Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

*سنبكي بيوتنا وتبكينا*الجزء الاول

نعم أنها الهجرة التي ستجعلنا نبكي بيوتنا كما ستبكي بيوتنا علينا أيضاً. ولو سؤلت عن رائي في الهجرة فليس لي سوى جواب واحد لا غير"أن الهجرة اخو الموت"ومهما يكون الاتصال ابداً لايعوض عن اللقاء والعيش معاً
"لو سال دمعي بحار الارض لاغرقها هجرة أهلي واصدقائي فتت أحشائي ومزقتها"
"لو قربوا النار من قلبي لاحرقهــــــا هل سمعتم بقلبٍ يحرق النار يا اعزائـــــــي"
كما لم نجد احد من أخواننا وأبنائنا لم يشتكي من الهجرة وهم في بلاد المهجر ومهما تكون تبريراتنا للهجرة لا يحق لنا أن نؤيد الهجرة ونشجعها بل علينا رفضها وشعارنا يجب أن يكون لا للهجرة لا للهجرة لا للهجرة..لا لترك الوطن الام موطن الاباء والاجداد لا لقطعنا من جذرونا.
"بكل اثرواثا بريسي شولخـــاي رحيقي خا مخنا ودمعّي بجرايا"
"كرأشت خيوما نشواثخ بليطي برحقوثا زيله وخاتر دلا درايــا"
لان علينا أن نتذكر أبائنا واجدادنا رغم كل معاناتهم لم يتركو الوطن الام الا نفر قليل لكون الهجرة كانت سبيلهم الوحيد لكن رغم كل ذلك لابد أن نكون منصفين ولو بعض الشيء عند مراجعتنا لاسباب هجرة ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري من الوطن الام "العراق العزيز". نعم أن لهجرة أبناء شعبنا اسبابها ودوافعها الكثيرة حيث بدأت الهجرة منذُ بداية الستينات من القرن المنصرم وبشكل فردي وبطيء ثم استمرت الى أن اصبحت بشكل ينذر بالخطر ويجب التساؤل والوقوف أمام هذا الخطر وخاصة بعد التغيير الذي حصل في وطني في 2003 والذي أستبشر العراقيون عامة وشعبنا بصورة خاصة به خيراً
حيث توقعوا قيام نظام ديمقراطي وطني جديد تعددي فدرالي لكن النتيجة....!!! خاب ظن الجميع بذلك فاصبحت الهجرة كما يقال "حديث على كل لسان". وكانها الملاذ الآمن والهدف الاسمى وعندما تسألهم الى اين ..؟ لن يكون الجواب سوى الى ارض الله الواسعة...!! دون معالجة لهذه الظاهرة الخطرة جداً لا بل وكأنها خطة أستراتيجية مخططة لها ومدبرة ومبرمجة مشترك فيها أطراف عديدة قد تكون دول أيضاً...!!!
ليس هذا فقط وأنما أستمرار أسباب الهجرة على الصعيد الشخصي أيضاً ومن هذه الاسباب وحسب وجهة نظرتنا الشخصية والمتواضعة هي:-
اولاً:- الجوانب النفسية: حيث الخوف الذي يشعر به أبناء شعبنا وهو ليس خوف أتى من الوهم والخيال لا بل نتيجة معانات حقيقية له وبعضها كانت أثمانها غالية جداً جداً لاتعوض اذن هو خوف حقيقي تحَّمله لكونه شعب اعداده قليلة وبتناقص مستمرالى يومنا هذا ليس له معين وحامي سوى الدستور والقانون بعد الله ولا احد من أبناء العراق العزيز يستطيع أن ينكر مايتصف لابل يتميز به رغم قلة عدده من سلوك وأخلاق ومباديء لايستطيع أن يكون غير ذلك وكما هو معروف منذُ البداية ولايزال وسيبقى هكذا لانها من صفات المسيحي والمسيحية (الحقة آجل)
ثم القلق الذي عاشه ويعيشه شعبنا بسبب الاوضاع المأساوية التي عصفت به من قتل على الهوية في أنحاء مختلفة من أرض الوطن والاختطاف وتهجير عشرات الالاف والاعتداء والطرد من مساكنهم والاستيلاء عليها وحرق الكنائس وقتل رجال الدين جميع هذه الظواهر هي معروفة للجميع وليست سراً نبوح به أو لاغراض الدعاية والاعلام .
