Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

عاطفية المرأة وعقلانية الرجل ..أرهاصات النظرية والتطبيق.....

البينة على من ادعى... انا هنا سأدعي على جانب من ثقافتنا العربية وجانب من موروثنا الذكوري البالي المرتبط بالموروث الديني وتأصيلاته المتناقضة مابين النظرية والتطبيق..ولأني سأدعي، اذن لابد ان استدرك ادعائي بالبينة وستكون مجموعة صور اجتماعية من واقعنا المعاش وهي صور ما زالت موضوعة على طاولة التداول والتطبيق رغم ما يكتنفها من ترهل وتناقض وترخيص وامتهان ...سأستعرضها لاحقا...
المرأة اكثر عاطفة من الرجل.. حسنا ولا بأس سنمضي مع هذه المعلومة او الحقيقة ونعرج على تطبيقاتها لنرى فيما اذا كان كل ما يطلب من المرأة والرجل اجتماعيا ينسجم مع طبيعة المرأة العاطفية الغالبة على عقلها وبالمقابل يتناسب مع طبيعة الرجل العقلانية...
لا ضرر من اي تساؤل..فلنبدأ من هنا..
ما شكل المجتمع الذي يقر بتفوق صلاحية الرجل اجتماعيا وقياديا بسبب رجاحة عقله إلا ان التطبيق ينزلق الى التعامل معه عاطفيا وبافراط ملحوظ ويسانده للتوسم مزيدا بالعواطف، ويبارك له اشباع الغرائز بلا تعقل.. بينما العكس في نظرته الى المرأة..حيث يراها بهامش العاطفة المسيطر الذي يقلل من صلاحيتها اجتماعيا وقياديا بينما التطبيق ينزلق الى مطالبتها برجاحة العقل وشجب العاطفة او حتى التجرد منها ولصالح عاطفة الرجل وغرائزه؟!!
رغم ان العاطفة ومدلولاتها تنسحب على المرأة اكثر مما تنسحب على الرجل وعلى المستوى العالمي إلا أن مدى اذلال المرأة وترخيص قيمتها كأنسان متكامل انطلاقا من بنيتها العاطفية يكاد يتجسد في ثقافتنا العربية الأسلامية بصور شتى قد لا تتلبسها الثقافة الغربية بنفس الكيفية..فالعاطفة الجياشة التي تمتلكها المرأة وبغض النظر عن جذورها ومسبباتها وفيما اذا كانت جزءا من فطرة المرأة وبنائها التكويني البايولوجي ام وليدة البناء الأجتماعي والتربوي المكتسب ام مزيجا من هذا او ذاك ام مجرد مقولة ترسخت بالإذهان.. بغض النظر عن كل هذا فأن الكثير من المجتمعات التي نهضت حضاريا وتجاوزت التهميش الإنساني بمعيار الجنس لم تأخذ عاطفة المرأة سلبا في قياس قدرتها على المشاركة الحياتية وتفاعلها البناء ضمن أطر المنظومات الأجتماعية المتحركة في الإتجاهات السياسية والإقتصادية والحقوق المدنية ولم تبخس حقوقها كأنسان له دوره الطبيعي في البناء والمشاركة في كافة الإصعدة والمستويات، وقبل هذا لم تبخس حقوقها في التعلم واكتساب العلوم والمعرفة المتنوعة للإرتكاز عليهما في بناء دورها الشامل ونفوذها في المجتمع والذي يتعدى الدور الأسري وتربية الأجيال فهذا الدور رغم قيمته الإجتماعية ودلالاته الأيجابية فهو جزء من كل...المراد قوله هنا هو انه لا توجد تطبيقات تحجيمية لدور المرأة بوازع البنية العاطفية والإتكاء الثقيل على تلك البنية الذي قد يصل الى حد التقليل من رجاحة عقلها وتقزيم قدرتها كأنسان في التفاعل البناء والقيادة، او اذلالها روحيا وجسديا كما هو في مجتمعاتنا وثقافتنا العربية المتلبسة للكثير من الإسفافات ذات المنحنى الديني..
