سيطرة كل ١٠٠ متر في المنطقة الخضراء والتفتيش يكشف وجود قاذفات "غير مرخصة" وباجات مزوّرة
كشف نواب أن المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد تشهد إجراءات أمنية مشابهة للإجراءات التي تشهدها المناطق الساخنة، ولفتوا إلى وجود العشرات من نقاط التفتيش الثابتة والمفاجئة، واعتبروا ان هذه الاجراءات تجري بإمرة المالكي وتكشف اهتمامه الكبير بحماية السلطة في موازاة ضعف في حماية المواطنين الذين يذهبون يومياً ضحايا للقاعدة والميليشيات.
وأكد النواب الذين يقطنون المنطقة الخضراء أن المعلومات التي توافرت لهم، تؤكد ان قوات الامن عثرت اخيرا على 18 قاذفة ار بي جي "غير مرخصة" وعدد كبير من المسدسات الكاتمة للصوت داخل منزل شخصية سياسية كبيرة، فضلا عن العثور على هويات مزورة تمنح حامليها امكانية الدخول للمنطقة الخضراء ببساطة.
وقال النائب عن القائمة العراقية حيدر الملا في اتصال مع "المدى" إن "الاجراءات الامنية المتبعة في المنطقة الخضراء تجري تحت اشراف وتنفيذ رئيس الوزراء نوري المالكي"، مضيفا انها تكشف "اننا امام شخص اصبح جل اهتمامه حماية السلطة أكثر من حمايته للشعب والدولة، الامر الذي يكشف عن الانهيارات الامنية التي تشهدها الساحة العراقية في مختلف المحافظات".
وزاد الملا ان "المؤسسة الامنية اصبحت حريصة على حماية السلطة ورموزها اكثر من حرصها على الشعب"، لافتا إلى أن "الشعب أصبح أعزل امام المليشيات والقاعدة في ظل غياب المؤسسة العسكرية والامنية".
واوضح أن "الاجراءات المتخذة داخل المنطقة الخضراء من قبل المالكي، مرعبة وقد وضع كل (100) متر سيطرة أمنية، وهذا امر غير صحيح، في ظل مؤسسة امنية وعسكرية غير مهنية يقودها المالكي بمبدأ وحده لا شريك له".
وأضاف أن "المالكي أصبح يعيش رعب وهاجس فقدان كرسي السلطة لذلك فأن الاجراءات المتبعة في الخضراء هي رسالة على عدم إمكانية تنازله عن كرسي الحكم".
وقال رئيس كتلة العراقية الحرة قتيبة الجبوري في حديث مع "المدى" إن القوات الامنية داخل المنطقة الخضراء في حالة استنفار أمني بعد التهديدات الاخيرة التي وصلت اثر اقتحام سجني ابو غريب والتاجي، لافتا إلى ان هناك تشديدات في الاجراءات الامنية عند مداخل ومخارج المنطقة الخضراء.
وكشف الجبوري عن ان "القوات الامنية التي تقوم بعمليات التفتيش، عثرت على 18 قاذفة اربي جي وعدد كبير من مسدسات الكاتمة لدى أحد السياسيين النافذين (وتحفظ عن ذكر اسمه)"، مضيفاً انه تم العثور على بعض الاشخاص الذين يمتلكون باجات مزورة تسمح لهم بالدخول والخروج من المنطقة الخضراء".
وتابع الجبوري أن القوات الامنية داخل الخضراء زادت من عددها عند ابواب المنطقة، فضلا عن زيادة في عدد السيطرات الامنية التي تنتشر في الشوارع الداخلية للخضراء من اجل تفادي اي خرق امني قد يحصل في لحظة ما.
ولفت الى ان "اقتحام المنطقة الخضراء من قبل جماعات مسلحة يعني تهديدا للعملية السياسية والحكومة والبرلمان لان جميع قيادات العراق من الصف الاول والوزراء ورؤساء الكتل السياسية والنواب يسكنون المنطقة الخضراء، وبالتالي فأن الاقتحام يجعل حياة هؤلاء في خطر".
وأكد رئيس كتلة وطنيون البرلمانية عبد الرحمن اللويزي، إن اجراءات أمنية مشددة تنفذها القوات الامنية داخل المنطقة الخضراء بعد التهديدات من قبل المجماميع المسلحة والتي وصلت قبل ايام العيد.
وقال اللويزي في اتصال مع "المدى" ان "ما يجري من اجراءات امنية داخل المنطقة الخضراء امر طبيعي تجاه ما يحدث من تصعيد امني خطير بعد التهديدات لهذه المنطقة من قبل المجاميع المسلحة خلال شهر رمضان"، منوها بأن هذه الاجراءات شملت نشر المفارز العشوائية والمفاجئة وكانت غايتها مباغتة قوة او جماعة مسلحة، وتقوم هذه المفارز بتدقيق هويات الاشخاص الداخلين الى المنطقة، فضلا عن تفتيش المنازل".
وزاد أن "من ضمن البيوت التي تم تفتيشها منزلي وكذلك منازل نواب اخرين، على سبيل المثال شقة النائب اشواق الجاف التي تقع بالقرب من شقتي الا انهم وجودها مغلقة"، لافتا الى ان "الاجراءات طبيعية وابديت تعاوني مع القوات الامنية لحين إكمال جميع اجراءات التفتيش".
وحول استحصال اوامر قضائية من اجل اجراء هذه التفتيشات، استبعد اللويزي ان تتصرف قوات الامن بطريقة ارتجالية دون أن تكون هناك اوامر قضائية من اجل تنفيذ هذه الاجراءات"، ونوه بأن هناك زيادة في عدد القوات والسيطرات الامنية.
إلى ذلك قال النائب حسن الساري عن كتلة المواطن النيابية إن الاجراءات الامنية المشددة وزيادة عدد القوات الامنية في المنطقة الخضراء جاءت بعد التهديدات من قبل المجاميع المسلحة.
وقال الساري لـ"المدى" إنه "بعد عمليات هروب السجناء من سجني ابو غريب والتاجي ادخلت القوات الامنية المنتشرة في المنطقة الخضراء في حالة استنفار بعد فشل القوات الامنية في التعامل مع المعلومات الاستخباراتية التي وصلتها بخصوص امكانية اقتحام ابو غريب والتاجي".
واضاف ان "الاجراءات المتبعة هي استباقية لتلافي وقوع خروقات امنية كالتي حصلت وتحصل في بعض مؤسسات الدولة".