Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

سجل الحسين (ع )

 

في أحدى سنوات المشي متخفين عن عيون حرس الشيطان و في صحراء كربلاء تمشي القلوب خائفة متوجسة أن تتوقف الرحلة و ينقطع السبيل قبل الوصول الى كعبة الأحرار , يرشدهم الهيام الى واحة العشق الحسيني لترتوي الانفس من معين الطف , كان ( ابو زهراء ) يسير و ترافقه أبنته العليلة باتجاه كربلاء لتوفي بنذرها , بعيداً عن الطريق المملوء بالبعثيين و سرادقهم و الشمس تغوص في الرمال مخلفةً سماءً زرقاء محمرة , خاف الرجل من أصوات الذئاب البعيدة و هو يتمتم بأدعية و يتوسل الله بحق من يتوجه اليه ان يرشده و أبنته الى الطريق, و لم تكد الظلمة تحكم حتى رأى نوراً من بعيد إنه بيت ( ابو علي ) الذي يتقدم بيوت عشيرته بأتجاه الصحراء و سراجه العالي يرشد الناس اليه لا لشيء الا ليتشرف بإيواء زوار الامام الحسين (ع ) و يقوم بخدمتهم كما اعتاد طوال السنين الفائتة و في مثل هذه الايام , طرق (ابو زهراء ) الباب الذي كان مفتوحاً فاستقبل بكلمات الترحاب , زلفت ابنته الى داخل البيت مع النساء و دخل هو المضيف الذي كان يستلقي فيه مجموعة من الزوار سبقوه الى دار ( ابو علي) , بعد الصلاة و الراحة تناول الجميع وجبة عشاء (التمن و القيمة) و تبادل الزوار اخبار قطع الطريق من قبل الحزبيين و غيرها ثم خلدوا الى النوم مبكراً لأنهم كانوا متعبين من السير في الصحراء ,  

دخل الرجلان من الباب المفتوحة للمضيف , كان أحدهما يشع وجهه نوراً حتى لم يكد يستطيع (ابو زهراء) الذي كان الوحيد مستيقضاً, ان يميز ملامحه و طغى النور الغرفة كأن شمس النهار أشرقت فيها كان الرجل الثاني يحمل سجلاً و قلماً , قال الرجل النوراني الى صاحبه سجل هذا يا حبيب مشيراً الى أحد الزائرين و اشار الى الاخر و تمعن فيه ثم قال سجل هذا يا حبيب حتى وصل الى ابو زهراء فتبسم في وجهه و قال سجل هذا و ابنته يا حبيب , ثم خرج الرجلان من الغرفة , فأستفاق ابو زهراء من نومه و عرف ان ذلك الرجل هو الامام الحسين ع فصرخ بالنائمين : أستفيقوا يا زوار ابا عبد الله انهضوا انها البشرى لكم و قص لهم رؤياه و كان كلما يتكلم يقاطعه ( ابو علي ) متسائلاً بلهفة : و انا .. و انا .. هل سجل أسمي الامام الحسين ؟؟ حاول ابو زهراء تجاهل سؤال ابو علي بكل الصور و بقي ابو علي يلح بالسؤال  بلهفة شديدة و لكن ابو زهراء التزم الصمت و لم يجبه فأطرق ابو علي في الارض مطأطأً رأسه : انه لم يسجل أسمي ؟ اليس كذلك ؟ 

نعم اني اعرف السبب !! توجهت أنظار الجميع مستفهمة صوب عيون ابو علي المغرورقة بالدموع !! قبل اقل من عام جائني جار لي ألم به مرض عضال و طلب مني قرض من المال ليجري عملية جراحية فاعتذرت منه لاني لا املك الا بعض المال الموجود في صندق الامام الحسين ع و هذا المال مخصص لخدمة زوار الامام و لا استطيع التصرف بها , فتعهد ان  يردها قبل الزيارة و لكني لم أعطيه المال خوفاً من التقصير في خدمة زوار الامام فرجع جاري خائباً و انا أظن اني أُحُسن صنعا , و في المساء رأيت الامام الحسين ع في عالم الرؤيا و هو غاضب مني و وبخني بشدة لأني لم أقضي حاجة جاري المحتاج و لم يقبل أعذاري و اعتذاري , هرولت الى جاري حاملا له المال و لكنه استطاع ان يتدبر المبلغ من شخص أخر , و ضاعت كل توسلاتي له أن يأخذ المال و ضاعت معها امنياتي بجوار حبيب قلبي الامام الحسين , لأني لم أعرف الحسين حق معرفته و انما حسب معرفتي .. 

و لهذا لم أستغرب من عدم تسجيل أسمي في سجل الامام الحسين ( عليه السلام ) . 

 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
لماذا لماذا "فشل" المالكي في إطلاق ابنه وأمواله المحتجزة في لبنان؟ عبدالخالق حسين/ رغم أني أمر في فترة ينتابني فيها النفور من الكتابة، ومع اعتذاري الشديد للقراء والأصدقاء الذين افتقدوني، صرت أشعر بنوع من الكلمة التي القاها المونسنيور الدكتور بيوس قاشا في المؤتمر الإعلامي المسيحي الثاني أقدم شكري الجزيل للقائمين على رعاية هذا المؤتمر "الإعلام المسيحي نحو الإتحاد"، وبالأخص الأخ نور وقناة نورسات وتيلي لوميار الفضائية. واسمحوا لي أنْ اقول: ما أنا إلا صفحةٌ تحملُ تاريخَ أمَّةٍ ووطنٍ أَحبَبْتُهُ وإنْ كان جريحاً، أحْبَبْتُ لبنان الأرز كما أحْبَبْتُ رافدينَ العراق، وأرزتُه تعانق نخلةَ العراق وشربل القديس يعانق سيدةَ النجاة، شفيعةَ شهدائنا وضحايانا. نعم، أنا بينكم صفحةٌ بيضاء فلنكتب عليها سويةً، أنتم وأنا، إعلامَ مسيحيتِنا في إتحادنا وليس في طائفيتنا. على حكومتنا ان تفهم ان زمن الحكومات المركزية الأستبدادية قد مضى د. حبيب تومي / أرض ما بين النهرين كانت المهد الأول لولادة الدولة الشديدة المركزية وذلك منذ ان وحدث دويلات المدن في دولة واحدة والوسيلة الأكثر رواجاً للتوحيد كانت بشن الحروب ، ويحكم محافظون و محافظات علي فاهم/ إن ثمار الانتخابات التي جرت في محافظاتنا العزيزة توضع في السلال في هذه الايام فقد سمي اغلب المحافظين ليتبوأوا مناصبهم في المحافظات
Side Adv1 Side Adv2