Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عاشوراء في المحبة المسيحية

نتكلم دائماً بوثائق واثباتات تاريخية وليس بفتاوى التي جاوزت الـ 23000 فتوة خلال 20 عام، اي اكثر من 1000 فتوة في العام، كنا نتمنى ان تصدر هذه الفتاوى من مرجعية واحدة موحدة لكي تعطي للمسلم وحتى لغير المسلم صفة المصداقية كونها صادرة من مجمع اسلامي موحد، ولكن نعتقد جازمين ان هذا لن يحدث على الاقل على الامد المنظور لاسباب دينية/اسلامية (اختلاف المذاهب والافكار والاتجاهات والمدارس الفلسفية واللاهوتية) وهذه ليس موضوع بحثنا ولكن الاشارة اليه في مقدمة مقالنا هذا كانت ضرورة للتأثير الكبير (السلبي) على العيش المشترك، وخاصة نحن المسيحيين الذين نعاني من هذه الاجتهادات المتناقضة في كثير من الاحيان! لذا عندما يصدر شيخ ما فتوى بتحريم احتفالات الميلاد! او بتحريم لبس البنطلون للنساء وتحريم الهواء المضغوط والخيار والطماطة والصمون وتحريم المطعم المفتوح (البوفيه) وغيرها الكثير ومع تطبيقها على غير المسلمين هنا تكمن مشكلتنا نحن السكان الاصليين، فهل يحق تطبيق مثل هذه الفتاوى على غير المسلمين وهم صاغرين؟ ام ان الاسلام هو دين التسامح والسلام؟



عاشوراء الجنوب وعاشوراء الشمال (برطلة)

قلنا ان مقدمتنا حول الفتاوى كانت ضرورة وضرورية لكي نفصل بين الابيض والاسود، لا يمكن ان نعيش او نتعامل بين نصف ابيض كلون وكحالة فكرية واجتماعية وحياتية وبين نصف اسود في نفس الوقت، اذن عاشوراء الامس هو عاشوراء اليوم في الجنوب والشمال، انه الحسين (ع) واحد واستشهاده كان بيد اهله واقربائه وعشيرته وليس بيد غير المسلم، بل بالعكس ان المسيحي هو الذي اكرمه وهو ميت (مستشهد) عندما اضاف رأس الحسين (ع) عنده في الدير ورسمه وعطره، ولم يطلب منه احد بل انطلق من محبته المسيحية تجاه الالم والموت والاستشهاد في سبيل قضية



اليوم تكرر المشهد في عاشوراء الجنوب، من جانب مُنعت الاحتفالات باعياد الميلاد في البصرة!! ومن جانب آخر قرروا مسيحيو البصرة والجنوب الغاء الاحتفال باليوم الثالث لميلاد يسوع المسيح تقديراً لمشاعر اخوتهم الشيعة بمناسبة اليوم العاشر لاستشهاد الحسين (ع) نعم هي نفس المحبة المسيحية!

وفي برطلة ارادوها فتنة من اجل تطبيق اجندة سياسية! وهذه الاجندة السياسية عند تطبيقها وجوب ان يكون هناك من يدفع الثمن، واهالي برطلة الكرماء هم المرشحين ليكونوا وقود للمختبرات السياسية الخاصة في المنطقة، ابتداءاً من شق صف العيش المشترك بين الشبك والمسيحيين في المنطقة مروراً بتصفية حسابات بين العرب والاكراد من اجل السيطرة على مناطق نفوذ وصولا الى فرض واقع ديمغرافي جديد على حساب هوية ووجود شعبنا في برطلة المسالمة

