Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صراع الاجيال بين لغة الجمال والبغال ولغة الفيسبوك

رسائل الثورة التكنلوجية للاتصال الاعلامي حولت طموحات الشارع العربي الى واقع ثوري أنقلابي فاعل ضد الدكتاتوريات في العالم العربي غيرت كل المفاهيم التي كانت سائدة حول دور الجماهير السلبي في التغيير واستلام زمام الامور كما وصفها الفيلسوف الالماني نيتشه حين قال أن ( العامة لا عقل لها ) لان الجماهير اليوم هي غير الجماهير في عهد نيتشة, الجماهير اليوم شبابية واعية جامعية عاشت الواقع المر حد اللعنة لكنها تحمل في جعبتها ثورة معلوماتية جارفة جازمة على التغيير وأثبات الوجود .
ثورة على الاعلام النمطي التقليدي المستهلك المؤدلج في خدمة الاحزاب الشمولية السادية الهادفه لتشويه الحقائق وقلب الموازين بكل الحالات والاحوال لصالحها .
اليوم تحول الاعلام من السلطة الرابعة الى ( السلطة الاولى ) له سحر سلطة التشريع والتنفيذ في ان واحد لان الاعلام أصبح بيد كل مواطن و لكل مواطن بأمكانه التعبير بأي وسيلة من وسائل الاتصال وبمختلف فنونه , فمفهوم الاعلام المواطناتي غير كل الموازين نقل الواقع بكل حقائقه المتوقعة وغير المتوقعه وترك هامش كبير للمتلقي بتقبل هذه الحقائق او رفضها وبما أن المظلومية مشتركة فالقبول أو التقبل لهذه الاراء والحقائق أصبحت أكثر واقعية وأعمق تأثيرا .
ولذلك فالثورة في كل من تونس ومصر نستطيع أن نطلق عليها ثورة الفيسبوك و التويتر وملايين المدونات الشبابية وهذا يعني أنقلاب الاعلام الجديد الانترنيتي على الاعلام التقلدي الذي تهيمن عليه الحكومات الدكتاتورية و التى لا تفقه شيئنا من عالم النيت الفعال والذي لعب دورا فعالا بقلب كل القيم المتعارف عليها وغير مجرى التاريخ وسحق العادات والتقاليد التى حدت من قدرات الشعوب لدهور متعاقبة , عالم الانترنيت الذي لم ولن تستوعبه هذه الحكومات الدكتاتورية الهرمة وكل معرفتها به هو ما يصلها عنه من خلال تقارير أجهزتها الاستخبارية القمعية المحدودة الافق واول عمل تفعله لمحاربة شعبها هو قطع هذه الخدمات عنهم توقعا منها انها ستكون بسلام اذا ما قطعته غير مستعوعبة ان النيت له مخارج متعددة ليتخلص من قبضتها وبدون استأذان منها .
فالشباب في كل من تونس ومصر خططوا وحشدوا ونظروا وأتفقوا على التنفيذ أفضل من أي حزب تقليدي له من الاعضاء والشعبية والقيادة المعروفة , كل هذا حدث عن طريق الفيسبوك وتويتر والعشرات من المدونات الشخصية .
نلاحظ اليوم وبفضل تكنلوجيا الاتصالات أن أي بقعة في العالم لها اصداء وتفاعل واضح وصريح من كل حكومات وشعوب العالم ديمقراطية كانت او لاتزال ترسخ تحت حكام الطواغيت .وهذا كان واضح وصارخ في أحداث كل من تونس ومصر كل حسب ثقله وأهميته وكيف أثرث التصريحات الأتية من أمريكا وأوربا على مسار الاحداث في هذين البلدين فكلما كانت التصريحات الامريكية داعمة للشعوب المطالبة بحقوها كلما أشتدت قوة المعارضه وبالعكس وكانت الجماهير المنتفضه تترقب ردود الافعال البعيدة قبل القريبة , حتى أنهم لم ولن يعيروا اهمية لما تطرحه حكوماتهم المستبدة و هذا يعني ان العالم فعلا اصبح قرية معلوماتية صغيرة مفاتيحها بيد صاحبة الجلالة ( الاعلام) ومن يهيمن عليها . القوة العظمى أذن هي صاحبة هذه التكنالوجيا وأي تغير يتم حسب حساباتها ومصالحها الا أذا كانت الشعوب جاهزة لهذه المراوغة وتتحلى بالصمود والثبات على مواقفها وهذا مالمسناه في صفوف الشباب الثائرة , فالمد والجزر بين هذه الاطراف المتصارعة وكما نقله الاعلام الجديد المساند و المرافق للاحداث الأخيرة وكيف أظهرلنا ان الجميع يراهن على الوقت وايهما اطول نفسا وأكثر أحقية في تحقيق أهدافه .
