سبت النور
القراءات الطقسية:القراءة الأولى: التكوين 22 / 1 _ 19 وكان بعد هذه الأحداث أن الله امتحن . .
القراءة الثانية: 1 قورنتس 1 / 18 _ 31 فإن لغة الصليب حماقة عند الذين . .
القراءة الثالثة: متى 27 / 62 _ 66 وفي الغد أي بعد يوم التهيئة للسبت . . .
الفكرة الطقسية: نستمع إلى كلمة الله التي تعلن لنا اليوم من خلال ثلاث قراءات: الأولى من سفر التكوين تصف لنا إيمان إبراهيم الذي بلغ ذروته عندما استعد لتقديم وحيده اسحق ذبيحة للرب. وقد رأى آباء الكنيسة في ذبيحة اسحق صورة لآلام يسوع الابن الوحيد.[1] والثانية من رسالة بولس الأولى إلى أهل قورنتس يحدثنا عن الصليب الذي يبدو لأول وهلة عكس ما ينتظره الناس: حجر عثرة بدل أن يكون علامة قدرة الله، وحماقة بدل أن يكون الحكمة. لكن إذا تغلب الإنسان على هذا الغموض وقبل ذلك بإيمان، بدا له الصليب أسمى تحقيق لهذا الانتظار: حكمة وقدرة أسمى.[2] والثالثة من إنجيل متى يخبرنا عن تذكر القادة اليهود كلام يسوع عن القيامة. وبسبب هذه الأقوال كانوا يخشونه بعد موته أكثر مما هو حي. فحاولوا اتخاذ كل الاحتياطات لحفظ جسده في القبر. فاستوثقوا من ختم القبر تماماً وحراسته. ولأن القبر كان محفوراً في صخرة في سفح تل، لم يكن له إلا مدخل واحد. وقد ختم القبر بشد حبل فوق الحجر الذي دحرج على مدخله، وختم الحبل في كل طرف من طرفيه بالطين. واتخذوا احتياطاً آخر فطلبوا وضع حراسة عليه. وبهذه الاحتياطات لم يكن من سبيل لأن يصبح القبر فارغاً إلا بأن يقوم المسيح من بين الأموات. ولم يستطع الفريسيون أن يدركوا أنه لا الحجر، ولا الختم، ولا الحراس، ولا جيشاً بأكمله، كان يمكن أن يحول بين ابن الله وقيامته من الأموات.[3]
سبت النور: تتكون مراسيم سبت النور في كنيسة المشرق من العناصر الليترجية التالية: 1_ صلاة المساء. 2_ رتبة العماد. 3_ رتبة الغفران. 4_ رتبة القداس. فبعد الانتهاء من صلاة المساء تبدأ رتبة عماد الموعوظين والتي تجري على النحو التالي: كان الإكليروس يجتمع في قدس الأقداس، ثم ينتظمون في طواف فيخرجون من الباب الكبير، ويلتحق بهم الموعوظون الذين كانوا ينتظرون داخل هيكل الكنيسة. ويتجه الجميع بطواف مهيب إلى بيت العماد، وهم يحملون الصليب، الإنجيل، الشموع، المبخرة. وكان أحد الكهنة يحمل إناء الزيت المقدس. ثم تجري رتبة العماد التي ألفها البطريرك إيشوعياب الثالث. وبعد رتبة العماد كانت تجري مراسيم الغفران والمصالحة للمؤمنين الذين ارتكبوا إحدى الكبائر. وكان مرتكبي الخطايا الكبيرة يحرمون من الاشتراك في الحياة المسيحية. فإذا عادوا إلى الكنيسة نادمين على خطاياهم يفرض عليهم القيام بأعمال التوبة كالصوم والصلاة والصدقة كعلاج روحي، وكبرهان على صدق اهتدائهم. وكان الصوم الكبير الفترة التوبوية المثالية والنموذجية للقيام بأعمال التكفير. وفي نهاية الصوم الكبير كانت الكنيسة تمنح هؤلاء التائبين الغفران والمصالحة وذلك مساء سبت النور. وبعد غياب الشمس تجري رتبة القداس الاحتفالي، أنافورة الرسولين أدي وماري.[4]
وما أن يبدأ الشماس بقراءة رسالة القديس بولس حتى يتوقف عند كلمة بارخمار، عندها يحمل المترأس الصليب ويقف في وسط المذبح رافعاً إياه ليبشر الشعب بقيامة يسوع هاتفاً ثلاث مرات هذه الجملة: " ذَىَا دِصغ عىصًسَا نَع عغ بِصيً عصًيِْا ".[5] " هاشا ديِّن مشيحا قامْ من بْيثْ ميثيْ ". ويرد الشعب: " أمين ". ترجمتها: " أشهد أن المسيح قد قام من بين الأموات ". ويتقدم المؤمنين لتقبيل الصليب، بينما ترتل الجوقة ترتيلة: " أنقضى صوم المسيح بالسلام ". وبعد انتهاء الحاضرين من تقبيل الصليب، يعود الشماس إلى قراءة الرسالة كالمعتاد.
