شعبنا قربان المساومة الوطنية
بعد سلسلة الإعتداءات على أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في العاصمة بغداد ومحافظة نينوى. وتصريحات واضحة وأكيدة لأكثر من مسؤول منهم الأستاذ طارق الهاشمي. واليوم يأتي التأكيد من السيد أثيل النجيفي محافظ نينوى، في لقائه الأخير مع موقع عنكاوة والذي نقتبس منه. (كما أسلفت لدينا الوثائق التي تشير الى علاقة احد الأطراف السياسية، وقد تمت الإشارة لذلك في حينه، ولكن السير في التحقيق والوصول الى نهايته قد يدفع الى التقاطع الشامل وهذا ليس من المصلحة في هذا الوقت.) أنتهى الإقتباس... يتضح جليا أن هذه الجرائم التي ترتكب بحق شعبنا وبشكل منظم ومبرمج. تشترك فيها قوى أمنية تابعة لإطراف سياسية عراقية هي طرف في الحكومة والبرلمان. وهذا يعني رغم أن شعبنا ليس طرفا في الصراعات الدائرة على السلطة والنفوذ والحصص وجغرافيا بين الكتل والقوى السياسية في العراق. غير أنه يستخدم كقربان لهذا الصراع. وتوزع الذبائح بين هذه القوى من أجل تنفيذ وتحقيق مخططاتها وأجندتها الحزبية فقط. ويبدو أن كل هذه القوى أتفقت على أن يكون شعبنا قربان المساومة الوطنية. والتي لا تستحق أن تسمى وطنية لأنها لا تمت الى حب ومصلحة والوطن بشيء.خلال السنوات الخمس الأخيرة سمعنا بعديد من المصطلحات. ومنها المصالحة الوطنية والمصارحة الوطنية، والنزاحة والمحاسبة والعدالة. وأي من هذه المصطلحات لم يجد النور الى اليوم. والمصطلح الوحيد الذي تحقق بين القوى والتيارات السياسية النافذة والمتنفذة هو (المساومة الغير وطنية). والتي بسببها اليوم يتبوأ العراق مركزا مرموقا بين الدول الأكثر فسادا في العالم. فالمساومة وصلت الى درجة التي علق عليها النائب مثال الآلوسي في لقائه معنا عندما سألنا عن سبب عدم محاسبة أي مسؤول بموضوع الفساد. إذ قال (الحرامي ما يكشف صاحبه يكول علي حرامي).
اليوم يتأكد لنا بعد تصريحات الكثير من المسؤولين. أن هناك صراع (علني خفي أو خفي علني) بين القوى والتيارات السياسية العراقية. ومع الأسف أن هذا الصراع شل مفاصل الدولة وأجهزتها الأمنية بل أمتد الى ضمير رجالاتها الحي الذي أصيب بشلل. نتمنى أن يكون مؤقتاً.
وهذا الصراع غالبا ما تكون ضرباته تحت الحزام لطالما الحكم غائب.
كنا نتمنى أن يكون مستوى تفكير ساستنا في العراق قد أرتقى الى مستوى المصالحة الوطنية فعلا ولا بأس أن تكون القرابين من كل أبناء العراق على إختلاف قومياتهم ومذاهبهم. فثمن الحرية هو الدماء هذا ما دوَنه التاريخ البشري. ولكن أن يكون مستوى ساسة العراق لا يخرج عن دائرة المصالح الخاصة والفؤوية والحزبية، ويوضع شعباً الذي يعتبر اليوم الجزء الأصيل المتبقي كشاهد على تاريخ وعظمة العراق بإمتداده الثقافي والتاريخي قربان المساومة بين القوى والتيارات السياسية. فهذا يعني أن ساستنا أبعد ما يكونون بهذه المواقف عن مفهوم الوطن والوطنية.
ويبدو أن وتيرة الصراع ترتفع مع اقتراب موعد الإنتخابات النيابية والتي قد تشكل منعطفا جديدا في سلسلة المنعطفات الحادة التي مرة بها العراق بعد الإحتلال الأميركي.
والتطور الأخير الذي حصل من منع السيد أثيل النجيفي من زيارة قضاء تلكيف وما رافقها من اعتداء بعد ذلك وبحسب تصرح السيد النجيفي. ينذر بتطورات خطيرة قد تحصل في المنطقة وقد تنطلق شارة النار بحادث بسيط ليتطور الى صراع مسلح في المنطقة فتكون الآراضي التي مازال يحتفظ بها أبناء شعبنا ساحة قتال بين الطرفين المتصارعين ويتم تهجيره منها. ليتكرر مشهد عام 1961 بعد إندلاع ثورة البارزاني التي خسر شعبنا الكثير من أراضيه بسبب الأحداث. وتم الإستلاء عليها من قبل الأخوة الكورد بعد أن هجرها أهلها في غمرة الحوادث والصراع المسلح.
مع الأسف أن نفس المشهد اليوم يتكرر في سهل نينوى. فإذا كان شعبنا الى اليوم قربان المساومة الوطنية. غدا ستكون قراه وقصباته وأراضيه وتاريخه ووجوده قربان الصراع الكوردي العربي من جديد.
وإذا كنا بأمس القريب خسرنا معظم قرانا في أربيل وعقرة ودهوك وبرواري بالة وكارة. فيبدو أننا سنخسر المزيد في سهل نينوى إن لم يتدخل الجيش العراقي وإن لم تتدخل قوات الإحتلال لنزع فتيلة الإنفجار المسلح القادم.