أذن المفروض على هذه الشبيبة الفاعلة ان تعلن نفسها بأسم حزب الفيسبوك المحرر للشعوب المظلومة وتدخل بهذا الاسم وهذه الفاعلية الى البرلمان المرتقب ولا تفسح المجال للاحزاب الهرمة البائسة التي تبحث عن الكراسي والمكاسب المادية لانها فاقدة الجاه والمال ومنبوذه من الشعوب الثائرة .
ما ميز هذه الانتفاضات الثورية وخاصة في مصر عملية التنظيم والدقة في التوقيت , لقد نظمها الشباب الثائر بكل حرفية ودقة ومسؤلية وبأبسط وسائل التعبير وبالذات بالورق والكارتون وشعارات صادقة بسيطة تدخل القلوب بدون استأذان أبعدتنا عن طروحات الحكومات المستهلكة والمتعالية على الجماهير و المستقوية على شعوبها بتنفيذ أجندات خارجية , طرحوا شعرات المرحلة الراهنة والمعبرة عن طموحات الجميع الا وهي الحرية في التعبير واحترام الرأي الاخر , التوزيع العادل لثروات البلاد , النزاهة والقضاء على الفساد , الديمقراطية بكل مفعولها وسحرها .
لكننا نجد بالمقابل كيف استعمل دكتاتور مصر أحقر الوسائل المتمثلة بالقمع والتهميش ومصادرة الحريات شاهدنا وسائلهم وعلى الهواء مباشرة المتخلفة كما هي عقولهم استعملوا الخيل والجمال والحمير والبغال للقضاء على الانتفاضة الشبابية التي تخطت الاقليمية وأصبحت شعلة للتغيير , اساليبهم ووسائلهم لم ترحم شابا ولا كهلا هدفها سحق الانسانية للبقاء جاثمة على قلوب الجماهير . الامر الذي شكل المتظاهرون جمعية لحماية أنفسهم والاستمرار في ايصال رسائلهم لتحقيق اهدافهم الا وهي رحيل الدكتاتور والبدء بالتغيير .
تابعنا اعلاميا المراوغة والضرب على اوتار الشعب الحساسة من قبل الدكتاتور الامر الذي اعلنت بعض الاحزاب التقليدية تلبية نداءه وهنا انقسم المتظاهرون على انفسهم الشباب رفضوا وبكل قوة وبصوت واحد لا حوار قبل رحيل حسني مبارك أما الاحزاب التقليدية التى قبلت العرض الحكومي , رفضت الحكومة فتح الحوار معها قبل انهاء الاعتصام وحل الانتفاضة وهنا خسرت هذه الاحزاب احترام نفسها واحترام كل الجماهير الغاضبة على الحكومة , هذه الاحزب لا زالت تفكر بعقلية السلطة نفسها همها الكرسي والمنصب والنهب والتسلق على اكتاف الشباب , فكرت بنفسها اولا وقبل كل شيئ ضاربة هموم الشعب حتى في هذه الظروف التى من المفروض ان تكون بجانب الشعب او على الاقل تتحلى بالحيادية لكي تنصفها الجموع الغاضبة .
