شكرا سيدي الجلاد . . . وصلت الرسالة
لم يعد هنالك حاجة للتحدث بأسلوب الألغاز ، أو الغمز من هذه القناة أو تلك في وصف ما جرى في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت سقوط النظام ، من ابتلاع مبرمج لحقوق شعبنا الكلدوآشوري من قبل الجهات المهيمنة على مراكز صنع القرار العراقي و خصوصا الكردية منها . كما لم يعد خافيا على المتابعين و المحللين من أبناء شعبنا الكلدوآشوري في الوطن و المهاجر أن القيادة الكردية (ممثلة بالبارتي و اليكيتي) المهيمنة بدورها على قرار الشعب الكردي , وبعد أن أقصت جميع القوى السياسية الكردية التي لا تدور في فلكها ، قد اتخذت قرارا خطيرا بإقصاء أبرز تنظيم سياسي كلدوآشوري في العراق ، و هو التنظيم الذي فاز ديمقراطيا بالأغلبية الساحقة لأصوات الكلدوآشوريين في كل الانتخابات التي أجريت ، سواء في إقليم الشمال أو في عموم العراق ، و أعني الحركة الديمقراطية الآشورية (التي لم يتح لي شرف الانتساب إليها حتى الآن) , إقصاؤه من الحياة السياسية , في سابقة خطيرة تناقض مسيرة نضال الشعب الكردي من اجل التحرر , و تعارض تجربة العراق الحديث من اجل السير نحو الديمقراطية . وقد بدا إعلان الحرب هذا ضد الحركة واضحا بما لا يقبل الجدل منذ انتخابات كانون الثاني 2004 مرورا بالانتخابات البرلمانية الأخيرة و ما رافقها من ممارسات ميليشياتية مسلحة ضد القرى و الأقضية و البلدات التي تساند الحركة , بسرقة صناديقها , و إخفاء أوراق الاقتراع في مراكزها , و ترهيب سكانها بالتصويت لقائمة التحالف الكردستاني و أدواتها , لحرمان الحركة من الحصول على أصوات الناخبين .و بدا جليا أن قيادة البارتي قد اتخذت قرارها بتهميش الحركة و تحجيم دورها الذي انتزعته بفضل نضالها الطويل ضد الدكتاتورية ، و المعمد بدماء آلاف الشهداء ، من خلال مجموعة من الإجراءات التي بدأت بتنفيذها على الأرض على أصعدة متعددة وفي وقت واحد ، والتي شكل بعض "المسيحيين الأكراد" المستأجرين لهذا الغرض ، أدواتها الرخيصة في التنفيذ مقابل حفنة من الدولارات و منها :
* الحرب على الصعيد الدستوري : بشق صف هذه الأمة و تقسيمها إلى قوميتين منفصلتين في الدستور العراقي ليسهل ابتلاعها في الاستحقاقات السياسية ، من خلال فرض التسميتين ( الكلدان و الآشوريين ) بواو فاصلة من قبل قائمة التحالف الكردية لضرب التسمية الكلدوآشورية التوحيدية التي اقترحها مؤتمر بغداد القومي الذي دعت إليه الحركة بعد أن اكتشفت المخطط الكردي الرامي لضرب وحدة شعبنا . وقد نجحت قائمة التحالف في استمالة بعض رجال الدين الذين أيدوا في البدء هذه التسمية , و استكتبتهم في رسائل موجهة إلى القيادات العراقية مطالبين بإلغاء التسمية الكلدوآشورية و تثبيت التسميتين المنفصلتين . ( هل سبق يا سادتي ان قرأتم في كتب التاريخ عن أمتين أو شعبين يتكلمان لغة واحدة ؟؟؟!! و لديهما من التاريخ و الجغرافيا و الثقافة و الأدب و الفن و الأسماء و العادات و التقاليد والدين و التراث نفسه ؟؟؟!!!!)
