Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

شَيْءٌ عَنْ إِنْسَانِيَّةِ الإِنْسَان

 

 

السبت 21 / 4 / 2012  ـ الثلاثاء 1 / 5 / 2012

 

الإِنْسَانُ كَائِنٌ يُحِبُّ العُنْف ويَسْتَلِذُّ بِهِ ، إِنَّه يَحْمِلَهُ تَحْتَ جِلْدهُ وفي مَساماتِهِ، وكُلَّما أُتِيحَت لَهُ الفُرْصَة نَفَثَهُ في وُجُوهِ الآخرين ، التَعَدِّي على الحَيَوانات وتَعْذِّيبها شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ هذا العُنْف ، الهَدَف هو الحَيَوان .

 

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

 

( رَغْمَ أَن ما سيَأْتي مُصَاغٌ كخِطابٍ لِلكَلْبِ أَوْ عَنْهُ ، إِلاَّ أَنَّهُ أَيْضاً في شُمُولِهِ خِطابٌ لِحَيَواناتٍ أُخْرَى وعَنْها ــ القِرْد ، الثَعْلب ، الذِئْب ......... إلخ ــ  ، نَابَها أَوْ سيَنُوبَها عَيْنُ المَصِير . )

عَنْ مُشَاهدَةِ الرَابط المُرْفق في نِهايَةِ المَقال كُتِبَت هذهِ السُطور .

( في رِثاءِ كَلْب )

قُبْلَةٌ مِنِّي على جَبِينِك المُسالِم أَيُّها الوَدِيع .

لَمْسَةٌ حَانِية على رَأْسِك الَّذِي سَلَخُوا عَنْهُ جِلْدَهُ وجِسْمِك الَّذِي أَصْبَحَ عَارِياً مِنْهُ

لاأَمْلكُ إِلاَّ أَنْ أَبْكي لأَجْلِك ورِفاقِك مِنْ قَسْوَةٍ لاتُوصف ، مِنْ إِنْسَانِيَّةٍ شرِيرَة تَسْتَنْكِرُ حَقَّ الكائِناتِ الأُخْرَى في الحَيَاة .

لِماذَا عَلَيْك أَنْ تُعانِي كُلَّ هذا ؟

أَلأَنَّك كائِنٌ آخَر ...... !!!

لَكِنَّ الإِنْسَانُ الجَزَّار لَيْسَ بِأَفْضَل مِنْك .

لِماذَا يَشُقُّ على الإِنْسَان المُتَغَطْرِس بِإِنْسَانِيَّتِهِ الفَارِغَة فَضَّك تَعِيشُ حَيَاتك بَعِيداً عَنْه دُوْنَ أَنْ يَرْمِي بِك إِلى عَالَمِهِ المَجْنُون وقُوداً بَرِيئاً وضَحِيَّةً لِوَحْشِيَتِهِ الفَظِيعَة .

يَبْدو إِنَّ الجَزَّار قَدْ اعْتادَ روتِينَ عَمَلِهِ فيَقْبِضُ على الكَلْبِ المَحْبُوس ْ في القَفَص بِمِخْلَبٍ مَعْدنيّ ثُمَّ يُمْسِكهُ مِنْ قَائمَتيهِ الخَلْفِيتين لِيَدُقَّ رَأْسَهُ بِبلاطِ الأَرْضِ مَرَّاتٍ مُتتالِيَة حَتَّى يُصِيب الكَلْبُ الوَهَن ثُمَّ يَطْرَحَهُ أَرْضاً ، لَكِنَّ الكَلْبُ لَمْ يَمُتْ ...... هو لازَالَ حَيَّاً وإِلى جِوارِهِ عَدَدٌ آخَرٌ مِن الكِلابِ الَّتِي لاقَتْ نَفْسَ المَصِير قَبْلَ دَقائِق .....

يَدورُ الجَزَّارُ على الكِلابِ المَطْروحَة أَرْضاً لِيَضْرِبها على رُؤوسِها وأَجْسَامِها بِعَصاً غَلِيظَة أَوْ بِسِكِّين ( اخْتَلطَتْ عليّ الرُؤْيَة بِسَبَبِ الدُموع الَّتِي تَغْشُو عَيْنيّ ) .......

الكِلاب لازَالَتْ حَيَّة ، لَمْ تَمُتْ ودُوْنَ أَنْ يَلْتَفِت الجَزَّار لِذلك يُتَابِعُ عَمَلَهُ بِإِخْلاصٍ فيَبْدأُ بِتَقْطِيعِ القَوائِمِ الأَرْبَعَةِ لِلكَلْبِ بِسِكْينٍ حَادَّة مِنْ منْطَقَةِ المِفْصَل والكَلْبُ يَئِنُّ ويُعاني ويُصْدِرُ صَرَخات أَوْ حَشْرَجات ضَعِيفَة أَوْ لايُصْدِر،  فَقَطْ يَنْتَفِضُ مِنْ وَهنِهِ لايَسْتَطِيعُ المُقاومَة ولاتُجْدِي .......

