شعبنا وما بعد الانتخابات
الآن وقد أقفلت صناديق الاقتراع وارتاحت الصحف والشوارع من الحملات الدعائية وربما ستخف الحوادث المرورية التي ازدادت بسبب جمال المرشحات!!! وأصبحت الأصوات بأيدي المفوضية العليا للانتخابات ومنها الأصوات التي أدلى بها شعبنا في كافة ربوع العراق ودول المهجر، وقبل ظهور النتائج، ماذا علينا أن نفعل؟دون أدنى شك إن شعبنا: الكلداني السرياني الآشوري أي (الشعب المسيحي) معروف عنه حبه للديمقراطية والسعي الحثيث إليها وهو يحب السلام ويسعى في سبيل تحقيقه وينشط من خلال توفر الأمن والاستقرار، لذلك فإنه وهو بهذه المواصفات سيكون فرحا جدا لنجاح الانتخابات وسيحترم ويفرح لنتائجها لأنها ستعبر بوضوح عن توجهات جميع أطياف شعبنا ولو ربما ليس بمقدار 100% لكنها ستعبر بشكل أو بآخر عن توجه شعبنا ونظرته لمستقبله والآفاق التي يرنو إليها.
إذا علينا جميعا أن نهنيء بعضنا البعض بالنجاح ونمد يد المصافحة لمن يرشح ناجحا فيها كونه سيكون مختارا من قبلنا وعلينا أن نقول له ألف مبروك لأنك اليوم قد وضعت قدمك في أول الطريق ونذكرك بأن لديك صليبا يستوجب حمله وسيقف شعبك ليراقبك ونطالبك أن لا تنسى ما وعدت به قبل الانتخابات، لأن معاناة أهلك منذ مذابح 1915 وما بعدها في سميل وصوريا والأنفال وصولا لتفجير الكنائس وقتل المطران والكهنة والشمامسة والتهجير وانتهاءا بأهلنا في الموصل كل هذه ستكون أمانة في عنقك وعنق من سيجلس معك على كرسي البرلمان، فلن يكون جلوسكم للراحة بل للعمل، ومن اليوم ولمدة أربع سنوات لن تكونوا لذواتكم ولا لأحزابكم ولا لطوائفكم بل ستكونوا لجميع أطياف شعبكم المسيحي... شدّوا أحقائكم وشمّروا عن سواعدكم لكي تكونوا في المقدمة .. لكي تدافعوا عن مصالح شعبكم .. لكي توقفوا نزيف الهجرة والدم وتدخلون الفرحة لقلوب الثكالى، كفانا ذلا .. كفانا خنوعا .. ونريد أن تشاركوا بقوة .. وعليكم ابداء الرأي في البرلمان دون خوف، فمن يخاف لا يحق له الجلوس هناك، فربَّ قلة فاعلة خير من كثرة لا نشاط لها.
مبروك ثانية لمن سينجح في الامتحان، ونقول أن نجاحك المفروض أنه قد أتى دون تأثير على انتخابات الأخرين بتمزيق دعاياتهم أو ألصاق صورك فوق صورهم لأن هذه السبل ليست من شيم وأخلاق شعبنا وإننا سنقدم التهاني من الآن وسنبقى ننتظر الحصاد لأنه الأهم والغد الذي ستظهر به الأسماء ليس ببعيد وسنرى أين ستصبح الوعود وعندها نتمنى أن لا يندم من أختاركم بل نريد لمن اختار غيركم وأعطى صوته للغريب أن يندم لأنه فضل الغريب على أبناء شعبه، ونطلب من الله أن يرعاكم ويحفظكم ويهبكم الحكمة.
عبدالله النوفلي
7 آذار 2010