لا بل ولاتزال عدد كبير من مساكنهم مستولى عليها ومسكونة من قبل جماعات وعوائل لم تكن حتى من سكنة تلك المناطق أصلاً وبالقوة من دون اي مقابل لا بل من دون أن يستطيع أصحابها الشرعيين المطالبة بأخلائها خوفاً من ..............!!
"شويقي تا بابا لخوذي شولخايا ويما معوقانه كلطما ببخايا"
"كباني يوماثا تاتفيتي شنـــــــــيّ بسبارا معمرا ليوما خرايا"
ثانياً:- ان بعض السياسين من ابناء بلدي الحبيب يبرر هذه الحالات بانها حالات عامة لا تقتصر على شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لكن ردنا عاى ذلك هو :
ان شعبنا مسالم لا يسرق من احد ولا يفكر اساسا ان يقتل او يخطف او يعتدي على احد او يتعصب او سبق وان اعتدى على احد على مر التاريخ حيث همه الوحيد هو خدمة وطنه العراق والاخلاص والتفاني له من اجل بناءه ونهضته وتطويره ليرتقى الى مصاف الدول الكبرى والاهم لابل الاخطر هو هجرة الشعب الاصيل ابو الحضارات لمئات والاف السنين من وطنه الام العراق مجبرا مكبلا بجروحه والامه ودموعه كالنبتة التي تقتلع من جذورها وكالطير مقطوع الجناح يهاجر ولا يعرف الى اين المصير ..؟؟
ولا ننسى الاسباب الاساسية الاخرى
أ‌- دور السياسين المخططين ودور السياسة صاحبة اليد الطويلة والموجه الرئيسي لقيام واستمرار هذه الهجرة من دعم واسناد والمعونات
ب‌- في مقدمة كل الاسباب النظام السابق وما قام به من حروب مكررة واضطهاد مما كان له الاثر الكبير والمباشر على شعبنا المسكين الكلداني السرياني الاشوري والقرى التي هدمها بالاخص الحدودية مما ادى الى هجرة ابناء شعبنا الى بغداد والموصل والبصرة .
ت‌- كما ان الاساس عدم معرفة شعبنا او لم يألف شعبنا ايجاد رؤساء عشائر كي يلتف حولها ويساندها كما هو موجود عند بقية ابناء شعبنا الموجودة في ارض العراق كذلك عدم وجود احزاب سياسية قومية في بادى الامر الذي ادى الى تشتت شعبنا والانضمام الى قوى مناصرة لحقوقه مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي لاسيما بان موسسه من ابناء شعبنا ولا ننكر ما لهذا الحزب من تاريخ رغم كل ما حل به وعانى من نكبات مستمرة وطويلة ومن مختلف الجهات
رغم معرفة الجميع لاسيما المثقفون من ابناء العراق بان لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري جذوره التاريخية العميقة على ارض ما بين النهرين لكن السياسات العنصرية والدينية والمذهبية ايضا ومنذ تاسيس الحكومة العراقية في 1921 يشعر جميع ابناء شعبنا كانهم دخلاء لا بل غرباء في هذا البلد وكثيرون لا سيما المثقفون ينكرون او يتصورون باننا لسنا اصحاب الحضارة والتي امتد فضلها الى العالم اجمع كل هذا نتج بسبب عدم وجود ولو فصل واحد في كتب التاريخ المقررة والتي تدرس الى طلاب المدارس الابتدائية والثانوية يتكلم؟ ويوضح عن مكونات العراق الاصيلة ودورها في بناء حضارته الى يومنا هذا...!!!! من دون وجود مطالب بهذا الحق الدستوري حيث كان من الواجب من الحكومة االاهتمام به وترسيخه ليتربى الناشى على معرفة من هم شركائهم في الوطن رغم كل هذا وذاك انا اليوم لست بحال الذي راح بل فيما تؤول اليه الاوضاع والنتائج حيث ان الدلائل والمؤشرات رغم مرور سبع سنوات عجاف وكل ما حملت في طياتها من ماساة ومعاناة عاشها الشعب العراقي عموما وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري خصوصا بعد التغيير الذي حصل في 2003 تؤكد بانه لاعلاج ولا حلول لمعاناتنا والامنا والنتيجة باننا اسوا من السابق هذه ليست نظرة تشائمية أو نوع من الياس بل هو الواقع وهي الحقيقة بعينها معروفة للجميع .
