Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صرخة مدوية في وجه الحكومة العراقية

نعم انها صرخة غضب مدوية وإحتجاج بدم مسيحي يغلي في شرايين القيم والمبادئ الأنسانية في وجه حكومة العراق الحائرة ، التي أصيبت بعمى الالوان عندما ضربت الفأس على أصل الشجر ! وإعتبرت الجذور والساق" جالية " ، هنا الطامة الكبرى، كيف تكون الجذور الموغلة في باطن العالم من الخليقة مروراً بالطوفان الى الأمبراطوريات البابلية والآشورية ، الى حمورابي ونبوخذنصر ! وصولاً الى انتشار المسيحية قبل ان يكون العراق " جغرافياً " له وجود" بلاد ما بين النهرين" وتأتي وتحكمه حضرة رئيس الوزراء وبجرة قلم تقلع الجذر من الأساس وتعتبره دخيل ، هل تفسر لنا سيدي ذلك؟ إن كان الأساس غريب ولملوم " جالية " ، فماذا تكون السيقان والأوراق؟ ان كنت تدري انها مصيبة كبرى ، وان كنت لا تدري فالمصيبة أكبر، نعم سيدي اعتبرت باقي مكونات الشعب العراقي ( الأسلام والصابئة واليزيديين واليهود أوراق وأغصان) ، أي ان كان المسيحيين جالية وهم الأصل ، شاء العالم كله أم أبى، انه التاريخ يقول وليس بمزاج أحد ، فان الذين جاءوا بحد السيف " اسلم تسلم والا تدفع الجزية " في القرن السابع وتم تجديد وتطبيق الشعار في القرن الواحد والعشرين بحذافيره في ظل حكومتكم الموقرة ، وتتغافلون
(أو بالاحرى لا تقدرون على حماية انفسكم فكيف تحمون شعبكم )،عن قتل واختطاف وهتك أعراض وقطع رؤوس المسيحيين ، واليوم يأتي من جنابكم الضوء الأخضر والتأييد لمصاصي دماء البشر أن يتمادوا في انهاء وجود وكيان المسيحيين من العراق ، نعم سيدي ليس من العراق وحسب وانما من منطقة الشرق كلها ، انها أوامر وخطة مدروسة بعناية ضد المسيحيين والاقليات الاخرى " وهذا ما حدث بالفعل لأخوتنا الصابئة وبعدهم اليزيدية والمسيحية وقبلهم اليهودية ، وما يجري على الساحة اللبنانية وغيرها من المناطق خير دليل على ما ذهبنا اليه
التاريخ له لسان ويقول لكم : بعد ان أسس المسيح كنيسته على الأرض أوصى رسله قائلاً " اذبوا وتلمذوا جميع الأمم - متى 28 " ، وسرعان ما دخلت المسيحية الى مدينة انطاكيا ومن ثم انتشرت المسيحية في نهاية القرن الاول وبداية القرن الثاني عن طريق ( توما الرسول،ثم أدي وتلميذاه اجي وماري ) ،و ان المجوس الذين انطلقوا من بلداننا ليكرموا المسيح في ميلاده اصبحوا رسلا وبشروا بما راؤا عند رجوعهم الى اوطانهم / را- سليمان البصري -النحلة - ويذكر اعمال الرسل " كتب بحدود سنة 120 ميلادية " ان من بين الحاضرين يوم العنصرة " الفرثيين والماديين والعيلاميين وسكان ما بين النهرين / العراقيين والسوريين واليمنيين .اذن سيداتي وسادتي ان الوثائق التاريخية تؤكد ان المسيحية انتشرت في بلاد ما بين النهرين ( دجلة والفرات من المنبع الى المصب ) وهذا يعني ان المسيحية انتشرت ما بين 284 - 300 م ، بالله عليك سيدي : أين كان الاسلام من كل هذا؟ لسنا هنا بصدد النقاش بموضوع الدين ، وانما نحن بصدد الأصل والفرع ، بصدد طمس التاريخ ، أقرأ سيدي الفتوحات الاسلامية ! من علم المسلمين القراءة والكتابة مقابل حريتهم ، من علمهم الفلك والطب والفلسفة ، انظر الى عراقنا من شماله وجنوبه الى شرقه وغربه ، كلها آثار مسيحية وخاصة في كربلاء والنجف واليك الدليل ( نرجو ان تضيف كتاب " الديارات" للشابشتي الى مكتبك سيدي بما له فائدة تاريخية كبرى) ، فكل دير من الاديرة ينفرد باخبار شخص من أعلام الادب أو السياسة أو الادارة ، وهذا ما ذكرناه في اعلاه ، واليكم ما يقوله محمد بن اسحق أبو عبدالله الشابشتي " ان اغلب الاديرة كان في العراق والشام ومصر وعلى النحو التالي : في العاراق 37 ديراً ، الشام 3 ، مصر 9 ، الجزيرة 4 : كل هذه الديورة سيدي رئيس الوزراء انشئت قبل الاسلام بمئات السنين ومعطمها كانت بين كربلاء والنجف واليكم بعض اسمائها : دير درماس قرب بغداد - القرن السابع، دير سمالو - بغداد / باب الشماسية - القرن الثامن ،دير مديان - بغداد/ الكرخ - القرن السادس ، دير شموني - غربي دجلة ، دير يونس بن متي - الجانب الشرقي من الموصل " وقد بني فوقه جامع ويسمى الان جامع النبي يونس! دير فيق بين العقبة وطبرية ، دير ابن مزعوق - الحيرة - دير سرجس - بين الكوفة والقادسية -دير الاساقفة - النجف / ويذكر فيه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي ابي طالب " را / الديارات ص 237 لكوركيس عواد - قبة الشتيق / الحيرة القديمة - طريق الحاج . دير هند - بنته بنت النعمان بن المنذر.زاره سعد ابن ابي وقاص - دير زرارة / جسر الكوفة .دير عمر مر يونان / الانبار . دير قني / 11 فرسخ من بغداد وفيه 100 راهب! ودير عمر كسكر / الجانب الشرقي من واسط - صلى فيه أبو العباس " الخليفة المعتصم " .إذن سيدي : هل نكتفي بهذا القدر من الوثائق التاريخية التي ليس بمقدور أي خليقة على وجه الأرض أن يدحضها ، فكيف بربك بجرة قلم فعلت هذا؟
الأمين العام للأمم المتحدة المحترم
سيدي : أصدرت جمعيتكم الموقرة قراراً باعتبار المسيحيين ( كلدان وآشوريين وسريان ) من السكان الأصليين ، استناداً الى دراسات وبحوث ووثائق تاريخية ، والآن ان مصداقية الأمم المتحدة هي على المحك باعتبارها أعلى هيئة انسانية في العالم " منظمة حقوق الأنسان العالمية" لذا نطلب من منظمتكم التدخل من أجل وقف الظلم واعطاء كل ذي حق حقه ، ومن خلالكم نناشد صناع القرار في العالم وكافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الأنسان في العراق والعالم التضامن الكلي مع مسيحيي العراق والشرق الأوسط من أجل اثبات وجودهم وكيانهم في أوطانهم .
أخيراُ وليس آخراً نطلب من كافة الطيبين والشرفاء من المسلمين في العراق والعالم أن يضموا صوتهم الى أصوات الحق ، الى العيش المشترك ، الى التعدد والتنوع ، الى قبول الآخر والأنفتاح عليه ، والى كافة المواقع الألكترونية فتح باب التضامن والتواقيع لأيصال صوتنا وصرختنا الى العالم ونقول: لا
من هنا كنا نؤكد دائماُ في جميع مقالاتنا : أتركوا الخلافات جانباُ ، ويا مسيحيوا العراق إتحدوا .

shabasamir@yahoo.com Opinions