صحفيين عراقيين يطالبون نقابة الصفيين بحل نفسها
20/07/2008شبكة اخبار نركال/NNN/
دعى مجموعة من الصحفيين العراقيين في بيان لهم في بغداد يوم 20/7/2008 ، بحل نقابة الصحفيين نفسها وعقد مؤتمر لانتخاب نقيبا ومجلسا مؤقتا وفيمايلي نص البيان:
بعد انهيار الدكتاتورية وسقوطها في التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة، واجهت الأسرة الصحفية العراقية مسؤوليات ومشكلات كثيرة.
فإلى جانب مسؤولياتهم الوطنية المباشرة، كمواطنين، إزاء بلدهم وشعبهم والتي تتركز في النهوض ببناء الدولة العراقية الثانية، بعد تحطم الدولة الأولى، على أيدي السياسات الرعناء للدكتاتورية من جهة وعلى أيدي السياسات التدميرية للإدارة المدنية للاحتلال التي تولت مقاليد البلاد بقرار دولي، كما تتركز في العمل الجاد على توفير مستلزمات استعادة سيادة البلاد وترسيخ البناء الديمقراطي المنشود، فإن مسؤوليات مهنية فرضت نفسها على الصحفيين العراقيين من خلال الحاجة إلى خلق وتطوير مؤسسات عمل إعلامي حر ومهني، مؤسسات تتكفل بسد الفراغ الهائل في هذا المجال، وتملأ حاجة الجمهور والدولة الديمقراطية الناشئة إلى مثل هذا الإعلام.
انطلق الإعلاميون العراقيون في مهماتهم هذه من قاعدة صفرية على صعيد المؤسسات، ومن حصيلة مهنية متواضعة (لا بأس في الاعتراف) في مجال الإعداد المهني للأفراد للعمل في نظام إعلامي حر ومتعدد.
وفيما انصرف السواد الأعظم من الصحفيين العراقيين إلى عمل دؤوب لأداء مهماتهم الوطنية والمهنية، فإن العمل النقابي، مع أهميته في تنظيم الحياة المهنية للصحفيين وحفظ حقوقهم وحرياتهم، بقي في الذيل من اهتمامات القطاع الأعظم من الصحفيين الكفوئين والمعروفين. وذلك لأسباب كثيرة، وفي المقدمة منها، أن نقابة الصحفيين العراقيين أضحت، وفجأة بعد سقوط الدكتاتورية، هدفاً لاصطراع حاد بين مجموعات متناحرة، لم تتورع أطراف فيها باستخدام المسدسات ورسائل التهديد بالتصفية الجسدية، مما اضطر العدد المحدود من الزملاء المخلصين في نياتهم وأهدافهم إلى الانسحاب من هذا الصراع غير المتكافئ، تاركين الاستقتال إلى نفر من الهامشيين والطارئين على العمل الصحفي للاستحواذ على النقابة والاستمرار بتكريس الصورة التي باتت عليها النقابة منذ سنوات في ظل إستشراس الدكتاتورية وهيمنتها على كل مناحي الحياة وتشويهها وعسكرتها لصالح خدمة الآلة الإعلامية الدكتاتورية ونظامها المقبور.
لقد تأسست نقابتنا عام 1958 بإرادة حرة من داخل الجسم الصحفي العراقي، وبشكل مستقل تماماً عن السلطات الحكومية، وتشرفت النقابة في أن يكون نقيبها الأول شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري، إلى جنب مجموعة من أفضل الصحفيين العراقيين،مهنياً ونقابياً. لكن صعود قوى الدكتاتورية وهيمنتها على البلاد منذ 1963 كانا سبباً مباشراً في انحراف النقابة عن الكثير من أهدافها وعن طبيعة عملها المعروفة، محلياً ودولياً، لصالح أهداف وأعمال أخرى لا صلة لها بإرادة الصحفيين العراقيين وطموحاتهم وأهدافهم التي سعوا إلى تأسيس النقابة من أجل تحقيقها.
وكانت المرحلة الأكثر تدميراً في تاريخ النقابة هي تلك التي أنتزع فيها عدي صدام النقابة من الصحفيين، وحولها إلى وكر عسكري أمني مخابراتي، وشوه، وغير الكثير من لوائحها وأنظمتها بما ينسجم وأهدافه من الاستحواذ عليها.. وكان أسوأ وأقذر ما عمل عليه القابضون الحاليون على نقابة الصحفيين هو اعتمادهم، وبلا أدنى حياء أو شعور بالمسؤولية، على واحد من قرارات عدي بتمديد فترة عمل مجلس النقابة إلى ثلاث سنوات بدلاً مما كان عليه سابقاً وهو سنتان للدورة الواحدة.