لا بأس ان جاءت الأعراف والتقاليد والقيم المعمول بها بما يتناسب وينسجم مع ميزان العاطفة الغالب لدى المرأة وميزان العقل الراجح لدى الرجل فذلك سيكون نتاجا طبيعيا ما بين النظرية التي يروج لها المجتمع وتطبيقاتها العملية .. ولكن ماذا اذا كانت اسقاطات التطبيق على الضد او النقيض من فحوى النظرية؟ بمعنى ان الإسقاطات مجرورة الى ومتعاونة مع عاطفة الرجل بتهميش واضح لرجاحة عقله ذات الكفة الأرجح في ميزان اعماله وقياساته ، بينما ومن جهة اخرى مشدودة بعقل المرأة ورافضة لعاطفتها ولدلالاتها السلوكية كونها الكفة الراجحة في ميزان مسيرتها الحياتية..او بمعنى آخر ان يطالب ناقص العقل بحكم العاطفة الغالبة، بالتعقل والتروي وإعمال العقل، ويتاح لكامل العقل التزحلق في ربوع العاطفة والغرائز وتنحية العقل!
حسبما ارى ..هناك فوضى في العرف والتقليد والموروث الذكوري والمعمد بالموروث الديني المتجذر بخطوطه الحمراء ، تلك الفوضى اظهرت المرأة عاطفية البنية نظريا وطالبتها برجاحة العقل تطبيقيا!كما ابرزت الرجل متعقلا راشدا واتاحت له المناورة بالغريزة والتسيب بهوية العاطفة ! وربما الصور ادناه ستوضح رؤيتي.....
* الواجبات العاطفية والوجدانية في الحياة الزوجية......
تلك الواجبات تتمحور حول الجنس وطبيعة العلاقة الجنسية بين الزوجين بالدرجة الأولى..ولو نظرنا اليها من باب الواجب واقحمناها في سلسلة الواجبات الزوجية فبالتأكيد سوف لا يكون معيار التعاطي معها كواجب ،كمعيار طهي حلة محشي او كي قميص او رتق فتق في بنطال...فالجنس هو حالة وجدانية ومشاركة روحية تستوجب القبول والرضى والإستعداد النفسي والعاطفي والرغبة ومن قبل الطرفين، ودرجها كواجب يجب ان ينطلق من هذا المنظور إن صح تسميتها ودرجها ضمن الواجبات
.... ومن يزن بميزان العقل ومشهود له بهذا اجتماعيا وله امتيازاته المعروفة في نواحي الحياة المتنوعة لهذا السبب ،عليه ان يفهم هذا ويتقبله خير تقبل فهو ينسجم مع رزانة العقل والتعقل ...ولكن للأسف، ثقافتنا المتداولة حول الموضوع تفرض على الزوجة تقديم الجنس للزوج متى ما شاء او رغب كما تقدم له طبق الطعام الذي امر به.. حيث يتاح للرجل ان يقف امام زوجته مسقطا لعقله بين قدميه وممتشقا لنداء الغريزة ومؤشرا الى السرير.. بينما يفرض على المرأة الطاعة وإن كانت غير مهيأة عاطفيا ووجدانيا وظرفيا لمشاركة من هذا النوع.. فهي اذن مطالبة بأسقاط عاطفتها وغض النظر عن مشاعرها وقبول نداء الغريزة القادم من الزوج والدخول الى السرير بمشاركة عقلية بحتة! كي يستكين الرجل الذي فقد رشده واستبدت به شهوته والتي لا بد لها ان تلبى بأي حال من الأحوال وإن جاءت تهميشا لبنية المرأة العاطفية وما بجعتبها من مشاعر القبول او النفور..
فأي هوس هذا ان نساير عاطفة من يتفوق عقله على عاطفته ونشرع لغريزته طاعة الطرف الآخر، كيف نبخس عاطفة من نراه عاطفي البنية ونطالبه بالتعقل والإنقياد كجسد مجرد من اية عاطفة وفي موضوع ديدنه العاطفة والمشاعر والإحساس والتجاوب الوجداني؟!
اي مجتمع هذا الذي يلبي الإحتياج العاطفي الغريزي لمن يمتلك الرجاحة والسمو العقلي في اي وقت واي ظرف وكما يشتهي وكأنه كائن غريزي بلا عقل يحكمه ويسيطر على شهواته ولحين الظرف المناسب!..اي مجتمع هذا الذي يتيح له طاعة الطرف الآخر الموصوف بالرقة والعاطفة ضاربا عرض الحائط ومتناسيا بنيته العاطفية وتكوينه الرقيق مسخرا اياه كجسد لأغراض التعاطي الحيواني آحادي الشهوة! ولماذا؟ فقط نزولا لغريزة من يمتلك رجاحة العقل والصبر والجلد وأرضاءا له... لو قلبنا الصورة فوالله ستكون اقرب الى المنطق والتناغم مع عاطفية المرأة وعقلانية الرجل...