لايَهْتَّمُ الجَزَّار ، يَعُودُ فيُمْسِكُ بِالكَلْبِ مِنْ إِحْدَى قَوائِمِهِ الخَلْفِيَّة المَبْتورة نِصْفِيَّاً لِيَشُقَّ فيها بِسِكِّينِهِ الآثِم شَقَّاً طُولِيَّاً مُحاوِلاً فَصْلَ الجِلْدِ عَنْ الجَسَدِ والكَلْبُ يَنْتَفِضُ بِما تَبَقَّى لَهُ مِنْ نَزْع ....... لَكِنَّ الجَزَّار لَمْ يَنْتَهي بَعْد وهو غَيْرُ آبِهٍ بِما يَرَى فما أَمَامَهُ لَيْسَ سِوَى كَلْب لايَسْتَحِقُ الشَفَقة ولا الرَحْمَة فيَضْرِبُ الكَلْب ثَانِيةً بِسِكِّينِهِ على رَأْسِهِ ثُمَّ يُتابِعُ عَمَلَهُ على القَائِمَةِ الخَلْفِيَّة الأُخْرَى لِلكَلْب تَوالِياً وبِنَفْسِ الوَتِيرَةِ الوَحْشِيَّة لِيَفْصِل الجِلْدَ عَن الجَسَدِ ، يَأْتي بَعْدَها جَزَّارٌ رَفِيق لِيُساعِدهُ فيَقومانِ مَعَاً بِقَلْبِ حَافَةِ الجِلْدِ المَفْصُولِ ( المَسْلُوخِ ) عَن القَائِمتينِ الخَلْفِيتين وجَرِّها على طُولِ جَسَدِ الكَلْبِ المَفْجُوع حَتَّى الرَأْسِ والعَيْنَيْنِ والأَنْفِ لِيَقْطَعها بِسِكِّينِهِ في الخَطْوَةِ الأَخِيرة عَن تِلك الأَعْضاءِ دُوْنَ أَيّ تَحَسُّبٍ أَوْ مُراعَاةً لِهذِهِ المَناطِقِ الحَسَّاسَة ......

بَعْدَ أَنْ يُتِمَّا عَمَلَهُما القَذِرِ والوَحْشِيّ هذا يَغْدُو الكَلْبُ عَارِي الجِسْم مِنْ جِلْدِهِ مُعَرَّضاً لِتَأْثِيراتِ المُحِيط ، فيُلْقِيان بِالحَيَوانِ المَسْكِين وهو لا زَالَ حَيَّاً يَتَنَفَّس بِالكادِ ويُعاني أَشَدَّ الآلامِ فَوْقَ جَبَلٍ مِن الكِلابِ الأُخْرَى التَعِيسة الحَظِّ  أَيْضاً والَّتِي سَبَقَتْهُ إِلى ذات المَصِير .....

لِفَرْطِ الأَذَى والأَلَم يَتَرَنَّحُ الكَلْبُ المَسْكِين وهو مُلْقَى فَوْقَ كَوْمَةِ الكِلابِ الأُخْرَى المُعَذَّبَة بِوَهْنٍ وضُعْفٍ شَدِيدين إِلى الجِهَةِ الأُخْرَى لِمَرَّةٍ أَوْ مَرَّتين ، هي صَرْخَةُ اسْتِغاثَةٍ صَامِتَة تُقَطِّعُ القَلْبَ وتُدْمِيه أَوْ مِنْ جَزَعِ الآلام وفَرْطِ الأَذَى .....

إِشارَةُ اسْتِغاثَةٍ لا أَحَد يُعِيرها شَأْناً ......

يا لِحُزْني عَلَيْك أَيُّها الحَيَوانُ المَسْكِين وأَنْتَ بَيْنَ بَراثنِ الإِنْسَان المُتَوَّحِش ........

كُلُّ هذا يَجْرِي أَمامَ أَنْظارِ الحَيَواناتِ الأُخْرَى الحَبِيسة في أَقْفاصِها والمُنْتَظِرَةِ لِدَوْرِها في هذا المَصِير المُرْعِب ، هَلْ يَعِي البَشَر حَجْم الأَذَى النَفْسِيّ الَّذِي يُصِيبها وهي تَرَى بِأُمِّ عَيْنَيْها مَصِيرَها الَّذِي سَتؤول إِلَيْهِ بَعْدَ وَقْتٍ وما ستُعانِيهِ على أَيدِي هؤلاءِ الوُحوش وهي عَاجِزَةٌ عَن الخَلاصِ .