مما يمكنني القول بأن ما كان يتأمله شعبنا عموماً من التغير ذهب ادراج الريح وتحطمت اماله ولم يبقى امامه سوى الهجرة الى ارض الله الواسعة سبيلاً فما بال شعبنا الكلداني السرياني الاشوري توقع خيراً رغم كل الاوضاع الماساوية التي حلت به من دون اي ذنب اقترفه...!!!
واني لا اريد الخوض باعدادها وتفاصيلها بل بمتاهتها لما فيها من مرارة والم وحسرة الا ان مايلمسه ويتوقعه بعد كل ذلك هو الاسوأ نعم الاسوأ فكأن معاناته السابقة ستكرر او ان التاريخ سيعيد نفسه ثانيةًً مما حفز ما مخزون لديه في اللاوعي من نفوس ابنائه ومنذُ امد بعيد وعلى هذه البقعة من المعمورة مما أعطى الارجحية للهجرة وترك الوطن...!!
رغم كل ذلك لا حراك جدي لمعالجة مشاكلنا وقضايانا في الوقت الذي يحدث وكما هو معلوم ما يحدث اعلامياً وساسياً في العديد من القضايا ومنها ماحدث مؤخراً بخصوص وباء انفلونزا الخنازير والذي لم يبلغ ضحاياه (قد تكون خطة مدبرة او مفبركة كما يقولون) اكثر من الف شخص فارتعب العالم واقاموا الدنيا ولم يقعدوها بينما مليار انسان جائع ولا احد يكترث ومئات الالاف تقتل والدماء تسال ايضاً لا احد يكترث...!! بلد يهاجر ابنائه الاصليين اصحاب حضارته – حضارة العالم القديمة ايضاً بسبب معاناته...!!! وعندما يسألون الى اين تهاجرون ليس سوى جواب واحد كما أسلفت...! الى ارض الله الواسعة لا احد يكترث بل العكس يدعمون ويشجعون تلك الهجرة بوسائل واساليب متعددة منها مباشرة ايضاً فكأنها خطة استراتيجية مرسومة ومبرمجة وبأشتراك العديد لابل كأن الهدف هو تجزئة هذا الشعب وتفرقته وتحطيمه ايضاً لاجباره على الهجرة التي لا يملك غيرها سبيلاً ((المحصلة النهائية التشرد والضياع ...!!))
كما يستغرب الكثير من ابناء امتي اليوم التهويل امام ما تطرحه وسائل الاعلام بهذا الشان ومقالات كتابنا الاعزاء بشان التجزئة والتفرقة بين ابناء شعبنا (الشعب الواحد دين واحد قومية واحدة لغة واحدة رغم اختلاف اللهجات التي عانت هي الاخرى اكثر منا جميعاً) وكذلك كل بيانات وقرارات الاحزاب والكيانات الموجود على ساحتنا القومية بهذا الشان او الخصوص ليست الالتفرقة وتجزئة هذا الشعب المظلوم وتحطيمه واجباره على الهجرة " كما لا يستبعد أنهم مكلفون بذلك وضمن الخطة التي اشرنا اليها سلفاً وهذا رأينا الشخصي"
كل هذا مايدفعنا الى زيادة الجرعة او تغيير الدواء والمشكلة هي في المناعة لا في محاربة المرض فقط الاصل هو محاربة ومنع اسباب الهجرة وازالتها اولا المحصلة النهائية هي ان طريق اسلوب التصدي لمشاكلنا سلبية وكذلك الحال فكرنا ومجتمعنا فمصائب الناس تنتج عن انسياق جماعي وراء افكار بلا تمحيص او تدقيق... نعم ان الشعوب هي كالاجسام منها ضعيف امام المرض ومنها قوي يصمد فالذي يعتقد ان الشعارات والندوات وكيل الاتهامات سيكفي لدرء الامراض صحيا واجتماعيا يخطىء كثيرا لذا اصبحت دعاتنا عاجزة اليوم عن اية معالجة لمشاكلنا المهم عندهم " دخل معركة الكسب السريع" مما سبب هياجا فى صفوف ابناء شعبنا وفقد دعاتنا كل رزانة فكانت ردود الفعل معا متشابهة ازاء الازمات فلا تجابه بالحرص ونكران الذات والتحليل الموضوعي والابتعادعن مطالب الانا ...انما باستيقاظ مخاوف قديمة راكدة فى اللاوعي...!!! الفرد والجماعة ايضا يستغل القلق الحاصل فتقوم الهوسات وتكيل الاتهامات (بأدعات) حرصا لمصلحة الشعب والقومية المساكين