* على الصعيد السياسي : بالسعي الحثيث لمنع الحركة من تمثيل شعبنا في جميع السلطات التنفيذية و التشريعية في الإقليم و المركز على السواء . و فرض بدائل كرتونية مرتبطة بالبارتي لتحقيق أكبر كم ممكن من المكاسب الحزبية من جهة و لتمرير الخطط الكردية من جهة أخرى . و إلا فكيف يفسر إقصاء التنظيم الفائز ديمقراطيا بالأغلبية الساحقة من أصوات الكلدوآشوريين في الانتخابات عن المشاركة في التشكيلة الحكومية في الشمال ، و فرض أشخاص انكشفوا شعبيا , و سقطوا ديمقراطيا و قانونيا . ( وهذا المنطق مخالف للقانون ) . و كيف يفسر من جهة أخرى إصرار الأكراد على فرض "مسيحيين" مرتبطين بالبارتي في لجنة صياغة الدستور التي كانت الحركة تمثل شعبنا فيها .
* الحرب على الصعيد الإعلامي : بإنشاء قناة عشتارستان الفضائية كأداة لمحاربة إعلام الحركة الذي أثبت فاعليته على الأرض بتوجهه القومي التوحيدي , و ممارسة سياسة التكريد العنصرية بفرض الثقافة الكردية على شعبنا المقيم في إقليم الشمال من خلال هذه المحطة . و استكتاب بعض الأقلام الرخيصة في مواقع الإنترنت العائدة لأبناء شعبنا و تكريسها للهجوم المنظم على الحركة و نهجها و زعمائها .
* على الصعيد الكنسي : باستحضار الخلافات الكنسية الى الواجهة و زج اسم الحركة فيها و اللعب على الوتر الطائفي بتمويل بعض "رجال الدين" المتملقين و الوصوليين الذين ارتضوا لأنفسهم ان يلعبوا هذا الدور القذر , و مدّهم بكميات هائلة من الأموال في مقابل وقف المد الجماهيري للحركة ، و تشويه سمعتها و تاريخها و زيادة وتيرة الشحن الطائفي بين أبناء الشعب الواحد .
* على الصعيد الشعبي : بمحاولات عزل الحركة جماهيريا من خلال نشر الشائعات التي تسيء إليها و مجددا على أيدي الأدوات الكردية في شعبنا . و اللعب على حبل التسميات و الإيحاء بأن البارتي بأدواته المسيحية هو حامي حمى "الأمة الكلدانية" المحاربة من قبل " الأمة الآشورية" ، و فرض زعماء وهميين في مقابل قادة الحركة و زعمائها . و لا تخرج محاولة الاعتداء الفاشلة على موكب النائب يونادم كنا ممثلنا الشرعي و الوحيد في البرلمان العراقي عن هذه الدائرة فهي كانت رسالة واضحة ممن يزعجه و يعيق مخططاته تحركات هذا الرجل و نهج هذه الحركة , و سعيها الحثيث للمطالبة بحقوقنا المسلوبة , تضاف إلى الرسائل الأخرى السابقة بان لا مكان للحركة ولا للشرفاء من أبناء الشعب الكلدوآشوري على الخارطة السياسية العراقية إلا إذا ارتضت أن تكون أداة رخيصة و عميلا تابعا و خادما مطيعا و حزبا خلّبيا يدور في الفلك الكردي , الأمر الذي رفضته و ترفضه الحركة ، كما نرفضه نحن أبناء الشعب الكلدوآشوري بقوة . كل هذا يأتي على خلفية الذهنية العشائرية المتخلفة و العقلية الدكتاتورية المنقرضة التي تتحكم بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي بدا و كأنه في حرب دونكيشوتية (بعد الحرب الميدانية الطويلة منتصف التسعينات) مع طواحين الطالباني الهوائية لانتزاع أكبر عدد ممكن