Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

صونكول جابوك وغزوة تبوك


بسم الله الرحمن الرحيم
(يا أيُّها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل اللّه اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلاَّ قليل * إلاّ تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ويستبدل قوماً غيركم ولا تضرّوه شيئاً واللّه على كلِّ شيء قدير)
صدق المولى القدير
لرب سائل من يسال ما علاقة صونكول جابوك بغزوة تبوك ؟
العلاقة التي تربط السيدة صونكول جابوك بغزوة تبوك ، هو انني اعرف السيدة صونكول جابوك من خلال شقيقه الذي عاشرته فترة 7 سنوات في مدينة كركوك وكان مهندسا كيمياويا في احد المنشاءات النفطية وكنت انا منتدبا بصفة معاون فني في نفس المنشاة وكنت اكن كل التقدير والاحترام له ولعائلته
بعد الاحتلال الامريكي للعراق تفاجا الجميع وتفاجئت بتنصيب السيدة صونكول جابوك عضو في مجلس الحكم وممثلة عن الشعب التركماني في العهد المشؤوم من حكم بريمر، وسبب انذهال التركمان انهم لم يسمعوا باسم صونكول جابوك او يعرفوا عنها شئيا، ولم تكن لها اي نضال سياسي سابقا ، والمفاجاة المذهلة انها كانت منتمية الى الجبهة التركمانية ولكن حتى اعضاء وقيادي الجبهة التركمانية اندهشوا كيف ترشحت ومن رشحها لثمثل التركمان في مجلس الحكم ؟
وبعد اشهر دارت شائعات وادعاءات في الشارع التركماني بان الاحزاب الكردية وخاصة مسعود البرزاني هو من كفل صونكول جابوك لثمثيل التركمان في مجلس الحكم
ومرت الاشهر لتظهرالحقيقة المرة بان الحزب الديمقراطي الكردستاني فعلا ساند ورشح صونكول لسحب البساط من تحت اقدام الجبهة التركمانية العراقية الرافض للاحتلال مقابل اعطائها منصب رفيع في الحكومة العراقية المقبلة
وبالفعل وكمقدمة لتعاونها معهم تم تعيين شقيقه سفيرا للعراق في جمهورية اذربيجان رغم ان شقيقه مهندس كيمياوي يعمل في منشاة نفطية ولم يكن له من قبل اي خبرة في السياسة اوالمام في السلك الدبلوماسى
وشاءت الصدفة ان اقابل السيدة صونكول في كركوك سنة 2005 ، ودارالحديث بيني وبينها حول السياسة والاوضاع في العراق وقضية الشعب التركماني، فسالتها وبصراحة ، من رشحك لثمثيل التركمان في مجلس الحكم وماذا استطعت ان تفعليها لشعبك ؟
فردت مبتسمة وقالت اانت ايضا تصدق اشاعة الجبهة التركمانية بان مسعود البرزاني هو من رشحني ؟
فاجبتها ان لا اصدق بما اسمع ولكن اصدق ما ارى، وقالت وماذا رايت؟
قلت لها اولا انني ارى وكما يرى العراقييون بان 90% من اعضاء مجلس الحكم هم ممن اتوا على ظهور الدبابات الامريكية والعشر الباقون مرشحون لانهم التحقوا الى قافلة الموالين والمؤيدين للاحتلال
فردت متشنجة بعض الشئ وانا طبعا محسوبة على العشر ؟
وبداءت تشرح لي؛ ان علينا نحن التركمان ان نقتنع ونتفهم بان موازين القوى قد تغيرت في العراق وعلينا ان نختار الصفوف القوية القريبة منا لنثبث وجودنا
فقاطعتها متسائلا !!! هل تقصدين اننا علينا ان نختار صف الاحزاب الكردية لاثباث وجودنا؟
وهل افهم من مغزى كلامك بما ان الاحزاب الكردية قوية بالمال والعدة ونحن التركمان لا نملك المال والعدة علينا ان نرضخ ونستسلم ؟
فقالت ولماذا تعتبرالرضوخ للامر الواقع استسلاما ؟
فقلت لان اختيار الصف الكردي يعني ويفرض علينا ان نتنازل عن هويتنا وارضنا ونقبل الخطط الممارسة من قبلهم لطمس هوية شعب كامل تعداده يزيد عن 3 ملايين ونستسلم للاجراءات التعسفية الممعنة في الاضطهاد وخطط التكريد،وسبب رفضنا للواقع نابع من من خوفنا من المخاطر المستقبلية على وحدة العراق ومحاولة المحتل الامريكي الاستقواء بالمليشيات الكردية ( البيشمركة ) لضرب او عرقلة اي حركة وطنية داخل العراق ومن ضمنها ( الجبهة التركمانية العراقية) مما دعانا ان ننبه مرارا ساسة الاكراد من مخاطر سياستهم وعدم الرهان على امريكا
واننا رفضنا من اول يوم للاحتلال العراق رغم علمنا بان لا نملك العدة والمال باننا لن نضع البيض التركماني في سلة المحتلين لامريكان لاننا نعلم لن يكون في صالحنا في العراق او في المنطقة
فذكرتها اولا بالاية الكريمة:
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ))
فقالت نحن لسنا في حرب لنغلب او نخسر ولكل ظرف حدث وظرفنا يختلف عن عهد الرسول،لان الاجواء والمستجدات في العراق قد تغير !!!
