ظاهرة سرقة الموبايلات تغزو الدوائر
10/02/2006المدى/بغداد /سمية، موظفة في وزارة سيادية ، تحذر النساء من حمل حقائب اليد وهي مفتوحة وتنصح بعدم استخدام حقائب ثقيلة وعريضة وتوصي بحمل حافظات خاصة للموبايل توضع حول العنق وتتدلى على الصدر وتضيف: هذه نصيحة لوجه الله من سيدة سرق منها ثلاثة موبايلات.
يعاني الموظفون والعاملون في قطاعات مختلفة من ظاهرة سرقة الموبايلات حيث توجد خلايا نشطة تمارس هذا النشاط اللصوصي في اجواء العمل المزدحمة. حرامية الموبايلات يتميزون عن غيرهم بأنهم لا يثيرون الريبة ونياتهم حسنة لان الموبايلات تتشابه احيانا وخاصة في اجواء مكتبية وحركية. عبد الرحمن وهو احد ضحايا شبكة تنشط على فترات في موقع عمله في دائرة خدمية يعتقد بأن هذا النوع من الحرامية يعانون من مرض السرقة وهم ليسوا لصوصا بالمعنى الفاضح الذي نجده في مركز المدينة والاسواق ، ويصنفهم على انهم درجة اوطأ من نوع آخر من الحرامية الذين ينشطون في مجال سرقة الاقلام وعلب السكائر الا ان هذه الدرجات تشترك في ان اصحابها يمتلكون حسا خاصا وشفافية وخفة وقوة شخصية.
ابراهيم رجل امن في مؤسسة اهلية يقول: انه تمكن من اكتشاف عنصر خطر عمل طويلا بمنأى عن الشبهات الى ان وقع عن طريق المصادفة.
ويتابع رجل الامن : الحرامي شخصية محترمة وكنا ننظر اليه بعين الاكبار والتقدير وهذا جعلنا لا نتخذ اي اجراء بحقه كما لم نتمكن من اشعاره باننا اكتشفناه وذلك لحساسية الموقف ولكننا قمنا بتنبيه بعض العاملين في المؤسسة من المقربين إلى المجرم المحترم.
النساء اكثر تعرضا لهذه الظاهرة كما تقول سمية العاملة في وزارة سيادية وتتابع: الموبايل تحول الى كمالية بالغة الاهمية بالنسبة للموظفين وتحديدا لدى الموظفات . الرجال في سن الاربعين لا يهتمون بهذا وهم يحملون اجهزة رخيصة. اما النساء فاجهزتهن غالية واغلبها من نوع دمعة او دمعتين وهم يزينون الموبايلات باكسسوارات كثيرة ويتركن اجهزتهن على المكاتب ويتحركن دائما مما يعطي فرصة مغرية للسرقة.
علي صادق، يقول في هذا الموضوع: تعرضت للسرقة في دائرتي. احدهم سرق الموبايل وكان من المراجعين وقد اتصلت به وحاورته وكان ثملا.
ويتابع علي: القضية غير مفهومة، خاصة ان الموبايلات المستعملة ليست غالية والسارق لايستطيع بيعها باكثر من ربع ثمنها وهي ظاهرة معيبة اذا وقعت في مكان العمل.
صاحب مطبعة، قال: انه طرد ثلاثة عاملين بعد قيامهم بسرقة خمسة موبايلات من مكتبه. واضاف: كنت انا المستهدف فقط ولا ادري كيف يجرؤ عامل على فعل هذا. لقد تعلمت درسا كبيرا من هذه الجريمة وقررت ان لا اكون متساهلا وان لا افتح بابي للجميع.
بائع موبايلات في سوق باب الشرقي يقول: اشتريت عددا من الموبايلات واتضح بعد ذلك انها مسروقة وصادف ان وجد احد الاشخاص موبايله المسروق عندي وارجعته اليه بعد ان دفع لي الثمن الذي دفعته للسارق.
هذا البائع لا ينكر انه يتعامل مع سراق ويقول: لا يهمني ان كان الجهاز مسروقا. هذا امر لا يمكن اكتشافه بسهولة ولكن يمكن ان يلاحظ وتتعزز فيه الشكوك حين يقوم شخص واحد ببيع عدة موبايلات في كل اسبوع وانا اتعامل مع الموقف بأن اشتري بسعر رخيص. وبعد حادثة ذلك الرجل تعاملت بايجابية مع اشخاص جاءوا وادعوا انهم اصحاب موبايلات مسروقة وجدوها معروضة للبيع وتعرضت من اجل ذلك لمضايقات ولكنها مرت بسلام كوننا نعمل بحماية من الشرطة التي تقف في السوق واغلب الناس تخاف منا لا ننا ندفع لاشخاص مقابل حمايتنا في ظروف كهذه.
احد الذين استرد موبايله من سوق باب الشرقي قال عن سوق الموبايلات: ان المافيات تديره وان السوق يتعامل مع الحرامية على نطاق واسع دون رقابة او محاسبة وقال: السرقة سرقة حتى إن جرت مع ابرة وانا لا ادري لماذا لا تتعامل الشرطة مع الموضوع على انه سرقة. هناك اشياء كثيرة نفقدها ولا نستردها لانها من وجهة نظر البعض اشياء تافهة. اقول لهؤلاء: الحجم ليس هو القياس في جريمة السرقة.
سرقات الموبايلات تحدث بكثرة في الدوائر واماكن العمل وهناك من يرى ان السرقات تتصاعد مع اقتراب موعد صرف الرواتب الشهرية.
تقول زينب: موبايلي سرق قبل موعد صرف الرواتب بثلاثة ايام وهذا ماحدث ايضا لزميلة لي. انها ظاهرة مقرفة كونها تقع في العمل ونحن نخجل من اتهام الزملاء بهذا ولكن الواقع يقول ان من يفعل هذا هو حرامي بيت وهذه حقيقة مرة تجعلنا لا نقوم باي رد فعل تجاهها.