* الثأر للشرف الضائع....
ممارسة جنسية واحدة خارجة عن الشرع والقانون قد تضع شرف العائلة المعنية في مهب الريح وموضع الأقاويل السقيمة..لا غبار في هذا اطلاقا فتلك عاداتنا وقيمنا ومثلنا..ولا غبار ايضا في ان نقتص ممن يرتكب مثل هذا الأثم رجلا كان ام امرأة فللشرف قيمته الإجتماعية المؤثرة في سمعة العائلة وصلاح المجتمع وطهارته..ولكن ما طبيعة هذا القصاص وما علاقته بجنس المرتبك للأثم؟ الرجل قد ينزلق كما تنزلق المرأة ، الغريب أن ثقافتنا تميل الى استيعاب اثم الرجل وتبريره رغم رجاحة عقل الرجل وسيادته على العاطفة!، فلا رجل يقتل من قبل عائلته ثأرا للشرف المستباح الذي اهدره ، إلا ان المرأة قد تقتل ولنفس الأثم رغم سيادة عاطفتها على عقلها وكما هو معلوم!...
مجتمعاتنا بطبيعة تكوينها وبناءها السايكولوجي تغفر اذن او تتقبل ولحد ما انزالق الأفراد المحكومين بعقولهم الراجحة(الرجال) وترفض بشدة انزالق الأفراد المحكومين بعاطفتهم الغالبة (النساء)!!!! فهل نتوخى ونطالب برجاحة العقل ممن تغلبهم العاطفة اكثر مما نتوخاها ونطالب بها ممن يمتلكون رجاحة العقل اساسا! مجتمعات تحكم بالمقلوب فتقسو على من تغلبه العاطفة حينما ينحرف بينما تهادن وتتهاون مع راجحي العقول حينما تجرفهم العاطفة نحو الإنحراف! يبدو انه مجتكمع ذكوري صرف يشرع للذكورة ويتهاون معها حتى حينما تفسد!..
*الزيجات القرقوشية..
زيجات من هذا النوع في مجتمعاتنا تكاد لا تنتهي صورها كما انها تتنوع قرقوشيا وبهلوسات اجتماعية معتمدة للقياس والإقبال من قبل الكثيرين..منها على سبيل المثال:
صورة الزيجة لإغراض تجديد الشباب...
ومن لا يريد ويرغب في تجديد شبابة ذكرا كان ام انثى؟..
لم تجد مجتمعاتنا من سبيل الى تجديد الشباب والحيوية خير من الزواج.. حيث يرى الرجل المتزوج او ينصح وبعد ان يبلغ من العمر عتيا وبكل صلافة ودبق بإستقدام صبية تُغبِط له شيبته وتُغلي دماءه الراكدة في العروق الهرمة وتنشط غرائزه ليستعيد فحولته،فيرى نفسه مقتدرا بعد طول خمول وقادرا على استنزاف جسد صبية باتت بمعونة الله وفلسفة المجتمع زوجة له وبمباركة الأحبة والأصدقاء والمقربين ولربما لم تبلغ سن المراهقة بعد وهذا افضل طبعا لإستنهاض الفحولة وبأسرع ما يمكن من سباتها...
المجتمع هنا يتيح اذن للعاقل الرشيد المتين المتجبر برجاحة عقله يتيح له تجديد الشباب بعد توجيه لكمة قوية لشريكة حياته ورفيقة دربه ليخمد ما تبقى منها من مشاعر انثوية واحاسيس غريزية قد تشعرها احيانا ببعض من زهوة الشباب.. وحينما تبحث عن رفيق عمرها ستجده فحلا مجددا لشبابه ولكن في سرير آخر قد يكون في غرفة مجاورة!!!
هل يتيح مجتمعنا للمرأة ببنيتها العاطفة تجديد شبابها مثلما يتيح هذا لراجح العقل؟ ان ننظر الى زيجة من هذا النوع بأتجاه واحد يتيم يرتبط بصالح الزوج وما قد تحققه من منافع له ونتناسى الضرر الواقع على الزوجة الأولى والزوجة الثانية التي غالبا ما تدفع قسرا لزواج من هذا النوع لا يقوم على التكافؤ وبكل المقاييس..فما القواسم المشتركة بين شيخ عجوز وصبية مراهقة غير الإمتهان السريري لتجديد شباب العجوز المتصابي ولإسقاط شيخوخة مبكرة على شابة رقيقة أُخرِجَت من مباهج جيلها لتعيش في جيل آيل للرحيل.. ان ننظر بتلك النظرة الآحادية السقيمة فتلك رجاحة عقل وصلاح للمجتمع وتقدير واضح لبنية المرأة العاطفية!!!!!
