صرخة مدوية في وجه الحكومة العراقية
نعم انها صرخة غضب مدوية وإحتجاج بدم مسيحي يغلي في شرايين القيم والمبادئ الأنسانية في وجه حكومة العراق الحائرة ، التي أصيبت بعمى الالوان عندما ضربت الفأس على أصل الشجر ! وإعتبرت الجذور والساق" جالية " ، هنا الطامة الكبرى، كيف تكون الجذور الموغلة في باطن العالم من الخليقة مروراً بالطوفان الى الأمبراطوريات البابلية والآشورية ، الى حمورابي ونبوخذنصر ! وصولاً الى انتشار المسيحية قبل ان يكون العراق " جغرافياً " له وجود" بلاد ما بين النهرين" وتأتي وتحكمه حضرة رئيس الوزراء وبجرة قلم تقلع الجذر من الأساس وتعتبره دخيل ، هل تفسر لنا سيدي ذلك؟ إن كان الأساس غريب ولملوم " جالية " ، فماذا تكون السيقان والأوراق؟ ان كنت تدري انها مصيبة كبرى ، وان كنت لا تدري فالمصيبة أكبر، نعم سيدي اعتبرت باقي مكونات الشعب العراقي ( الأسلام والصابئة واليزيديين واليهود أوراق وأغصان) ، أي ان كان المسيحيين جالية وهم الأصل ، شاء العالم كله أم أبى، انه التاريخ يقول وليس بمزاج أحد ، فان الذين جاءوا بحد السيف " اسلم تسلم والا تدفع الجزية " في القرن السابع وتم تجديد وتطبيق الشعار في القرن الواحد والعشرين بحذافيره في ظل حكومتكم الموقرة ، وتتغافلون(أو بالاحرى لا تقدرون على حماية انفسكم فكيف تحمون شعبكم )،عن قتل واختطاف وهتك أعراض وقطع رؤوس المسيحيين ، واليوم يأتي من جنابكم الضوء الأخضر والتأييد لمصاصي دماء البشر أن يتمادوا في انهاء وجود وكيان المسيحيين من العراق ، نعم سيدي ليس من العراق وحسب وانما من منطقة الشرق كلها ، انها أوامر وخطة مدروسة بعناية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى " وهذا ما حدث بالفعل لأخوتنا الصابئة وبعدهم اليزيدية والمسيحية وقبلهم اليهودية ، وما يجري على الساحة اللبنانية وغيرها من المناطق خير دليل على ما ذهبنا اليه
التاريخ له لسان ويقول لكم : بعد ان أسس المسيح كنيسته على الأرض أوصى رسله قائلاً " اذبوا وتلمذوا جميع الأمم - متى 28 " ، وسرعان ما دخلت المسيحية الى مدينة انطاكيا ومن ثم انتشرت المسيحية في نهاية القرن الاول وبداية القرن الثاني عن طريق ( توما الرسول،ثم أدي وتلميذاه اجي وماري ) ،و ان المجوس الذين انطلقوا من بلداننا ليكرموا المسيح في ميلاده اصبحوا رسلا وبشروا بما راؤا عند رجوعهم الى اوطانهم / را- سليمان البصري -النحلة - ويذكر اعمال الرسل " كتب بحدود سنة 120 ميلادية " ان من بين الحاضرين يوم العنصرة " الفرثيين والماديين والعيلاميين وسكان ما بين النهرين / العراقيين والسوريين واليمنيين .اذن سيداتي وسادتي ان الوثائق التاريخية تؤكد ان المسيحية انتشرت في بلاد ما بين النهرين ( دجلة والفرات من المنبع الى المصب ) وهذا يعني ان المسيحية انتشرت ما بين 284 - 300 م ، بالله عليك سيدي : أين كان الاسلام من كل هذا؟ لسنا هنا بصدد النقاش بموضوع الدين ، وانما نحن بصدد الأصل والفرع ، بصدد طمس التاريخ ، أقرأ سيدي الفتوحات الاسلامية ! من علم المسلمين القراءة والكتابة مقابل حريتهم ، من علمهم الفلك والطب والفلسفة ، انظر الى عراقنا من شماله وجنوبه الى شرقه وغربه ، كلها آثار مسيحية وخاصة في كربلاء والنجف واليك الدليل ( نرجو ان تضيف كتاب " الديارات" للشابشتي الى مكتبك سيدي بما له فائدة تاريخية كبرى) ، فكل دير من الاديرة ينفرد باخبار شخص من أعلام الادب أو السياسة أو الادارة ، وهذا ما ذكرناه في اعلاه ، واليكم ما يقوله محمد بن اسحق أبو عبدالله الشابشتي " ان اغلب الاديرة كان في العراق والشام ومصر وعلى النحو التالي : في العاراق 37 ديراً ، الشام 3 ، مصر 9 ، الجزيرة 4 : كل هذه الديورة سيدي رئيس الوزراء انشئت قبل الاسلام بمئات السنين ومعطمها كانت بين كربلاء والنجف واليكم بعض اسمائها : دير درماس قرب بغداد - القرن السابع، دير سمالو - بغداد / باب الشماسية - القرن الثامن ،دير مديان - بغداد/ الكرخ - القرن السادس ، دير شموني - غربي دجلة ، دير يونس بن متي - الجانب الشرقي من الموصل " وقد بني فوقه جامع ويسمى الان جامع النبي يونس! دير فيق بين العقبة وطبرية ، دير ابن مزعوق - الحيرة - دير سرجس - بين الكوفة والقادسية -دير الاساقفة - النجف / ويذكر فيه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي ابي طالب " را / الديارات ص 237 لكوركيس عواد - قبة الشتيق / الحيرة القديمة - طريق الحاج . دير هند - بنته بنت النعمان بن المنذر.زاره سعد ابن ابي وقاص - دير زرارة / جسر الكوفة .دير عمر مر يونان / الانبار . دير قني / 11 فرسخ من بغداد وفيه 100 راهب! ودير عمر كسكر / الجانب الشرقي من واسط - صلى فيه أبو العباس " الخليفة المعتصم " .إذن سيدي : هل نكتفي بهذا القدر من الوثائق التاريخية التي ليس بمقدور أي خليقة على وجه الأرض أن يدحضها ، فكيف بربك بجرة قلم فعلت هذا؟
الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
سيدي : أصدرت جمعيتكم الموقرة قراراً باعتبار المسيحيين ( كلدان وآشوريين وسريان ) من السكان الأصليين ، استناداً الى دراسات وبحوث ووثائق تاريخية ، والآن ان مصداقية الأمم المتحدة هي على المحك باعتبارها أعلى هيئة انسانية في العالم " منظمة حقوق الأنسان العالمية" لذا نطلب من منظمتكم التدخل من أجل وقف الظلم واعطاء كل ذي حق حقه ، ومن خلالكم نناشد صناع القرار في العالم وكافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان في العراق والعالم التضامن الكلي مع مسيحيي العراق والشرق الأوسط من أجل اثبات وجودهم وكيانهم في أوطانهم .
أخيراُ وليس آخراً نطلب من كافة الطيبين والشرفاء من المسلمين في العراق والعالم أن يضموا صوتهم الى أصوات الحق ، الى العيش المشترك ، الى التعدد والتنوع ، الى قبول الآخر والأنفتاح عليه ، والى كافة المواقع الألكترونية فتح باب التضامن والتواقيع لأيصال صوتنا وصرختنا الى العالم ونقول: لا
من هنا كنا نؤكد دائماُ في جميع مقالاتنا : أتركوا الخلافات جانباُ ، ويا مسيحيوا العراق إتحدوا .
shabasamir@yahoo.com