Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شكرا للمأجورين

للامانة اقول بان عنوان المقال مستوحى من كتاب " شكرا بن لادن" كنت قد قرأته قبل حوالي اربع سنوات ، حيث اعاره لي زميل مصري جمعتني واياه جلسات حوار في مجالات عديدة ثقافية وسياسية ، ومؤلف الكتاب هو الكاتب المصري المعروف سيد قمنى ، فالكاتب لا يشكر بن لادن على الاعمال الارهابية التي طالت الاف الابرياء في جميع انحاء العالم ، ولا يشكره على تشويه صورة الاسلام والمسلمين ، بل يريد ان يقول بان ما قام به بن لادن كان السبب في جذب انظار الغرب الى ما يجري في هذا الجزء من العالم ، وان بن لادن كان السبب في تزايد عدد المثقفين المساندين للتيارات المنادية بالديمقراطية والحريات الفردية وحقوق الانسان ، بعد ان عرف العالم ورأى صورة الاسلام الذي يريده بن لادن من خلال تقديم افغانستان طالبان نموذجا حيا لهذا التطبيق. فهبت رياح ردود افعال المثقفين من المسلمين قبل غيرهم ، وكذلك ردود افعال العالم بخلاف ما تشتهيه سفن بن لادن ، ورغم ان بن لادن لاعلاقة له بموضوع مقالنا ، ولكن قصدي ان اوضح للقارئ كيف ان ما يخطط له البعض للوصول الى مآربهم الهدامة قد يأتي بنتائج عكسية تماما.

هكذا هو الحال مع بعض المحسوبين على امتنا الاشورية (الكلدان السريان) من الماجورين، ولسنا بحاجة الى ذكر الاسماء، لانه مجرد ذكر كلمة المآجورين كافية لان يتعالى صراخهم من دون الحاجة لتسميتهم بالاسماء ، ولان كتابات بعضهم على صفحات الانترنيت كانت كافية ايضا ليستوفوا اجرهم ممن اوكل لهم هذه المهة ، وكافية لابناء شعبنا بصورة خاصة والعراقيين بصورة عامة للاشارة اليهم باصابع الاتهام بدون تردد ، وتشخيص الجهات التي يقومون على خدمتها ، فسيماء كتاباتهم هي دليل لابناء شعبنا ليحكمو بصورة قاطعة بان كتابات هؤلاء المأجورين واعمالهم لا يمكن ان تفسر في اي حال بانها تصب في مصلحة امتنا ، فعندما يحرضون الاخرين علنا بكتاباتهم، وكذلك سرا بتسجسسهم على المخلصين من ابناء امتنا في تجمعاتهم ، ويسجلون حواراتهم في غرف البالتوك ، ويقولون لهم ، اي للاخرين الذين يدفعون اجرهم ، ها هم ابناء امتنا في هذا التنظيم او ذاك يعملون بالضد من مصالحكم ، وانهم اعداءكم ، ولسان حالهم يقول لهؤلاء الغرباء نتمنى ان تقضون عليهم . في ندوة اقيمت على الانترنت حول الحكم الذاتي قبل حوالي سنتين على ما تسعفني الذاكرة ، كانت ظاهرة الحكم الذاتي في بدايتها ، وكانوا قد بدأوا بالتطبيل حسب الايعاز الصادر لهم ، في هذه الندوة صنف احدهم ابناء شعبنا المشاركين في ذلك الحوار بالحرف الواحد بان الحاضرين هم (اما برو كورد او انتي كورد) ، اي اما انهم موالين للكرد او انهم ضد الكورد ، ليتصور القارئ اللبيب اي درك قد وصل هؤلاء ، الى درجة ان شعبنا باتوا يصنفونه تبعا لعلاقته مع الكورد ، في حينها قمت بالرد والاحتجاج على هذا التصنيف لابناء امتنا وتركت الندوة والحوار . لقد بات جليا للجميع بان هؤلاء يؤدون ادوارهم بحسب ما يريد اسيادهم ، اولياء نعمتهم ، وينفذون المخطاطات التي رسمها لهم الاخرين للنيل من تنظيماتنا القومية التي حافظت على استقلالية القرار القومي .
