Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ستحبلينَ بيَّ ولو بعد مليون عام

قصيدة مُهداة للشاعر الآشوري أدم دانيال هومه
مناسبة القصيدة: وأنا على مكتبي في منفاي ألمانيا مرت بيّ الذاكرة بمواسمها وطقوسها، المكان مدينة الحسكة .عصر ذات يوم أنا وصديقي نسير وإذا بشابٍ آشوري يسير في نفس الشارع همس لي صاحبي وقال:هل تعرف هذا الشاعر أنه آشوري ويُعاقر الشعر.قلتُ: له لا قال أنه آدم دانيال هومه. أوقفه صاحبي وتحدثنا وتعارفنا كان يختزن ألم الأمة الآشورية هذا ما قرأته في عيونه ...إليه هذه القصيدة لتبقى عربون لقاءٍ يتيم كان بيننا





قرأتَ جِراحكَ على الخابورِ ِ

مراسمَ عُشقٍ ...ودالية ٍ...

فأنبتَ ظِلَكَ إقحوان الدروبِ

فغنِّ عصافيرَ الكروم ِ

صبايا كقامات الحور يُغنينَّ أساطيركَ

أشوريات يُرتلنَّ معزوفاتكَ

كخمر ٍ تعتقَ في الجرار ِ

أنشودتي

وأنتَ في المدى تسوحُ القصيدة َ

تُترجمُ آهاتكَ، وعجوزٌ بينَ بساتين القرية ِ يُغني..

(آدمْ) نرتبُ أمسياتنا حُزناً

معزوفة ً للنشيد القادم ِ

أختصرتُكَ في ذاكرتي مواويلاً

وخبزاً للجياع ِ

المقهورينَ ، الممهورينَ

بسمة كُرههمْ

حينَ ألبسوكَ تاجاً للتغربِ

أُخبركَ أنَّ جدهم(......)

وأنَّ جدتهم(......)

ونحنُ سنبقى النشيدْ

في دفتري الصغير خبأتُ اسمكَ ذات مساءْ

خوفاً من الآتينَ في زخمةِ الضوضاءْ

حينَ قالوا: آشورياً يكتب الشعر

ويُريدُ الانتماءْ

آه ٍ كمْ هو عسيرٌ علينا أن ندخل مجالس الخُرقاءْ؟!!

آه ٍ كمْ يلزمنا لضحكة ٍ مبللة ٍ بمواسم القصائدِ..؟!!

والمسافةُ بيننا شبه حرف في لقاءْ

المسافةُ بيننا وعداً سنبقى في عيون الفقراءْ

نحملُ القصيدةَ َ وأُغنيةً لمْ يُترجمها الفُقهاءْ

في دبكة ٍ بينَ الكروم (تل نصري....وعيد السيدة العذراءْ)

كانَ جدّكَ يسوّي مواويلهُ

وبيديه ِ يحرثُ صور المنافي

ويبكي...

ما أصعبَّ أن يبكي شيخ تعمدّ بشوق الشموس

التي أبدعت للفجر بواكيره!!!

(زورقك التائه) حرابُ القبائلِ

برقٌ تجلدَّ في السماءْ

نجومٌ لا تنامُ ليلها ولا تصنعُ العزاءْ

سنبقى نشيد خابورنا وأرضنا وأمسنا

ويومنا والغد والضياءْ

سنبقى رغمَّ أحقادهم

مواويلاً من العشق والحبِّ

سنبقى أنا وأنتَ وجان وأنور أتوّ والياس قومي وجاك...

وعبد الأحد قومي الراحل...والراحلون كُثر

أوشانا..سركون بولص وجان دموّ...والشرفاء من الشعراء

قِلاعاً للحبِّ في أرضنا..والمنافي الخرساءْ

على جسرِ المنافي هناك نثرتُ قصيدتي

ذات مساءْ

في أيِّ الدروبِ غادر القمرُ..

حينَ مرّنا ذات مساءْ..؟!!

حمامتان وزهرة لم تعد في أفقنا

ولا ظِلالُ الزيزفونْ

يروي ظمأ لقاءنا الخجولْ

وبهجةُ الربيع ِ في دروب الضياعْ

أول قصائد

وآخر زفرة ٍ لم تُردْ

أن تختصر العشقَ

في ضيعة البهجةِ

لملمتُ ذاكرتي واتجاهات الريح

عاصفةٌ، وموانىءٌ تسافرُ عُراً

في انتشاء الرذاذْ..



للقمر دورتان

ولشطها غفوةُ الموج حينَ يعزفُ

قيثارة لليابسةِ

مجبولٌ بطعم النعناع البري وزهرة الختمية

العارية ِ في أرضنا إلاَّ من رفة فراشةٍ

عاشقٌ نسيَّ ثياب َ دفئه ِ

حينَ أغمضتْ جفونها قبل أن يُقبلها

فانخسفتْ رعشة ُ الروح بين ثناياها

نسيَّ أواخرَ البدايات ِوراحَ يكتبُ على دفتره الصغيرْ

مواسمُ اللقاءات

ويزركشُ مواولهُ

كأنها براري العاشقين في الشمالْ

فصلٌ آخرٌ من فصول القصيدة

يُهيىءُ للفجر ِ دروباً كأنها الرحيلْ

لاشيء يعبرُ انفلات الصمت

يعدُّ كم سنةٍ غادر المدينة؟

وكم ليلة ٍ نام دون غطاءْ؟

عارياً من الجوع

من يُرتبُ آخر الهمسات في ليالي الغرباءْ؟

معذبٌ هو في عشق واحدةٍ

كان يعرفُ شمسها..وأصلها...وفصلها..

عُدَّ معي( آدم ) واحداً قبل الفجر

وواحداً بعدَ دمي

وواحداً للنشيد القادم

عدّوا معي...غنوّا معي.

ارقصوا في نيسان القصيدة

ربما( باكيتي) وربما سيبدعون أُغنيتي القائلة:

ستحبلين بيَّ ولو بعد مليون عام.

تمرُكَ.....تُسلمُ

وأيُّ جُرحٍ صابك يرنمُ

فيكَ القصيدة معلمُ

يا أيُّها المعلمُ

ألمانيا في 3/4/2008م

اسحق قومي

شاعر وأديب سوري مُقيم في ألمانيا

Sam11@hotmail.de


Opinions