شتاء كردستان وابطال التحرير القومي
كلما تعالت قعقعت السلاح ونبرة السياسيين واستعدادات العسكر وشغلت شاشات الفضائيات صور الدبابات ونافلات الجنود والطائرات وفوهات البنادق وهي تقترب من ربى كردستان افتربت من الذهن والذاكرة صور ابطال التحرير القومي في كل زمان ومكان بسحنهم المميزة وبزاتهم العسكرية واوسمتهم ونياشينهم ونجماتهم المزيفة والتي تحتل اكتافهم وصراخهم وهم يعلنون: ان الوطن والامة في خطر وانهم لن يقفوا مكتوفي الايدي حيال ذلك ويقومون بتحشيد الامم المنكوبة بهم وعسكرة الشعوب والاصرار على سوق كل من يستطيع حمل السلاح نحو محارق الموت في معاركهم القومية دون ان يسأل هؤلاء القادة انفسهم او يجرؤ احد غيرهم توجيه سؤال من اوصل الامة الى هذا الحال ..؟ ومن هو مسعر الحرب ياسيادة القائد ..؟ وماهي الاهداف المرجوة منها غير مجد موهوم ورعونة يذهب ضحيتها ابناء الامة وتتعطل مصالحها وتتعرض بنى الوطن التحتية للدمار والتخريب وتتعطل عجلة التقدم فيه وتفرغ خزينته ويثقل كاهله بالديون والنتيجة النهائية الجلوس الى مائدة مفاوضات مرغمين وتقديم التنازلات السرية والعلنية مع الاصرار على ( اننا منتصرون ) رغم فقدان كل شيء .. انه الهوس وجنون العظمة والانتشاء بالقوة الغاشمة والسعيلارغام الاخرين على الطاعة والاتباع او القيام بسحقهم . تلك هي العوامل التي تجيش بصدر بطل التحرير القومي دوما وتدفعه الى حرق الاخضر واليابس وانزال النكبات ببلد ابتلى به وتقضي على كل فرص الحوار والجلوس الى موائد مفاوضات سلمية يصل المتفاوضون في نهايتها الى تفاهم واتفاق على حال او الاحتكام الى اخرين من العقلاء وهذا ما ينذر به شتاء كردستان ذلك الجزء الحبيب والامن من العراق الذي يعاني ونحن لا نريد ان تضاف الى معاناتنا اسباب جديدة ونتمنى ان لاتطل على جبال كردستان بدل الثلوج البيضاء النقية صورة بطل التحرير القومي لافي الجانب التركي ولافي الجانب العراقي ونتمنى ان نرى بدلا من صور الدبابات وخوذ الجنود وبساطيلهم صور مفاوضين بملابس مدنية انيقة وغرف وقاعات مؤثثة بارستقراطية تفوح منها رائحة التفاهم والانسجام والاتفاق على حل سلمي لقضية حزب العمال الكردي التركي لتطرد بذلك رائحة البارود الكريهة.