طفله تموت من الجوع ..واخرين يبحثون في النفايات !!
عزيزي القارئ هذا الخبر ليس من جمهورية كوريا الديمقراطيه او من العراق وافغانستان والصومال وانما من جمهورية المانيا الاتحاديه ثالث قوة اقتصاديه في العالم ونشرته الصحف الالمانيه وموقع الدويتشه فيلله وتناول ظاهرة الفقر المنتشره بين الاطفال في المانيا وخاصة ابناء المهاجرين من الذين يتعرضون لهظم حقوقهم من قبل اباءهم بهدف تجميع المال وأستثماره في مشاريع في بلدانهم الاصليه ، طفله في الخامسه من العمر وجدت ميته من الجوع بسبب اهمال والديها وكذلك انحدار نظام المساعدات الاجتماعيه التي يتلقاها الطفل الى الحضيض في دوله من المفترض ان تكون رائده في مجال العنايه بالطفل ولكن المجتمع الالماني اصيب بصدمه ورغم التفسيرات الغير المنطقيه للحدث والتي يحاول السياسيون في مثل هذه الحالات القاءها على الوالدين الا ان للحكومه دورا في هذا الحادث من خلال اهمال برامج العنايه بالطفل او برودها في التعامل مع هذا الملف لا سيما وان الراتب المخصص للاطفال لا يزال بنفس النسبه التي كانت عليها في السبعينيات ايام دوله الرفاهيه والطفرة الاقتصاديه ، يقول الخبر الذي تناولته الدويتشه فيلله وهي القسم العربي للاذاعه الالمانيه ان الطفله تعرضت للتجويع طوال اشهر طويله ووجدت في اخر الامر بوزن قدره 7.4 كيلوغرام فقط في حين ان الوزن الطبيعي للطفل في هذه المرحله العمريه ينبغي ان يكون على الاقل 20 كيلو غراما !! لا أحد يرغب بتحمل المسؤوليه لا الحكومه ولا الوالدين وفي جميع الحالات يكون الطفل هو الضحيه ،لو كان هذا الخبر قادما من العراق او الصوماللكان الامر في غايه البساطه وربما يكون طبيعيا ولا يثير استغراب احد اما ان يكون قادما من دوله معروفه بأنها تمتلك أفضل نظام اجتماعي في العالم فبلا أدنى شك يثير الفضول ويدفع المرء للتفكير عن السبب الذي دفع الحكومه الالمانيه لأبراز عضلاتها في مساعده الاطفال في العراق وافغانستان واهمالها لهذا الملف في الداخل !!
والحقيقه ان هذا الامر لم يحدث لاول مرة فقد حدثت الكثير من الحالات التي تبعث الاسى في النفس والتي تم القاء الذنب فيها على الوالدين وتبرت الحكومه منها او تنصلت بطرق ذكيه لكن تكرارها المستمر يدفع الكثير من الكتاب والباحثين تسليط الضوء عليها وابرازها للعلن بعد ان تفاقمت الظاهرة الى الحد الذي اصبح يمثل احد ابرز المواضيع المتداوله في الوقت الحاضر ، اما لماذا لا تتناول الصحف والمواقع العربيه اخبار من هذا النوع فأن السبب على الاغلب يعود لأمتلاءهذه الصحف بالمشاكل التي تحيط المجتمع العربي وتغرقه بالكوارث والاخبار التي لا تنتهي لا سيما في الوقت الحاضر بعد احتلال العراق ودخوله مرحله اصبح فيها كل شئ معكوسا صحيحا حتى وان كان يتعارض وقوانين الطبيعه والحياة ، اما الحديث عن مشاكل المجتمع الغربي فربما تكون اخر اهتمامات الانسان عندنا لا سيما وانه يحاول ان لا يخرج عن نطاق الاحلام التي يرسمها لنفسه في هذا الاطار
وعلى ألأغلب فأنه يعتقد بأن الاطفال يحضون بأمتيازات لا يمكن ان يجدها في مجتمعه للطفل وهو أعتقاد معارض للواقع في اغلب الاحيان ، فألاجنبي يعتقد ان المال المخصص للطفل لا يكفي والدوله تعتقد انها تؤدي واجبها على أكمل وجه من خلال تخصيص مبلغ المئه وخمسون يورو للطفل كمساعدات لرعايته ، والاثنين يؤدون دورا منتقصا تجاهه فالدوله تعلم جيدا ان مبلغا كهذا لا يمكن لعائله تمتلك ضميرا حيا في انفاقها على الطفل ان تتمكن من تحقيق رغباته بمبلغ كهذا وهو لا يكفي للوصول الى تحقيق غايته سوى لعشرين يوما فقط من الشهر !!
