شعبي..ليس حايط إنصيص؟؟
سيزار هوزايا – استراليا
اذار 2006
تسيطر على الفرد الكلدواشوري، وخصوصا في هذه الفترة، العديد من القضايا المعاصرة، التي تهمه بشكل فردي، او جماعي، ابرزها، مسألة الهجرة، التسمية القومية، دور الكنيسة، وطبعا المعوقات والظروف السيئة في العراق الحالي الخ..
ولكل هذه القضايا، اسبابا ومعطيات يتناول من خلالها ذاك الفرد، تجاربا، تعلمه، وتقوم طريقه في فهم ما يدور حوله، فيحاول مرة بعد اخرى ان يكون على بينة بالامور، كي لا يقع فريسة سهلة للمفاجات.
مع كل هذا، ومع كل ما يدور حولنا، كافراد كلدواشوريين، الا اننا نفاجأ بأمور تبرز على السطح، خارجة قليلا عن مسار المتوقع، تأخذ دورها على الساحة الكلدواشورية، بعد ان تمر مرور الكرام امام ( الكثير ) من ابناء شعبنا.
ولهذه المفاجات، اوجه عديدة، خصوصا ان كانت خيوطها محاكة بدقة، وامكانيات عالية. اوجه ( مقنعة ) و (ممكيجة) بألوان ( المصلحة العامة ) و ( الوحدة ) و ( التضحيات )، والخ من الشعارات والكلمات البراقة التي تزين الكثير من منابر احزابنا ومقالات كتابنا. تحاول من خلالها ( الاوجه ) ان تسيطر على ذهن المتلقي، فيسترسل في جمالياتها، و يعيش عالما ورديا من الاحلام التي نسجتها تلك الكلمات البراقة.
هذا هو حال العديد من ( المفاجات ) التي تبرز على سطح الواقع الكلدواشوري، فهي تزهو وتكبر وتورق في لحظات، دونما اعلان ولادة، او حتى تمهيدات، تقنع المتلقي بمنطقيتها، وامكانية هضمها.
عشتار..من اين..
ففضائية عشتار التي انطلقت قبل فترة قصيرة، اثبتت انها استطاعت ان تحوز على اعجاب الكثير من الجماهير، وهذا جيد، على الاقل انها تحاول ان تنشر الكلمة السريانية في بيوت ابناء شعبنا، بدلا من الكردية والعربية( مع احترامي الشديد للغتين) الا اننا في واقع يفرض علينا ان ننشر الكلمة السريانية ما استطعنا، هذا من جهة، ومن جهة اخرى فانها تحاول (الاهتمام ) بشعبنا، وان كان هذا الاهتمام غير كاف لاسباب عديدة، سنتطرق اليها من خلال معرفة الاسباب وراء ولادة الفضائية.
هذه الفضائية، انطلقت بصورة فجائية، ودون اي مقدمات، وتمهيدات، علما بان تاسيس فضائية، يعني تمويلا ماديا كبيرا، يحتاج الى مؤسسة تملك الملايين من الدولارات، لغرض البث، اضافة الى الاستوديوهات، والكادر، الذي يتطلب هو الاخر ملايينا اخرى لتوظيفها في خدمة الفضائية.
وكان من غير المعقول ان نتقبل كلام السيد جورج منصور بان التمويل هو من لدن مجموعة من ابناء شعبنا الخيرين، اذ اجاب عن سؤال في المقابلة التي اجراها معه موقع عنكاوا.كوم
وماذا عن تمويل القناة؟
انطلقت القناة بدعم بعض
الخيرين من ابناء شعبنا ايمانا منهم
بحاجتنا الى حوار ديمقراطي وموضوعي يستند الى
حق الاختلاف المشروع، وايمانا
بالمسوؤلية ازاء شعبنا ووطننا، ومحاولة للنأي عن كل
ما يعيق عملنا السائر في اتجاه وحدة
شعبنا العظيم.
http://keldo.com/cgi-bin/ikonboard/topic.cgi?forum=48&topic=32177
فابناء شعبنا ذوي طاقات محدودة لا تمكنهم من تاسيس فضائيات، هي في غنى عنها، خصوصا ان كان تاسيس عشتار، ياتي بعد تاسيس فضائية اشور، التي تشرف عليها الحركة الديمقراطية الاشورية، والتي كان لها تجربة اكثر من عشرة سنوات كتلفزيون ارضي، امن لها كادرا متمكنا، وخبرة، وامكانيات.
ونقول في غنى عنها، لان تلك الطاقات التي (تبرعت) لتمويل فضائية عشتار ، كان عليها ان تتريث لتراقب ما ستقدمه فضائية اشور، واذ لم يكن متناسبا مع تطلعاتها حينها تباشر (بتمويل) عشتار، هذا ان ( افترضنا ) جدلا ان التمويل هو ذاتي..