يتَلافَظُ البَعْض إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ضَرُورَةٍ حَتْمِيَّة مُشَاهدَة هكذا أَفْلام ومَقاطع تُؤْذِي نَفْسِيَّة المُشاهِد وتَكُون ثِقَلاً عَلَيْها وتَتَوالَدُ عَلاماتُ الاسْتِفْهامِ في نَفْسِي عَمَّا قِيل :

وهَلْ إِنَّ إِغْماضَ العَيْنَيْنِ عَنْ هكذا بَشاعَات وتَجاهُلها وكأَنَّها هَذْرٌ هو المَخْرَجُ الصَحِيح ؟

لِماذَا نَخافُ على مَشَاعِرِ الإِنْسَان وهو الفَاعِلُ الشرِير ، بَيْنَما هو لايَتوانَى عَنْ هذا الفِعْلِ القَذِر وأَمامَ أَنْظارِ الحَيَواناتِ الأُخْرَى الحَبِيسة في أَقْفَاصِها والمُنْتَظِرَةِ لِدَوْرِها في السَلْخِ بِرُعْبٍ سَاحِقٍ ؟

لِماذَا كُلُّ هذهِ القَسْوَة والشَرّ مَعَ الحَيَواناتِ ؟

أَلَيْسَ احْتِياجاً فَتْحِ كُلّ نَوافِذِ أَحاسِيسِنا لاسْتِقْبالِ أَخْبارِ البَشَاعاتِ والقَذاراتِ الَّتِي يَقُومُ بِفِعْلِها الإِنْسَان حَتَّى يَتِمُّ التَصَدِّي لَها ومُعالَجَتها ولَيْسَ التَكَتُّم والتَسَتُّرِ عَلَيْها شَخْصِيَّاً وإِعْلامِيَّاً وصَحَافَة ً بِحُجَّةِ إِنَّها تُؤْذِي مَشَاعِرَ الإِنْسَانِ المُرْهَفَة ويالَها مِنْ مَشَاعِر ، هذا الحَيَوانُ المَجْنُونُ بِالشَرِّ ولَيْسَ العَاقِل ، أَيْنَ هي المَشَاعِر المُرْهَفَة الَّتِي يَحُوزها لِخَانَتِهِ فيما يَقْتَرِفَهُ مِنْ تَعَدٍّ على الكائِناتِ المُخْتَلِفَةِ عَنْهُ ؟

كُنْتُ في حَدِيثٍ مَعَ إِحْدَى صَدِيقاتي قَبْلَ سَنوات عَمَّا يُمَيِّزُ الإِنْسَان عَنْ الحَيَوانِ مَنْزِلَةً وخِصالاً ، قَالَتْ لا يُخالِطها شَكّ : الإِنْسَان يَتَميَّزُ بِشَرِّهِ عَن الحَيَوان ولاغَيْر ذلك .

جَوابٌ مَخْتَصَرٌ يُسْقِطُ كُلَّ غَطْرساتِنا كَبَشَر ويُعَرِّي حَقِيقَتنا .

لَوْ أَردْنا أَنْ نَتَحَمَّلَ مَسْؤولِيَّة أَفْعالِنا كبَشَرٍ فعلى القَادِرين أَنْ يَروا الحَقِيقَة ويَنْظُروا مِثْلَ هذهِ الأَفْلام الَّتِي تَفْضَحُ عُنْفَ الإِنْسَان .

على الإِنْسَان أَنْ يَرَى أَفْعَالَهُ الرَدِيئَة ويَتَأَمَّلها لِيَعْرِف مَدَى قَبَاحَتِها.

طَالَتْني لَوْعَاتٌ مُلْتَهِبَة تَمَنِّياً وأَنا أُشَاهِدُ الفِيلم ومِنْ بَيْنَ دُمُوعي أَنْ أَتَحوَّلَ إِلى شرِيرَةٍ خَارِقَة فأَحُطُّ هُناكَ وأَدُقُّ أَعْناقَ الجَزَّارِين دُوْنَ وَرَعٍ وقَبْلَهُم أَرْبابُ هذهِ النَوْعِ مِن التِجارَةِ المَمْسُوخَة كضَمائِرِهم الفَظَّةِ الخَشِنَة .......

بِالتَأْكِيد هو لَيْسَ الفيديو الوَحِيد ، هو واحِدٌ في غَزِيرٍ مِنْها ، ومَنْ يُتابِعُ هذا المَسار يَرَى مِن الشَواهِدِ ما يَعْجَزُ القَلْبُ عَنْ تَحَمُّلِهِ لِلتَطَرُّفِ السَائِدِ والمُغالاةِ في تَعْذِيبِ الحَيَواناتِ دُوْنَ رَادِعٍ أَوْ ضَمِير .