وتشير ترتيلة قدس الأقداس إلى أن المعمدون الجدد كانوا يشتركون في القداس ويتناولون القربان. وفيما يأتي ترجمة لهذه الترتيلة: " * سبحوا للرب يا جميع الشعوب: كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح، قد لبستم المسيح من الماء والروح، لكي تملكوا معه في مسكن السماء. * المجد للآب والابن والروح القدس: لقد اعتمدتم بروح واحد. ولبستم الروح الواحد. وعرفتم الرب الواحد. فتدعون باسمه، وستنعمون معه في المسكن المليء بالمسرات. ".[6]
ولفترة استراحة قصيرة بعد القداس، تبدأ صلاة الليل وتعرف بـ " سهرة القيامة "، وتضم قراءة الهولالا صد [7] والتي تضم المزامير من 93 وحتى 101. تليه تراتيل تمجد مفاعيل قيامة المسيح نذكر منها: " أصبح بستان يوسف الرامي جنة إذ وضعوا فيه المسيح، ونزل الروحانيون وأجواق الملائكة والسرافيون، وهم يحتفلون بقبر ربنا: المجد لك يا ربنا، المجد لك يا ابن الله، مبارك الذي فرحنا بقيامته. ".[8]
وبعد قراءة المزمورين 97 _ 98 ترتل التسبحة الخاصة بالآحاد والأعياد نذكر قسم منها: " شكراً لله الذي حررنا، من قيود السوء وأحيانا. صالحنا والروحيين، إذ إستنكروا إثمنا. يا حناناً لم نسأله. سأل عنا ونجنا. ".[9]
وتختم السهرة بالمناداة نذكر منها: " * المسيح الذي بقيامة جسده المقدس حطم أبواب الجحيم، وأزال الخطيئة والموت بقيامته. * المسيح الذي بقيامة جسده المقدس أبطل الموت، وأعطانا حياة جديدة وجدد كل الخليقة بقيامته. ".[10]
--------------------------------------------------------------------------------
1_ الكتاب المقدس " العهد القديم " دار المشرق سفر التكوين هامش 1 ص 99.
2_ الكتاب المقدس " العهد الجديد " دار المشرق رسالة بولس الأولى إلى أهل قورنتس هامش 21 ص 511 _ 512.
3_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 111.
4_ الفرض الإلهي لكنيسة المشرق الكلدانية الآثورية المطران جاك اسحق ص 94 _ 96.
5_ ورىعا دنوْصغا " روشما دقرياني " رسم القراءات الشماس نمرود رسام ص 47.
6_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني ص ىلاا.
7_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص 287 _ 293.
8_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني ص ىلاث.
9_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الأجزاء الثلاثة ص ضز _ ضس.
10_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية " الجزء الثاني ص ىلاث.