لكن ما يؤكد عكس ذلك هو الرسالة التي اشار اليها جورج منصور في نفس اللقاء ، والتي كتبها له السيد نيجيرفان حاثا على تاسيس فضائية خاصة بابناء شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) اذ يقول :
ولايسعني هنا الا ان اقدم شكري الكبير وتقديري الوافر الى سيادة رئيس مجلس الوزراء في حكومة أقليم كردستان الاستاذ نيجيرفان البارزاني، على رسالته الجوابية، والتي يؤكد فيها على اهمية: " تأسيس قناة فضائية تعنى بالشأن الكلداني الاشوري السرياني اضافة الى اهتمامها بالعلاقات الاخوية بين هذه المكونات وبين شعبنا الكوردي بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام"
ثم يسترسل السيد منصور في الحديث عن الرسالة فيذكر منها نقلا عن السيد نيجيرفان:
" ونحن على استعداد تام لتقديم كافة التسهيلات اللازمة وتوفير الدعم المعنوي اللازم من اجل انجاح هذا المشروع الطموح ...".
جميل ان تكون لدينا قوى اعلامية، وفضائيات، ومواقع ، ودوريات، واذاعات، الا اننا لا نريد ان نكون ضحية لمبدا (الغاية تبرر الوسيلة)..
ان الغاية هنا، وهي خاصة بشعب كامل، هي اسمى بكثير من ان تؤسسها ملايين الاكراد، والتي هي بالاصل من مستحقاتنا، لكن قبولنا لتلك الملايين على انها عطية، انما سيجعلنا في موقف لا نحسد عليه، موقف سيفرض ان نطبق ما تمليه علينا السياسة والمصلحة الكردية حتى وان كان يتنافى مع متطلبات وطموح الشعب (الذي نتحدث بأسمه).
فهل تحدثت الفضائية عن مستحقاتنا في شمال العراق، هل تذكر مذابح شعبنا الكلدواشوري على يد الاكراد، هل ذكرت التزوير في الانتخابات ، والذي حصل في المناطق التي يسكنها الاكراد. لا اعتقدها تفعل، لانها بذلك، ستقطع امدادات تحييها، و ستطرح الى حيث (البكاء وصرير الاسنان ).
سركيس اغاجان..اهلا بك..وسهلا..
ان بزوغ نجم السيد سركيس اغاجان في سماء الامة الكلدواشورية، والحديث عن ضياءه، ونوره، رغم وجود اقمار وشموس اكبر منه واعظم، يجعلنا نستفسر عن هذه الشخصية التي كثر الحديث عنها في الاونة الاخيرة، فظهرت ، وكانها (المخلص) الذي بدا ينقذ شعبنا من الضياع الذي ادى به الى الانقسام وهضم الحقوق.
فالسيد سركيس اغاجان، هو نائب رئيس وزراء حكومة الاقليم ووزير المالية والإقتصاد فيها. وعضو بارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني. تبنى ( حملة ) اعمار القرى، فبنى ( 30 قرية جديدة ) واوصل اليها الطرق (اخرها جسر نهلة الذي نشرت عنه المواقع بأنه قد تهشم نتيجة عدم الالتزام بالمواصفات القياسية ورداءة المواد المستخدمة) ، شكل 55 لجنة لشؤون (المسيحيين) في شمال العراق.
هذه المعلومات مستقة من المقابلة التي اجراها معه الاخ وسام كاكو لموقع كلدايا.نت، http://www.kaldaya.net/Meetings/SarkisAgajan.html
والتي يذكر فيها " اني ابحث واعمل من اجل الوحدة منذ 25 سنة واتمنى ان نحقق شيئاً في القريب العاجل".
ان العمل الوحدوي ، حسب فهمنا له، يكمن في اسناد الاخر، وتوظيف الطاقات لخدمته، الاخر الذي يبحث بحق عن الوحدة، ويدعو له، ويعمل من اجلها. فكل مسار صحيح بحاجة الى اسناد من مؤسسات وجهات اخرى، من اجل ديمومة هذا المسار والوصول الى الاهداف المبغية، بحاجة الى اسناد من اناس يتبوؤن مراكزا مهمة في احزاب اخرى، يجمعون الحصاد بيد واحدة، هذا هو مفهومنا للوحدة، وليس العكس، ليست الوحدة في ان امحو جهد الاخرين الذي تشهد له الاحداث والوقائع، ويشهد له الداني والقاصي، ليست الوحدة، في ان امحو الاسم القومي لشعبي، واستبدله بالمسيحيين، رغم فخرنا بالمسيحية، وحملنا لاسمها العريق، لكنها (المسيحية) لا تفرض علينا ان نتنازل عن قوميتنا.
ان ظهور السيد اغاجان كمنقذ للمسيحيين، وفي هذه الفترة الحرجة، لهو موضع شك، فبعده عن مطالب الشعب الكلدواشوري لعشرات السنين قضاها في اروقة الحزب الديمقراطي الكردستاني،اصبح واضحا للعيان، وخصوصا بعد انتفاضة اذار، والتي لم يظهر فيها السيد اغاجان بعد كل ما تلتها من احداث خاصة بشعبنا، اي مواقف صريحة تخص الشعب الكلدواشوري.
