سركيس اغاجان سكت دهرا ونطق كفرا
من الواضح جدا إن الحملة السركيسية بدأت تأخذ طريقا آخر في التعامل مع المخطط السركيسي المرسوم بالأقلام الصفراء والمحمولة بيد المتملقين من رجال الدين المسيحي من بطاركة و مطارنة وقساوسة ويبدوا من الواضح جدا إنهم ما عادوا يكتفون بما تظهره قناة عشتار من الأعمال التي يسمونها انجازات مبهرة لخدمة قضايا المسيحيين بل اخذ سركيس شخصيا يقوم بجولات ميدانية للمناطق التي يسكنها أبناء الأمة وبغير عادته نراه هنا يلقي الخطب والأحاديث ( وان كانت مدبلجة ) ليعيد بذلك صورة لم يسمح لنا بان ننساها أو أن نمسحها من ذاكرتنا وهي صورة الطاغية (المخلوع ) صدام وكيف كان يستحل التلفزيون ولساعات طويلة وهو يقوم بجولاته في محافظات العراق من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وهو يلقي الخطب والأحاديث(معتقدا بأنه كان هو الأول والأخير في هذا الوجود) وهنا وفي حالة سركيس لم تغب صورة المتملقين أيضا والذين يلتفون حوله ويتبارزون في إظهار لهفتهم وشوقهم وحبهم له وكان حضورهم واضح وكثيف ولعل ابرز المتملقين هنا هم من رجال الدين والذين كانوا يتنططون أمامه مثل مهرج الملك أو بتعبير أدق مثل ( القرة قوز ) حيث لم يكتفي بعضهم بالتهريج فقط بل راح إلى ابعد من هذا فاخذوا يشبهونه بالقديسين ويدعونه بحامي حمى الكنيسة والساهر على خدمتها وهو في الحقيقة لم يخدم إلا المنافقين منهم ومن هم من خدامه المطيعين الذين سخرهم لتحقيق أهداف صانعيه, وما الأسقف اسحق إلا مثل صارخ لرخص الكرامة وتسخير المنصب الديني والكنيسة لخدمة المصالح الشخصية وتحقيق الأهداف السركيسية. أما جولات سركيس تلك فما هي إلا ليتأكد من وضع الأماكن التي وضع فيها بيضه الذهبي وليطمئن بذلك من مدى جودة تلك المفاقس وما المستوى الذي وصلت إليه وهل إن تلك الحاضنات تحضن بيضه بصورتها الصحيحة أم لا ليضمن أنها ستفقس له في الغد (اصواتا) قد تساعده في إنجاح مخطط صانعيه الرامي إلى جعلنا مجرد أتباع ضعفاء في ارض هي أرضنا وبيت هو بيتنا.لقد تطرق في إحدى زياراته لمنطقة ( برور) على موضوع تلكيف حيث ذكرها في احد خطبه التي باتت تنهال بغزارة معربا من خلالها عن رغبته بالمحافظة على إبقاء أهلها فيها معتبرا تلك المنطقة قلب سهل نينوى وخروج أهلها منها أو الساكنين فيها من الأشوريين هو خسارة لتلك المنطقة كلها ليبرهن هنا لمن يريد أن يفهم إن مخطط سركيس لا يهدف إلى خدمة أبناء الأمة من الآشوريين أو المحافظة على من (يحاول قدر المستطاع حصرهم باسم المسيحيين) بل هدفه الأول والأخير هو للمحافظة على المنطقة التي يسكنوها أي( سهل نينوى) ليضمه إلى الرصيد الجغرافي لإقليم كردستان فلو كان هدفه خدمة المسيحيين كما يدعي لما صرح بما صرح به وهو جالس في منطقته الآمنة معرضا بذلك حياة ألآلاف من المسيحيين للخطر كون منطقة قضاء تلكيف يسكنها العرب المسلمين والمسحيين واليزيدين أي إنها ذات طابع ثقافي وديني وقومي مختلف ومتنوع وكل واحد من تلك الأطراف يحاول قدر المستطاع بان ينسب نفسه وتاريخه لهذه المنطقة ولهذا فهي تقبع على فوهة بركان سياسي وتناحر قومي أبطاله العرب من الجنوب والأكراد من الشمال وميل المسيحيين لأي من تلك الجهات يعني أنهم يصنعون من الطرف الآخر عدوا لهم ليقعوا بذلك بين مطرقة الأكراد وسندان العرب وما التصريحات التي يلقيها شخص مثل سركيس المنتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني والمحسوب على حكومة إقليم كردستان كونه وزير مالية الإقليم إلا دافع للعرب المسلمين بان يطالبوا بأحقيتهم بمنطقة سهل نينوى وما يشجعهم بطلبهم هذا هو إنهم أقدم من الأكراد في المنطقة لذلك يعتبرون أنفسهم أكثر حقا من غيرهم للسكن فيها وهذا ما سيدخل أبناء المنطقة الأصليين من الأشوريين المسيحيين في صراع لا دخل لهم فيه, وما سيكلفهم في حال فوز أي من تلك الأطراف بالمنطقة إلى خسارتهم لمنطقتهم التي سكنوها منذ آلاف السنين هذا إن لم يخسروا الأمن والاستقرار وقد يجبرهم مثل هكذا صراع إلى الرحيل والهجرة إلى خارج العراق .
