ضرب السيد سركيس اغاجان بزوعا اوالعكس – مَنْ المستفيد ؟
يبقى تعريف المستقيم على انه اقصر مسافة بين نقطتين يمثل احدى القواعد الذهبية الشائعة في الرياضيات ولان الرياضيات هي لغة العلوم والاخيرة تصف الى درجة كبيرة قوانين الحياة كان من الطبيعي ان نرى انعكاسا لهذه القواعد والقوانين في الحياة اليومية للانسان وتصرفاته ازاء الواقع ومتغيراته . إلا ان قسما كبيرا من السياسيين او هواة العمل السياسي , كتابة او ممارسة , يعتقدون ان قاعدة المستقيم لاتلبي في اغلب الاحيان شروط اللعبة السياسية ومراوغاتها حيث يمثل لديهم الطريق المتعرج و( الزكزاك ) الاسلوب الامثل والاجدى لجني الارباح ولا ليت يستخدمون ذلك بالاسلوب الصحيح , مثلا في السياسة الخارجية مع الغرباء. لكن قسما منهم يريد ان يستعرض شطارته مع ابناء شعبه , ولاغرابة في ذلك فبعض هؤلاء محدود في تأثيره ولديه متسع من الفراغ يجعله خير جليس لكتاب ( الامير ) يتناول منه فطوره وغذائه وعشائه !مما لاشك فيه ان الجهد الذي يقوده السيد سركيس اغاجان قد انتقل في الفترة الاخيرة الى مرحلة متقدمة اخرى تمثلت في الزيارات الميدانية التي قام ويقوم بها السيد اغاجان لمدن وقرى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ولقاءاته بسكان تلك المدن والقرى واحاديثه اليهم والتي حرصت قناة عشتار الفضائية وللمرة الاولى على بث مقتطفات حية منها ,تناول فيها السيد اغاجان بعض ارائه وتصوراته حول واقع ومستقبل شعبنا واماله وتطلعاته واهدافه , اضف الى ذلك الجهد الحثيث الذي يقوم به المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري , والذي يرعاه السيد سركيس اغاجان , بالتعريف بنفسه وباهدافه وبرامجه كحركة سياسية تحاول ان تخط لها مساحة على الخارطة السياسية لشعبنا , بل تتعدى ذلك لتطرح نفسها خيمة يمكن ان تتسع ليعمل تحت لوائها كل اركان واوتاد الجهد السياسي , الكبيرة والصغيرة ,لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري . كل ذلك واستنادا الى قانون الفعل ورد الفعل فقد بدأنا نرى في الفترة الاخيرة كتابات على المواقع الالكترونية تنتقد وبحدة جهد السيد سركيس اغاجان , بل تُخفق في كثير من الاحيان في اقامة ذلك الحد الفاصل بين النقد البناء والتجريح والشخصنة , ولان بعضا من تلك الكتابات وجدت طريقها للنشرعلى موقع زهريرا العزيز الذي تديره الحركة الاشورية كما يمكن ان تكون قد نُشرت في مواقع اخرى , إلا ان نشرها على موقع زهريرا قد اسال كما يبدو لعاب البعض مِمًن يعتقدون بوجوب اقتناص الفرصة ( في ضرب الاحجار فيما بينها ) طمعا في تصفية حسابات سابقة او مكاسب حزبية ضيقة تاركين على الرف تقبع بهدوء , ريثما تتحقق تلك الحسابات والمكاسب , مصلحة شعبنا ومسيرته التي يتشدقون ليل نهار انهم ( يُشعلون العشرة من اجلها ) في نفس الوقت الذي يعلقون فيه غيرهم على شماعات التهم البالية.
