طيور الدوري العراقية
بين عامي 1958 و 1962 أمر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ شعبه بقتل أربعة كائنات وهي (البعوض والذباب وطير الدوري والجرذان) ولم ينجحوا إلا بالقضاء على طيور الدوري التي كانت تأكل حبوب المحاصيل. لاحقاً أنتشر الجراد الذي كانت تأكله طيور الدوري بشكل مأساوي في البلاد قاضياً على المحاصيل لتكون أحد الأسباب الرئيسية لمجاعة الصين الكبرى بين عامي 1958 و 1961 والتي تسببت بوفاة 15 مليون إنسان جوعاً. تنبأنا هذه المقدمة أن هناك توازن في الطبيعة أوجده الله سبحانه ضمن حلقات اذا فقدت حلقة ما يختل هذا التوازن و تنهار السلسلة برمتها كالسيفنة اذا خرق فيها لوح من الخشب تتعرض السفينة برمتها الى الغرق.
واليوم تتعرض سفينة العراق الى أشرس و أقسى حملة أبادة للإنسانية ضد مكوناته فغزت قوى الظلام مدنه و قراه و أستباحة أرضه و عرضه و مما يؤلم أشد الالم أن يساند الاخ العدو على قتل أخيه و يضع تحت قدمه سنوات العشرة و سلام الصباح و الزاد و الملح روى لي أحد النازحين من تلعفر و عيونه تنزف الالم أن جاره ( ابو عمر ) الذي تربى و لعب و عمل معه و كان لا يفرقه عن أخيه في الصباح كان يدعوه (أبو أحمد ) حبيبي و في المساء (أذهب يا رافضي) .... كيف نسف كل هذا التاريخ بين ليلة و ضحاها ؟
إن ألوان الفسيفساء العراقية لا يمكن أن يمحى بعضها و تبقى الألوان الأخرى على حالها بل ستتحول الى اللون الأسود الذي يلتهم الألوان الضعيفة فأفهموا يا عراقيين إن العراق شاء له خالقه ان يكون وعاءاً يحتوي بتوازن و أعتدال طوائفه المعروفة و من يريد أن يخل بهذا التوازن فسيكون الثمن باهضاً, إن ما نعيشه اليوم هو بعض من مخلفات حكم الدكتاتورية التي حاولت الإخلال بتوازن العراق و أبعدت متعمدةً طيور الدوري العراقية فكانت النتيجة حروب و قتال و أحقاد و ضغائن ندفع ثمنها اليوم من شبابنا و دمائنا و أطفالنا و نسائنا و تربتنا و ثرواتنا ، فالكلام لجميع العراقيين بلا أستثناء لا تقصوا أحداً و لا تمحوا لوناً و عيشوا كما أوجدكم الله منذ أن نزل آدم على سطح هذه الارض فسيكون السلام رفيقكم والا فلا راحة في العراق أبداً , و دمتم سالمين .