فقلت لها : لنتقي الله ما استطعنا؛ اولا انا لم اقصد الحرب والاقتتال بالسلاح بل اقصد النضال السلمي ؛ وثانيا انا اعلم يا سيدتي ان الثوابث والمبادئ لا تتغير حسب تغير الاجواء والمستجدات
ولكنني فهمت في نهاية نقاشي معها انها فضلت الراحة والمكاسب الشخصية على مبادئها لتنال من راحة الدنيا ولن استطيع اقناعها باننا ننادي بالديمقراطية الحقيقية؛ لا الديمقراطية المزيفة وننادي بمناخ الحرية الذي لا يستقيم مع الحالات والظروف والقوانين الاستثنائية، اومع الاحتلال والاجهزة الاستثنائية
نريد ان ينتهي كل ذلك من حياتنا، حتي نتنسم بنسيم الحرية، وحتي نعيش احرارا في بلدنا، وحتى نشعر اننا اصحاب وشركاء في هذا الوطن علينا ان نناضل رغم علمنا بصعوبة ووعورة الطريق الذي اخترناه
فذكرتها بغزوة تبوك وعلينا الاستفادة واستخلاص العبر والدروس منها ، وكيف استنفر النبي (صلى الله عليه وسلم) القبائل العربية على قتال الروم وكان الوقت صيفا والجو شديد الحرارة والصحراء تحترق نارا وبالرغم من كلِ ذلك استقبل جماعة من المسلمين هذه الدعوة بقلوب عامرة بالايمان بالله وعدالة قضيتهم
ولهذا نابى ونرفض الاسترخاء والراحة تحت ظلال الاعداء ولا نحقد على اخواننا العراقييون من كافة الاطياف والاديان ونحترم ارائهم ومعتقداتهم، ولكننا في الوقت نفسه لا نسمح لاحد ان يتجاوز على ارائنا وحقوقنا ويستفزنا مثلما يفعله ساسة الاكراد
فكيف نرضى يا سيدة صونكول الانضمام الى اقليم يدعي الفيدرالية والديمقراطية وقد احرقوا في مدينتنا الدوائر والمنشات الحكومية بعد نهبها وخاصة دوائر الاحوال المدينة لغرض اتلاف السجلات والوثائق كافة تمهيدا للتلاعب بسجلات الاحوال المدنية لتكريدها، وهربوا جميع الاليات الثقيلة والسيارات والمعدات العسكرية والمدنية الى اقليمهم المزعوم وقاموا منذ اول يوم وبالاستناد على قوة الاحتلال الامريكي بتشكيل مجلس محلي اغلبيته من الاكراد واغتيال العديد من الشخصيات التركمانية والعربية الرافضة للاحتلال والهيمنة الكردية على المدينة وكما استلموا جميع المناصب الحساسة في دوائر المحافظة وسيطروا عليها عنوة وتم ربطها رسميا باقليمهم المزعوم
وكانت اخر كلامها لي (انتظر وستعلم من كان على الحق ومن كان على الباطل ومن الوطني ومن العميل ) ،وطبعا كانت تقصد المقارنة بينها وبين كوادر الجبهة التركمانية
وها انتظرت الى يومنا هذه!!!!!!!!!
