صحف صفراء لوجوه سوداء ومهرجين للدروع ودكاكين للهويات الصحفية ..!
ما يحدث الآن في عالم الصحافة العراقية عجيب وغريب لان ليس من المعقول إن يعتلي منابر صاحبة الجلالة شخصيات مطلوبة للعدالة بتهم النصب والاحتيال وبقضايا متعددة تصل منها إلى القضايا المخلة بالشرف قبل سقوط النظام وبعده ، ومعنى ذلك تطبعهم وإدمانهم على السلوك الإجرامي والانحراف الأخلاقي رغم حديثهم عن الشرف والنزاهة لان فاقد الشيء لا يعطيه .
وهذه الشلة من المحتالين والنصابين تمارس كل يوم عمليات الابتزاز والاحتيال للحصول على تمويل وإعلانات مبطنة من خلال المواضيع الصحفية التي توظف للمدح أو الهجاء فيقبضون من الذين يمتدحوهم بالباطل ويقبضون أيضا من الذين يهاجمونهم مقابل السكوت عنهم ولهذا فان هذا النمط من الصحافة يسميه البعض ( صحافة المنشار ) فهو يقبض عندما يصعد وحين ينزل عندما يشتم أو يمتدح ، فهي صحافة ابتزاز وليس صحافة لنقل الحقيقة .
ويوجد لدينا في المشهد الإعلامي الكثير من النماذج التي شوهت أهداف السلطة الرابعة واتخذت من هذا العمل الشريف إلى أعمال يندى لها الجبين ورسمت هذه الشخصيات الفالتة طرقا عديدة لعملها الفوضوي المنحرف فمنهم من جعل مقر جريدته مكانا لتجمع النساء المتحررات حيث يتم إرسالهن إلى كل مؤسسات الدولة بغية الحصول على إعلانات مدفوعة الثمن ولا يهمهن بعد المكان فالطريق سالكة من البصرة وبغداد وكردستان .
والبعض الآخر جعل مقره دكانا لبيع الهويات وكتب التأييد إلى كل من هب ودب من اجل الحصول على هوية نقابة الصحفيين غير مباليا بقدسية هذه المهنة وغير مكترثا على ما سيترتب على هذا العمل المنحرف من اختراق كبير أولها دخول الطارئين والطارئات لتشويه صورة هذه المهنة النبيلة من اجل مصالح ذاتية وقد يصل إصدار مثل هكذا وثائق إلى زمر الإرهاب والجريمة لتضليل القوات الأمنية في نقاط السيطرات .
وهناك نفر ضال وهو الأخطر في عالم الإعلام والصحافة وهم أصحاب مهرجانات دروع الدجل و ( الكلاوات ) فهولاء يجعلون من أنفسهم حكاما لمنح كافة ألقاب الإبداع والسمو والشكر حيث استغل البعض منهم مجلته أو جريدته أو منظمته لينطلق من خلالها إلى سوق الصفافير وشارع المتنبي وسوق السراي وثلاثتهم براء من هؤلاء النكرات الذي يعتاشون على ( المعثرات ) ليشتروا الدروع والإعلام ويقدموها ويلبسوها لعامة الناس حتى وصل الأمر إن يلبسوها للقادة والوزراء المغرر بهم الذي يقع العيب على مستشاريهم الذين اشتركوا مع النصابين في غنيمتهم والعجيب في الأمر ورغم نداتنا المستمرة بالكف عن الحضور إلى هكذا مهرجانات غايتها الضحك على الذقون ولكنهم إذن من طين وإذن من شمع .
ولعل ابرز نماذج هذه الموجة شخصين هم احد أصحاب جريدة صفراء كانت تصدر من البصرة وبدعم من احد المسؤولين هناك وعندما ظهرت حقيقة هؤلاء وتوجه هذه الصحيفة سحب دعمه ، حيث كان يعمل الأول عنصرا في استخبارات القوات البحرية في زمن الطاغية صدام والآخر هو الذي سود الله وجه في الدنيا قبل الآخرة صاحب اكبر رصيد من الأوامر القضائية لإلقاء القبض عليه لممارسته النصب والاحتيال في الزمن الدكتاتوري والزمن الحالي وكان قبل شهر من الآن موقوفا بأحد هذه التهم في مركز شرطة المسبح وآخر فضائحه هروبه من البصرة بعد افتضاح أمره أمام محافظ البصرة ومطاردته من قبل عشرات المواطنين الذين ابتزهم واستحوذ على أموالهم وليس أخيرا استيلائه بطريقة غير شرعية على أثاث فرع نقابة الصحفيين في البصرة ضمن موجة ( الحوسمجية ) مما اضطر نقابة الصحفيين المركز العام لتحريك شكوى قضائية ضده بتهمة السرقة .
إن هذا النصاب الذي يدعي النزاهة والشرف والمهنية هو لا يعرف ابجديات اللغة العربية وخير دليل على ذلك يمكن اكتشافه من خلال تحليل مضمون أعداد جريدته حيث يتبين بما لا يقبل الشك بأنها جريدة للنفاق والدجل والابتزاز ومحاولة جمع اكبر من ملايين السحت الحرام من خلال تحسين صور وسمعة وتاريخ بعض المسؤولين والبرلمانيين والمقاولين واللصوص المحترفين وأصحاب النفوذ والشركات وأصحاب أجندات خارجية مشبوهة ينفذونها لتدمير العراق .
ومن علامات جهل هذا الغراب الأسود وصديقه البعثي الذي استثمر سواد وجه للتملق واعتقاده بان الوسط الصحفي لا يعرف تاريخهم المخزي واستغلالهم غير الأخلاقي للصحافة للتكسب والتسول والنصب والاحتيال .
فماذا نتوقع من رئيس تحرير يتاجر بسواد وجه عندما أسس جمعية الملونين العراقيين غايته التملق للرئيس الأمريكي اوباما على أمل الحصول على دعم أمريكي لجريدته التي فاحت منها رائحة الصفقات المشبوهة وعمليات الابتزاز الإجرامية وصدق من قال ( إن كنت لا تستح فافعل ما شئت ) فافعل أيها الأسود اللعين وصاحبك المسخ جريدة لتكون بوقا للفاسدين وعلامة عار في تاريخ الصحافة العراقية التي شوهت سمعتها هذه العناصر المرتزقة ومسك الختام نقول من كان تاريخه وسلوكه من زجاج فلا يضرب الناس بحجر ، ونحن نردد اليوم ما قاله المتنبي ونطبقه حصرا على صاحبنا المحتال ( لا تشتري العبد الا والعصا معه إن العبيد لانجاسا مناكيدا ) .