فكيف حدث يا ترى وان تبوا السيد اغاجان مسؤولية لم شمل الشعب؟؟ كيف حدث وان قام السيد اغاجان بتاسيس لجان شؤون المسيحيين؟؟ولماذا في هذا الوقت بالذات؟؟ هل جاءت لجان شؤون المسيحيين، لتحل محل بعض المؤسسات الكلدانية التي كانت تمول، والتي كانت تهدف لتمزيق الشعب، ان كانت كذلك، فالمثير ان السحر انقلب على الساحر، فظهرت مؤسسات كلدانية اخرى تحمل الاسم الكلداني، بحق ، واصبحت تشكل خطرا من خلال مطاليبها التي تشبه مطاليب الاحزاب الاقدم منها في المنطقة، والتي تتمثل بالحقوق القومية، اذ ان المسالة اليوم، وبفضل الحنكة السياسية والشعور القومي البارز لدى الكثير من ابناءنا ومسؤولينا ومؤسساتنا اصبحت لا تتعدى مسالة تسمية (سيتفق عليها اجلا ام عاجلا) ، لكن الحقوق والمطاليب اصبحت متماثلة، وهذا ما لا يرضي البعض.
اعمار القرى...وما ادراك ما القرى..
بيشابور، احدى القرى الكلدواشورية التي (عمرت) مؤخرا، وبـ (دعوة ) من شخصيات في الحزب الديمقراطي الكردستاني، من بينها السيد اغاجان، واخرون، (( وان كانت في الحقيقة نتيجة ضغوطات قامت بها بعض مؤسساتنا في الوطن والمهجر)) ، كانت حدثا بارزا في (حملة) اعادة اعمار القرى التي تبناها الاكراد..( بعد ان عمرت بعض القرى والاديرة من قبل اللجان الخيرية الاشورية، التي لم يعطها الاعلام حقها )، باعتبار قرية بيشابور قرية كبيرة نسبة الى بقية القرى، ولما تتمتع به من موقع وتاريخ ودور في تاريخ شعبنا الكلدواشوري.
ان الحملة، كانت جيدة نسبيا، اذ انها (اعادت) بعض الحقوق (المسلوبة) من قبل الاكراد، والتي تتمحور في مسالة الاراضي والقرى والمناطق التي تعود ملكيتها للكلدواشوريين منذ مئات ، بل الاف السنين. وهذه الحقيقة لا يستطيع الاكراد تغاضيها، او تناسيها، فهي الحقيقة الوحيدة التي تقف او (قد) تقف عائقا امام (تحقيق) حقوقهم في المنطقة، وهي الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن شراؤها بالملايين او حتى البلايين من الدولارات. لن تشتري كل تلك المبالغ اصول بيشابور، وبيدارو، وشرانش، وشيوز، ومركا، واربيل ، ونهلة، وعنكاوا، وشقلاوا، واسنخ، والقوش، وتلكيف، وباطنايا، تلسقوبا..وكل القرى الاخرى..
فالقرى اصولها كلدواشورية، و ( اعادة اعمارها ) انما هو ( دين) على الاكراد تسديده لاصحاب الارض، لانهم نزحوا اليها، واستوطنوا فيها، وعاشوا فيها مئات السنين، دون ان يطردوا.
اما السبب وراء اعادة اعمار القرى، وفي هذه الفترة بالذات، فهو موضع تساؤل ايضا، لماذا لم تعمر اي من القرى وبهذا الشكل قبل 15 سنة؟؟ الم يكن للاكراد حينها امكانات تؤهلهم من ذلك؟؟ لماذا تغاضوا عن تلك المطاليب في حينها؟؟
تساؤلات..وخيوط..
ما سبب ظهور فضائية عشتار بعد تأسيس فضائية اشور مباشرة؟؟
من اين تمول؟؟
هل هي حقا لسان حال الفرد الكلدواشوري؟؟ وتثير قضاياه ومطاليبه (الحقيقية)؟؟
لماذا اخذ السيد اغاجان دور (المخلص) لشعبنا الان؟؟
لماذا بدا السيد اغاجان يتكلم بأسم ( المسيحيين ) وينشئ لهم لجانا ؟؟
هل هذه اللجان المسيحية، هي بديل (لبعض) المؤسسات الاخرى التي كانت تمول من قبل الاكراد؟؟
لماذا بدات حملات (اعمار القرى) الان؟؟ وبعد سقوط النظام؟؟
هل تعترف السلطات هناك بكلدواشورية تلك القرى؟؟
هل كل هذه الخطوات هي لسحب البساط من تحت اقدام بقية الاحزاب الكلدواشورية؟؟
والسؤال الاخير..والاهم..هل تعتقدون ان شعبنا..اصبح حايط انصيص، لتمر من فوقه كل المؤامرات؟؟