سارة طالب السهيل - أدب الطفل العربي يفتقر إلي الخيال
24/01/2006زمان:سارة طالب السهيل عرفها الوسط الادبي والثقافي في وقت قصير بالاخص بعد نشر عدة روايات لها في القاهرة وتحويل روايتها سلمي والفئران الاربعة الي عمل مسرحي وهي تواصل نشاطها الدؤوب في القاهرة وفي جعبتها العديد من المشاريع الجديدة التقيناها فكان معها هذا الحوار.
û لماذا اتجهت الي كتابة قصص الاطفال؟
- لقد عشت طفولة بائسة حرمت فيها من حنان الاب ودفء الوطن عندما اغتيل ابي في بيروت وكان لهذا الحادث تاثير كبير علي نفسي نظرا لما كان يمثلة لي من قيم الرجولة والفروسية والحنان ولذا فلقد ظل احساسي بالطفولة مستمرا وقررت ان اهب نفسي لاسعاد الاطفال ولاحظت مدي سعادتهم وانا اقص عليهم سلمي والفئران الاربعة كما لاحظت مدي سعادتهم وانا اجسد تلك القصة في شكل عمل مسرحي عن طريق استخدام لعب الاطفال ومن هنا قررت ان اكرس حياتي للكتابة للاطفال لادخال السعادة عليهم وخاصة ان الطفل العربي وبالاخص في بلدي العراق يعاني بسبب الحالة الاقتصادية والارهاب وحنان الاسرة فكتبت سلمي والفئران الاربعة وقررت نشرها وضيفني خلال معرض الكتاب حيث اشاد بي النقاد وعلي راسهم يعقوب شاروني والذي قال انني امتلك ادوات الكتابة للاطفال من حيث البساطة والعمق وهو ما شجعني علي الكتابة فكتبت قمة الجبل وكان اخر تلك الاعمال ليلة الميلاد والتي استعد الان لاصدارها وعلي هامش معرض كتاب الطفل الذي اقيم مؤخرا لتقيت بالفنان الكبير عبد المنعم مدبولي والذي كنت معجبه به كثيرا ودائما اردد اغانيه نظرا لاهتمامه بالطفولة واهديت له سلمي والفئران الاربعة وبعد ان قراها اتصل بي واشاد بها كثيرا وقال انها تتصف بالبساطة والعمق وعرض علي تحويل هذا العمل الي عمل مسرحي .
ûهل هناك مفردات وسمات معينه لادب الطفل او بمعني اخر هل هناك مفردات معينه للطفل عن المرحلة العمرية؟
حتي الان طبعت ثلاث روايات في مجال ادب الطفل وهي سلمي والفئران الاربعة وقمة الجبل ونعمان والارض الطيبة سلمي عندما كتبتها للاطفال ارفقت بها شريط كاسيت كي يعلم الطفل القراءة ويمكن الام التي لا تجيد القراءة والكتابه ان تتابع اطفالها اما بالنسبه لقمة الجبل فهي لمرحلة عمرية اكبر وهي بداية المراهقة وقليل من الادباء من يركز علي تلك المرحله وهناك مجموعه اخري استعد لطبعها منها قصه صينيه بعنوان السور الحزين وهي تتلاءم مع الاطفال فوق السنة السادسة عشرة حيث تجمع مابين الرومانسية والوطنية اما بالنسبة لسمات ادب الطفل فليس هناك مفردات تميزه ولكن لابد ان يمتلك خصائص معينة اختيار فليست المواضيع التي يحبها الطفل مثل السحر والخيال والعالم الغامض وفي نفس الوقت لابد ان يتوافر في اديب الطفل الضمير لان الطفل مثل العجينة يمكن تشكيله وفق المبادئ التي نريد غرسها فيه.
û وهل فكرت في اعادة احياء الصالون الادبي كما فعلت من قبل الاديبة مي زيادة؟
- طبعا افكر في هذا الموضوع بعد ترتيب اموري في مصر من خلال اقامته صالون ثقافي يجمع الادباء والشعراء
û يقال انك تاثرت كثيرا بالشاعرين البياتي والجواهري فما مدي تاثير هذين الشاعرين في تجربتك الشعريه؟
- كان لهذين الشاعرين تاثير كبير في حياتي فالبياتي بدات معه عندما قرات قصيدته قمر الحزين والتي كان يهديها الي ابنه علي وعبر فيها عن الغربة والحياة الصعبة التي يعيشها وعندما وصلت الي عبارته متي سنعود الي بلد نا بكيت بكاء شديدا للماساة التي يعيشها لا نني اعيش نفس الماساة اما الجواهري فانك تشعر من اشعاره انه يعيش في غير الزمن الذي نعيش فيه وفي نفس الوقت كان متاثرا بوطنه فالوطن ياخذ نسبة كبيرة من شخصيته ومن شخصيتي ومن ادبي ومن شعري ومن حياتي وبالاضافة الي هذين الشاعرين فلقد تاثرت ايضا بالحلاج الذي عاش في القرن الرابع الهجري وكان صوفيا احب الله كثيرا وانشد قصائد في حبه ولكن بعض الناس تامروا عليه وصلب ظلما
û وما هي ملابسات تحويل سلمي والفئران الاربعة الي عمل مسرحي ؟
لقد قرأ المنتج عادل بخيت القصة وعرض علي تحويلها الي عمل مسرحي ونظرا لانها اول تجربة لي فلقد ترددت كثيرا قبل ان اوافق علي ذلك لانني دائما وقبل ان اقدم علي أي شئ لابد ان اتاكد اولا من نجاحه الكامل وبذلت كل جهدي حتي يظهر العمل متكاملا والحمد للة فلقد حققت المسرحية نجاحا منقطع النظير وابدعت الفنانة دلال عبد العزيز في تجسيد دور سلمي كما كان اختيار الاطفال موفقا الي حد كبير وكالعادة فلقد قدم عبد المنعم مدبولي دور الراوي باتقان كما هو دائما.
