طهران توسط الإسلاميين الكرد للحوار مع سُنّة العراق
19/12/2006الزمان/
قالت لجنة أمنية سعودية امس ان ايران انشأت دولة شيعية فعالة ضمن الدولة في العراق، وتتحدي العراقيين السنة والدول السنية المجاورة علي السواء.
وأشار التقرير الذي وضعته لجنة مشروع التقييم الأمني القومي السعودي، وهي مجموعة استشارية تتخذ من الرياض مقرا لها ان ايران تزود المليشيات في العراق بالاسلحة وتعمل علي تدريبها، وان الجمعيات الخيرية الايرانية تغدق الأموال وان طهران تنشط في دعم السياسيين الموالين لها . وأكملت اللجنة التي حصلت علي تفويض من الحكومة السعودية لتزويدها بالتقييمات الامنية والاستخبارية تقريرها في آذار ــ مارس الماضي غير انه لم يوزع علنا ونشرته الواشنطن تايمز امس الأول. وأشرف علي وضع التقرير نواب العبيد الذي فصل من منصبه لتسريبه معلومات الي الصحافة. واستنادا الي التقرير فان ايران تخترق العراق من خلال قوات القدس الفرقة الخاصة في الحرس الثوري المسؤولة عن جمع المعلومات الاستخبارية خلال الصراعات الحربية غير التقليدية. من جانبه طلب الشيخ علي عبد العزيز المرشد العام للحركة الاسلامية في كردستان العراق خلال مباحثات اجراها في طهران مع مسؤولين ايرانيين كبار التدخل لدي مرجعية النجف لاصدار فتوي ضد القتل الطائفي ضد السنة في بغداد حسب ما قاله احسان نجل عبد العزيز لــ الزمان واضاف ان مرشد الحركة طلب خلال المباحثات (توقف ايران عن دعم مليشيات الاحزاب الدينية المقربة منها التي تتحمل مسؤولية العنف وعدم الاستقرار). وأوضح ان الايرانيين طلبوا من مرشد الحركة التوسط لدي هيئة علماء المسلمين وباقي الاحزاب والحركات السنية لفتح قنوات للحوار معها . وردا علي سؤال حول موقف الحركة من الطلب الايراني بفتح قنوات الحوار قال احسان عبد العزيز في تصريحاته ان الحركة غير مقتنعة بالاستجابة للطلب الايراني لأن ملشيات الاحزاب الموالية لها لازالت تنفذ عمليات قتل يومي ضد السنة . واستدرك قائلا سنتحرك في حال قيام طهران بوقف الموالين لها عن تنفيذ الاغتيالات . من جانبه اقترح الجنرال انتوني زيني القائد السابق للقوات الامريكية في الخارج التعامل مع الملشيات بأسلوب يضمن انصهارها في المجتمع طوعيا لان قوات التحالف غير قادرة علي مواجهتها. وذكر التقرير السعودي ان ما تستخدمه ايران لتقوية نفوذها في العراق يتضمن شبكة واسعة من المخبرين والدعم العسكري واللوجستي للمليشيات . ويشير التقرير الأمني السعودي الي أن قوات بدر ما تزال مؤلفة من حوالي 52 ألف مسلح، وأن المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق يحظي بدعم حوالي 3 ملايين مناصر. ويضيف أن جيش المهدي الذي يقوده مقتدي الصدر مؤلف من حوالي 10 آلاف عنصر ويحظي بدعم حوالي 5.1 مليون مناصر. وحسب التقرير فإن المسلمين السنة يبلغ عددهم 77 ألفاً. وجاء في التقرير "إن كلا من هذين التنظيمين ممتن لإيران بطريقة أو باخري، وله علاقات بأجهزة الاستخبارات والأمن الإيرانية. وإن المعلومات الاستخبارية الحديثة تشير الي أن ضباط المجلس الأعلي للثورة الإسلامية في العراق يعملون في بعض المليشيات العراقية ووحدات الجيش وقوات الشرطة العراقية فعلياً". وجاء في التقرير أن "لعناصر الشرطة العاديين وضباط الجيش العراقي ولاء اقوي لقوات بدر أو جيش المهدي مما هو لوحداتهم الخاصة"، مضيفاً أن تنظيم بدر هو "الآلية الرئيسة التي تستخدمها إيران لتحقيق أهدافها العسكرية والأمنية والاستخبارية".
ويوفر التقرير معلومات تفصيلية عن حركة التمرد. ويذكر نقلاً عن زعماء عشائر عراقية أن حركة التمرّد يقودها بشكل رئيس قادة عسكريون سابقون وكبار الضباط في نظام البعث السابق، مضيفاً أن مجموعة صغيرة فقط من المتمردين تقودهم العصبية الدينية ومن بينهم مقاتلون أجانب.
ومن بين الناشطين الفعليين ألــ 77 ألفاً في حركة التمرد، 71 ألفاً من الجهاديين، بينهم حوالي 5 آلاف مجاهد من شمال أفريقيا والسودان واليمن ومصر والمملكة العربية السعودية. أما ألــ60 ألفاً الباقين، فهم من الجيش العراقي السابق أو قوات الفدائيين التي أنشأها صدام حسين.
ويضيف التقرير أن الضباط الذين يقودون التمرّد " لديهم منشآت ومراكز قيادة في سوريا، الي جانب قواعد في مراكز استراتيجية يشكّل فيها السنة غالبية السكان".
ونظراً الي العلاقات القبائلية والعائلية والدينية القديمة بين السنّة العراقيين والمملكة العربية السعودية، يختم التقرير بأن "المملكة السعودية تشعر بمسؤولية خاصة لضمان استمرارية رفاهية وأمن السنة في العراق".
ووجّه التقرير اقتراحات الي الحكومة السعودية من بينها استراتيجية شاملة تتضمن عناصر علنية وأخري سرية للتعامل مع أسوأ السيناريوهات الممكنة في حال نشوب حرب أهلية واسعة النطاق في العراق.