عادت حليمة لعادتها القديمة
ربما تطرق زملاء اخرون الى نفس العنوان في مقالات اخرى، اعتذر منهم كون مقالي مرتبط بهذا المثل .
"حليمة" هي زوجة حاتم الطائى الذي اشتهر بالكرم , كما اشتهرت حليمة بالبخل , فكانت إذا أرادت أن تضع السمن في الطبيخ أخذت الملعقة ترتجف في يدها . وأراد حاتم أن يعلمها الكرم : فأخبرها بأن المرأة إذا أرادت أن تحفظ شبابها , فلا يشيب شعرها أبداً , عليها أن تكثر السمن في الطعام , وسرعان ما اصبحت حليمة كريمة . ثم ما لبث أن بدأ الشيب في رأسها , فسألت عن أسباب الشيب , فقالت لها إحدى صديقاتها وكانت تعرف قصة السمن : بأن المرأة لا يصيبها الشيب المبكر إلا إذا كانت تكثر السمن في الطعام. وسرعان ما لاحظ ضيوف زوجها رداءة طعامها , فقالوا (( رجعت حليمة لعادتها القديمة)).
محافظة نينوى تتأهب لخوض انتخابات مجالس المحافظات، ففي خضم هذا الاستعداد، بدأت التجاذبات والصراعات والتي تتمحور بالأساس على تقسيم المناصب وعقد الاجتماعات والمؤتمرات والوعود والشعارات الانتخابية النارية ، وفي إطار هذا الصراع يسعى البعض من اشباه السياسيين في الموصل الى عرقلة المشاريع التي تخدم المحافظة ، كمشروع انشاء مصفى نفطي من قبل شركة كار كروب بحجة انه يقام على اراضي متنازع عليها، كما يحاولون ، "من خلف الكواليس" طرح بعض الشعارات الطائفية ضد الخصوم السياسيين في المحافظة ، وقد شكلوا ائتلاف من بعض الاحزاب المشكلة حديثا والمدعومة من بعض الاحزاب المتنفذة في الحكومة الاتحادية، وكالعادة, فان اللغة المستخدمة في التخاطب والتعامل مع منافسيهم هي لغة التهديد والوعيد المصحوب بالغطرسة والتعصّب والتعالي .
وبعد أن وجدوا انفسهم قد افلسوا سياسيا في المحافظة عادوا ليدقوا نفس اسفين، طائفية انتخابات مجالس المحافظات السابقة في البكاء على حدود محافظة نينوى وادعائهم بأن 16 وحدة ادارية في الموصل محتلة، وتعاد هذه "القوانة المشروخة" يوميا على الفضائيات ((وخاصة الفضائية الموصلية التي تفتقر الى التمويل الحكومي وتنتهج منهج تجاري لسد مصاريفها في التعامل مع امثال هؤلاء، وهذا من حقها)) ، ولا يلومني لائم إذا قلت أن درجة التخلّف والتعصّب وقصر النظر لدى هؤلاء السياسيين وصلت الى درجة عالية، بسبب ان الوحدات الادارية التي يدعون بأنها محتلة بسبب وجود البيشمركة فيها ، هي بعلم الحكومة الاتحادية وموافقتها دستوريا ، كما ان اهالي تلك المناطق من وجهاء وشيوخ وجماهير ومجالس محلية وادارات تنفيذية هي التي تطالب الحكومة الكوردستانية"مشكورة" بتوفير الحماية لها وهذا ما يسمعه ويراه جميع اهالي المحافظة من خلال الفضائيات ، بالاضافة الى ان تلك المناطق هي كوردستانية مستقطعة من كوردستان ومشمولة بالمادة 140 الدستورية وسوف تحل اشكالياتها عند تنفيذ بند الاستفتاء في المادة 140 ، كون الغالبية العظمى من سكانها هم من الكورد الايزدية والشبك والكاكئية ، والذين يمثلون اكثر من 55% ، كما المسيحيين الذين وجدوا في كوردستان العراق ملاذهم الامن ويمثلون اكثر من25% واعتقد بأنهم ايضا ينتمون الى كوردستان كونهم هجروا قصرا من المناطق الاخرى في العراق، كما نعلم جميعا بأن هذه الوحدات الادارية كانت مقاطعة لمحافظة نينوى وعند عودة قائمة نينوى المتآخية الى مجلس المحافظة، عادوا الى احضان المحافظة بمليء ارادتهم.
في الختام ننصح المطبلين على الجانب الكوردستاني في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة ان يبحثوا عن ما يخدم المحافظة ويعملوا من اجلها لا ضدها بشعارات عفا عليها الزمن واصبحت من الماضي، وبدعم من اشخاص معروفين لا يريدون الخير للمحافظة ، وان الناخب اليوم في محافظة نينوى اصبح(( مفتح باللبن )) ولا تعبر عليه مثل هذه الشعارات، "وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين" .