والوالدين وخاصة الاجانب منهم يفروضون نوعا من التقشف على اطفالهم يصل الى حد أكساءهم بملابس من الاسواق المستعمله (الباله ) بحجه ان الرواتب ضعيفه ولا تكفي ويشعرون بذلك بأنهم يتغلبون على الاعيب الحكومه في صرف رواتب قليله للطفل وفي الحالتين يكون الطفل هو الضحيه ، فيكون اول تفكير يخطرله بباله عند بلوغه الثامنه عشر هو التمرد على سلطة الوالدين في دوله منحته كما يعتقد حقه لكن والديه حرماه من هذا الحق وانفقا الاموال لمشاريع شخصيه في البلدان الاصليه التي لا يفكرون بأي شكل العودة اليها والعيش فيها لانهم نشأوا في تلك الدول وتعلموا لغاتها ويرغبون بتكملة مشوار حياتهم فيها على هذا ألأساس ، والواقع يقول ان معظم الاجانب يدخرون اموالهم على حساب نفقات اطفالهم بحجه بناء دور او استثمارات تقيهم شر الانتقاد الموجه اليهم لعدم تمكنهم من الاستفادة من غربتهم في الاغتناء وتحقيق مستقبل لهم في البلد الاصلي الذي هاجروا منه وهو تفكير يعبر عن ضيق في النظر الى الامر بشكل عقلاني ، فأغلب البالغين في اوربا يوجهوا سهام نقدهم للطريقه العاطفيه الغبيه التي يتصرف على أساسها الاباء في التعامل مع موضوع حياتي مهم كموضوع الاعتناء بالطفوله ، وهم من منظور غربي محقين في هذا النقد اما الاباء فيعللون سبب ذلك الى انهم يحاولو ترك ارث لاطفالهم من بعدهم وهو ايضا تفكير بعيد عن الواقع اذا ما ادركنا ان معظم الاجانب من المقيمين في المانيا وغيرها يدركون جيدا ان اطفالهم لن يعودوا الى المجتمع الاصلي الذي جاؤا منه بتاتا لا سيما بعد تأقلمهم على الاجواء التي هاجروا اليها وأندمجوا بها ، ان معظم الطروحات التي يفكر بها المهاجر بخصوص اطفاله ومستقبلهم تكون فعلا عاجزة عن مجاراة الواقع وعاطفيه لا ترتقي الى درجه انه يقدم لهم خدمه ، فتجربه العمال الاتراك واجيالهم التي تلتهم في العيش تؤكد ان اغلب الابناء الذين ورثوا دورا او أستثمارات في موطنهم الاصلي عن اباءهم باعوها بثمن بخس لانهم غير راغبين في العيش هناك وتكملة حياتهم في مجتمع لا يعلموا عنه شئ سوى انه موطن اباءهم ، وهو نفس الشئ الذي ينطبق على الجاليات الاخرى ومنها العراقيه فقد اظهرت اغلب الاستطلاعات ان الطفل الاجنبي لا يرغب بالعودة لوطن اباءه لانه لم يعش فيه وقضى طفولته في المانيا وباقي الدول الاوربيه ولا يرغب بالتفريط بهذا المحيط الذي نشأ فيه مهما كان قاسيا ومرا لانه يشكل عالمه الذي لا يمكن التخلي عنه تحت اية ذريعه كانت ...