إِنَّهُ لَيْسَ الفيلم الوَحِيد اليَتِيم الَّذِي يَشِي بِبَعْضٍ عَنْ وَحْشِيَةِ الإِنْسَانِ فلَقَدْ شَاهَدْتُ الكَثِير مِنْها على مَدَى الفَتراتِ المَاضِيَة ، إِلاَّ أَنَّ تَراكُم الحُزْن في داخِلي أَفْرزَ هذهِ السُطُور .

 الجَزَّارُ يَنْظُرُ إِلى فِعْلِهِ كعَمَل فلا إِمْكانِيات أُخْرَى لَدَيْهِ غَيْر ما أَتَاحَها لَهُ رَبُّ العَمَلِ وقَدْ يُؤْدِّي ما عَلَيْهِ قَسْرَاً وحَاجَةً لإِعَالَةِ أُسْرَتِهِ وضَماناً مِن الجُوعِ والتَشَرُّدِ ولَكِنْ ؛ أَمَا الأَفْضَل المَوْتُ جُوعاً على مُزاوَلَةِ مِهْنَة كهذهِ أَوْ البَحْث عَنْ بَدائِل  .......

رَفْضُ مُزاوَلَة مِهْنَة كَهذهِ فَقَطْ لا يُنْجِزُ حَلاً ، ولا يَقْطَعُ دَابِرَ الجَشِعِين نِهائِيَّاً عَن احْتِرافِ كُلّ هذا الشَرِّ مَعَ الحَيَوانات فهُناك دائماً مُسْتَعِّدين ومُرْغَمين على اقْتِرافِهِ ، إلاَّ أَنَّهُ يُشَكِّلُ جُزْءً مِنْ خطَّةِ إِنْقَاذٍ حُلُولِيَّة أَكْثَرُ شُمُولِيَّةً وجَذْرِيَّة تُراعِي الحَيَوانات وتُجَنِّبَهُم الآلام والمُعاناة الهَائِلَة ، إِذْ على الإِنْسَان أَنْ يَنْظُرَ لا إِلى نَفْسِهِ فَقَطْ بَلْ يُراعِي الكائِناتِ الأُخْرَى أَيْضاً ، عَلَيْهِ أَنْ يُزِيحَ عَنْ عَيْنَيْهِ ولَوْ لِبُرْهَةٍ مِنْظارَ الأَنانِية والقَسْوَة فَيَرَى مافي الكَوْكَبِ مِنْ بَهْجَةٍ ومَحَبَّة كَامِنَة فيما يُحِيطُ بِهِ من الكَائِناتِ والبِيئَةِ .

لا أَلُومُ الجَزَّار بِقَدْرِ أَرْبابِ العَمَل ..... أُولئِك الَّذِين لايَرَون في هذهِ الحَيَوانات غَيْر صفَقاتِ بَيْعٍ رَابِحَة يَعُبُّونَ بِها جِيوبَهم مَالاً مُلَوَّثاً بِعَذاباتِ وأَنْاتِ وآلامِ هذه الحَيَوانات المَسْكِينَة الوَاقِعَة فَرِيسَةً لِوَحْشِيَّةِ الإِنْسَانِ ........... مَالٌ مُجْتَنى مِنْ هكذا مَشْروعٍ فَظٌّ وغَلِيظ .

مَنْ يَنْزَعُ عَن الحَيَواناتِ جُلُودَها وهي حَيَّة تُعاني لا وَجْهَ لَهُ ولا قِيم تَهْدِيهِ في طَرِيقِهِ ولاضَمِير رَادِع يُقَوِّمُ ذَاته ، هو إِنْسَانٌ بَليدُ الوَعْي ، خَطِيرُ الجَهْل على ذَاتِهِ وعلى المُجْتَمع   ، مُتَوَحِّش هَائِجٌ ،  مُنْفَلِتٌ عَنْ وَجْهِ هذا الكَوْكَب ، ضَارِي لا حُدودَ لأَذَاه ، وإِنْ اقْتَنَصَهُ الحَظُّ  أَسِيراً في عَالَمِ الكِلابِ فحَكَمَتْ عَلَيْه تَقْطِيعاً إِرْباً إِرْباً فإِنَّما لا مَلامَة لَها ولاعَتَب ، لَكِنَّ الكِلابَ نَبِيلَةٌ لا تُسايرُ البَشَر في شُرُورِهم ، هُم ضَحايَاها .