صورة الزيجة بقالب الهدية....
للهدايا في مجتمعاتنا قيمة ذات دلالات ومعان كثيرة كباقي مجتمعات العالم، ولها مناسباتها وظروفها وحضورها الجميل ..إلا أن هذا المفهوم قد يأخذ منحنى آخر في واقعنا،فتكون الهدية عبارة عن كائن بشري اسمه المرأة ويتم سلفنتها بعقد زواج لتكون تلك المرأة " الزوجة الهدية".. تلك الصورة تتجسد بين العشائر بأفخاذها وبطونها فمن لديه بنات كأنه يمتلك متجرا للهدايا،والتسويق على قدم وساق بين المتاجر،فقد تستبدل هدية بهدية"گصة بگصة مثلما يقال شعبيا" او ان يحسم نزاع بهدية،او ان تمرر الهدايا من باب الوجاهة والموآخاة!!،وينسحب هذا خارج حدود العشيرة والقبيلة ونظمها الإجتماعية فقد يقرر اثنان من الرجال تبادل الأخوات فيأخذ الأول اخت الثاني والثاني اخت الأول فتكون كل منهما مهرا للثانية فيسقط العبأ عن متون الرجال بتبادل الأسهم البشرية ولا بأس بتبادل كهذا إلا انه غالبا ما يكون بقرارعائلي ذكوري تهمش فيه صاحبة الشأن..
..ورغم اني لا ارى اي قيمة للمهر إلا ان رؤيتي تنطلق من قيمته الأجتماعية المعروفة للجميع...
عموما لا اريد ان اطيل بتناول امثال تلك الصور من الزيجات القرقوشية فهي كثيرة والحمد لله ويقع ضمنها صور زواج المتعة والتعددية وزواج الستر الطفولي... وكلها صور لا تنطوي على رجاحة عقل ولا تتناغم مع بنية المرأة بل تطالب المرأة بالتعقل وابداء القبول برجاحة عقل!
* فلسفة التجحيش...
التجحيش فلسفة عجيبة تتفرد بها مجتمعاتنا وهو انتعال صريح للعقل والعاطفة على حد سواء... سأبدو مشوشة ومصابة بالخرف فيما لو ارتكب ابني الكبير الراشد والمعروف برزانته العقلية عملا مشينا او اخطأ في موضوع ما فألحق الضرر بالأسرة ،وكردة فعل اذهب الى ابني الصغير المعروف ببنيته العاطفية الشفافة فأنهال عليه لكما وضربا مبررة هذا بأن ابني الكبير لا بد له ان يؤدب على ما اقترفه من ذنب! سأبدو معتوهة تماما لو حاولت تبرير هذا السلوك بما يكنه ابني الكبير من حب وحنان وعطف لأخيه الصغير ،وبهذا سيؤلمه ما وقع عليه (اخيه الصغير) من ضرب ولكم بسببه وسيرتدع!!!! ..التجحيش لا يختلف عن مقاس تلك الصورة البشعة بل يتفوق عليها بشاعة كون اللكم والضرب في التجحيش يتمحور حول الوطء القسري المقزز..
مرة ثانية نرى بان المجتمع برجاحة العقول المنظمة لشؤونه جاءنا بحتمية التجحيش التي تنتهجها بعض الجماعات كعقوبة ولإيلام الزوج وردعه تلك نظرة اخرى آحادية الإتجاه.. فالمجتمع ينظر الى الرجل دائما وما يقع عليه من نفع او ضرر وكأن بقية افراد المجتمع مجرد دمى!! كيف يطالب المجتمع المرأة والتي يقر بانها مخلوق عاطفي وبأحاسيس مرهفة وذات بنية رقيقة كيف يطالبها بأن تلقي بكل هذا في سلة قمامة وأن تتعقل انتعال جسدها كعقوبة لسمو من يحمل عقلا كاملا حيث لا تغلبه العاطفة!!!!
لم تجد مجتمعاتنا بعقولها الثاقبة بعد البحث والتنقيب خير من تلك الوسيلة لحسم الموضوع وإعادة المياه الى مجاريها، فلا خير من انزال العقوبة بمن لم يرتكب الذنب ولم يخفق بالسيطرة على غضبه ليلقي يمين الطلاق مرارا وتكرارا !!! تلك هي رجاحة العقل وإلا فلا!!... وعلى المرأة ان تمضغ ما تقذفه تلك العقول من حلول عبقرية...
