سوريات يطالبن بتغيير القوانين والممارسات التمييزية ضد المرأة
28/01/2006الجيران - دمشق -رفضت جمعيات ولجان وفعاليات أهلية سورية مهتمة بالدفاع عن حقوق المرأة الاتهامات التي وُجّهت لناشطات سوريات بأنهن "تطاولن على المقدسات" وعملن على "تفتيت الوحدة الوطنية" بسبب مطالبتهن بتغيير القوانين والممارسات التمييزية ضد المرأة في البلاد.واعتبر تجمع "سوريات" الذي يضم عدة هيئات أهلية في بيان له، استلمته الوكالات يوم امس هذه الاتهامات "انتهاكاً لمبادئ الحوار، التي هي حق لكل مواطن، كما يقر الدستور، ومصادرة لحق المواطنين في المطالبة بالتغيير المجتمعي، وإقصاء للرأي الآخر".وأعلن التجمع أنه سيكرّس الجهود من أجل "السعي نحو إلغاء جميع المواد القانونية التي تحمل تمييزاً ضد المرأة في قوانين الأحوال الشخصية والجنسية والعقوبات، واستبدالها بمواد قانونية تتناسب مع متطلبات العصر وحاجات المجتمع المتنامية، وفقا لمبادئ الدستور وجميع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها سورية". وأشار التجمع إلى قناعته التامة بأن ذلك "لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ومقاصدها العادلة"، واعتبر أن السبيل الوحيد لمقاومة الضغوط والتحديات الخارجية التي تواجهها سورية اليوم "يكمن في بناء جبهة داخلية متماسكة متينة، قوامها مواطنون أحرار، يتمتعون بكامل حقوقهم، ومتساوون جميعاً أمام القانون في الحقوق والواجبات، مهما كان جنسهم أو عرقهم أو دينهم".ويضم التجمع هيئات منها جمعية المبادرة الاجتماعية، الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة، رابطة النساء السوريات، لجنة دعم قضايا المرأة، منتدى سوريات الإسلامي، المنتدى الفكري، مجموعة كوكب اللا عنف.ويشار إلى أن قضية المرأة السورية، حالها كحال العربية عموماً، تعتبر نتاج لمجتمعات متخلفة اقتصادياً واجتماعياً وهي تئن تحت تعليمات وآراء فقهية دينية تراكمت خلال التاريخ، وابتعد بعضها عن جوهر الإسلام، ولم تجر محاولات جدية لدراسة هذا الموضوع في الفقه والشريعة والموروث الديني لتنقيته.ويطالب معظم الإصلاحيين في سورية بإصلاح حال المرأة وتعليمها وإعادة النظر بقوانين الطلاق والأحوال الشخصية من تعدد الزوجات وإرث وولاية، ويطالبون بحقها في التعليم والمعرفة والتربية والعمل والمساهمة في الحياة العامة.وكان الشيخ الإسلامي سعيد رمضان البوطي هاجم الشهر الماضي نشاط الجمعيات المهتمة بحقوق المرأة وقال "نجد نشاطات مريبة وغريبة لم تكن موجودة بالأمس ظهرت اليوم، تفور فوراناً عجيباً، جمعيات ما كانت موجودة، أسماء جديدة، جمعية المبادرة الاجتماعية، نساء سوريات، إلخ، أفراد ينشطون ويتداعون إلى ندوات في ردهات فنادق هنا وهناك". ورأى البوطي أن هدفها هو "الإثارة، إثارة زوبعة، إحداث شقاق، لعل هذا الشقاق الداخلي يكون ثورة داخلية، ومن ثم تلتقي الثورة الداخلية مع الخط الخارجي في هذا الموضوع".