بالاضافة الى هذه المراوغه دخلت الاموال السعودية وكعادتها لشق الصف المصري كما فعلت في العراق وحسب ما ذكر في مصادر اعلامية مختلفه ان الحكومة السعوديه خولت حسني مبارك بشراء الجيش وبعض المرتزقه لضرب المعارضة وبدم بارد وحدث اليوم ما كان متوقع الخطوة الاولى لجر البلاد الى حرب اهليه ربنا يستر من عواقبها ان لم تنتبه لها كافه الاطياف الوطنية والجيش بالذات لتدارك الموقف وسد الباب على هذه الاموال النجسة في تدمير الامال والوحدة الوطنية ولتعلموا يا شباب مصر ان القلوب مشدودة لكم ونامل ان تتجاوزا هذه الفتنه وتستفيدوا من تجربة العراق وما مر به الشعب العراقي من ويلات الارهاب المصدر له من قبل الاشقاء -الاخوة الاعداء - في تدميره ولمدة تمان سنوات !!!
الإعلام الجديد هذا كما هو فعال في التغيير و تحرير الشعوب والعقول هو ايضا قادر على تهدئة الزوابع التي تثيرها هذه الانظمة الدكتاتورية والراعية للارهاب وتقلب على رؤسهم كل مخططاتهم العدوانية و تغير مساراتها لصالح مطالب الشعوب فالعراق خسر الكثير لانه كان معزول اعلاميا لا كما هو عليه الان في أنتفاضة مصر وكانت القنوات الفضائية العربية ضدة لا معه وتطبل للدكتاتوريات والاموال النجسة الواردة من رعاة الارهاب فسحقوا أنتفاضته ونصروا الدكتاتور عليه .
الاعلام اليوم قدم لنا الشعب هو البطل والطاغية هو القزم وهي الحقيقة الغائبة منذ عقود والتى قربنا ان ننساها ونصدق العكس وبهذه الطريقة وهذا الاسلوب الجديد الحقيقي يتم التغير شئنا ام ابينا ولكن لو كان الاعلام التقليدى القديم هو سيد الموقف لشاهدنا ملهاة تشوه ماقام به الشعب البطل . اليوم نحكي ونتحاكى بكل هذه البطولات والاخلاص الشعبي والنزاهة التى تتمتع بها آلة الجيش المصري او التونسي هي الاخرى صورة رائعة خطها الاعلام التكنلوجي المواطناتي بالتضامن مع الوسائل الاعلامية الاخرى . فتحية لحزب الفيسبوك والتويتر واليوتوب والمدونات الالكترونية وعالم الانترنيت الذي واجهه الطغاة بكل جبروتهم وأنتصر عليهم واسقطهم وهم لازالوا متمسكين بكراسيهم المستوردة وأحتضن كل شباب العالم العربي المهمش من قبل حكوماتهم وتفاعل معهم .
فالاعلام الجديد وبقيادة الشباب الواعي سينهي كل الدكتاتوريات المتسلطة على الرقاب وبالتدريج في كل البلدان العربية فيا شباب مصر طوبى لكم وصمودكم في تحطيم الصنم سيكون الخطوة الاولى في تحرير الوطن العربي من كل دكتاتور فاسق !
فحسني هو اصلا مهزم و مازوم على يد ابنه وولي عهدة جمال الذي هرب مع سيدة مصر الاولى في اول يوم ظهرت فيه اول مجموعة شبابية معارضة خرجت للشارع الى لندن مصطحبين معهم عشرات الحقائب المحملة باموال الشعب المصري المظلوم . وهذا يعني أنه مهما عمل من اعمال خسيسة بائسة او راوغ مراوغة بهلوانية ومهما اغرقوه اعداء التحرير بالاموال سيسقط عاجلا ام اجلا فهي مسألة وقت تقاس بالسويعات او الايام على أكثر تقدير .
وبهذا نرى اليوم انتفاضة الشعب المصري المتعطش للتغيير , هي حرب تكنلوجيا المعلومات بكل علميتها و اعلامها ومؤثراتها على ألة كهلة متصدية تقودها الجمال والبغال وهي لغتها الوحيدة في التفاهم !!

أ.د.أقبال المؤمن


Opinions