كفى تفرقة وتجزئة هذا الشعب المظلوم وتحطيمه حيث اصبحت القومية ومقدرات هذا الشعب المسكين ككرةُ تتقاذفها الشعارات والاشاعات...!!! هل لذلك علاقة بالخطر
الحقيقي ...؟ الهجرة القاتلة كيف استطاعوا الجماعة التكيف لمضادتنا فلا يتاثرون بتضحياتنا وزيادة هجرتنا وضياعنا....!! وهنا ايضاً قد يقول قائل مالنا و القضايا الاجتماعية اليس الله سبحانه وتعالى الخالق يرعى العالم..!؟ اذن يحلها الله...!!!لكن ايضا نقول : من ينظر الى التاريخ المقدس وما صنعه الرب مع البشر فارسل الانبياء والرسل لتحذيرهم لانهم مثل غنم لاراعى لها فحياة الانسان تعنى الله فردا او جماعة (فشعر رؤؤس العباد معدود كله) لانه اله وأب حنون ومحب فالباحث او المسؤول الذى ينتقد الملايين يسهم في عمل الله الخلاصي ...!! لكن على الدين ايضا ان يسهم في درء عاهات المجتمع الروحية الناتجة من اختلال التوازن والفوض التي نحن فيها التدين ليس مجرد شعائر ومعتقدات ولا هو بديل للسياسة ...!!
انما هو معالج للانحرافات خصوصا عندما ينقطع الحوار بين الاخوة ان المشكلة اليوم لم تعد بين الاديان بل في اتساع الهوة بين المذاهب والثقافات كانوا اخوة ماذا جعل الكراهية تنتشر كالدمامل وتنفجر جروحا ومآسي هنا وهناك...!!! لقد كانت النظم السياسية حتى قبل عقد مضى تلجا الى الامساك بالشعوب بقبضة من حديد لكنها صارت هي المشكلة اذ لم تترك مجالا لفكر او لحركة بنت سدود ضيقنا على شعوبها وادخلتها محاصصات طائفية واجتماعية واستراتيجيات وممنوعات ...
رغم كل ما ذكرناه لا يمكن للهجرة ان تحل شيئا انما يسعى الكل الى الشفاء من الاوهام انقاذنا سيتم من خطرين واحد يشجع خصوصية الفرد الى (تاليهه) واخر (يؤله) الجماعة او القومية او الامة كلاهما على خطا مبين فيتسابق الى التسلح وتمتلى شوارعنا اسلحة وشوارعهم اجهزة تصنت ورقابة وفي كليهما يعمل سرطان العنف والاقصاء الى جانب ذلك خلطت عقلية عصرنا بين المريض والمرض فانقطع الحوار وبعد ثمانية سنوات ما زلنا نراوح لابل سادت ظاهرة (تملق للشعب لتهييجه) التلاعب بالراى العام مما افقد الفرد والجماهير المناعة وسيستنتج من يدرس عصرنا هذا ببساطة كان ينبغي عليهم عوض العنف والاسلحة ان يجلسو ويجابهوا الحقيقة الحرب ضرورة تجبرنا رغما عنا ان نتوهم امراضنا فلا نعطي لحياة البشر قيمة حتى تلك التي نعطيها لدجاجة ...!! لايتاثرون كما اسلفت بتضحياتنا وزيادة هجرتنا وضياعنا ولن يبقى لنا سوى الرحال واخيرا نبكي بيوتنا وتبكينا بيوتنا هي ايضا كما حصل لاسلافنا من قبلنا...!! ويأتيكم الجزء الثاني من مقالنا هذا لاحقاً...

"كثونه كثاوي كثاوا خرايا مشدرنه كثاوي لاثرا برايا"
"مبربزا بعلما لتي سولايا بشوقنه كثاوي دلتي قرايا "

عادل فرج القس يونان
Opinions