إن الاستحواذ على النقابة والبقاء فيها لأطول مدة ممكنة وغير ممكنة هو هدف هؤلاء القابضين. ولا بأس في بلوغ هذا الهدف حتى باعتماد قرارات عدي ومجلس قيادة الثورة المنحل.. لا بأس في بلوغ هذا الهدف حتى باعتماد التزوير ومنح العضويات العاملة لمئات من الطامحين للحصول على هوية النقابة وإن كانوا من مهن أخرى لا صلة لها بالصحافة أو الإعلام من قريب أو بعيد.لا باس في بلوغ هذا الهدف حتى بالامتناع عن منح العضوية للعشرات من الصحفيين الذين يستحقونها، حين يكون هؤلاء في موقع معارض أو غير مضمون الولاء للقابضين الحاليين على النقابة.
في ظل هذا الاستفراد والهيمنة على النقابة، وفي ظل الإستقواء على الهيئة العامة الحقيقية للنقابة بالسلاح والتهديد، جرى العبث بالنقابة، والعبث بممتلكاتها وبمواردها، كما جرى الانحراف بالعمل النقابي عن أهدافه الحقيقية، وجرى تشويه صورة النقابة وصورة الصحفيين العراقيين، عبر هدر الكرامة وماء الوجه والتحول إلى شحاذين محليين وإقليميين ودوليين، في استغلال منحط لتقدير أزمة العراق والعراقيين، وبينهم الصحفيون، من قبل الكثير من الأطراف المحلية الحكومية أو الحزبية ومن قبل الكثير من أطراف أخرى إقليمية ودولية. ممن تنطلق في تعاطفها لهذا السبب أو ذاك.
إن الصحفيين العراقيين الذين عرفوا بأرفع ما عرف به العراقيون من ترفع وكرامة وإباء.. وإذ يعلنون غضبهم واستنكارهم ورفضهم المطلق لجميع الممارسات المشينة والمذلة، ويربأون بأنفسهم من الدرك المنحط الذي وضع فيه القابضون على النقابة أنفسهم فيه، فإنهم (الصحفيين العراقيين) يعلنون تمسكهم بنقابتهم، وبحرصهم الشديد على النضال من أجل استعادتها واستعادة صورتها الحقيقية التي تحفظها لوائحها وقوانينها وأعرافها التي وضعها البناة الأوائل، والتي لا يمكن تعديلها أو تغييرها، لتستجيب للتطورات الحادثة في مجال الحياة والإعلام، إلا من خلال إرادة الهيئة العامة ومؤتمرها العام، صاحب القول الفصل في تثبيت القوانين أو تغييرها.
و نعلن نحن الصحفيين المجتمعين في بغداد هذا اليوم الأحد العشرين من تموز-يوليو عام ألفين وثمانية. عن خارطة طريق لعمل جاد وحقيقي ومناضل من أجل بلوغ هدف استعادة النقابة إلينا نحن أصحابها الحقيقيين من أجل استعادة النقابة لصورتها الحقة.. وتتمثل خارطة الطريق الموضوعة بما يلي:
1- منح القابضين على النقابة فرصة أخيرة للمبادرة بحل سلطتهم، وإلغاء جميع النتائج المترتبة على ما تسمى بانتخابات الجمعة الثامن عشر من تموز- يوليو عام ألفين وثمانية. والإعلان رسمياً من قبلهم أن (الانتخابات) سادتها أجواء وظروف غير شرعية وغير نقابية، وبالتالي فهي باطلة، ولا يجوز التأسيس عليها.
2- يحمل الصحفيون العراقيون القابضين على النقابة مسؤولية الحفاظ على جميع وثائق ومستمسكات وسجلات وممتلكات وموارد النقابة، وبالتضامن مع السلطة القضائية لحين انعقاد مؤتمر عام يدعو له الموقعون على هذا البيان بوصفهم ممثلين للغالبية المطلقة من الصحفيين العراقيين.
3- ينتخب المؤتمر المشار إليه في (2) أعلاه مجلساً مؤقتاً ومحدداً بفترة زمنية يتولى خلالها ما يلي:
أ- مسك وثائق ومستمسكات وسجلات وممتلكات وموارد النقابة لحين انتهاء عمله بانتخاب نقيب ومجلس نقابة في مؤتمر عام تال.
