Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

سيزار هوزايا

كثر الحديث في الاونة الاخيرة، وخصوصا بعد مقررات سينودس الكنيسة الكلدانية، عن ان ما جاء ضمن هذه المقررات من اختيار التسمية الكلدانية تسمية قومية لابناء الكنيسة الكلدانية، هو نتيجة سنوات طويلة من (هضم الحقوق الكلدانية)، و (شعوذات بعض المتطرفين الاشوريين) و غيرها من الاسباب التي يؤمن بصحتها من يذهب اليها..
ودون الدخول في دهاليز التاريخ ومعطياته،التي تغالى البعض بها، (ونحن قوم نحب المغالاة) حتى وصل الامر بالبعض الى كلدنة واشورة كل المقدسات والقديسين!! .. نقول: دون الدخول في تلك التعقيدات فانه كنا نتمنى ممن هم في موقع صنع القرار، ان لا ينهوا عن شئ ويأتوا بمثله. فما الفرق بيني وبينك ان اتيتك بما تأتيني؟؟!! اولا يقول الكتاب: " وان سلمتم على اخوتكم فقط فاي فضل تصنعون.أليس العشارون ايضا يفعلون هكذا."
ان كنا نشتكي بالامس من تطرف البعض، فكيف ندعو نحن اليوم اليه؟ هل اعامل من لا يقبلني بالمثل؟؟ وان كانت فكرة عدم قبول الاخرغير مسيحية (بحسب قناعاتي) ، الا ان الامر قد يكن اقل وطأة ان صدرت من فرد واحد، اما ان يكون من جماعة مسيحية مسؤولة عن التوجيه والارشاد الايماني لشعب مسيحي فهذا ما تكون وطاته كبيرة ونيره ثقيل..
اننا نتساءل عن الفائدة (العامة) التي وضعها المطارنة الكرام نصب اعينهم، والتي ستجنى من ادخال الكلدانية كقومية مستقلة عن تسميات شعبنا الاخرى. وعن الاستراتيجية الجديدة التي اتبعوها في سبيل حصولنا (كشعب واحد) (ان كنا حقا نؤمن بأننا واحد) على ما ندعو اليه من حقوق.. لا اعتقد بأن تحقيق اي مكسب سياسي لشعبنا، سيتحقق بالانفراد في المطالبة به، بل على العكس فأنه سيتضاعف حين يكون جماعيا، وهذا بحكم المعادلة الرياضية.
ان الاقرار بحقوقنا الادارية والدينية، المطالبة بالحكم الذاتي، او حتى الادارة الذاتية، التعليم المسيحي والسرياني، الخ من الحقوق، لا يمكن ان تأتي بإسم منفرد كلداني او اشوري او سرياني (دون الاتفاق المسبق عليه من اغلب الاطراف). ومطارنتنا في الوطن واقفون على مسرح الاحداث السياسية في الوطن ويعون ذلك، وقد يعلمون ان ذلك قد لا يأتي بثمر. لذا كان من الافضل محاولة فحص الاغذية المعلبة التي تصل من خارج الوطن، واخضاعها للسيطرة النوعية، للحد مما قد تثيره لدى البعض من اضطرابات معوية وعسر هضم قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.
ان المطالبة بإدخال التسمية الكلدانية مستقلة، هو محاولة قد يراها البعض (المتطرف) و (الشاكي من قهر الاخرين)، انجازا تاريخيا كبيرا، وهذا حق للجميع، وقد يراها البعض الاخر (عثرة) قد لا تأتي بخير يذكر.. اما البعض الاخر فهو يفضل ان لا يرى!!
ان ما يصبو اليه البعض من (دعاة) الوحدة عن طريق الاستقلال اولا، ثم الاتحاد، وتقوية دعائم (البيت الكلداني) اولا، ثم توحيده مع (البيت الاشوري) و(البيت السرياني)، هو ما جعل سينودس الكنيسة الكلدانية يخرج بمقررات قومية !! خصوصا وانه تزامن مع انعقاد المؤتمر الغير محدد الملامح وبحضور مطرانين من الخارج (فقط)، (شكرا لفضائية كردستان وبرنامج سورايي) الذي نقل لنا صورا عن المؤتمر الذي كان المفروض به ومن تسميته ان يكون للمجلس القومي الكلداني، اي مؤتمرا تقيمه مؤسسة مستقلة، يتباحث فيه المؤتمرون (وان كان البعض منهم اطفالا ونساءا مسنات لا نعلم بدروهم في المؤتمر) حول مسيرة المجلس ومنجزاته بعد المؤتمر الاول الذي عقد من على غرف البالتوك، ومحاولة لم الصفوف ورصها، بعد بعض الخلافات التي تعرفنا عليها من على صفحات الانترنت. اي ان المؤتمر لم يكن مؤتمرا قوميا ليتباكى بعض (الكتاب) ويصطاد في مياه عكرة رافعا اصبعه بوجه بعض المؤسسات التي لم تحضر المؤتمر!! مدللا من خلال ما جاء على ان هذه المؤسسات ترفض التعامل مع مؤسسته!!
نقول ان تزامن انعقاد سينودس الكنيسة الكلدانية الذي عقد بحضور مطارنة الابرشيات من مختلف انحاء العالم، مع انعقاد المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني، الذي عقد بحضور مطرانين من مطارنة الكنيسة الكلدانية القادمين من الخارج، قد لا يكون محض صدفة. وان الخروج من السينودس بالمطالبة بإدخال التسمية الكلدانية مستقلة، لم يكن سوى اكمالا لفكرة الوحدة المعلبة التي ينعشها بعض مطارنة الخارج بين الحين والاخر..اذ نراها على انها كانت محاولة لترميم (البيت الكلداني الداخلي) (كما يتلذذ البعض باصطلاحها)مع الاطراف (السياسية)، وهو ما وضع الكنيسة الكلدانية في موقف لا تحسد عليه..فالصراعات لا تزال مستمرة ولم تنتهي، ومسالة التسمية لم تحسم لحد الان، وتفضيل الكنيسة الكلدانية لاسم فردي دون اخر، وهي المعروفة بقبولها كل التسميات الجامعة منذ مؤتمر بغداد الذي دعا الى التسمية الكلدواشورية، مرورا بالتسمية الكلدواشورية السريانية وانتهاءا بالتسمية الكلدانية الاشورية السريانية التي تمخضت عن مؤتمر عنكاوا، وتسويقها من قبل السيد سركيس اغاجان، وتقارب بعض رجال الكنيسة الكلدانية منه ومن مشاريعه، جعلها تؤيد وان (ضمنا) تلك التسمية..نقول ان تفضيلها لاسم قومي منفرد (والاعلان عنه من خلال سينودس كنسي) سيأخذها في متاهات قد تزيد الطين بلة، فماذا ستفعل الكنيسة بأبناءها (الكلدان) العاملين في مؤسسات (جامعة)، وكيف ستتعامل مع كهنة بعيدين عن القومية، لا يفضلون الدخول في اغوارها، واخرين مؤمنين بتسميات اخرى كالارامية مثلاً؟ وماذا ستجني من خسارة الكثيرين من المؤمنين بوحدة هذا الشعب وتعدد تسمياته ؟
نتمنى حقا وببراءة الاطفال، ان لا تؤدي محاولة تسييس الكنيسة وزجها في صراعات لا يزال جمرها يحترق، الى ان تكون انعطافة خطرة لها (للكنيسة) في طريق زلق، خصوصا ان كان مقود القيادة مرتجا، والسيارة بحاجة الى (ميزانية وبلنص)..