لقد تابعت كما تابع كثير غيري من المهتمين بقضية شعبنا ودوره ومستقبله تقارير جولات السيد سركيس اغاجان ورحت انصت باهتمام الى احاديثه , لانني كنت احد الذين كتبوا قبل فترة مطالبا السيد اغاجان ان يخرج علنا الى شعبنا وبصوته المباشر فنعرف ارائه وبرامجه وليكتشف المراقب والمهتم خطوط التلاقي التي من الممكن ان يساهم بها ايجابيا في تعزيز هذا الجهد ويُنبه في نفس الوقت الى خطوط التقاطع فيدخل مع النفس والمقابل في حوار بناء قد يُنتج حلا لمعضلاتها, اعتقد ان الكثيرين من الذين سمعوا احاديث السيد اغاجان يجدون انفسهم يتفقون معه الى حد كبير , فالرجل قال كلاما مريحا ونادى بحقوق شعبنا من مدن وقرى اقليم كردستان , بل اعتقد ان السيد اغاجان قرر ان يدخل فصلا جديدا , لايخلو من قسط كبير من المغامرة على المستوى الشخصي , من العمل من اجل القضية التي يؤمن بها , دع جانبا الافراط في عبارات الاطراء التي قيلت في حضوره والتي من المؤكد انها سببت له حرجا نفسيا قبل استغراب المشاهد . ان الحركة الاشورية يجب ان تعي انها لن تكون افضل حالا عندما تقف موجة مختلفة كليا في الطور عن موجة السيد اغاجان لان ذلك وببساطة يعني خسارة في الجهد الكلي لشعبنا وكتحصيل حاصل خسارة لها , ولذلك اعتقد ان على موقع زهريرا , باعتباره الموقع الناطق باسم زوعا وما ينشر فيه يتفق في الخط العام مع توجهات الحركة, ان يحقق موازنة في المعادلة الصعبة التي يجلس في طرفيها حرية النشر ومصلحة شعبنا , صحيح ان منبر زهريرا يحتوي احيانا كتابات تنتقد الحركة ولكن يقينا هنالك مصفى ( فلتر ) لايسمح بمرور كل شئ وهذا ليس غريبا بل يوجد عند الجميع , واذا كان ( الفلتر ) فعَالا مع الذات ينبغي ان يكون كذلك اولا مع الاخرين. ليس هذا تقييدا في حرية النشر ففي جهد السيد سركيس اغاجان وفي اليات تنفيذه كذلك في عمل وسلوك القوى السياسية الاخرى وفي المقدمة منها زوعا محطات مهمة تسترعي الانتقاد , ليس بقصد التجريح والتشريح بل لاجل ان نكون افضل , لكنها دعوة للتمحيص وتفضيل المصلحة العليا واجتناب النقد الغير المسؤول والذي يشطح عن اهدافه المرجوة وإجهاد النفس ولو قليلا في اكتشاف نقاط الالتقاء مع الاخر, وهي كثيرة والحمد لله , والبناء عليها. انه لحري بنا ان نتعلم من ( الاقربون ) فيقينا هنالك نقاط مهمة يختلف عليها الحزبان الكرديان الرئيسان ولكن اهدافهما المشتركة و مصلحة شعبهم استدعت تجميد كل نقاط الاختلاف تلك او البحث بهدوء عن حلول مناسبة لها والاندفاع سويا من اجل تحقيق تلك الاهداف المشتركة الكبيرة . في الجانب الاخر فانني اعتقد ان الحركة الاشورية قد تمكنت طوال السنين السابقة من المحافظة على مواقعها وقسم كبير من كوادرها ومؤيديها ومناصريها في سهل نينوى وفي اقليم كردستان وحيث يتمركز الجهد الذي يقوم به السيد سركيس اغاجان , ناهيكم عن ان افرازات التجربة السياسية في العراق قبل الاحتلال وبعده تشير بنتيجة تكاد تكون مطلقة الى فشل كل محاولات الاختصار والاختزال والتسقيط والتهميش والاقصاء والاجتثاث , ايا كان مصدرها واتجاهها, اضف الى ذلك ان البعض يتوهم عندما يعتقد انه باصطياده في المياه العكرة لغاية في نفس ( ؟ ) ( واترك للقارئ والمتابع الكريم حرية وضع الاسم المناسب بين الاقواس ) يستطيع ان يدغدغ المشاعر ويرفع درجة الحساسية , خاصة لدى السيد سركيس اغاجان الذي يتفق و يشهد بهدوئه وحكمته الجميع , المتحمسين لنشاطه والمحايدين والمتحفظين عليه , ويكفي هنا ان نشهد ان قناة عشتار الفضائية مثلا ومن خلال متابعة تكاد تكون يومية لبرامجها لم يحدث ان تعرضت قط ( حسب علمنا ) باي نوع من انواع النقد الى اية حركة او شخصية سياسية في اوساط شعبنا الكلداني السرياني الاشوري.
انها مرحلة صعبة ودقيقة يمر بها بلدنا وشعبنا العراقي عموما وشعبنا المسيحي بصورة خاصة وكل طرف بحاجة للاخر, ظهرا وسندا وقوة له لانقاذ مايمكن انقاذه وتحقيق مايمكن تحقيقه , وشعبنا بحاجة الى الجميع ويمكن ان يجد الجميع نصيبه من الجهد, وبالتنسيق والتعاون والعمل المشترك يمكن ان تتحقق نتائج باهرة, وسيسجل التاريخ موقفا لكل من نكر ذاته وترفًع عن غاياته وترك مصلحة شعبه تتقدم على ماعداها. ترى هل وصلت الرسالة ؟ .
wadeebatti@hotmail.com