Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صحافتنا السريانية في شمعتها الـ 162.. تالق وازدهار

06/11/2011

شبكة أخبار نركال/NNN/ريبورتاج الإعلامي - ماجد إيليا – مجلة عشتار/ الأول من تشرين الثاني، تاريخ يتكلم عن حضارة الصحافة السريانية وفي ذكراها الـ 162، حيث يعد الآشوريين من الشعوب الأوائل الذين بدا بنشر فكرهم وتراثهم القومي والوطني، وأولوا اهتمامهم بالوعي المتقدم في الطباعة وفنونها فكان أول مطبوع باللغة السريانية الفصحى(خط غربي) في النمسا عام 1555م. تعتبر البدايات في عالم الطباعة السريانية والتي كانت بدوافع دينية ذاتية تبتعد بشكل أو بأخر عن الطباعة بمفهومها الحديث إلى إن طفت أورمية على سطح الطباعة السريانية والتي شهدت أول مطبعة سريانية عام 1840م. لقد دخلت الصحافة السريانية الآشورية إلى العراق، من بوابة الموصل وعلى يد الإباء الدومنيكان تحديدا واللذين انشئوا أول مطبعة حجرية في ولاية الموصل عام 1858، سميت في وقتها مطبعة الآباء الدومنيكان ومن مطبوعاتها مبادئ التهجئة لتدريس الصبيان في عام 1862 وأما أول مطبوعة في العراق كانت سنة 1884 وبعدها تلت فتح عدة مطابع باللغة السريانية منها مطبعة السريان في الموصل على يد السريان اليعاقبة وذلك في عام 1869 تقريبا ومطبعة السريان الكاثوليك في بغداد عام 1920 والذي أسسها ألخوري عبد الأحد جرجي وبعدها المطبعة الاثورية في الموصل والذي أنشاها الشماس يوسف قليتا عام 1921. لقد اشتهرت صحافتنا السريانية مطلع القرن الثامن عشر والتي جسدت من خلال نشر صحف وجلات باللغة السريانية وكان بكرها صحيفة زهريري دبهرا والتي صدرت في الأول من تشرين الثاني عام 1849 في أورمية بإيران. ومع مطلع ومنتصف القرن العشرين والواحد والعشرين زادت إعداد المطابع التي كانت تطبع الصحف والمجلات والكتب باللغة السريانية ومازال بعضها مستمر، ولا يفوتنا أيضا إن هناك عدد من دور النشر الذين اختصوا بنشر الكتب والصحف والمجلات باللغة السريانية كان أخرها دار المشرق في دهوك مع دور أخرى منتشرة داخل العراق وبلغات عدة منها العربية والكوردية.واليوم نشهد وعلى الساحة العراقية وخاصة في منطقة إقليم كوردستان العراق النشاط الغير مسبوق وخاصة بعد انتفاضة آذار 1991، لنشر الفكر والوعي القومي لصحافتنا السريانية وعلى أيادي صحفيين وأخصائيين في اللغة السريانية منهم الأستاذ روبن بيث شموئيل والأب عمانوئيل يوخنا والأستاذ عوديشو ملكو والأب شليمون ايشو مدير دار المشرق للنشر والأستاذ بنيامين حداد وعباقرة آخرين أنجبوا للصحافة السريانية عدة كتب ومجلات وصحف نذكر منها: مجلة سمثا وقاموس زهريرا ومعلتا ومجلة هباوي للأطفال وقاموس الترجمان وكتاب سمثا وغيرها بالإضافة إلى بعض الكتب والصحف والمجلات والتي تلونت بنصيها العربي والسرياني والكوردي أيضا كمجلة ديانا وجريدة قويامن ورديا كلدايا ومجلة بانيبال والأفق ونجم المشرق وبهرا وغيرها من المنشورات. ولا يفوتنا طباعة إعداد هائلة من نسخ الكتاب المقدس ومنشورات دينية