جَشَعُ رَبِّ العَمَلِ ووحْشِيَّتِهِ تُسَيِّرُ هكذا مَحطات ، ولَوْ أَخَذَ بِمَساراتٍ أُخْرَى تُجَنِّبُ الكَلْب ( والحَيَوانات عَامَّةً ) المُعاناة والعَذَاب مَثَلاً مِنْ خِلالِ حَقْنِ الكَلْبِ بِجُرْعَةٍ مُخَدِّرَةٍ صَغِيرَة تَجْعَلَهُ يَغُطُّ في سُباتٍ مُرِيح ثُمَّ تَليها أُخْرَى بِجُرْعَةٍ أَعْلَى تَكُون كَافِيَة لِوَقْفِ القَلْبِ وتُعْلِن عَنْ مَوْتِ الحَيَوانِ بِهُدوءٍ دُوْنَ أَنْ يُعاني أَلَماً ، بَلْ ومِنْ دُوْنَ أَنْ يَشْعُرَ بِأَنَّهُ قَدْ انْتَقَلَ مِن الحَيَاةِ لِلمَوْتِ ، أَوْ البَحْثِ عَنْ بَدَائل وطُرُقٍ أُخْرَى مُرادِفَة الغَايَة مِنْها تَجْنِيب الحَيَوان الأَلَمَ والمُعاناة .

ورَغْم إِنَّ على هذهِ الطَرِيقَة مآخِذَ عَدِيدَة ، لَكِنَّها تُعَدُّ حَلاً في هكذا مَجازِر وتُنْقِذُ الحَيَوانات مِنْ المُعاناةِ وتُجَنِّبَهُم الآلام الفَظِيعَة وتَعْتقَهُم مِن المَوْتِ بِتَعْذِيبٍ مُكَثَّفٍ وبَطيءٍ وهَائِل ويُمْكِنُ الاسْتِفادَة مِنْها لِصَالحِ الحَيَوان كَوْن الغَايَة هي الجِلدُ مِنْهُ ، أَمَّا إِذا كانَتْ الغَايَة الإِضافِيَّة الثَانِية هي الاسْتِهلاك البَشَرِيِّ لِلَحْمِ الحَيَوانِ وأُخْرَى غَيْرَها فالمَطْلُوب البَحْث عَنْ طُرُقٍ أُخْرَى خَالِيةَ مِن الوَحْشِيَّة الفَاضِحَة في سَلْخِ جُلُودِها وهي حَيَّة ، هذهِ الوَحْشِيَّة العَار على الإِنْسَانِيَّة ، ( رُبَّما طُرُق مِنْ طِرازٍ رَحِيمٍ ــ مَعَ التَحَفُّظ على هذا الوَصْف ــ تُفْقِدُ الحَيَوان وَعْيهُ التَامّ دُفْعَةً وَاحِدَة ولَيْسَ جُرُعات فلا يَشْعُرُ بأَلَمِ الذَبْحِ مَثَلاً ) ، ورَغْمَ أَنَّ جَمِيعَ هذهِ الطُرق ومَهْمَا تَنوَّعَتْ إِنَّما هي قَتْلٌ صَرِيحٌ لِكائِنٍ حَيٍّ آخَر يَجِبُ أَنْ يُحْفَظَ التَفَاضُل بَيْنَ بَشَاعَةِ طَرِيقَةٍ وأُخْرَى لِصالِحِ الحَيَوان مِنْ شَروطِ عَدَمِ التَسَبُّبِ في أَيِّ أَلَمٍ لَهُ أَوْ أَدْناهُ ولَيْتَ هذا الأَدْنَاه لايَرْتَقِي لِمُسْتَوى الأَلَمِ والمُعانَاةِ ، وهذا أَبْسطُ حَقٍّ يَجِبُ أَنْ يُحْفظ لِكُلِّ كائِنٍ حَيٍّ مَهْمَا اخْتَلَفَ نَوْعهُ أَوْ جِنْسهُ إِنْ أَردْنا الارْتِقاء بِإِنْسَانِيَّةٍ نَظِيفَة غَيْر مُلطَّخَة بِدِماءِ مَنْ نَعْتَبِرهم فرَائِساً لَنا مِنْ حَيْثُ إِنَّ الإِنْسَان أَكْبَر مُفْتَرِس لِلكائِناتِ الأُخْرَى على وَجْهِ البَسِيطَة ، هو أَخْطرَها مُفْتَرِساً ( بِكَسْرِ الراء ) .

مَوْتُ كَلْبٍ وَاحِدٍ بِكُلِّ هَوْلِ هذهِ المُعاناة لِبَيْعِ فَرْوِهِ وثُمَّ بَيْعِ لَحْمِهِ قَدْ يُعادِلُ في واقِعِ رَبِّ العَمَلِ دَعْوَةَ الأَصْدِقاءِ لِعَشاءٍ ما ، أَوْ شِراءِ بَدْلَةً تُضافُ إِلى خَزِينةِ مَلابِسِهِ ، أَوْ هدايَا لِمَنْ حَوْله ، أَوْ ....... إلخ .