لقد صور هؤلاء المأجورين ابناء امتنا بانهم اعداء للكرد ، ونحن واثقون بان الكرد انفسهم يضحكون في سرهم ، لان الشعب الكردي يقدر عاليا صداقتنا وشراكتنا التاريخية ، وان كانت بعض من قياداته الحزبية تحاول دق الاسفين بين شعبينا بتصريحاتهم ، فالشعب الكردي وخاصة الطبقة المثقفة ليسوا غافلين عما يجري. في الحقيقة ان ما يفعله ابناء امتنا المحرض عليهم من قبل هذه الفئة المأجورة، هو المطالبة باستحقاقات شعبنا للمرحلة الراهنة والمطالبة بحقوقنا القومية التي اقرها الدستور او المطالبة بتعديلها في الدستور ، ليس إلا ، يطالبون بحقوقنا كاصحاب الارض وليس كمقمين ، نحن الذين كنا على هذه الارض قبل ان ينزح اليها الاخرين او يحتلوها قرية بعد قرية ويطردوا اهلها بطرق شتى . نعم ، قد يتقاطع القرار القومي الاشوري مع مصالح بعض الشركاء في الوطن ، وهذا طبيعي ، وهو الذي يحصل الان مع كل المجموعات البشرية التي تشارك ارض بلاد الرافدين - جمهورية العراق ، ألم يتقاسم الذين في الحكم الان ، السلطة والثروات بينهم بطريقة المساومات الطائفية والعرقية على حساب حقوق الشعب العراقي ، الا يتهم بعضهم البعض بالاستبداد والدكتاتورية ، فلماذا يكون حرام على قادتنا السياسيين انتقاد هذه الجهة او تلك ، ولماذا يكون حرام عليهم العمل واتخاذ القرارت المستقلة التي تخدم مصحلة ابناء امتنا ، بعيدا عن تأثيرات الحيتان الكبيرة التي تحاول ان تجعلنا تابعا لها ، او تبلعنا ، وتسلبنا حقوقنا، وحتى بدأت تحاول ان تجردنا من اسمنا وهويتنا القومية.
عندما يئس الاخرون وأيقنوا بان هامات ابناء امتنا الاشورية بصورة عامة والمنتمين الي هذه التنظيمات ومؤيديها ومسانديها بصورة خاصة سوف لن تنحن امام ارهاب اجهزتهم القمعية وميليشياتهم ومقراتهم الحزبية التي احتلت اصغر قرية من قرانا، وعينوا من المسلحين اعدادا كبيرة ليشغلوا هذه المقرات ، حتى اختلطت الامور على البسطاء من ابناء شعبنا ولم يعد بامكانهم التأكد هل ان البعثيون قد رحلوا من مقراتهم فعلا ، تلك المقرات التي كانت رمزا للاستبداد والارهاب، أم ان كل الذي تغير هو ان الغرباء المسلحون قد رحلو من تلك المقرات ليحل محلهم غرباء مسلحون اخرون . اقول عندما يئس الاخرون التجاؤوا الى خطتهم البديلة ، وهي محاولة نخر جسد الامة من الداخل ، وخلخلة مسيرتها وارباك قرارنا المستقل بواسطة من يستطيع ان يطعن من الداخل ، لذا تم تجنيد من هم محسوبين على امتنا ، للوصول الى اهدافهم المرسومة لمسح وجودنا القومي على ارضنا التاريخية المحتلة وتحويلنا الى فئة دينية . هم يصرحون باننا كرد مسيحيين ويدفعون الى الواجهة من هو محسوب على امتنا ليصرح بانهم لم يقصدوا ذلك ولكنه خطأ الترجمة . ويصرحون بان لا ارض لنا واننا مقيمين فقط ، ويدفعون باخر ليطل علينا ، وللاسف من ابناء شعبنا ليفسر خطاباتهم ويقول لابناء شعبنا بانكم اسأتم الفهم ، ولم تستوعبوا اقوالهم ، وكاننا قصيروا البصيرة . هكذا كان وقود الخطة البديلة هو المال ، وادواتها ومنفذوها من بيننا ، للقيام بالتشويش على ابناء شعبنا بوعود كاذبة ، واوهام ، خططوا لها في مختبرات اسسها النظام السابق وورثها منه من تسلط علينا لاحقا ، اكاذيب واوهام بحبكة قوية ، حتى صدقها وللاسف، بعض من مثقفينا ، وحاولوا مع هذه الاكاذيب والاوهام ان يصنعوا لشعبنا قادة ، جاؤوا بهم من زوايا منسية ، تربوا ورضعوا من كل ضرع ما عدا ضرع الامة الاشورية ، واحاطوهم بهالة من العظمة ، حتى تصور بعض من ابناء شعبنا ، بان مخلص امتهم قد جاءهم بغفلة من الزمن ، وظهر فجأة في الغمام ليهبط على ارض اشور لينقذ شعبها ، وبدأت هلاهل المأجورين وصيحاتهم تعلوا ، ابشروا يا ابناء اشور انها القيامةالجديدة على يد الاغا ، والنتيجة كانت التصويت على الغاء المادة خمسين من قانون انتخابات مجالس المحافظات ، بدلا من منحهم الحكم الذاتي ، ذلك الوهم الموعود الذي ارادوا به خداع شعبنا .