û يقال ان سلمي والفئران الاربعة هي انعكاس غير مباشر لتجربة مريرة مرت بحياتك ؟
- هذا صحيح فما اكتبة يعكس بصورة او باخري شيئا في حياتي او شيئا تاثرت به من حياة الام العربية او المجتمع الذي اعيش فيه وسلمي والفئران الاربعة تجسد مدي ظلم البشر عندما يحكمون علي الانسان بمظهره فقط دون النظر الي جوهره رغم ان المظهر قد لا يعكس حقيقة الانسان وهذا شئ عانيته كثيرا كما ان المجتمع احيانا يحاسب الانسان علي ذنب دفع اليه ولم يكن المتسبب فيه .
û لماذا تاثرت بالادب الغربي عند كتابتك للاطفال ؟ وما هو سبب تأخر العرب عن الغرب في مجال كتابة قصص الاطفال ؟ الكتابة للطفل اصعب بكثير من الكتابة للكبار فلابد من الكتابة للطفل باسلوب يتقبله وهذا شئ نادر في الادباء العرب فرغم تفوق الادب العربي علي الغربي الا انه مختلف عنه في مجال ادب الطفل وهذا يرجع في المقام الاول الي ان العرب ابتعدوا عن الخيال الجامح الذين اتسموا به في عندما كتبوا السندباد وعلاء الدين واصبحنا نعبر عن غيرنا بدلا من ان نعبر عن انفسنا نظرا لقضيتنا المحزنة فضلا عن ذلك انه لا يوجد اهتمام او تشجيع لكتاب قصص الاطفال .
û وماذا عن اسهاماتك للطفل العراقي؟
- اعلم ان الطفل العراقي يعيش حاليا طفولة معذبة بفعل الظروف الصعبة التي عاشها طوال السنوات الماضية من حرمان وفقر وانعدام للامن ولقد حاولت من خلال كتاباتي ان ادخل السعادة علي هذا الطفل لان بناء الانسان اهم كثيرا من بناء المصانع والمدارس كما اسعي الي استعادته لنهمه في القراءة لان العراق بلد حضارة.
û ما هو السبيل لوصول كتبك الي الطفل العراقي ؟
- للاسف فان كتبي تباع في كل المكتبات العربية عدا العراق ولا ادري ماذا افعل كي تصل كتبي بسهولة الي الطفل العراقي ومن هذا المنطلق قررت ان تصل هذه الكتب مجانا الي المكتبات والمدارس العراقية لانني مدينة لبلدي وكنت اتمني ان يكون بالعراق مكتبات ودار نشر ومؤسسات ثقافية تعتني بكتابات الادباء ولكن هذه المؤسسات غير موجودة او موجودة ولا استطيع الوصول اليها وهذا شئ اسوا وامل ان تستقر الاوضاع فيحقق لي ذلك. û ولماذا لا تفكرين في انشاء مكتبة للطفل العراقي من خلال المساهمات الخيرية ؟
- فكرة جيدة اتمني ان تتحقق ولقد بعثت نسخا من كتبي الي جمعية عربية كردية تسمي دار الشعب والتي قامت بدورها بتوزيع تلك الكتب علي المناطق الشعبية ولكن لو قامت بهذا الدور مؤسسة تقافية فان هذا المشروع سيكون افضل.
û اذا انتقلنا من مجال ادب الطفل الي مجال الشعر لماذا قل اهتمامك بهذا المجال في الاونة الاخيرة ؟
- لم يقل اهتمامي ولكني اسير في خطين متوازيين فبعد عدة ايام سوف يصدر لي ديواني (علي اعتاب بغداد) والذي سوف يكون نقلة كبيرة في حياتي بالاضافة الي المقالات التي اكتبها في الصحف والمجلات المصرية والعربية . û وما هي مشاريعك في المرحلة القادمة؟
لدي مشاريع فلقد صممت لي موقعا خاصا بالاطفال يحتوي علي العاب كرتون وقصص للاطفال وعناوين جمعيات خيرية واسعي لتكوين ارشيف خاص بي في الصحف والمجلات واستعد ايضا لاصدار روايتي الثالثة (ليلة الميلاد) وكتبت في مقدمتها الاية 83 من سورة المائدة والتي تؤكد ان اقرب الناس للذين امنوا النصاري وهي تدعو الي المحبة والتضامن بين المسلمين والمسيحيين والعودة الي الدين والروحانيات .