Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

طوفان الانتفاضة قادم الى المنطقة الخضراء

ببراءة وعفوية وحسرات وانتصار على الخوف الذي أختلج لعشرات السنين ، اندفع الجمهور العراقي في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد أكبر طاغوت في الشرق الاوسط .
ووسط هرج ومرج وتلاطم واندفاع بدأت غالبية محافظات العراق تتهاوى واحدة بعد أخرى ابتداءاً من مدينة البصرة حتى شمال العراق حيث تم السيطرة على أربعة عشرة محافظة عراقية نستطيع ان نقول في حينها كانت خالية من البعثيين على الاطلاق وممن كان فقد أعلن البراءة منهم.
بطبيعة الحال لم يكن هناك اي تخطيط للانتفاضة الشعبانية ومما أكسبها تلك البراءة والصفحة المشرقة في تأريخ العراق ، أنه لم يتدخل أي حزب فيها سواء الاحزاب الاسلامية او العلمانية ، رغم أن بعض الاحزاب الاسلامية من حاول جاهداً ان يجعل صفحة الانتفاضة تحت طياته من خلال بعض من قادة منظمة بدر آنذاك عندما دخلوا العراق كافراد لسماعهم بنبأ الانتفاضة.
بدأت سلسلة من الاشاعات تندرج في صفوف الابرياء من الشعب العراقي الذين جاهدوا الطاغية بان قوات بدر ستدخل من الجانب الايراني ( صحيح ان تلك الاشاعات أعطت عزيمة للمنتفضين ولكنها كانت سلبية في نهاية الامر ) عندما بدأ الشارع العراقي يتفهم طبيعة تلك الاشاعات والغرض منها .
من جانب آخر كانت تطلعات الشعب العراقي تنتظر الى ان تكون هناك قيادة من حزب الدعوة باعتبار ان الدعوة تصدت الى نظام الطاغية ولا نعرف غيرهم ممن يتصدى لهكذا قضية كانوا يحلمون بها الا ان الحقيقة جاءت مخيبة للآمال فلم تبرز اي شخصية على الساحة العراقية ، رغم علمنا ومعرفتنا بان غالبية المعارضين لنظام صدام ممن هربوا من العراق كانوا في ايران وقسما قليل منهم في بقية دول العالم ، فمن الاولى ان تكون تلك الشخصيات التي كانت تدعي النضال والجهاد والمواجهة ضد نظام صدام ان تكون في عمق المعركة وتقود هذا الشعب البرئ.
ولكن الذي لم نكن نعلمه ان الخلافات والصراعات التي دبت في صفوف المعارضة العراقية على المناصب السيادية والتسلط كما يحدث الان في العراق حال دون مشاركتهم ووقفوا متفرجين على هذا الشعب البطل وهو يصارع النظام بقوته حتى تمكن الاخير من القضاء على الانتفاضة واستشهد من استشهد وشـرّد من شـرّد وانتهت صفحة الانتفاضة الشعبانية. ولكن السؤال الذي يطرح هل بالفعل انتهت الانتفاضة؟
بطبيعة الحال بدأت صفحة جديدة يسطرها ابطال الانتفاضة الشعبانية عندما تمكنوا من الفرار خارج العراق وطرح تلك المظلومية على العالم باسرة وتعريف المجتمع الدولي بنظام صدام الارهابي – ومن هنا بدأت القيادات في المعارضة العراقية تدخل للتسلل على هذا المجتمع الجديد لتجعل هذه الصفحة من املاءاتها ومن قدراتها والذين شهدوا مخيمات رفحاء بالسعودية يعلمون جيداً كيف كان جميع قيادات المعارضة العراقية تتسكع على ابواب المخيمات تستجدي الانضمام اليها وعرض المغريات الكبيرة على ابرياء كانوا يقطنون الصحراء القاحلة لسنوات عديدة استمرت اكثر عقد من الزمن مليئة بالاهات والصدمات لا يحسها الا الذي عاشها بحقيقتها .
تلك المحاولات الساذجة من قيادات المعارضة جعلت من غالبية المظلومين ان ينخرط مع تلك الصفوف على أمل ان يقدم لهم شيء وانتشالهم مما كانوا فيه -على الاقل من حرارة الصحراء ولكن للاسف الشديد راح الكثير من ابطال الانتفاضة الشعبانية قد باعوا بطولاتهم وجهادهم الى بعض السذجه من تلك الاحزاب التي ما ان تمكنت حتى ضربوا بجميع ابطال الانتفاضة بعرض الحائط .
لايخفى على احد ان هناك ممن كانوا ولازالوا يرمون ويشوهون صورة الانتفاضة الشعبانية كممن جبنوا وجلسوا مع القاعدين ابان انتفاضة شعبان / اذار 1991 ومنهم كنا نعول عليه من الذين كان ملاحقاً من قبل النظام البائد بتهمة الانتماء لحزب الدعوة- وهناك ممن اتهم الانتفاضة بانها من ترتيب النظام الصدامي هربا من المساءلة لعدم المشاركة فيها.
لقد كانت ثمرة الانتفاضة الشعبانية ان جيء بجميع المعارضة العراقية واجلسوهم في المنطقة الخضراء هم انفسهم الذين كانوا يتسكعون على مخيم رفحاء يستجدون الانتماء اليهم كما يفعلون في الوقت الحاضر عندما تقترب الانتخابات تراهم يهتمون جل الاهتمام بالمواطن العراقي فقسم منهم يوزعون البطانيات وقسم يوزع الدولارات ولا تعدو تلك العملية من ان يقسم المستفيد "بالعباس" او "القران" ان ينتخبهم كعملية مقايضة او بيع ولا يوجد شراء فغالبية الوعود الكاذبة التي اتضحت كوجوههم التي عفنها الذل والهوان عندما نسوا من اوصلهم الى ماهم فيه.
مررنا بسنين عجاف ناسف ان تكون خاتمتها حكام المعارضة الذين اطلق عليهم الاستاذ الكاظمي (الديموضراطيين) في مقاله الاخير ((الهلوكوست العراقي على رصيف الديموقراطية!)) واني لاحيي الاستاذ مصطفى الكاظمي على هذه التسمية ، فمهما ننعتهم قليل بحقهم والحل يكمن في انتظار انتفاضة تقضي عليهم بذل وخضوع وهوان من قبل ابناء شهداء انتفاضة شعبان المباركة الذين نسوهم وذهبوا يتصارعون على المناصب القيادية والسيادية متناسين محنة الشعب العراقي ولعنته عليهم اذا شاء الا ان هناك بصيص امل في ان يجرجروا اذيال الخيبة والخزي وعودتهم الى الكزر والخانات في ايران العظمى حينها يمكن ان يقال عنهم "رجال".

فطوفان الانتفاضة على القادة الجدد قادم وقطار التغيير بدأ يتعبأ وابناء شهداء الانتفاضة والمقابر الجماعية يتهيؤن لقيادة البلد بعد التخلص من حثالات المنطقة الخضراء الذين اصبحوا هماً وغماً على الشعب العراقي فصراخهم ايقظ الاطفال الرضع ولابد من اخراسهم.

شوقي العيسى/ 30 /تموز/ 2010
www.iraqiwi.com
iraqiwi@gmail.com

Opinions