عديدة وكتب أدب وإشعار وخواطر أيضا باللغة السريانية مثل الشاعر والكاتب كوركيس نباتي. ولإنارة هذا الريبورتاج واغنائه،ارتأيت الاستعانة بخبرة الأساتذة المختصين باللغة السريانية والصحفيين والتحدث بهذا الخصوص بذكرى الـ162 لعيد الصحافة السريانية، فكان حوارنا الأول مع الأستاذ روبين بيث شموئيل: بدأت الصحافة الآشورية السريانية منذ منتصف القرن التاسع عشر سابقة بذلك شقيقاتها الصحافة الكوردية والصحافة العربية البغدادية، كانت بداية الصحافة الآشورية ذات طابع ديني حيث أنشأت الإرساليات الغربية التي وصلت إلى مناطق أورمية صحف ومجلات دورية خاصة بها إي إن هذه الصحف الرائدة كانت بصورة عامة ذات هوية دينية أو لها مرجعياتها المذهبية وعليه بدايات الصحافة السريانية كانت دينية الطابع والتوجه حتى مطلع القرن العشرين حيث اجتمعت نخبة من الشباب القومي الآشوري في أورمية وقررت إصدار مطبوع أو صحيفة دورية غير مرتبطة بأي مرجعية دينية أو مذهبية لا أجنبية ولا محلية وعليه تأسست بكر صحافتنا القومية جريدة كخوا (ܟܘܟ̣ܒ̣ܐ) في حزيران من عام 1906م، واستمرت حتى عام 1918م، كان رئيس تحريرها الأستاذ يوخنا موشي وهو احد الآشوريين المثقفين المتخرج في جامعة نيويورك عام 1901م، حاز على شهادة البكالوريوس في الصحافة وربما هو من أوائل المختصين بالصحافة في منطقتنا. وتعتبر صحيفة كخوا (ܟܘܟ̣ܒ̣ܐ) من أوائل الصحف القومية التي دعت إلى الوحدة القومية والى نبذ الانقسامات الطائفية المذهبية المتفشية في المجتمع الآشوري، إذ نشرت مقالات لصحفيين آشوريين معروفين أمثال توما اودو و وبنيامين ارسانس وفريدون اتورايا وغيرهم. والمطبوع الثاني في حقل صحافتنا القومية هو الذي أصدره آشور يوسف في مدينة خربوط بجنوب شرقي تركيا تحت الاسم الكرشوني (مورشد آثوريون) كانت تطبع باللغات السريانية والارمنية والتركية (الأخيرتين بالحرف السرياني الغربي) أي إن اللغة كانت تركية ولكن الحرف سرياني أو ارمنية بحرف سرياني. كانت مجلة مورشد آثوريون التي تتوفر تحت تصرفنا الصفحات الأولى منها لعددين ولسنتين 1911 و 1912 تباعاً كانت ذات هوية ورسالة قومية دعت إلى الوحدة القومية أيضا والسعي إلى نيل الحقوق القومية للشعب الآشوري في المنطقة التي يسكنها عبر التاريخ. ونتيجة المواقف القومية لآشور يوسف المبثوثة في مقالاته القي القبض عليه واعدم في السجن على ما اعتقد في نيسان من عام 1915م، وبذلك يعتبر آشور يوسف شهيد الصحافة الآشورية السريانية ، ويقف إلى جانب شهداء الحركة القومية الآشورية الذين استشهدوا إثناء الحرب العالمية الأولى أمثال مار بنيامين شمعون وتوما اودو وادي شير وفريدون اثورايا ويوخنا موشي وبشار حلمي وغيرهم. إذا تاريخ صحافتنا القومية يبدأ قبل الحرب العالمية الأولى وتحديداً من تاريخ صدور جريدة كخوا(ܟܘܟ̣ܒ̣ܐ) في أورمية- إيران عام 1906، و مجلة مورشد آثوريون في خربوط- تركيا عام 1909. والجدير بالذكر ، كانت هناك مؤسسة قومية تأسست عام 1895 في أورميا سرا في البداية تحت اسم التقدم القومي "شوشاطا اومتانايا" ، أسسها نخبة من المثقفين الآشوريين، وفي العام 1908م، كانت هذه النخبة قد طلبت من مار بنيامين شمعون ترخيصا خاصا بتأسيس ناد تحت الاسم نفسه إي "التقدم القومي" وبشكل علني وأجاز طلبهم البطريرك. ويذكر انه في عام 1956م، أسس نخبة من الشباب القومي الآشوري في جامعة طهران مؤسسة باسم التقدم القومي تيمناً بالأولى وكان قد ترأسها صديقنا الدكتور روبرت بولسيان حتى عام 1963م حيث هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي يعيش فيها اليوم. لكني أود إن أشير بان مفهوم القومية الآشورية لم يأت خلال الحرب العالمية الأولى كما يوحي للبعض بل قبلها ومن قبل نخب آشورية من مناطق مختلفة ومن انتماءات كنسية مختلفة وعليه لم نعثر على نقاشات سلبية أو متضادة حول الهوية القومية لصحافتنا القومية قبل الحرب العالمية الأولى أو في فترة صدور المطبوعين الدوريين المذكورين في أورميا وخربوط وعليه فاني أرجح إن الحركة القومية الآشورية لم تبدأ مع توظيف التسمية الآشورية للدلالة القومية بل من تبلور المفهوم العلماني للوحدة القومية المتشكلة من الطوائف غير المسلمة في التقليد العثماني أي ما عرف تركياً بمصطلح (ملت : ملتي) والذي يعني طائفة وليس امة والذي إي المصطلح استخدم أيضا في إيران لنفس الدلالة، إي إن القومية الآشورية كانت تتشكل من الطوائف إي الملتي (نساطرة، كلدان، سريان قديم إي الأرثوذكس وموارنة).
وفي حوار أخر التقينا الأستاذ شمو قاسم كلو رئيس تحرير جريدة(دنكَي لالش) ونائب رئيس تحرير مجلة(لالش): في البداية أهنئ الصحافة السريانية الآشورية بعيدها الـ 162، لتأسيسها وبما إن الصحافة واجهة أساسية وهي السلطة الرابعة في المجتمع لذا نعتبر أساس وجذور تقدم الصحافة يرتبط بما يقوم به الصحفي في مجال عمله لإيصال صوت المجتمع وصوت الشعب إلى الحكومة بالإضافة إلى إن الصحافة لها دور أساسي في تقليد وإعادة النظر في الكثير من الأمور التي تتعلق بالدولة والمجتمع، بالنسبة إلى المجتمعات الموجودة في إقليم كوردستان بشكل عام والعراق بشكل خاص نستطيع إن نقول إن دور الصحافة بدا ينهض بعد انتفاضة كوردستان في آذار 1991م، وبدأت تنهض أكثر بعد سقوط النظام السابق في 2003م، لذا فان جانب الصحافة ألان يحتاج إلى صحفيين كفوئين يستطيعون إن يبدوا برأيهم بشكل صحيح لان الصحافة كلما كانت واجهة صحيحة للواقع كلما استطاعت هذه الصحافة إن تظهر دورها بشكل مباشر داخل المجتمع، هناك الكثير من الأمور التي تتعلق بالصحافة وخاصة كأحد أوجه الصحافة السريانية الآشورية التي لها تاريخ عريق وتاريخ طويل قبل مئات السنين لذا علينا إن نكون جريئين في إبداء بعض الملاحظات وبعض الأمور التي نراها تحتاج إن ننشرها وان نبينها للناس سواء كانت أخطاء أو انجازات، وبهذه المناسبة نتمنى للصحافة الآشورية العمر المديد وصحافة متقدمة ومتطورة تستطيع إن تخدم المجتمع الكوردستاني والآشوري بشكل خاص وان تبني وجهة نظرها بشكلها الصحيح لتخدم بذلك المجتمع ومصالح المجتمع.




Opinions