قبل أن يتحدث سركيس عن المحافظة على منطقة سهل نينوى وعن حقوق المسيحيين فيها لما لا يسال عن الصورة السيئة التي يرسمها رجال الدين للكنيسة هنا في تلكيف وكيف أنهم يستغلون المبالغ الطائلة التي صرفت لهم لتمرير مشاريعهم الخاصة ليستفيد منها من هو من الأقارب والأصحاب بغض النظر عن مستواه المعيشي أو لمن يحمل معه واسطة (دسمة) من أعلى الجهات . هذا بالإضافة إلى أن رجال الدين هنا سيسوا أنفسهم وجعلوا من الكنيسة ورشة عمل تنفذ مخططاته ونصبوا أنفسهم ناطقين رسميين باسمه محولين الكنيسة إلى مجرد مكتب سياسي سركيسي يوزع الأموال يمينا وشمالا ويا ليتها وزعت حسب الاستحقاق أو حسب درجة حاجة الفرد إليها بل استعملوها كسلاح لكسب اكبر عدد من المعارضين لسياستهم كي لا يقولوا لهم من أين لكم هذا أو أين صرفت ولمن أعطيت كل هذه الملايين؟ وعندما حاول بعض من أبناء رعية كنيسة القديسة شموني في تلكيف بالسؤال والبحث عن الحقيقة أغلقت في وجوههم كل الأبواب حتى مكتب سركيس الشخصي لم يستقبلهم ليأتي تصرفهم هذا بمثابة إعلان صارخ بموافقته على كل تصرف قام به رجال الدين هنا في تلكيف وانه مبارك من سيادته وانه راضي كل الرضا للمستوى الذي وصلت إليه الكنيسة وليس هذا فقط بل وكافأهم بآلاف الدولارات لتحقيقهم أهدافه الرامية في نشر الفرقة والعداء بين أبناء الرعية عاملا بمبدأ (فرق تسد). أما المشاريع التي يعتزم القيام بها في تلكيف ما هي إلا لخدمة هذا النموذج من رجال الدين أو لخدمة المتسركسين حتى العظم والموالين له قلبا وقالبا بعيدا كل البعد عن انتمائهم القومي أو الديني أو لمدى حاجتهم لتلك المساعدات .
لقد أصر سركيس على إبقاء أبناء تلكيف فيها وهذا كلام جميل وهو رغبة وأمل كل ساكن هنا من أبناء الأمة لكن قبل أن يشرع في مثل هكذا مشروع سواء كان بناء بيوت لهم أو دعمهم ماديا أو أي كان, لما لا يأتي كرجل سلام ويلتقي بكافة الفر قاء هنا ويشرح لهم ويقنعهم بطبيعة مساعداته للمسيحيين ؟ لما لا يأتي ليخبر جميع الغرباء في تلكيف عن مصدر تلك الأموال التي سيصرفها لخدمة أبناء الأمة ؟ لما لا يأتي ويضع يده في يد جميع ألوان المجتمع في تلكيف من قوميات و أحزاب وعشائر مسيحية كانت أم مسلمة ويبني معهم علاقات طيبة ليجنبنا مساوئ الصورة التي رسمها لنا رجال الدين بتصرفاتهم اللا مسئولة وليحمنا من الدعايات التي تقول بان تلك الأموال هي كردية من اجل شراء المنطقة أو هي أموال أمريكية تصرف للمسيحيين من قبل بوش , أو كما يدعي البعض الآخر إن تلك الأموال هي من منظمات إسرائيلية . ليحلوا لهم بذلك اتهامنا بالعمالة لأمريكا وإسرائيل ومن بعدها سيستبيحوا دمائنا ويحللون قتلنا .
من يريد أن يخدم أبناء الأمة في تلكيف أو في كل سهل نينوى بصدق وأمانة وإخلاص عليه أولا أن يقوم بخطوات سياسية مهمة جدا قبل أن يتحدث بما تحدث به والذي سندفع نحن ثمن ذلك الكلام أو قبل أن يفتح خزائنه ليصرف منها من دون حساب, أو أن يرسل جراراته وحفاراته لتبني وتعمر. فما فائدة الأموال إن كان صاحبها يخشى من صرفها؟ و ما أهمية البيوت إن سكنت اليوم وهجرت بالغد ؟
جوني خوشابا الريكاني
تلكيف