زوعا , عشتار , الكلداني !! هل هم الممثلون لشعبنا المسيحي ؟؟
ثلاثة أسماء ظلت تتواتر أمام أنظار بني وطني وديني بمختلف مذاهبه طيلة السنوات المنصرمة , وأشتد لمعان بريقها في الآونة الأخيرة منذ بدء حملة كل منها للترويج عن اهدافها للفوز بأكثر عدد من أصوات الناخبين المسيحيين في أنتخابات مجالس المحافظات التي جرت في نهاية كانون الثاني الماضي بعد أن قزّمت الكوتا(بضم القاف وكسر الزاء) الى ثلاثة مقاعد يتيمة في كل العراق , عدا محافظات الشمال الثلاث بتآمر واضح ومسبق لمن يدعون أنفسهم بالكتلتين الرئيسيتين وهي الكتلة الشيعية والكردية .في تحليل مبسط ذكر الأستاذ سمير أسطيفو شبلا احصائية تقريبية عن عدد الناخبين وعدد الذين صوّتوا في هذه الأنتخابات والنسبة المئوية للمصوّتين من أصل الناخبين فكانت حوالي 24% , أي أنه هناك 76% لم يشتركوا في الأنتخابات , ومن ضمن ال 24% هناك أعداد كبيرة قدّمت لها آلاف السلال من الجزرات على شكل رواتب أو بطانيات أو شقق سكنية أو مواد غذائية للتصويت لقائمة معينة , ومن لم يفد معهم سياسة الجزرات , جلبت لهم آلاف الرزم من العصي , منهم من أستخدمت معهم ومنهم من هدّدوا ( بضم الهاء ) بها , أيضا للتصويت لقائمة معينة , ترى كم كانت ستكون نسبة المصوتين في هذه الأنتخابات لو جرت بأسلوب حضاري وديمقراطي كما يطلق عليها السياسيون ؟ حتما وبدون أي جدال كانت ستكون أقل بكثير من النسبة أعلاه وهي ( 24%) , فما هو السبب يا ترى؟؟
في تقديري , وقد أكون مخطئا , غير أن هذا هو رأيي أن السبب هو أن التنظيمات الثلاث أعلاه هي أغصان لشجرة واحدة أنبتت ( بضم الهمزة على الألف ) وتغذّت من تربة غريبة عن الوطن العراقي الأم ورويت من مياه لا علاقة لها بمياه دجلة والفرات , لذلك فهي غريبة عن الشجرة العظيمة التي يؤلف المسيحيين العراقيين بنسبتهم المطلقة وليس نسبة جزئية كنسبة المشاركين في الأنتخابات التي جرت مؤخرا , هذه الشجرة العظيمة التي ترتوي من مياه دجلة والفرات ( نهري الفردوس ) انها تشبه شجرة آدم في القرنة التي ترتوي من التقاء مياه نهري دجلة والفرات , تحرسها كنيسة العراق المشرقية برئاساتها المختلفة , هذه الكنيسة التي بالرغم من الأضطهادات التي شاهدتها وتشاهدها , الا أنها الحامية الحقيقية لمسيحيي العراق مهما كانت التحديات التي واجهتها , لأنها كما وعدها مؤسسها الرب يسوع المسيح بأن أبواب الجحيم لن تقدر عليها , مهما كانت الوان أو أنواع الملابس التي يرتديها أعداؤها .
من هذه النسبة الغالبة التي تفوق ال 76% كان معظم المقاتلين المسيحيين الذين كانوا جنبا الى جنب مع اخوتهم المسلمين واليزيديين والصابئة الذين استرخصوا دمائهم في الدفاع عن هذا العراق العظيم وعن حدوده ووحدة اراضيه تجاه مؤامرات الأعداء والطامعين , كان للمقاتلين المسيحيين صفحات مشرقة في سجل الجيش العراقي العظيم الذي ثبت للجميع أن حدوث الفراغ الهائل في جدار الأمن الوطني كان بسبب السياسة الغبية ( وقد تكون متعمّدة ) في حل هذا الجيش الباسل , ومن هذه النسبة الغالبة أيضا كان الآلاف من العلماء والمهندسين والأطباء والفنيين والضباط والجنود المسيحيين الذين كان يفخر بهم العراق ويفخرون هم بالعراق الذي لا أمن ولا حماية ولا استقرار للمسيحيين الا في ظل دولة العراق الواحد القوي بجيشه وشرطته الوطنية وتكاتف العشائر مع الشعب في التصدي لأي محاولة خبيثة لتجزئة وتفتيت العراق تحت أي مسمّى كان , وكذلك التصدي لأي نوع من أنواع الميليشيا مهما كان لونها أو تبعيتها ودرء محاولات دول الجوار التي لها أطماع بهذا البلد المعطاء , وحصر السلاح فقط بالجيش الوطني وقوى الأمن الوطنية .
من هذه النسبة القليلة كان معظم المنادين بما دعوه الحكم الذاتي سواء من الداعين لأقامته فيما دعوه بسهل نينوى , تلك الدعوة التي كانت العامل الرئيسي في خيبة الأمل التي أصابت أهالي محافظة نينوى وهم يتفاجئون بقسم من أخوتهم المسيحيين الذين عاشوا معا عبر الأجيال والأزمان في ( الحلوة والمرة) وهم يحاولون أقتطاع جزء من محافظتهم وتقديمه هدية بثمن بخس, مشتركين بذلك مع الجهات المعادية للعراق في تفتيته, هذه السياسة القصيرة النظر كانت العامل الرئيسي لمعظم المصائب التي حلت بالمسيحيين العراقيين
أما النسبة المطلقة من المسيحيين العراقيين والتي ليست مع أي عنوان من العناوين الثلاثة أعلاه التي أثبتت التجارب فشلها في تمثيل المسيحيين العراقيين, فينبغي عليها الألتفاف حول كنيستها الوطنية بمختلف طوائفها والتي أثبتت على الدوام بأنها الحريصة على مستقبل المسيحيين في هذا البلد العريق , وأنها أبعد ما تكون عن الأنسياق خلف الأغراءات المادية مهما كانت, بل أنها على أستعداد للتضحية بحياتها في سبيل أبناء كنائسها وهو ما حدث فعلا بالعديد من رجال الكنيسة الشهداء الذين لم ينحنوا أما الأغراءات المادية . أن التفاف المسيحيين حول رئاساتهم الكنسية سيمكنّهم بالتأكيد من نيل وحفظ حقوقهم كمواطنين أصلاء لهذا الوطن لحين أستقرار أوضاع العراق التي لا تزال متأرجحة, ووجود حكومة وطنية قوية لا تعمل وفق محاصصة طائفية أو قومية وأستقرار الوضع السياسي, وتكريس العملية الديمقراطية لتنبثق حينئذ الأحزاب الوطنية المسيحية التي تكون قد تغذّت ورويت من نهري الفردوس المقدسين ( دجلة والفرات )