واليوم بعد مرور خمسة اعوام على احتلال العراق تعترف السيدة صونكول جابوك بتاريخ 20 -3 وفي تصريح لصحيفة الشرق الاوسط بانها فعلا رشحت بعد سقوط نظام صدام حسين من قبل القيادات الكردية كونها ناشطة نسوية لثمثيل الشعب التركماني في مجلس الحكم ، وباعترافها بانها تعاونت تعاونا تاما مع الحزبين الكرديين لتمريرماربهم قد ازالت التكهنات والادعاءات بحقها
وتعود السيدة الفاضلة في تصريحها لتتهجم على الجبهة التركمانية العراقية،مدعيا بان سبب تركها العمل في الجبهة التركمانية لانها اكتشفت ان هذه الاحزاب المنطوية تحت سقف الجبهة احزاب قومية
ان كان احزابنا التركمانية قومية ولا ارى عيبا في ذلك!!!!! فبماذا تصفين الاحزاب الكردية؟
اولا لم يطلب احدا من التركمان ولم لكي تدافعين عنا في منابر الاحتلال والاعداء، لان امنا بان الله يدافع عن الذين امنو ابه وبقضيتهم العادلة،ووهبنا القدرة والارادة القوية لندافع عن انفسنا
اتعلمين يا صونكول جابوك عدد الطلبات والعروض المغرية التي قدمها المحتلون الامريكان وعملائهم الاكراد على كثير من مناضلي التركمان مقابل التعاون معهم ؟
اتعلمين ما كمية الاموال والمناصب المغرية والتي ما زالت تعرض على الجبهة التركمانية مقابل بيع او المساومة على قضية شعبنا؟
اتعلمين لماذا رفضوا كل الاغراءات ؟
لانهم وطنيون ويحبون شعبهم قبل ان يكونوا حزبيين ويعلمون ان شعبهم قد بايعهم ليس في سبيل مصالح حزبهم او طائفتهم او شخصيتهم بل بايعاهوم في سبيل الوطن والشعب، ويرفضون المساومة لانهم يعرفون ان ذلك سيكلفهم شراء الدنيا بالاخرة
ولانهم عاهدوا الله وشعبهم بانهم لن يتراجعوا عن ثوابث شعبهم ؛ وسيرفضون اي حل لا يعيد لشعبهم حقوقها كاملة غير منقوصة ومستعدون للنضال من اجل انتزاع حقوق شعبهم التي يستحقونها وهم عازمون وقادرون على ذلك
ان السبب الرئيسي لتهجمك على التركمان لان الجبهة التركمانية تشكل العقبة امام مصالحك الشخصية لمسيرتك ،وان الجبهة التركمانية وما وصلت اليها من تقدم وقوة في فترة قياسية اصبح يهدد المشروع الذي رسمته لك اسيادك
والتفاف الشعب التركماني حوله باتت يقض مضاجعك ومضاجع اسيادك، ، فلم تجدين اسهل من استخدام اطلاق التهم ضدها ولم تجد ارخص من استخدام ارخص الادوات وارذلها واقذرها وسيلة لتلصقين التهم بالجبهة التركمانية العراقية المناضلة
ونسيت ان الجبهة التركمانية وكافة الاحزاب التركمانية التي لم تنحرف عن البيت التركماني يعتبرها الشعب التركماني مؤسسات وطنية خرجت من رحم شعبنا الابي وكوادرها يعيشون هموم وشجون شعبهم، وانها ليست مؤسسات طارئة عليه، ودعمناهم وننظراليهم بعين الاحترام لان هدفهم خدمة شعبهم واعلاء كلمة الحق والعدالة
وما تصريحك الاخير الا لمغازلة ساسة الاكراد لاعادتك الى اللعبة من جديد وبعدما احسست بان دورك ووضعك اصبح هامشيا بعدما اهملك الامريكان وساسة الاكراد واصبحت خارج اللعبة ،واقتنعت بانك لا تملكين بين شعبك اي ثوابث وبقيت خارج تاريخ الشعب التركماني العظيمد
يا سيدة صونكول جابوك:
ان الشعب التركماني قادة وشعبا رفض وما زال يرفض اي تسوية جزئية اوصفقة فردية ويعتبره محض لغو واسمعي وليسمع الجميع على حد سواء ، فنحن التركمان لا نفرط بشبر وليس مترا من ارضنا في توركمن ايليولا نساوم عليها لانه حقنا
و لم ولن نقبل ان تتكلمين نيابة عنا وان تلفظين حتى كلمة التركمان لانك بعت وطنك وقوميتك لاغراض شخصية ورضيت ان تتعاملين مع العملاء والمحتل ولا يمكن ان تكونين مخلصة ولدينا والحمد لله ممن استحقوا ان يتكلموا نيابة عنا
واخيرا اعلمي يا صونكول سياتي اليوم التي تعودون الى رشدكم وتدركون فداحة فعلتكم ،وسوف لن تجدون احدا بجانبكم ولن نمنح لكم اي فرصة اخرى
وان الشعب التركماني لم يحزن ولم يياس وما زلنا نؤمن باننا على درب الحق وعلى خطى تحرير مدننا سائرون، وعلى كشف العملاء لماضون ،وتعلمنا واستنبطنا الدروس من التاريخ ونعرف كيف نلملم جروحنا وسنتعافى مع الايام من اثر الخيانا ت والدسائس
عامر قره ناز
Opinions