Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

زمن الخوف

في زمن الخوف يخيم في مدينتي الليل
يختبىء الغيم خلف الأمنيات
وفجأة يخرج شيء ما
يشبه شكل الساحر
مخلوق غريب يسير عل الأرض
شيء أسود ينتصب على قدمين
هي
امرأة تنحدر مثل العميان
تسوقها قوة وهم ما
أو هي روح متشحة بالسواد
تمضي نحو الجهة الأخرى من الادراك

هي امرأة تخرج للنزهة تحت شمس سوداء
كأنها تريد ترويض العتمة
تريد استبدالها بالأفكار
من الليل لا تخشى عليها
هي مثل خفافيش الظلام
مثل جمر مختبىء تحت رماد

رأيتها هناك
تختبىء في زاوية
تهرب من الوضوح
تنتظر شموسا لا تأتي
وتبقى حبيسة رداء أسود
يمنع عنها دفق المشاعر

رائحة الطيب
رحلت عنها بعيدا
لم يعد هناك سوى خديجة أو نفيسة
أو سبيكة أو ربما نسيان
تنتظر صبرا لن ينفذ
وشعاعا لا يجرف شوقها للصباح

ما عادت رفيقتك جميلة
لها رأس أسود
وذراعان أسودان أو سوداوان
وأنف مغطى لا يتقن غير الانتظار
ولها حواس خمس
لكنها نسيت أن تتذوق السمع والشم والإبصار
صورتها مثل لون الخريف
والزبد يأكل روحها المعلقة على صدر الرداء

تحت القماش لها عينان باردتان
ويدان رسمتا خطا منكسرا لأحمر شفاه
وزهر ذابل
ينام فوق زنابق شتاء باهتة

وهكذا لم يبق للأنثى غير لون البرد
وملاءات سوداء
تتمايل خلف بؤس وغباء
سواد لا تخترقه شمس ولا قمر
يطارد نفسه حين يفقد الأشياء
ويغلق الأبواب في وجه الصبا

لون البرد
يترك المرآ ة عاقرا
تعكس أجسادا تتآكل في الضيق
لا تتذوق غير الموت
تواعد شموسا غافية في مكان ما
توقظها العتمة كل صباح
تداعبها
لا تنهض من سريرها
تخفض رأسها نحو الاسفلت
لا تنظر ناحية اليسار
حيث يسير شيطان الغواية
والشارع الملون يحتاج إلى ستارة أخرى

في زمن الخوف
يتثاءب الشعاع متعبا من لملمة الظلام
والمرأة شكل لا ينتمي لمجموعة الأشكال
شيء خارج عن دائرة التصنيف
كومة من شيء ما
تسير داخل الستارة
منطوية كجنين متعب
يسرق الصمت وجهه ليشرق مثل عادته
خلف العباءات السوداء

tkishek@yahoo.com


Opinions