هَلْ تَسْتَحِقُ كُلَّ هذهِ الاحْتِياجات ( الحَاجات ) الإِنْسَانِيَّة ِ أَنْ يَكُونَ ثَمَنُها هَوْلَ مُعانَاةِ كَلْبٍ مَسْكِينٍ بَرِيءٍ مِنْ جَشَعِ الإِنْسانِ وأَطْماعِهِ ؟

هَلْ تُساوِي هذهِ المُقْتَضياتِ الحَيَاتِيَّة الإِنْسَانِيَّة آنات وآلام الحَيَوان المَفْجُوع ؟

ماذَنْبهُ لِيَكُونَ ضَحِيَّة جَشَعِ الإِنْسَانِ وطَمَعِهِ ووَحْشِيَّتِهِ ؟

أَلا يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَسْتَغْني عَنْ هذهِ الصُورِ الحَياتِيَّةِ الفَادِحَةِ مِن التَرَفِ بِصُورٍ أَكْثَر بَسَاطةً وتَواضُعاً فيَكْفيَ الحَيَوان شَرَّهُ وأَذَاه ؟

أَلا يُمْكِنُ التَفْكِيرُ في بَدائِل لا تُكَلِّفُ الحَيَوان حَيَاتَهُ ولا هَوْلَ المُعانَاةِ ؟

أَمَّا الجَزَّار فهو إِنَّما يُعِيلُ عَائِلتَهُ بِفُتاتِ الأُجْرَةِ الَّتِي يَتَقَاضَاها عَنْ عَمَلٍ يَنْضَحُ وَحْشِيَّةً ويَسِيلُ أَذَى لِحَيَواناتٍ لا إِثْمَ لَها سِوَى إِنَّها لَيْسَت بَشَرَاً وإِنَّما كائِنات أُخْرَى .

لَيْتَ الجَزَّار يَتَوَقَّفُ لَحْظَةً ويُفكِّرُ ويَرْفُضُ هذهِ الوَحْشِيَّة الإِنْسَانِيَّة الفَتَّاكة .

أَمَّا المُسْتَهلِك فلَهُ أَنْ يُساهِمَ في إِيقافِ هذهِ المَجازِر الحَيَوانِيَّة الوَحْشِيَّة بِاخْتِيارِ بَدائِلَ تَكْفِيهِ حَاجَاتهِ الإِنْسَانِيَّة وتُرْغِمَ أَرْبابَ هذهِ التِجارَةِ على إِعَادَةِ النَظَرِ في طُرقِ تَعامُلهم مَعَ الحَيَواناتِ وعَدَمِ الإِسْهامِ في رَفْعِ الطَلَبِ على مُنْتَجاتِ الجلودِ الطَبِيعيَّة  ، أَيْضاً على المَدَى الأَبْعَد التَقْلِيل مِنْ اسْتِهلاكِ اللُحومِ بِاصْنَافِها المُعْتادَة في كُلِّ بَلدٍ ( في دُولِ الشَرْقِ لُحُوم الأعْنام ، الأَبْقار ..... إلخ ، في المانيا لَحْم الخَنْزِير بِالدَرَجَةِ الأُولى ، في بريطانيا   تُسْتَهلكُ لُحُوم الأَحْصِنة أَيْضاً ، ........ وغَيْرها ) ، والمَيْل لِلتَنْوِيعِ في المَصادِرِ النَباتِيَّة والاعْتِمادِ عَلَيْها في التَغْذِية وصِحِّيَّاً يَعودُ هذا بِفَائِدَةٍ مَلْمُوسَة على الإِنْسَان .

كُلُّنا طَرقَتْ مَسامِعَه في سِنينٍ تَركناها خَلْفَنا صِغَاراً ذاتَ مَرَّة تَهْدِيد أَحَدٌ ما لآخَر بِإِنَّهُ سيَسْلخُ جِلدَه سَلْخاً ، أَوْ بِأَنَّه سيُرْسِلُ جِلدَ فُلان لِلدَّباغِ ، هذا يُثْبِتُ إِنَّ الوَعْي بِالأَذَى الَّذِي تُسَبِّبُهُ هذهِ العَمَلِيَّة وهُوْلَ المُعانَاةِ الكَبِير إِنَّما كانَ مَعْرُوفاً مُنْذُ أَنْ بَدأَ الإِنْسَانُ بِتَطْبِيقِ هذهِ الفِكْرَةِ الشرِيرَة ( سَلْخ جُلُودَ الحَيَواناتِ عَنْها وهي حَيَّة ) بِحَيْثُ أَصْبَحَ تَهْدِيدُ الآخَر بِسَلْخِ جِلدِهِ وإِرْسالِهِ لِلدَّباغ إِنَّما هو رَمْزٌ لِهَوْلِ العَذابِ والمَصِير المُرْعِب .

هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي أَيُّها الكَلْب المَسْكِين الطَاهِر ، واعْتِذارِي لايَحْميك مِنْ بَذاءاتِ البَشَر وفَظاعاتِهم وقَسْوَتِهم ؟

هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي أَيُّها الحَيَوان المَسْكِين وهو لايَرُدُّ إِلَيْك جِلْدَكَ الَّذِي سَلَخُوهُ عَنْك ولا حَيَاتك الَّتِي سَلَبُوها مِنْك فيما بَعْد ؟

هَلْ تَقْبَلُ اعْتِذارِي وهو لايَكْفِيك الآلام الهَائِلَة الَّتِي قَاسيْتَها حَتَّى النَفَسِ الأَخِير ، تُغْمِضُ عَيْنَيْك البَرِيئتين في نَفَضاتِك الأَخِيرة على صُورَةِ الهَمَجِيِّ القَاتِل الإِنْسَان وكأَنَّك تَحْمِيهِ رَغْمَ إِساءَتِهِ إِلَيْك ، وكأَنَّك تُرِيدُ لَهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى هاتين العَيْنَيْن لِيَرَى بَشاعَةَ صُورَتِهِ لَكِنْ ؛ لا وَقْتَ لَدَيْهِ لِذلك ، إِنُّه مُنْغَمِسٌ غَارِقٌ  في ارْتِكابِ فَظَاعَاتِهِ .

قُبْلَة لِعَيْنَيْك البَرِيئتين ولَمْ يَبْقَى أَمامي غَيْرَ أَنْ أَتَمنَّى حِيْنَ يَؤولُ جَسَدَكَ البَرِيءُ أَخِيراً إِلى الطَبِيعَةِ بِنَحْوٍ ما أَنْ تَعُودَ إِلى هذا العَالَم في قَطَراتِ مَطَرٍ تُبَلِّلُ رُؤوسَ الجَزَّارين وأَرْباب العَمَلِ الخُبثاء مِمَّنْ تَسَبَّبوا في مَوْتِكِ بِهذِهِ البَشاعَة فتَسْقي لَهُم الأَرْضَ زَرْعاً أَخْضَر ...... عَلَّهُم ...... عَلَّهُم يَسْتَحُون مِمَّا ارْتَكَبُوهُ فيك ومِنْ نُبْلِك .

وحِيْنَ تَتَساقَطُ تِلك القَطَرات النَقِيَّة على رُؤوسِ كُلّ الَّذِين يَنْتَعِلُون الأَحْذِية ذَاتَ الجِلْدِ الطَبِيعيِّ مِئَة في المِئَة ، ومَنْ يَرْتَدون مَعاطِفَ الفَرْو الطَبِيعيِّ والشَالات الفَرْو والقُبعات الفَرْو والمَصْنُوعَة مِنْ عَذَابِك وعَذَابِ رِفاقِك مِمَّنْ عُذِّبُوا وقُتِلوا بِالطَرِيقَةِ عَيْنِها على أَيْدِي البَشَر الوحوش الجَشِعين لأَجْلِ الفَرْو ، أَقُولُ حِيْنَ تَتساقَط على رُؤوسِ كُلِّ هؤلاء أَتَمَنَّى أَنْ تُؤَنِّبهم تِلك القَطَرات وتُدَغْدِغ الضَمِيرَ فيهم وتَمْسَحُ عَنْ أَدْمِغَتِهِم الوَساخَة والجَشَع والطَمَع وتُهَذِّبُ جِينَ العُنْفِ فيهم فيُفْقِهوا مافَعَلُوا ويَنْقَلِبُوا نَادِمين ويَتُوبوا عَمَّا فَعَلُوا ويَتَحوَّلوا إِلى مُدافِعين عَنْك وحُماة لِرِفاقِك مِنْ بَعْدِك كي لا يَطَالَهُم ذَاتَ المَصِير .......

وحِيْنَ تَتَساقَطُ على كُلِّ مَنْ يَعْشقونَ اللُحوم ويَفْترِسونَها بِشَراهَةٍ ونَهَمٍ ، رُبَّما تِلك القَطَرات تُنَمِّي فيهم الإِحْساس فيَسْتَحُوا مِنْ نَهَمِهم بَعْدَ أَنْ يَعْرِفوا بِآلامِك ........

البُكاء لايَنْبَجِسُ حَلاً ....... لَكِنَّني أَبْكي ...... ثُمَّ أُواصِلهُ حُزْناً ......

لا اسْتَطِيعُ أَنْ أَمْنَع نَفْسِي عَنْ البُكاء .

 وحِيْنَ تَتَساقَطُ على رُؤوسِ البَشَرِ المُعْدَمِي الإِحْساس مِمَّنْ يَشْتُمونَ الكِلاب وكُلّ الحَيَوانات ويَحْتَقِرونَها ويَبْغِضُونَها ويُلْصِقُونَ بِها شَتَّى الخِصالِ الرَذِيلَة ويَسْتَغِلونَ اسْماءَها دُوْنَ وَجْهِ حَقٍّ كشَتِيمَةٍ لِلآخَرين عَلَّهُم يَسْتَحُونَ مِنْ أَفْعالِهِم إِزَاءَ تَسامِيكُم .

