صحيفة: 3 جهات مسلحة "تتصارع" للحصول على "كنوز داعش" في نينوى
وكالة بغداد اليوم الإخبارية - بغداد
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن تحول الأوضاع في مدينة الموصل ومناطق سهل نينوى، إلى "بوتقة توتر"، بين جهات أمنية وعشائرية وفصائل مسلحة، بفعل معلومات عن "كنوز" دفنها تنظيم داعش في مناطق متفرقة في المحافظة.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة وترجمته (بغداد اليوم)، فإن "تنظيم داعش الإرهابي وقبل سقوطه كليا، قام بدفن ماتقدر قيمته بالمليارات من الذهب والمجوهرات والأموال التي سرقها من العامة او حصل عليها بطرق غير شرعية"، مبينا أن "تلك الأموال ما تزال موجودة تحت ارض نينوى".
وأضافت أن "الانباء عن وجود تلك الكنوز والتي ظهرت للمرة الأولى بعد ان قام احد رعاة الأغنام في منطقة البعاج بالاتصال بضابط في الجيش العراقي طالبا منه التعاون لاخراج كنز شاهد تنظيم داعش الإرهابي يقوم بدفنه في المنطقة، انتشرت الان الى مستويات غير مسبوقة، بعد ان تحقق للضابط من وجود الكنز فعلا، على الرغم من عدم حصوله على شيء مع الراعي، حيث تمكن قريبه الذي يعمل في جهاز المخابرات العراقي، من الاستيلاء على الأموال، واستخدامها لشراء أربعة فلل عملاقة، بحسب الصحيفة.
الاكتشاف الذي "أثار حمى ثلاجات الأموال" بحسب وصف الصحيفة، "اقترن باكتشاف آخر عثر خلاله ضابط شرطة عراقي في مدينة الموصل على كيس في احدى المنازل المهدمة، يحتوي على ما يقارب المليون ونصف المليون دولار".
"هذا الضابط، قام بتسليم الاموال لقيادته التي وبدلا من شكره، قامت باتهامه باخفاء "الباقي من الأموال"، الامر الذي دفعه لعدم تسليم الأموال التي يعثر عليها في الموصل بعد الان الى السلطات، بل سيحتفظ بها لنفسه هذه المرة"، بحسب مايقول للصحيفة.
وتسائل عن "السبب في الشك بسرقته الأموال رغم تسليمها طواعية، وما قدمته الحكومة له وزملائه عن عشرات الإصابات التي تملئ جسده نتيجة مقاتلة التنظيم الإرهابي، بحسب الغارديان.
الصحيفة اكدت أيضا ان "تحقيقاتها وزيارتها الى المدينة، اثبتت وجود العديد من المواقع المعروفة التي قام التنظيم الإرهابي بدفن الأموال فيها، موضحة "هنالك موقع قرب مكتب بلدية المدينة القديمة، واخر قرب مقر اليونسكو وابعد منه أيضا يقع موقع اخر، هذه المناطق خاضعة لسيطرة القوات الأمنية العراقية بشكل كامل، لكن لا احد منهم يجرؤ على حفر تلك الأموال واخراجها، بسبب الخوف من التبعات وعدم وجود توافق بين الأجهزة الأمنية وصنوفها المتنوعة على من يحق له اخذ هذه الأموال تحت مبرر غنائم الحرب".
كلمة السر عند السجناء
الامر لم يتوقف عند المدينة بحسب الصحيفة التي اكدت أيضا ان "السجناء التابعين لتنظيم داعش الإرهابي تحولوا الى عملة مهمة لبعض الأطراف العراقية بسبب معرفتهم الجيدة بمواقع دفن كنوز داعش، بل تعداه الى مناطق أخرى، حيث اكدت ان الحدود الغربية المطلة على سوريا، وخصوصا في القائم، تحتوي على ما باتت تعرف محليا باسم ثلاجات الأموال، والتي كشف عنها بعض سجناء داعش للفصائل المسلحة، واكدوا لهم وجود ثلاجات قام التنظيم بدفنها تحت الأرض في مواقع محددة، وتحتوي على ملايين الدولارات".
ونقلت الصحيفة عن احد عناصر الفصائل قوله: "لا زلنا غير قادرين على ايجادها، لكنها هناك في مكان ما"، في إشارة الى مواقع ثلاجات الأموال، حيث ي"رفض معظم سجناء التنظيم الإفصاح عن مواقعها، فيما قتل غالب من يعرفها مسبقا"، بحسب الصحيفة.
اهم تلك المواقع التي عثرت عليها الغارديان، يقع الى جنوب القائم، حيث "قام التنظيم باخفاء ذهب واموال تصل قيمتها الى 16 مليون دولار في احد الابار المحلية منذ عام 2018"، مؤكدة أن "قوات الامن العراقي، الميليشيات، العشائر وحتى التنظيم الإرهابي، يعلمون جميعا بموقع هذه الأموال تحديدا، لكنهم غير قادرين على التحرك لاخذها خوفا من اغضاب الطرف الاخر"، على حد قولها.
مسؤول في كتائب حزب الله اللبنانية، اكد للصحيفة أيضا، ان "الجميع يعلم فعليا بوجود تلك الأموال في البئر الذي يخضع لمراقبة مستمرة من جميع تلك الجهات منذ سنوات"، موضحا "اخراج الأموال من البئر ليس بالامر الصعب فعلا، على الرغم من ان أي جهة ستحاول فعل ذلك ستتعرض للقتل من الجهات الأخرى، الا ان الصعوبة الفعلية هي بإخراج الأموال من المنطقة بشكل عام"، مبينا "ستحتاج تلك الأموال الى غزو امريكي جديد لاخراجها".