وهكذا يقع الطفل ضحية تفكير الوالدين وكذلك ادارة الحكومه لمشكلته وهو يعتقد انهما السبب الاساسي في مشكلته وينبغي التمرد عليهما كي يشعر بوجوده وقدرته على أحداث التغييركما يرغب هو لا كما يفكر الاخرون نيابة عنه ،وتحيط بالطفوله اليوم الكثير من المخاطر بسبب الاوضاع الاقتصاديه التي تنحدر تدريجيا نحو الاسوء بعد فتور البرامج الاجتماعيه التوجيهيه التي كانت الدوله تخصص لها مبالغ طائله الغتها فيما بعد بحجة ممارسة التقشف ، ويدفع الكثير من الاباء اليوم في المانيا ابناءهم وبناتهم لترك مقاعد الدراسه والاتجاه الى العمل لتمكين الاسرة من توفير متطلبات عيشها ، ويتم التعدي ايضا على هذه الحقوق من خلال تسخير اطفال لا تتجاوز اعمارهم العاشره بالبحث في حاويات النفايات عن بقايا الطعام وكذلك العلب الفارغه (البوشات ) كما نسميها في العراق من اجل اعادتها الى المحلات بمبلغ 25 سنتا للقطعه وهو ما يقضي على اندفاع الطفل للتعليم والتفكير بشكل سليم يجعله انسانا سويا لا مهانا منذطفولته كما حدث عندما التقط الكثيرمن الصحفيين صورا لاطفال في حي مشنش في مدينة كولن لاطفال يبحثون في حاويات النفايات وعندما اقتربوا اليهم ليسألوهم عن السبب فروا مذعورين خجلا
فهم رغم صغر سنهم يدركون بأن أباءهم يدفعونهم لممارسة اعمال قذرة لا تلائم احلامهم في العيش في بلد غربي متحضر !!
ان التركيز على موضوع الطفل في المانيا اصبح اليوم يشكل أساسا للتعامل مع قضيه لا تخص المواطن والاجنبي بقدر ما تخص سياسة الدوله التي اصابها الاهمال لهذا الجانب الحساس ولا بد من الاشارة الى ان طرق التعليم الفاشله في المانيا اعادتها الى المركز الثالث عشر عالميا من حيث المراتب وهناك دولا لا تخطر ببال احد تفوقت عليها في الاهتمام مثل كوبا واسبانيا والصين وكوريا الديمقراطيه واصبحت شهاداة اغلب المؤسسات والمعاهد الالمانيه غير معترف بها حتى من دول الجوار كبولنده وتشيكيا !!
ولم يشكل موت الطفله جوعا خطرا على الدوله وبرامجها لانها ليست المرة الاولى التي تحدث في المانيا قضيه كهذه وهناك سنويا عشرات الاطفال يموتون بطرق مختلفه تتوزع مسؤولية موتهم على الوالدين والحكومه التي تتخذ من الموضوع سببا لتحميل معارضها المسؤوليه وبالعكس ..
اسرةالمانيا توفي طفل لها في الثالثه من العمر وضعوه في مجمده لمدة تزيد عن السنتين في سرداب البيت كي يضمنوا استمرار المساعده التي يحصلوا من الحكومه للطفل ، واسره اخرى تعصف بها المشاكل ويكتشف الاب ان طفله ثمرة علاقه غير طبيعيه بين زوجته وصديقه ويقوم بقتل الطفل ودفنه في الحديقه لسنوات الى ان تكشف الشرطه الامر، وطفل اخر يتعرض للغرق في المسبح بسبب عنصريه معلمته وتفشل المحكمه في ادانتها لعدم وجود الادله الكافيه عليها وانعدام الشهود ضدها على الرغم من ان نتائج التشريح تثبت ان الطفل مات مخنوقا تحت سطح الماء !!
والكثيرمن القصص التي تبعث الاسى في النفس وتدفع المرء لمقارنة الاهات الصادرة من اعماق طفل في العراق واخر في الصومال واخر في المانيا !!
والحصيله كلها تصب في ان المعاناة واحده وهي انعدام البرامج التوجيهيه التي تمنع استخدام الطفل بشكل سلبي او خنق حقوقه في كل بقعه من العالم مهما كانت تتدعي التحضر والحقيقه انه لا يوجد مجتمع مثالي يطبق هذه البرامج بثقه ونجاح لكن يكون من المؤسف ان يرىالمرء حالة الطفوله تنحدر الى هذا المستوى في بلدان متقدمه لانه يشعر فعلا ان الحضارة في خطر ، وان المشاكل الاجتماعيه يمكن التغلب عليها اذا ما توفرت ظروف عيش طبيعيه للاسرة لا ان تنتقص حقوقها السنه تلو الاخرى كما حدث لعمال السكك الحديديه الذين بدؤا بالشعور بالضيم بعد ان ارتفعت الاسعار عشرة اضعاف بينما بقيت معدلات اجورهم كما هي بل تم تقليصها من خلال الغاء بعض الامتيازات ولذلك لن يكون من المستبعد ان يشهد الاقتصاد الالماني في السنوات المقبله هزات كتلك التي تعرضت لها فرنسا في الانتفاضه التي فجرها الفقراء والمهمشين في المجتمع ...