتزمت ، يضاهيه في الشدة ، التيار القومي الذي ابتلينا به طوال العقود الماضية ، فهل البشرية وقوى الحضارة والتقدم عاجزة أمامه ؟ ذلك سؤال يؤرقني فأطرحه بإلحاح ، وأقرنه بآخر : هل اصبحت كل الابواب مشرعة امام جبروت الارهاب ، يختار منها ما يشاء ليدخل ويقتل ويغتصب ؟.لكي اختصر الاسترسال على هذا المنوال ، بما قد يسهم في إخراج ما تبقى من هؤلاء المساكين من النفق المظلم ، والمعرضون في المستقبل المجهول ، لغزوات البدو القاطن في اليباب ، وهو يحمل الألوية السوداء ، وكل ما هو منحط ومخجل في التاريخ ، اضع النقاط التالية :-
1- لا يكفي التنديد بالحدث والتضامن مع الضحايا ، بل يتطلب من العرب المحيطين بالمجمعات الأيزيدية من قرى وبلدات ، البعاج ، تويمين ، ام جريص ، ام الذيبان ، ربيعة ، وحتى ما وراء الحدود ، ان يثبتوا بالفعل عن تضامنهم القلبي ، وذلك بالتصدي وضرب الأوباش الذين يعيشون بينهم ، او يصلون من اماكن وبلدان اخرى ، يجب ان يلاحقوهم ويطردوهم ، ان لم يثبتوا ذلك بالملموس ، فالمعنى واضح بأنهم متواطئون ويؤوون الإرهابيين ، الذين في خططهم ابادة الجنس والدين الآخر عن بكرة أبيهم .
2- لا تعولوا على الحكومة المركزية ولا على دول الاحتلال كثيرا ً ، فجميعهم عاجزون في الوقت الحاضر، عن إلحاق الهزيمة بالإرهابيين في ساحات المواجهة الرئيسية ، في بغداد والموصل وكركوك وديالى والانبار.
3- اربطوا مصيركم بمصير اقليم كردستان ما امكنكم ، فهو أرحم وأنصف وأعدل في معاملتكم تحت ظروف وطننا الراهنة ، وبالمقابل على سلطة الاقليم وضع ثقل وامكانيات اكبر في تلك المناطق .
4- اعتمدوا بالدرجة الاولى على انفسكم وعلى مساعدة اصدقائكم في الداخل والخارج ، وذلك في تنظيم دفاعات عن مناطقكم ، اسمحوا لي احبتي ان ادعوكم الى اليقظة الدائمة ، ووضع حراسات مشددة ومستمرة في مداخل قراكم ومجمعاتكم التي اجبرتم على سكنها ، بعد ان احرق النظام البائد قراكم الجميلة في جبل سنجارالأشم ، أوائل السبعينات من القرن المنصرم .
5- تعاونوا بينكم وساعدوا بعضكم في مواجهة قلة الخدمات ، ضعف الطاقة بما فيها الكهرباء والمحروقات ، قلة المواد الغذائية ، والمراكز الصحية ، واللوازم المنزلية ، أقدر صبركم وصمودكم الطويل ، ولابد ان تفرج يوماً ، فتخرجون بألوانكم وأزيائكم الى الحياة والحرية .
6- اطرقوا ابواب الامم المتحدة والدول التي تمتلك المقدرة والجبروت العالمي في عصرنا الحاضر، لتتبنى مظلوميتكم وللحفاظ عليكم ، باعتباره حفاظا ً على سكان البلاد الأصليين ، ومعكم الصابئة المندائيين ، الشبك والكاكائيين ، والمسيحيين المستهدفين ، بالامس القريب أطفات شمعات متوقدة في عقر نينوى العضمى ( القس رغيد ورفاقه الشمامسة ).
يا اولاد واحفاد علي بك ، داؤود الداؤود ، الفقير حمو شيرو ، والبطل محمود الأيزيدي وغيرهم ، انهضوا للدفاع عن أُسركم وأرضكم وحقوقكم ، ضعوا مشاكلكم الداخلية إن وجدت جانبا ً ، والتي ولدت من الظروف الصعبة التي تعيشونها ، اوجدوا افضل السبل والتنسيق مع قيادتكم الروحية المتمثلة بالأمير الوقور تحسين سعيد بك ، الذي جُبل على الحكمة وبعد النظر، او من ينوب عنه بين ظهرانيكم.