Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

سُميًل – إنهم أحبًوا وبعض الهوى ذبًاحُ

منذ قرون وقرون , ومذ إختار شعبنا, الكلداني السرياني الاشوري , الحب والسلام , إيمانا وعقيدة دينية , اصبح الصليب وطريق الألام عنوان حياته, وباتت المعاناة اختصاصه العام والدقيق. يُبدع شعبنا في وصف ألامه ومعاناته لانها جزء منه وهو جزء منها , ولاخير في مَن لايجيد إختصاصه. شعب ما أروعه وما أسماه , يُجلد ويُساق لقرون الى المحاكم والمجامع , يُعيًر باطلا , ينال البصق والضرب والطرد والصلب , ولايتنازل قيد أُنملة عن مبادئه , بل يعيد كل ماسبق الى اصحابه, ويلقي جمرة النار على رؤوسهم , وهم يشاهدونه يغتسل بجروحه , يقف شامخا على عود صليبه , مترفعا عن النظر اليهم , تحلٍق عيناه في زرقة السماء , يستهزئ ( ببطولاتهم ) , يضرم صوته النار في احشائهم , فيسقطون على وقع صداه وهو يجلجل ( إغفر لهم , إنهم لايعرفون ماذا يفعلون )!.



يقينا كثير غيري , عندما كان صغيرا لايعي الحياة جيدا , وجد نفسه في ذات الموقف , حائرا دائخا امام أهات وتأوهات كبار السن الذين شاءت الصدف ان يكون حاضرا في مجالسهم واحاديثهم عندما تُذكر ( سُميًل ) , وعند المبادرة بالسؤال عن الذي حدث في ( سُميًل ) , كنا نسمع سريعا جوابا مقتطفا في ان مذبحة لشعبنا قد كانت المدينة مسرحها . كان اهلنا يعتقدون ان عدم سرد تفاصيل الجريمة , باحداثها الدقيقة , هو ضرورة تتماشى مع قواعد العصر المتبعة حاليا في منع الاطفال من مشاهدة افلام الرعب والجريمة والأكشن التي لاتتناسب مع أعمارهم . ولكن كلمة ( المذبحة ) كانت كافية حقا لتُشعل الرغبة في البحث والقراءة والسؤال والمناقشة في كل ماحدث , بل أصبحت ( سًميل ) احدى القبل التي تشخص العيون صوبها , وباتت اسماء عناوين مرتكبي الجريمة فيها نذيرا بالشؤم ومدعاة , حال النطق بها حتى ولو كان ذلك من قبيل الصدفة , للاصابة بفقدان الشهية. اتذكر لحد الان كيف كان الغضب والصلابة تتطاير شذرا على وجه اخ وصديق اشوري وهي تمتزج بالألم الذي يعتصر قليه , ويده تحيط بقدح الماء وكأنها تنوي عصره , وهو يقول ( إن كنت تبغي معرفة احاسيسي ومشاعري اتجاه مرتكبي مذبحة سميًل فعليك بسؤال احد الاخوة الشيعة عن حاله عندما يُذكر يزيد ). حقا , في ( سميًل ) تأمرت اطراف واطراف , قوى الشر من كل فجٍ عميق , إجتمعت ( على الله ومسيحه ) . في ( سميًل ) لاتجد صعوبة في تشخيص ( إبن الاسخريوطي ) وهويتكلم لغة جديدة وقد باع سيده الى صالبيه , دون ان يفكر قط بعد ذلك في ان يعاقب ويشنق نفسه . ولكن في ( سميًل ) , كما هو الحال دوما , انتصر الدم البرئ المهدور وصرعت الجُبًة الكهنوتية المهانة فلسفة عنترة العبسي , وسيفه , ورمحه , وماتمنطق به. في ( سميًل ) تعلًمْنا ان قتل المبادئ , بالنسبة لشعبنا , لايمكن ان يقبل ان يتم إلا على جثة الحياة , فتروي بالدماء الزكية تربة المبادئ , فتورق , وتزهر , وتُثمر من جديد , وهكذا كان طبيعيا ان تُنجب ( سميًل ) جيلا من التمرد الواعي والمُحب بلاحدود , فها هي ( ألقوش العنيدة ) التي نمتلئ شموخا عندما نسمعها تقول ( نا ) , وتلك هي ( عنكاوة ) تخرج منها , بكرى وأصيلا , الى الأصقاع صيحات ( نحن هنا ) , وهذه هي ( بغديدي وبرطلي ) قلاع للسريان وسد امام الطوفان , وهكذا كل اسماء مدننا وقرانا الجميلة المسالمة الأبية.



في يوم الشهيد الاشوري الذي روى ارض ( سميًل ) وغير ارض ( سميًل ) في بلاد الأباء والاجداد , ونحن نعيش هذه الظروف المصيرية في حياة شعبنا , تاريخا وحاضرا ومستقبلا , ما أحوجنا , الى رص الصف , وتوحيد الجهد , ونكران الذات , وتقديم اجندة شعبنا على كل ما عداها من الأجندات , فترتقي مؤسساتنا السياسية والدينية والاجتماعية الى مستوى المسؤولية لمجابهة ( مذبحة سياسية ) اخرى تُقترف بحق شعبنا , وهي مذبحة الاقصاء والتهميش , في عراق نحن فيه الاصل والاوفياء على الدوام , وهي لاتقل بشاعة في نتائجها عن مجزرة ( سميًل ).



ياشهداء ( سميًل ) , ياقافلة الشهداء قبلها وبعدها , جنات النعيم حقُ لكم , ذكراكم واجب على كل من يؤمن بمبادئكم ,وينتظر لقائكم .

إنكم أحببتم وبعض الهوى ذبًاحُ .....


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الراعي الصالح حاضر بين شعبه في تربة وادي الرافدين في المساء تجمع الخراف إلى داخل الحظيرة لحمايتها من اللصوص، ومن البرد وعوامل الطقس، ومن الحيوانات المفترسة، والحظيرة إما كهف، أو مغارة، أو سقيفة، أو مكان مفتوح تحوطه أسوار من الحجارة، أو أغصان الشجر وكثيراً ما كان الراعي ينام في الحظيرة لرعاية خرافه وحماي الشهيد الاشوري هو شهيد الحرية نعم أيها الطيبون من الكلدان والسريان والاشوريين والاثوريين والارمن وكل الغيارى من الأديان الأخرى ، ان يوم 7 / آب من كل عام هو يوم شهادة وولادة ، شهادة الطيبة والعفوية ، شهادة الدفاع عن الحرية ، شهادة الدفاع عن الحق ، شهادة الدفاع عن الوجود ، أي وجود ؟ وج اكتشاف مخبا اسلحة كبير في الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/ الموصل ، العراق / اعلنت القوات المتعددة الجنسيات بأن عملية تطويق و تفتيش أدت للعثور على الا تبت ايادٍ تعطيك اللقمة بيمينها، وتخنقك بيسارها.. مركز كابني مثالا.. مشاهدات ميدانية: قيل والعهدة على القائل: وزع شخص معونات غذائية لبعض العائلات في زاخو مقدمة من مركز
Side Adv2 Side Adv1