أُفَكِّرُ كَيْفَ سيَبْني الإِنْسَان عَالَماً سَلِيماً وعَادِلاً إِنْ لَمْ يَتَعَلَّم احْتِرامَ الكائِناتِ الأُخْرَى مِنْ حَوْلِهِ مِمَّنْ تُقاسِمهُ الكَوْكَب وكذلك البِيئَة ، وقَبْلَ ذلك أَنْ يُحِبَّها ويَتَواضَع لَها ........

إِنْ لَمْ يَتَعَلَّم الإِنْسَان كَيْفَ يَرْتَقِي بِتَعامُلِهِ مَعَ الحَيَوان ويَحْتَرِمهُ ككَائِن يُشارِكهُ الكَوْكَب فكَيْفَ لَهُ أَنْ يَرْتَقِي بِعَلاقَاتِهِ مَعَ أَخِيهِ الإِنْسَان الآخَر ........

هَلْ سيَبْني عَالَمَهُ فَوْقَ جِبالِ الجَماجِمِ الحَيَوانِيَّة الَّتِي يَقْتُلها ويَعْتَدِي عَلَيْها ويَسْلِخُ جُلُودَها عَنْ أَجْسادِها وهي حَيَّة ...........

مَتَى سيَقْتَنِعُ البَشَر بِأَنَّ الطَرِيقَ إِلى إِنْسَانِيَّتِهم الَّتِي أَضَلُّوها يَبْدأُ مِن الكائِناتِ الأُخْرَى والبِيئَة ولَيْسَ العَكْس .

لَيْتَني وُجِدْتُ فَرَاشة أَوْ حَشَرَة أَوْ أَيَّ كَائِنٍ آخَر لَيْسَ الإِنْسَان الَّذِي أَخْجَلُ مِنْ فَظَاعاتِهِ ...... الإِنْسَان الَّذِي يَرْتَكِبُ كُلَّ الشُرور ويُغَنِّي لأَجْلِها ويَتَفاخَرُ بِها ...........

أَقْبَلَتْ ابْنَتي الحُلوَة الصَغِيرَة وفي عَيْنَيْها الجَمِيلَتين الصَافِيتين سُؤَالٌ حَائِرٌ : لِماذَا أَنْتِ حَزِينة ؟ 

جَلَسَتْ إِلى جَانبِي وعَيْناها تَنْظُرني وتَتَوَسَّلُني الكَفَّ عَن البُكاء ............. مَسَّدْتُ لَها على رَأْسِها وظَهْرِها وقُلْتُ لَها : آهٍ ياصَغِيرتي ، عَلَّهُ مِن الأَفْضَلِ لكِ أَنْ لاتُدْرِكي مايَرْتَكِبهُ البَشَر البائِسون مِنْ فَظَاعَاتٍ وقَذاراتٍ فيكم ........

فَهِمَتْ ابْنَتي ما أَعْنِي ، وَثَبَتْ إِلى حُضْنِي وكأَنَّها تُواسِيني وتَشْكُرنِي على حِمايَتي لَها  ....... ذَيْلُها الأَبْيضِ الجَمِيل كانَ يَتَراقَصُ عَلامَةً ودَعْوَةً مِنْ جِنْسِ الكِلابِ لِبَنِي البَشَر بِاعْتِناقِ السَلامِ والمَحَبَّة ........ قَبَلّتُها في جَبِينِها الرَقِيق الصَغِير فبَادَلَتْني إِيَّاها وهي تَلْعَقُ دُمُوعي وتُجَفِّفُها بِمَحَبَّةٍ فَائِضَة ...........

 

 

طُوبى لِمَآقيكُنَّ/م عَزِيزاتي ، أَعِزَّائي مِن القَارِئاتِ والقُرَّاء إِنْ جَادَتِ الدُمُوع ، ولِنُفُوسِكُنَّ /م إِنْ طَالَها الوَجَعُ والأَلَم وخَطَتْ خُطْوَةً أَوْ خُطُوات نَحْوَ رَفْضِ هذا العُنْف والتَصَدِّي لَه ، وسَاهَمَتْ في رَفْعِ الحَيْفِ عَن الكائِناتِ الأُخْرَى ولَوْ بِوَزْنِ حَبَّةِ قَمْح .

مَعَ الودِّ والتَحِيَّة

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

 

رَابط فيديو ( مَضْمون المَقالَةِ أَعْلاه ) فَقَطْ لِلقَادِراتِ والقَادِرين.

 

http://www.youtube.com/watch?v=QWkO_eyS834

 

في حَالَة عَدَمِ عَمَلِ الرَابط يُمْكِنُ للقارِئ نَسْخَهُ ــ أَي عَمَل كُوبي ــ وإنزالَهُ في نَافِذَة البَحْث في النت ( شَبَكة الأنترنيت ) . 

Opinions