حسنا..
لماذا لا يجحش الرجل فللضرورة احكام،بشرط ان لاتلحق احكامها الضرر إلا بمن يستحقه!!! الرجل هنا يستحق التجحيش فيما لو اراد استعادة زوجته،كونه اخفق مرتين ،مرة في ان يكون رجلا راجح العقل متمكنا من عواطفه مسيطرا على انفعالاته وتشجناته وكما يراه المجتمع ويميزه لهذا،.. ومرة كونه لدغ من نفس الجحر اكثر من مرتين وهذا لا يليق بالمؤمن حتما.....
في تلك الصور وما شاكلها اكاد ان المس فجور العقل والتنكيل بالعاطفة، فلا حضور لرجاحة عقل ولا انسجام مع بنية عاطفية... نرى المرأة تارة تستغل كسوط لجلد الرجل حين يخفق،وتارة كهدية طائرة نحو المضاجع ، واخرى كوعاء جنسي يبصق فيه الرجل وكما يحلو له...وتارة كعلاج لتنشيط الفحولة وتجديد الشباب...
تستغل عاطفة المرأة وتضخم بقسوة لإبعادها عن معترك الحياة حيث ان دخولها في هذا المعترك وبمساواة مع الرجل سيأتي على مناصب قيادية ومقاعد برلمانية وحقائب وزارية يحلو للرجل ان تكون بحوزته وكما اعتاد عليه! والتضخيم يطرح ويسوق بشفافية عادة، وبغلو ناعم في بيان واستبيان رقة المرأة وعاطفتها الجياشة وطبيعتها البايولوجية التي تؤهلها لدور اعتى من تلك الأدوار إلا وهو الدور الأسري ما بين الجدران! وهكذا يبدو ابعادها عن ممارسة دورها كأنسان وكأنه منحة آلهية ،اما خنقها وحصرها في الدور الأنثوي فيبدو وكأنه ميزة خرافية المنفعة من ميزات القدر! إلا اننا نرى على الجانب الآخر وكما في تلك الصور كيف تمتهن المرأة فلا حساب او إحتساب لبنيتها العاطفية وتكوينها الرقيق ونصيبها الإمتهان والإذلال وبرجاحة عقل الرجل.. ..
يحضرني حديث لأحد رجال الدين والذي ظهر ظهورا حسنا على احدى الفضائيات ليتسائل بدهشة عن معنى المساواة!..وبعد ان استفاض بسرد الفوارق والقى الضوء على ما يناسب المرأة وما لا يناسبها وكأنه الناطق الرسمي بأسم الجنس الأنثوي على وجه البسيطة.. راح متزحلقا بالألفاظ المنمقة ليقول.. نحن مجتمعات تحترم المرأة وتقدسها نحن شعوب نخشى على المرأة من حفيف الشجر.. نحن قوم لا نرتضي بالمساواة..قالها بثقة.. ثم اردف متسائلا.. هل نرتضي ان تعمل المرأة شرطيا للمرور؟
ستلفحها الشمس وستتأثر بشرتها الناعمة..ستتعرق ويبتل جسدها الرقيق.....كيف نرضى بتلك المهانة لنسائنا... الخ
تصوروا..فضيلة الشيخ يخشى على النساء من لفحة الشمس ولا يخشى عليهن من وطء التجحيش،لا يخشى على فتاة صغيرة بين مخالب عجوز متصابي، لا يخشى على امرأة يطوف زوجها على ثلاث نساء قبل ان يباركها بليلة..لا يخشى على امرأة تدرك زوجها عازما على تجديد شبابه مع مراهقة..انها لفحة الشمس اذن والتعرق هذا كل ما يخشاه اصحاب العقول الراجحة.!..
في المجتمعات الذكورية لا غرابة في مثل تلك الصور... فهي تنزل الى الحضيض وحيث ينزل الرجل لتشرع لصالحه وصالح نزوله المبارك وبغض النظر عن اية تداعيات اخرى طالما الحضيض يريح الرجل فمرحى.... اما عاطفية المرأة وعقلانية الرجل فهي شماعة يعلق عليها كل صنوف التقهقر الأجتماعي وألوان اجهاض الحقوق ولصالح الديمومة الذكورية..
فاتن نور
06/04/18 Opinions