اذن لا نريد سوى السلام والوئام، فهل هذا كثير بالنسبة لنا نحن السكان الاصلاء في هذا البلد؟ ام نبقى جسراً تعبر عليه الاجندة السياسية والتعصب الديني متى شاؤوا! شئنا ام ابينا! عندما يُفرض هذا الواقع بالقوة يخرج الموضوع الى فضاء ضبابي يميل الى السواد ويتنبأ باضطهاد منظم جديد (ولو ان الاضطهاد لم يتوقف لحظة) ولكن هناك حالات فردية متتالية "الاخوين فرانك وريمون نجيب بطرس – زيد نجيب يوسف – باسل ايشو يوخنا" اربعة شهداء خلال اسبوعين! لم يشهروا اي سلاح لانهم لا يؤمنون بالقتل! كل ذنبهم انهم مسيحيون! لا حاجة الى صفنة لنؤكد ان هناك اضطهاد منظم يطول شعبنا من اكثر من ست سنوات ولا زالت الدماء تجري وتصرخ بوجه الله وتقول: ما الذنب الذي اقترفناه؟ الا تكفي اكثر من 750 شهيد ومفقود لتحرك ضمائر قادتنا؟ انها مسؤولية اخلاقية لوقف نزيف الدم الذي يطول الشعب الاصيل في العراق



هيئتكم والحل

خابرني صديق مختص بالعلوم السياسية وعاتبني على عدم دعوته ليكون احد القادة المؤسسين للهيئة العالمية للدفاع عن سكان ما بين النهرين الاصليين، جاوبته ان قلب الهيئة مفتوح لكل من يؤمن بوحدة شعبنا ويعتبر ان سقف حقوق السكان الاصلاء هو اعلى من سقف اية كنيسة محلية او حزب سياسي، وانها هيئة حقوقية/قضائية اختصاص السكان الاصليين، ولكن قلبها الكبير هو بكبر العراق وسيادته، لا تتوانى ولو لحظة في مد يدها لكل عراقي كشخص وكمكون للتضامن والتعاون من اجل حقوق العراق والعراقيين اينما وجدوا، وقد رفعت الهيئة شعار "لن نسكت ما دام شعبنا مُضْطَهَدْ" والعدالة والمساواة للجميع، واليوم نعيش في جو من الاحباط النفسي نتيجة تشرذم قادتنا (بنسبة) بسبب نسيانهم البوصلة تحت كراسيهم، اذن يسيرون بدون معرفة الاتجاه وحركة الرياح، واكد صديقي على سؤال:ما الحل؟ بابتسامة جاوبته: ان الحل لا يأتي من الخارج مثل الحرية والحقوق لا تهب بل تُنتزع؟ سبق وان طرحنا قبل 4 سنوات او اكثر ضرورة الاتحاد ووجوب الجلوس على مائدة الحوار، ولكن صدمنا بجدار فولاذي لحد اليوم نعاني من هذا التصلب في الرأي، وفي الفترة الاخيرة قدمنا عدة حلول منها دعوتنا الى حوار الاديان العراقية مع وثيقة شرف، تلتها عدة دعوات من هيئتكم الى الجلوس حول المائدة المستديرة وكان آخرها نداء الى لقاء وتحاور للاساتذة (كنا وافرام واغا جان) مع وثيقة عهد! ولكن؟؟؟

كان قبلنا مئات الدعوات والمقالات تعبر عن ضرورة الجلوس وممارسة ثقافة الحوار من قبل معظم مثقفينا وكتابنا الاجلاء ولكن بدون جدوى وكان آخرها دعوة الدكتور وديع بتي للقاء الرجلين (كنا وسركيس) مع حفظ الالقاب في شقته، كلها ترى نفس الحائط الفولاذي

والتحليل المنطقي كنتيجة نقول: ان في تعنتنا وعدم تضحيتنا وتنازلنا من اجل شعبنا يعني

* ينطبق علينا مثل الطير "الحجل الجبلي" الذي جندله التاجر لانه خان بني قومه

** ينطبق علينا مثل الدجاجة التي تضع البيض وتأكلها وبعدها تذر التراب على رأسها

** نساهم بشكل مباشر وغير مباشر في اضطهاد شعبنا من خلال ضعفنا وعدم اتفاقنا على الحد الادنى من الصوت الواحد والرأي الموحد، لماذ؟ لاننا نؤمن بأن مكوننا او مؤسستنا او طائفتنا او مذهبنا او حزبنا هو احسن من الاخرين وسقفه اعلى من سقف الشعب
من هنا انبثقت هيئتكم لتكون نقطة جذب والتقاء بين جميع مكونات شعبنا وسقفها الذي هو سقف حقوق السكان الاصلاء هو اعلى من كل سقف منفرد ولكنها تكون مع السقوف مجتمعة
Opinions