بدأت الاموال تعمل عملها في شراء الذمم والترغيب ، ومن ثم قطع الارزاق لمن يبقى ملتصقا بجسد الامة ولا يسير بحسب ما يريده الاغا ـ حراس برطلة الذين انهيت خدماتهم بسبب حرية الضمير مثالاـ وانسابت الاموال من خزائن الاغا من خلال عامل بيت المال ، وانتفخت جيوب بعض رجال الكنيسة ، كاهنا كان ام اسقفا او بطريركا ، ولا زال كل عزيز النفس منهم شامخا بين شعبه يأبى ان يلوث يديه الطاهرتين بالمال المخصص لبث السموم بين اهله , ولكن كل ضعيف نفس رايناه يسرع الخطى ، لاهثا على طريق بيت المال حاملا كيسه على ظهره ووساما او درعا مقدسا بين يديه ليزين صدر عامل بيت مال الاغا ، ليجزل له العطاء . واصبحت الكنائس ومذابح الرب وقدس الاقداس منابرا لهؤلاء ، لالقاء مواعظهم على مؤمنينا ، ليباركو امين بيت مال الاغا ، وليصلي المؤمنين ليحفظ الرب الاغا وامين بيت مال الاغا ، وليطلبوا من مؤمنينا ان يعطوا اصواتهم لقائمة الاغا ، وليدعوا الرب يسوع ان يطيل عمر الاغا وامين بيت المال ، وليشجعوا المؤمنين للسير خلف الاغا ، وليوبخوا ويؤنبوا من كان لازال في حقل الامة يعمل ، ومن لا يتعض من الوعظة فهناك اساليب اخرى للتأديب ، فشراء الاصوات وحضور ممثلي احزاب الاخرين - وليس احزابنا- الى قرية من قرانا ، وحضور كاهن القرية معهم ليعطي الشرعية لانتخابات مفبركة ومحسومة النتيجة مسبقا ، فهذا كفيل بابعاد المرشح المخلص لابناء شعبنا – انتخابات مختار كرملش مثالا . كل هذه تحدث في وضح النهار واصوات مروجي الاوهام من المأجورين لا زالت تتعالى للترويج عن بضاعتهم الفاسدة .
كل هذه الجهود والاموال كانت لغاية واحدة ، وهي اسكات الصوت الاشوري الحر الذي يحمل بين طياته قرارنا فيما يخص مستقبل امتنا على ارض الوطن ، وسحب البساط من تحت تنظيماتنا السياسية التي حافظت على استقلالية هذا القرار القومي، وايجاد تنظيمات بديلة تتأمر بأوامرهم ، وتسير بحسب خططهم ، وكانت الحركة الديمقراطية الاشورية وتنظيمات اخرى معها الهدف الرئيسي لسهامهم ، هذه الحركة المعروفة بتاريخها النضالي الطويل ، وتضحياتها من اجل امتنا ومن اجل الوطن العراق ، والتي ترتكز الى قاعدة جماهيرية واسعة ، وتحضى بتأييد كبير من لدن الطبقة المثقفة من ابناء شعبنا ، فان لم تكن سياسة الحركة الديمقراطية الاشورية تمثل وجهة نظر الاغلبية من ابناء شعبنا وطموحاتهم ، فما هو السر وراء التفاف كل هذه الجماهير حولها ؟ ودعمها بمالهم ودمائهم . ما هو سر التصاق المثقفين بها ودعمها بكتاباتهم وندواتهم وحواراتهم؟ لقد كانت هذه الحركة وستبقى مركز استقطاب لجماهير واسعة من ابناء امتنا ، طالما عبرت عن طموحات هذه الجماهير بقراراتها وسياستها التي عملت وتعمل لان يكون مصدرها شعبنا ، وما ينبض به الشارع الاشوري .
ان المتابع لما يجري على ساحتنا القومية خلال السنين الاخيرة ، بعد التغييرات التي حصلت في العراق ، اصبح على علم بان تنظيماتنا القومية التي تسير وفق مصلحة ابناء هذه الامة اصبحت هدفا للاخرين وادواتهم من المحسوبين على هذه الامة . ولكن ما يجعلنا واثقين من مستقبل الحركة الديمقراطية الاشورية ، وكل تنظيم من تنظيماتنا القومية الذي يرفض التبعية للاخر ، هو انه كلما حمى وطيس حملات الاخرين ضدها وزجوا بمآجورين جدد الى الساحة ، كلما رأينا الشارع الاشوري متحمسا اكثر للدفاع عنها ، وكلما وسعت قاعدة مؤيديها ، وانظمت اليها كوكبة اخرى من نجوم امتنا من مثقفيها ، او شمروا عن اقلامهم دفاعا عنها. لان جماهير شعبنا قد وعت بان هؤلاء المأجورين وان كانوا من ابناء امتنا، فان دورهم الهدام بين صفوفنا صار معروفا ، وليس بامكانهم بعد اليوم ان يتستروا تحت الاسم الاشوري ، بينما اعمالهم تصب في مصلحة الاخرين ، وغاياتهم هي ضرب تنظيم رائد من تنظيماتنا السياسية ، فشكرا لهؤلاء المأجورين ، لانهم وبدون علمهم او رغبتهم قد جذبوا انظار وافكار المخلصين من ابناء امتنا ليتقدموا الى الامام للدفاع عن تنظيماتنا القومية صاحبة القرار القومي المستقل وفي مقدمتهم الحركة الديمقراطية الاشورية.

alkoshbello@hotmail.com

Opinions