شعبنا في سوريا وبصيص الأمل
إلتقينا عند زيارتنا لسوريا بشرائح متنوعة من نسيج شعبنا المنتظر! منتظر ماذا ؟ لا أحد يقدر أن يجاوب هؤلاءالعطشى للأستقرار ، العطشى لبصيص من الأمل ، العطشى
للأمان ، العطشى للمصير ، العطشى للكيان ،العطشى للضحكى
، العطشى للبسمة ، العطشى للكلمة الطيبة ، العطشى للأمل
الحلم ، من يجاوبهم ويضع قطرة ماء بارد على شفاههم في
هذا الصيف الحار! هل تقدر الكنيسة أن تفعل ذلك ؟ الجواب
إن كان بامكانها أن تفعل لفعلت ! رؤساء وممثلي الأحزاب –
الجواب كل واحد يقول : يا عيني ! الأمم المتحدة – تسجل
من أجل الأرقام فقط ، ويؤكد معظم الأخوة الذين التقينا
بهم أنه لا يوجد نسبة واحد في المئة ممن يستفادون من ال
un ، وخاصة بالنسبة للهجرة ، وتقريباً بنفس النسبة ممن
يقبلونهم كمهاجرين في الدول الاوربية واستراليا وأمريكا
، وأكد السيد ( ل – ع ) انه مضى عليه أكثر من 7 سنوات في سوريا ! ورفض طلبه عدة مرات ، وهو يعمل الان في محل بيع
المشروبات الروحية براتب لا يكفي لأيجار شقته ، وكيف
بقية المصاريف ؟ يقول : على الله ! ويلعن من كان السبب
وخاصة انه كان يعيش في بحبوحة وأمان في بلده الأم العراق
، وكذلك الأستاذ ( ج ) له عائلة كبيرة ينتظر الفرج ،
وترك كل شيئ ، محلاته وبيته ( مساحته 600 م ) وهو الآن
مؤجر شقة صغيرة ب 500 دولار شهرياً ، بعد أن هددوه بخطف
أحد أولاده ، انه تاجر معروف ، لم يؤذي أحداً قط في
حياته ، ولكن يقول : يجب التضحية بكل شيئ من أجل سلامة
العائلة ،ويؤكد : من يقول لي لماذا فعلت ذلك وتركت كل
شيئ ؟ أقول له أعطني الأمان أولا ، ولا أريد أو أطالب
بالخبز ! لأن الأنسان يحيا ويموت مرة واحدة فقط ، وهناك
نماذج أخرى لا يمكن التطرق اليها على صفحات الانترنيت
كونها معيبة ويندى لها الجبين وهي باللآلاف ، نعم يا
أصحاب القرار في العالم ، نعم أيها الرؤساء ، رؤساء
الكنائس ، رؤساء الأديان ، رؤساء الأحزاب ، رؤساء
المنظمات الأنسانية ، حقوق الأنسان في كل مكان ، بأسم
الأنسانية ، بأسم الضمير الأنساني ، بأسم كرامة الشخص
البشري ، بأسم حقوق الاطفال ، بأسم حقوق المرأة ، بأسم
الوجود الأنساني ، نناشدكم بأسم العدالة الألهية
والأرضية ، بأسم القيم الأجتماعية ، بأسم الخير والحق
والجمال ، أن تبادروا فوراً لدراسة المأساة الأنسانية
التي يعيشها شعبنا في سوريا والاردن ودول الجوار الاخرى
، نعم أن أبر المرفين المخدر سرعان ما يزول ! ( نقصد
المساعدات الآنية ) ، ويبقى الجرح ينزف وينزف ، الى متى
يبقى المهندس والطبيب وتاجرالكهربائيات والطباخ وأصحاب
المهن الحرة وعمال البناء والكتاب والمحاسبين والمحامين
ورجال الأعمال ----- يجلسون في الحدائق ليستمعوا الى خبر
مفرح ، أو يشاركوا في مساعدة وابداء الرأي واعطاء
المشورة للآخر ، إن لم تكن دولتهم بحاجة الى خدماتهم !
فإنهم والله يقدرون أن ينجحوا ويساعدوا في تقدم أية دولة
يذهبون اليها ، كونهم أصحاب مهن رئيسية ، علمية وطبية
ونفسسية وإنسانية ، وليسوا قطاع طرق وخريجوا سجون ( لا
سامح الله ) مثل باق الدول التي تصدر المنبوذين من
شعوبها الى دول المهجر ! نعم هنا الفرق سيداتي وسادتي
بين الشعب المغلوب على أمره ، والذي لا يقدر أن يتحكم
بمصيره ، ولا أن يحدد أهدافه ، وليس له أي تصرف بالنسبة
لظروفه الذاتية والموضوعية ، بإختصار لا حول له ولا قوة
، وبين الذي جالس على الكرسي ولا يهمه أحد سوى المحافظة
على منصبه بكل السبل والوسائل المشروعة وغير المشروعة ،
ولا مثل الذي يعيش في بحبوحة ( مسكن وملبس ومأكل وتدفئة
وتبريد ) ولا يهمه من يعيش عريان وجوعان وعطشان ، لا
يهمه الفقير والطفل اليتيم ، لا يهمه التي فقدت عذريتها
، لا يهمه الذي قطع رأسه ، لا يهمه الذي أعدم على هويته
أو كنيته أو مذهبه أو طائفته أو دينه ، لكن وشعبنا يمر
بهذه الظروف يهمه الوطن ، تهمنا الكرامة ، نضحي بكل ما
نملك من أجل الآخر ، مهما كان هذا الآخر ، نكون ونصبح من
أجل الأرملة ، من أجل الطفل اليتيم ، من أجل الفقير ، من
أجل الجوعان ، من أجل كرامة الشخص البشري ، وهنا لابد من
التكاتف والتضامن والوحدة ، لنترك الأنانية ولو موقتاً ،
لنترك الغيرة والكبرياء والحسد ولو لحين ، لنعمل أكثر
مما نتكلم ، لنترك سرقة قوت الآخرين ، وأخيراً نكرر
ضرورة أن يتبنى كل غني أو ميسور الحال – عائلة أو عدة
عوائل بالمأكل والمشرب والمسكن ،وحسب الامكانية ،وبورك
الذين باشروا في تنفيذ ذلك ، وإلا ، ليكن دين في عنق
تلك العائلة أوالعوائل لحين أن يفرجها الله –
الى ( ل- ع ) هذا ايميلي shabasamir@yahoo.com