البطريرك يطالب البابا بايقاف نزيف الهجرة..
في خبر اخر قصير قال غبطة مار عمانوئيل دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية، بانه سيطلب من البابا بنديكتس المساعدة على إعادة المهاجرين المسيحيين الى العراق (بحسب جريدة الزمان) http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,297695.0.html
قبل ان يطالب غبطة البطريرك الجليل بإعادة ابناءنا الذين امسوا ولسنين ينتظرون في دول (منتصف الطريق) كسوريا ،الاردن، تركيا واليونان، المتحملين كل انواع العمل المزري والاهانات، والغربة، والجوع، والخوف من الغد..نقول قبل ان يطالب باعادتهم، ويضرب مسيرة حياتهم وتخليهم عن كل شئ، لاجل شئ..نرجو منه ان يعايش حالتهم ويتفهم موقفهم ووضعهم. فالحل ليس باعادة المهجرين، الحل هو بإيقاف الهجرة من الداخل. ايصال من لايزال متشبثا بالوطن الى قناعة تامة بضرورة البقاء هناك، وذلك ليس عن طريق الوعظ والنصح كمثلي واخرين (وما اشطرنا فيهما) بل بالاعمال السامية التي تضع مصلحة الشعب اولا، مصلحة الشعب فقط..
فقد كان من المحبب ان نرى مطارنتنا الكرام يتباحثون هذه الامور في السينودس الذي عقد مؤخرا، على اقل تقدير هجرة (الكلدانيين) فقط (على اعتبار المقررات الجديدة، والتسمية الجديدة).. كنا نتمنى ان يتباحث المطارنة الاجلاء حول كيفية توفير مسكن لمن يريدون اعادتهم، او لمن يهجرون داخليا..كنا نتمنى منهم ان يأتوا بمقررات حول كيفية توفير فرص عمل لمن يريدون اعادتهم، او حتى لمن هم في (الداخل) قبل ان يستقروا هم ايضا في (الخارج)..كنا نتمنى من المطارنة الاجلاء التباحث في سبل التقارب الضمني، وتنقية الاجواء الكنسية الداخلية اولا، ووضع النقاط على الحروف في قضايا كنسية لا تزال عالقة..كنا نتمنى التباحث في كيفية بناء مجمعات سكنية ومعامل ومصانع لتوفير العيش الكريم لابناءنا في وطننا، و(استيراد) هذه (المشارع الخدمية) ممن هم في الخارج بدلا من (القوميات المعلبة)..فشعبنا الهالك في تخبطات الوضع في الوطن كان بحاجة الى كسرة خبز..وخمر تضحية وفداء..
سنبقى ننتظر، مع من يريد ان ينتظر من ابناء شعبنا، توضيحات وتفسيرات من مطارنتنا الكرام، وليس من كتابنا المندفعين بالعاطفة، سنبقى ننتظر اسبابا جعلتهم يفضلون تقسيمنا من جديد، فأنا من ابناء الكنيسة الكلدانية، وعلمتني ديمقراطية الغرب ان اطالب بحقوقي، والمعرفة حق لي، وواجب على كنيستي، التي حقا اتمنى لها ان تعي ان لها واجبات تجاه المؤمنين بها، وليس حقوق فقط، كما نعي نحن ان لنا واجبات تجاهها كما لنا حقوقا عليها..

وبارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
ايار 2009
sizarhozaya@hotmail.com
Opinions