ب- جرد العضويات، وإنهاء علاقة جميع المتسربين إلى داخل النقابة من خارج التخصصات الصحفية وإبطال جميع الصفات التي منحت لهم وسحب الهويات منهم.
ج- فتح باب العضوية لقبول الأعضاء الجدد المستحقين للعضوية في ضوء لوائح وقوانين النقابة.
4- في حال امتناع القابضين الحاليين على النقابة عن تنفيذ ما مذكور في (1) أعلاه، وبعد مدة أسبوع من يوم غد الاثنين الحادي والعشرين من تموز-يوليو عام ألفين وثمانية، فإن الموقعين في أدناه يواصلون ما يلي:
أ- حشد أكبر عدد من الموقعين على هذا البيان.
ب- الدعوة إلى مؤتمر عام يحق فيه الحضور للموقعين على البيان وغير الموقعين ممن يمارسون المهنة ويحملون الهويات الصادرة عن النقابة منذ تأسيسها وحتى ما قبل وصول سلطة النقابة غير الشرعية الحالية إلى مواقع المسؤولية فيها.
ج- ينتخب المؤتمر نقيباً ومجلساً مؤقتاً، يمارس عمله لحين استعادة النقابة بأية وسيلة ديمقراطية وقانونية.
د- يتولى النقيب والمجلس المؤقت المهام المنوطة به في (3) أعلاه بعد استعادة النقابة.
هـ- يتولى النقيب والمجلس المؤقت الاتصال وطلب التضامن من جميع الجهات ذات الصلة محلياً وإقليمياً دولياً للضغط من أجل تحقيق الأهداف المذكورة في هذا البيان، وبالطرق السلمية.
و- يمسك النقيب والمجلس المؤقت سجلات بجميع الموارد والممتلكات، ويقدم التقارير اللازمة بشأنها قبل حله في أي مؤتمر تعقده الهيئة العامة.
ولتحقيق خريطة الطريق هذه، يدرك الموقعون على هذا البيان أهمية الحاجة إلى عمل تضامني وتعاضدي يسمح لنا، نحن الموقعين، ببلوغ أهدافنا بالطرق الديمقراطية والسلمية والقانونية، لذلك ندعو:
1-جميع الزملاء وجميع المؤسسات الإعلامية إلى المقاطعة المباشرة والفورية للقابضين على نقابتنا، وعدم التعامل معهم بأي شكل كان.
2- ندعو جميع المنظمات المهنية في البلاد إلى إعلان عدم اعترافهم بشرعية القابضين على النقابة، والى عزلهم وعدم التعامل معهم.
3- يدعو الموقعون أيضاً جميع الدوائر الحكومية إلى وقف التعامل الرسمي مع سلطة النقابة الحالية.
4- ندعو جميع الاتحادات والمنظمات الدولية والاتحادات والمنظمات النظيرة في البلدان الأخرى إلى إعلان عدم اعترافهم بشرعية سلطة النقابة الحالية، والضغط على هذه السلطة من أجل الاستجابة سلمياً للإرادة الحرة للهيئة العامة لنقابة الصحفيين العراقيين والتي يمثلها الموقعون على هذا البيان.
أيها الزملاء والأصدقاء..
إن واحدة من أعظم مسؤولياتنا تكمن في الحفاظ على الطابع الديمقراطي الحر المستقل للمنظمات والنقابات والاتحادات المهنية.
ويشكل السلوك المنحرف للقابضين على نقابتنا واستغلالهم للظرف الشاذ الذي تحكم في العراق وبطريقة غير ديمقراطية وغير سلمية وغير قانونية، يشكل خرقاً فاضحاً لتقاليد العمل وللأعراف وللقانون، خرقاً يتهدد الجميع، ويحطم العمل النقابي بوصفه وسيلة قائمة على تضامن الجسم الصحفي نفسه لتحقيق أهدافه في حفظ الحريات والحقوق والكرامة، وجميعها امتهنت من خلال الإرادة غير المنضبطة بوازع مهني أو أخلاقي للقابضين على نقابة الصحفيين العراقيين الآن.
أيها الزملاء الصحفيون العراقيون
تضامنوا بشجاعة وصوت عال من أجل استعادة نقابتنا.
أيها الأصدقاء، حيثما كنتم
تضامنوا معنا من أجل تعزيز قيم العمل النقابي الديمقراطي الحر المستقل.