من الوزارات في حكومة الإقليم لصالح حزبه ضد اليكيتيين , وحرب نظامية شاملة على جبهة حكومة بغداد المركزية ضد جميع القوائم الفائزة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من حقائب وزارية لقائمة التحالف الكردية . كل هذا لا يهمنا , فهذا شأن كردي لا نتدخل به ، لكن أن يدخل البارتي في مؤامرة لانتقاء وفرض الشخصيات المرشحة للمناصب الوزارية لتمثيل شعبنا في الحكومة , بعد إقصاء التنظيم الذي فاز ديمقراطيا بالانتخابات ( أعني الحركة ) رغم كل ما فعلته الميليشيا الكردية من إرهاب عسكري و نفسي ضد هذا التنظيم ، فهو جريمة سياسية لن نسكت عليها ، و سيتحرك الشارع الكلدوآشوري على كل الأصعدة وفي كل عواصم العالم , لفضح هذه المؤامرات الرخيصة التي تعزل حزبا و تقصي شعبا بأكمله بقرار حزبي جائر , في عصر التعددية و الديمقراطية و حقوق الإنسان الذي يدعي الساسة الأكراد أنهم حريصون على احترامها . إن ممارسات القيادة الكردية التي لا تمت إلى أخلاقيات السياسة بصلة هي ممارسات مرفوضة و مدانة . ونقول لهذه القيادة التي تحولت من ضحية للإقصاء الصدّامي السابق , إلى وكيل حصري لممارسة هذه السياسات تجاهنا , نقول لها : أن هذه الممارسات تضر بمصالح الشعب الكردي أولا , و هي ثانيا تضر بنهج العيش المشترك الذي اخترناه لعراقنا الجديد . و نكرر ما قلناه لكم أيضا , و بكل صراحة و وضوح و رجولة : إن من يبيع أمته لكم في مقابل القليل من المال , سيبيعكم حتما لمن يدفع له أكثر . وان غدا لناظره لقريب .
أيها السادة ، لقد وصلت رسائلكم , و هي كانت رسائل واضحة منذ البداية , ونحن أبناء هذا الشعب اتخذنا قرارنا الواضح منذ البداية أيضا , ان لا ممثل لنا في العراق إلا الحركة الديمقراطية الآشورية , وكل الذين تعوّمونهم على السطح , و تفرضونهم على الساحة السياسية سيسقطون تباعا لأنهم مجرد فقاعات صابونية , و أن الأغلبية الساحقة من الشعب الذي اختار - ديمقراطيا - الحركة الديمقراطية الآشورية ممثلا له لن يقبل بعملاء صغار هنا و أدواة مأجورة هناك . و أن مسألة تحجيم حزب سياسي جماهيري عريق كالحركة الديمقراطية الآشورية , لا تتخذ بقرار حزبي مبني على أسس شوفينية في الغرف المظلمة , و لا تنفذ بقوة ميليشياتية . ان نضالات الحزب - أي حزب - من أجل أبناء قوميته و من اجل وطنه هي التي تحفر مكانته في قلوب أبنائه , و أن مساندة الشعب و دعمه اللامحدود لهذا الحزب هو الذي يصنعه و يبقيه حيا , وشعبنا قد قال كلمته في الانتخابات التي هددتم خلالها , و زوّرتم فيها و تلاعبتم بنتائجها و حددتم تاريخها , و وزعتم مراكزها , حسبما شئتم . و رغم كل هذا فان شعبنا استطاع أن يختار ممثله الشرعي و الوحيد عبر قائمته ذات الخصوصية القومية الى المجلس النيابي ، وان شرعية التمثيل الكلدوآشوري في السلطات الرسمية هي لهذه القائمة التي فازت بالأغلبية الساحقة من أصوات شعبنا ، و لن نسمح لأي كان أن ينتزعها منا . لقد وصلت رسالتكم إلينا فهل وصلت رسالتنا لكم ؟؟؟؟